ﺍﻧﻄﺒﺎﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﻭﺣﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻊ ﺃﻃﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﻣﺎ ﺃﻋﺠﺒﻨﻲ .. ﻭﻣﺎﻟﻢ ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ

اثنين, 02/06/2023 - 19:21

ﺟﺮﺑﺖ ﻓﻲ ﻋﻨﺪﻳﺎﺗﻲ ﺃﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺧﻰ

ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﺪﻳﺔ، ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﻋﻘﺪ ﺣﺴﺎﺱ ﻗﻠﻴﻞ

ﺍﻟﺒﻨﻮﺩ :

ﺍﻟﺒﻨﺪ ﺍﻷﻭﻝ :

- ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻋﻠﻰ

ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﺃﻭ ﺗﻀﻠﻴﻠﻪ . ﻭﻳﻘﺪﻡ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺭﺅﻳﺘﻪ

ﻭﺗﻮﺟﻴﻬﻪ ﺣﺴﺐ ﻃﺎﻗﺘﻪ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮﻳﺔ، ﺧﺪﻣﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ

ﺑﻨﺰﺍﻫﺔ ﻭﺻﺪﻕ ﻣﻊ ﺫﺍﺗﻪ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﻴﺰ ﺃﻭ ﺇﻏﺮﺍﺽ ‏( ﺃﺩﺍﺀ ﺭﺳﺎﻟﺔ

ﺇﺻﻼﺡ ﻭﺗﻘﻮﻳﻢ ﺃﻭ ﺇﺑﺪﺍﻉ ‏) ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﺻﺎﻟﺔ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺗﻌﺒﻴﺮﺍ

ﻋﻦ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻤﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺮﺷﺪ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ .

- ﺑﻌﺪ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻙ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ

ﺧﻴﺎﺭﺍﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺤﺮﻙ ﺩﻭﻥ ﻣﻀﺎﻳﻘﺔ .

- ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ‏( ﺓ ‏) ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﺸﺨﻴﺺ ﺣﺎﻟﺔ

ﻣﺠﺘﻤﻌﻪ ﺳﻠﺒﺎ ﺃﻭ ﺇﻳﺠﺎﺑﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺷﻔﺎﻑ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﻲ، ﺑﻌﺪ ﻛﻞ

ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺇﻧﺠﺎﺯ، ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻟﻪ ﺃﻭ

ﻋﻠﻴﻪ ﺷﺨﺼﻴﺎ : ‏( ﺍﻟﺘﺤﻠﻲ ﺑﺎﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﺍﻷﺩﺑﻴﺔ ‏) .

ﺍﻟﺒﻨﺪ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :

ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺍﻫﺎ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻷﻭﻝ ﻟﻠﻄﺮﻑ

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ؛ ﻳﻠﺘﺰﻡ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ

ﺑﺘﻘﺪﻳﻢ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺓ :

- ﺍﻟﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ‏( ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﻟﻠﻜﺎﺗﺐ ‏) .

- ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﻊ ﺁﺭﺍﺋﻪ ﺍﻟﻤﻘﻨﻌﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺭﺷﺪﺍﺀ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ

ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﻋﻴﺔ . ﻭﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺧﺪﻣﺔ ﺫﺍﺕ ﻓﺎﺋﺪﺓ ﻋﻤﻮﻣﻴﺔ،

ﺩﻭﻥ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻣﺴﺒﻘﺔ ﺃﻭ ﺷﻌﺒﻮﻳﺔ ﺗﺤﺮﻳﻀﻴﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ .

- ﺍﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺍﻟﺴﻠﻮﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻸﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ

ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ، ﺩﻭﻥ ﻣﺤﺎﺳﺒﺘﻪ ﺃﻭ ﺗﺄﺛﻴﻤﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﺒﺔ

ﻹﻧﺠﺎﺯﻩ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﺍﻟﺤﻴﻮﻱ .. ﻣﺎﺩﺍﻡ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺨﻴﺎﺭ ﻓﻲ

ﺍﻟﺘﺒﻨﻲ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺮﻙ؛ ﻭﻣﺎﺩﺍﻣﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﻻ ﺗﻤﺲ ﺣﻘﺎ ﻋﺎﻣﺎ ﺃﻭ

ﺧﺎﺻﺎ ﺫﺍ ﺻﻠﺔ ﺑﻜﻴﺎﻥ ﻣﺠﺘﻤﻌﻬﺎ .

ﺍﻟﺒﻨﺪ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :

ﺧﻼﺻﺔ ﺍﻟﻌﻘﺪ

- ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺃﻥ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺤﺮﻳﺔ، ﻭ ﻳﻮﺟﻪ، ﻭﻳﺮﺍﻗﺐ، ﺛﻢ

ﻳﻘﻮّﻡ - ﻋﺒﺮ ﺭﺃﻳﻪ، ﺇﻋﺠﺎﺑﺎ ﺃﻭ ﻋﺪﻡ ﺇﻋﺠﺎﺏ - ﺃﺩﺍﺀ ﻧﺨﺒﺔ

ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ..

- ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ : ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺃﻥ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺑﻤﺎ ﻳﺮﺍﻩ ﻣﻔﻴﺪﺍ

ﻭﺟﺬﺍﺑﺎ ﻭﻣﻘﻨﻌﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ، ﻭﻳﺘﺮﻙ ﻣﺎ ﻻﻳﺮﺍﻩ ﻛﺬﻟﻚ

ﺩﻭﻥ ﺗﺤﺎﻣﻞ ﺃﻭ ﺗﻌﺼﺐ .

ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ :

ﻟﻘﺪ ﺣﻀﺮﺕُ ﺗﺤﺖ ﻃﺎﺋﻠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﺍﻟﻀﻤﻨﻲ ﻷﻛﻮﻥ

ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ

ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻣﻊ ﺃﻃﺮ ﻭﻻﻳﺔ

ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻱ ﻣﻨﺘﻤﻴﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ، ﺿﻤﻦ ﺍﻧﺘﻤﺎﺋﻲ

ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺍﻷﻭﺳﻊ ﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ؛

ﻭﻃﻨﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺘﺒﺖ ﺑﺈﺧﻼﺹ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺭﺑﻮﺓ ﺣﺎﻟﻤﺔ ﻣﻦ ﺭﻣﺎﻟﻪ

ﺍﻟﺤﺪﺑﺎﺀ، ﻭﻛﻞ ﺷﺎﻫﻖ ﻣﻦ ﺟﺒﺎﻟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻴﺒﺔ ﻭﺍﻟﺠﺮﺩﺍﺀ، ﻭﻋﻦ

ﺃﻣﻮﺍﺝ ﺑﺤﺮﻩ ﺍﻟﻄﺎﻣﻴﺔ، ﻭﺳﻬﻮﺑﻪ ﺍﻟﻔﺴﻴﺤﺔ، ﻭﻛﺘﺒﺖ ﻋﻦ ﺩﻭﻱ

ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻓﻲ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺻﺤﺮﺍﺋﻪ ﺍﻟﻤﺘﺮﺍﻣﻴﺔ، ﻭﻋﻦ ﺃﻧﻬﺎﺭﻩ ﺍﻟﺰﺍﺧﺮﺓ،

ﻭﺳﻮﺍﻗﻴﻪ ﺍﻟﺪﺅﻭﺑﺔ، ﻭﻋﻦ ﻛﻞ ﺷﺠﺮﺓ ﻗﺎﻧﺘﺔ، ﺃﻭﺯﺭﻋﺔ ﻭﺍﻋﺪﺓ،

ﺃﻭ ﻧﺠﻤﺔ ﻳﺎﻧﻌﺔ .

ﻭﻛﺘﺒﺖ ﻋﻦ ﺇﻧﺴﺎﻧﻪ : ﺃﺳﻤﺮ ﻭ ﺃﺣﻤﺮ، ﻭﺃﺻﻔﺮ، ﻭﺃﺑﻴﺾ،

ﻭﻃﻴﻔﻴﺎ .. ﻭﻛﺘﺒﺖ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻧﻐﻤﺔ ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ ﺍﺑﺘﺪﻋﻬﺎ

ﺫﻟﻚ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ، ﻭﻋﻦ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺠﻨﺤﺔ ﺃﻧﻄﻘﻬﺎ،

ﻭﻛﻞ ﻓﻜﺮﺓ ﺗﺼﻮﺭﻫﺎ ﻭﺃﺩﺭﻛﺘﻬﺎ، ﻭﻛﻞ ﺣﻠﻢ ﺣﻠﻤﻪ، ﻭﻛﻞ ﻇﻞ

ﻣﺪﻩ، ﻭﻛﻞ ﻗﻴﻤﺔ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻧﺸﺮﻫﺎ .

ﻭﻛﺘﺒﺖ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺼﺎﺏ ﺑﻌﻤﻰ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺎﺕ

ﻭﺍﻟﻠﻐﺎﺕ ﻟﻤﺎ ﺣﺒﺎﻧﻲ ﺭﺑﻲ ﺑﺄﻥ ﻟﻢ ﻳﺮﻛﺐ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺟﻬﺎﺯ

ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﻭﺍﻟﻔﻮﺍﺭﻕ، ﻛﻠﻤﺎ ﺗﻌﻠﻖ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﻮﻃﻨﻲ ﻓﻠﻴﺎﺀ

ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺪﻱ ﺩﻻﻟﺔ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ، ﻭﻣﺎ ﻳﻌﻨﻴﻨﻲ ﻫﻮ ﺍﻷﺭﺽ

ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻋﻦ ﻗﺮﺏ ﻻ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﻷﻥ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ

ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻲ : ﻣﻦ ﺗﺨﻮﻡ ﺃﺯﻭﺍﺩ ﺷﺮﻗﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻂ " ﺍﻟﻤﻴﺰ"

ﺇﻟﻰ ﺑﺴﺎﻁ "ﺗﺎﺭﺩ" ﻋﻠﻰ ﺷﺎﻃﺊ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻈﻠﻤﺎﺕ ﻏﺮﺑﺎ، ﻭﻣﻦ

ﻣﻼﻣﺢ " ﺍﺗﻮﺍﺭﺍﺱ" ﺍﻟﺨﺼﺒﺔ ﺷﻤﺎﻻ ﺇﻟﻰ ﺳﻤﺮﺓ " ﺍﻧﺠﺎﻏﻮ"

ﺍﻟﺨﺼﻴﺒﺔ ﺟﻨﻮﺑﺎ .

ﻭﻋﻠﻰ ﺃﺩﻳﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺭﺽ ﺳﺎﻣﺮﺕ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ

ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﺩ، ﻭﺷﻨﻔﺖ ﺃﺫﻧﻲ ﺑﻬﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﻫﺐ "ﻟﻤﺮﻳﺔ"

ﻭﺍﺳﺘﻤﻌﺖ ﻟﻠﺤﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﺓ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻓﺠﺎﺝ ﺟﺒﺎﻝ

ﺁﺩﺭﺍﺭ، ﻭﻋﺎﻧﻘﺘﻨﻲ ﺳﺎﺣﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻬﺎﺩﺭ، ﻭﺩﺍﻋﺒﺘﻨﻲ ﺭﻳﺎﺡ

ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺍﻟﻨﺪﻳﺔ، ﻭﺍﻧﺤﻨﻴﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﻋﻮﺍﺻﻒ ﺍﻟﻤﻄﺮ، ﻭﻃﻮﻳﺖ

ﺛﻴﺎﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺭﻳﺢ ﺍﻟﺴﻤﻮﻡ ..

ﻟﻘﺪ ﻣﺮﺕ ﺳﻦ ﻗﻠﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﺩﻭﻥ ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺄﻱ ﻛﻠﻞ ﺃﻭ

ﻣﻠﻞ، ﺑﻞ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻭﻟﻌﺎ ﻭﺍﻧﺠﺬﺍﺑﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﺍﻟﻔﺎﺗﻦ،

ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺸﺤﻮﺏ ﺍﻷﻟﻴﻒ، ﻭ ﺍﻟﻨﺪﺭﺓ ﺍﻟﻤﻮﺣﻴﺔ، ﻭﺟﺮﺍﺣﺎﺕ

ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ ﺍﻟﻤﺘﺘﺎﻟﻴﺔ .

ﻭﻋﻠﻴﻪ ﻓﺈﻧﻨﻲ ﺇﺫ ﺃﻛﺘﺐ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﻛﺘﺐ ﻋﻨﻬﺎ

ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺴﻘﻂ ﺭﺃﺳﻲ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻋﺎﺑﺮ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺟﺰﺀ

ﻣﻦ ﻛﻞ ﻳﺴﻜﻨﻨﻲ ﻛﻤﺎ ﺃﺳﻜﻨﻪ ﻫﻮ ﻭﻃﻨﻲ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ .

1

ﻣﺎ ﺃﻋﺠﺒﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﺨﺎﻣﺔ ﻣﻊ ﺃﻃﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ

ﻟﻘﺪ ﺃﺧﺬﺕ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻋﺎﺕ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ

ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺗﺮﻛﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺗﺴﺮﺡ ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﻮﺍﺋﻖ

ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺤﻮﻝ ﺑﻴﻦ ﺣﻮﺍﺳﻲ ﻭﺑﻴﻦ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ

ﺍﻟﻤﺘﺪﻓﻘﺔ ﺃﻣﺎﻣﻲ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ :

ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺍﻷﻭﻝ :

ﺃﻭﺣﻰ ﻟﻲ ﻣﺠﻤﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻟﺪﻯ ﺭﺋﻴﺲ

ﺍﻟﺒﻼﺩ - ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﻔﻪ ﻋﺎﺩﺓً ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻮﻓﻖ- ﻭﻫﻮ ﻭﺿﻮﺡ ﻟﻴﺲ

ﺣﻮﻝ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ، ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻓﻀﺎﺀ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﻤﻞ

ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ، ﻭﺣﺪﻫﺎ؛ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ

ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ

ﻋﻤﻮﻣﺎ .

ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :

ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺴﻠﻴﻢ ﻣﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﺨﺎﻣﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﻕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ

ﺍﻟﺤﺮﺝ، ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﻛﻮﻓﻴﺪ 19 ﻭ ﻣﺼﺎﻋﻔﺎﺕ ﺣﺮﺏ ﺃﻭﻛﺎﺭﺍﻧﻴﺎ

ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗﺤﺮﻳﻚ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﺧﻴﺮﺍ ﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ

ﺑﺤﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﺼﻔﺮ ﻋﻨﺪﻫﻢ

ﺇﻻ ﺗﺴﻌﻮﻥ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﺳﺎﻋﺔ ﻭﻧﺼﻒ ﻣﻦ ﺃﺻﻞ 24 ﺳﺎﻋﺔ، ﻷﻥ

ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﺑﻔﻌﻞ ﻓﺎﻋﻞ ﻣﺎ، ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺟﺤﻴﻤﻴﻦ : ﺟﺤﻴﻢ

ﺍﻟﺠﻮﻉ ﺍﻟﺒﺪﻧﻲ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻲ، ﻭﺟﺤﻴﻢ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ..

ﻭﺗﻤﺘﻄﻲ ﻧﺨﺒﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﺭﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ

ﺍﻟﻤﺮﻳﻌﺔ : ﻣﺮﺍﻛﺐ ﺍﻟﻤﻜﺎﺑﺮﺓ ﺍﻹﻋﻼﻣﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻣﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﺑﻴﺔ،

ﻭﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻰ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ، ﻭﺍﻹﻓﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺮ

ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ، ﻭﺍﻟﻐﺒﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ، ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ

ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺷﺒﻪ ﻣﺆﻛﺪ ﻋﻨﺪﻫﻢ .

ﻭﻣﺎ ﻓﻬﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺪﺧﻼﺕ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﺨﺎﻣﺔ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ

ﻭﺭﺍﺀ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻣﺎ ﻳﻌﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻴﻮﻡ . ﻭﻟﺬﺍ ﺧﺼﺺ

ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺓ ﻟﺘﺸﻴﻴﺪ ﻣﺮﻓﻖ ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﺍﺗﻘﺎﺀ ﻟﻠﻐﻮﻝ

ﺍﻟﺠﺴﺪﻱ : ﺍﻟﺠﻮﻉ . ﻭﺣﻔﻈﺎ ﻟﺸﺮﻑ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻛﺬﻟﻚ .

ﻭﻣﻦ ﺗﺸﺮﻳﻒ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﻋﻨﺪﻱ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﺎﺭ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻣﻦ

" ﻗﻮﺍﺭﺑﻬﺎ" ﻗﺎﺭﺏ ﻧﺠﺎﺓ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ، ﻭ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ

ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﺨﺎﻣﺔ ﻧﻔﺴﻪ .

ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :

ﺃﻥ ﺛﻤﺔ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﺑﻴﻦ ﻣﺪﻯ ﺭﺅﻳﺔ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ

ﻭﻣﺴﺎﻋﺪﻳﻪ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﻴﻦ، ﻓﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ،

ﻭﻋﺪﻡ ﺍﺩﻋﺎﺀ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻨﺠﺰ، ﻹﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ

ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ، ﻣﻊ ﻓﺘﺢ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺃﻧﺠﺰ ﻓﻌﻼ،

ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺕ ﻭﺍﻋﺪﺓ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﺎﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑﻌﺪُ ،

ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺯﻣﻦ ﻛﺎﻑ ﻹﻛﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻬﺎﻡ .

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻤﻴﻞ ﺧﻄﺎﺏ ﺃﻏﻠﺐ ﻓﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺪﺃ

ﺃﻧﻪ : " ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻹﻣﻜﺎﻥ ﺃﺑﺪﻉ ﻣﻤﺎ ﻛﺎﻥ ." ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺮﻱ .

ﻣﻊ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﻋﻜﺴﺘﻬﺎ ﻋﺮﻭﺽ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ

ﺳﺄﻋﺮﺝ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻻﺣﻘﺎ .

ﻭﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﺑﻴﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﻭﺑﻴﻦ

ﺟﻬﺎﺯ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﻃﺒﻴﻌﻴﺎ ﺑﺤﻜﻢ ﺩﺭﺟﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ

ﻭﺍﻟﺠﺰﺋﻴﺔ، ﻫﺬﺍ ﻣﺎﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﻣﺪﻋﺎﺓ ﻟﺘﻨﺸﻴﻂ ﺁﻟﻴﺔ

ﻻﻣﺘﺼﺎﺹ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻟﻠﺮﺅﻳﺔ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ، ﻭ

ﺇﻓﺮﺍﻏﺎ ﻋﻤﻠﻴﺎ ﻟﻄﻤﻮﺣﻪ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ ﺇﻟﻰ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﺎ

ﻣﺰﺩﻫﺮﺓ . ﻭﻳﺘﺄﺗﻰ ﺍﻣﺘﺼﺎﺹ ﻓﺮﻳﻖ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻱ ﻟﻤﻀﺎﻣﻴﻦ

ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ، ﺗﻌﺒﻴﺮﺍ ﻣﻨﻬﻢ ﺇﻣﺎ : ﻋﻦ ﻋﺴﺮ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﺘﻴﻌﺎﺏ،

ﻭﺇﻣﺎ ﻋﺠﺰﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺍﺀ، ﻭﺇﻣﺎ ﺍﺭﺗﺒﺎﻛﺎ ﻭﺗﻬﻴﺒﺎ .. ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺣﺪﻳﺚ

ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺃﺑﺎﻥ ﻋﻦ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺇﻧﺼﺎﻑ ﻓﺮﻳﻘﻪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻭﺍﻟﺪﻓﺎﻉ

ﻋﻨﻪ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﻋﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺑﻠﺒﺎﻗﺔ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻒ، ﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ

ﺗﻌﺎﻃﻒ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺮﺍﺧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬ . ﻭﻟﻌﻞ ﺇﻟﺰﺍﻣﻪ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ

ﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﺠﻬﻴﺰ ﺑﺈﻧﺠﺎﺯ ﻃﺮﻕ ﺭﻭﺻﻮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺎﺡ

ﺍﻻﺳﺘﻌﺠﺎﻝ ﺭﻏﻢ ﺗﺒﺮﻳﺮ ﺍﻟﺘﺄﺧﺮ ﺑﺘﻬﺎﻟﻚ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻟﺼﺮﻑ

ﺍﻟﺼﺤﻲ، ﻭﺭﺩ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺰﻋﺔ ﺍﻟﺘﺒﺮﻳﺮﻳﺔ ﺑﺄﻥ ﺣﺎﻟﺔ

ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﻌﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻵﻥ، ﻧﻘﺪ

ﻛﺎﻥ ﻧﻘﺪﺍ ﺫﺍﺗﻴﺎ ﻣﺸﻜﻮﺭﺍ، ﻭﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﺠﺴﺮ ﻫﺬﺍ

ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺕ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻈﻮﺭﻳﻦ، ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻋﻤﻠﻲ ..

ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ :

ﺍﺗﻀﺎﺡ ﺧﺎﺻﻴﺔ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻻ ﻟﺒﺲ ﻓﻴﻬﺎ، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ

ﺍﻟﺤﻨﻜﺔ، ﻭﺍﻟﻜﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮﺕ ﻋﺒﺮ ﺗﺼﺤﻴﺤﺎﺕ، ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ

ﺗﺴﻮﻳﻎ، ﻭﺩﻓﻊ ﺃﻓﻜﺎﺭ ﺗﺸﺎﺅﻣﻴﺔ، ﺃﻭ ﺗﻨﺤﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﺳﻠﺒﺎ

ﺃﻭ ﺇﻳﺠﺎﺑﺎ .

ﺇﺿﺎﻓﺔ ﻟﺘﺤﻜﻢ ﻛﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺧﻴﻮﻁ ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ ﻭﺣﻞ ﺗﺸﺎﻛﺎﺑﻜﺎﺕ

ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻇﺮﻳﻦ .

ﻟﻘﺪ ﻇﻬﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺃﺳﻤﻴﻪ ﺧﻂ ﺍﻷﻓﻖ

ﺍﻟﻔﺎﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻭﻣﺮﺅﻭﺳﻴﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ

ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﻣﻊ ﺃﻃﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﻂ ﻫﻮ ﻣﺤﻚ

ﺣﻘﻴﻘﻲ ﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﻣﻮﺿﻮﻋﻲ ﻟﻜﺎﺭﻳﺰﻣﺎ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ﻭﺃﻫﻠﻴﺘﻬﺎ، ﻓﻲ

ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮﺓ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ، ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻃﺮ ﻭﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ، ﻭﻫﻮ ﻭﺿﻊ

ﻳﻌﻄﻲ ﺍﻟﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻔﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺰﻳﻔﺔ ﻟﻜﻞ ﻭﺯﻳﺮ، ﻓﻲ

ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺍﻟﻄﺎﻗﺎﺕ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻟﺪﻳﻪ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺜﻞ ﺍﻟﺤﺴﺎﻧﻲ ﻓﻲ

ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻘﺎﻡ : " ﺍﻟﻲ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺷﻲ ﺩﺍﺭﺗﻪ" ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﻌﺮﺏ : "ﻻ

ﻋﻄﺮ ﺑﻌﺪ ﻋﺮﻭﺱ ."

ﻭﺃﺗﺼﻮﺭ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ، ﺃﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﻩ

ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺎﺕ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﻟﻮﺯﺭﺍﺋﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ :

- ﺃﻥ ﻳﺪﻓﻌﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺃﺗﻮﻥ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ، ﻟﻴﺲ ﺃﻣﺎﻡ ﻟﺠﻨﺔ

ﻗﺪ ﺗﺤﺎﺑﻲ ﺃﻭ ﺗﺘﻐﺎﺿﻰ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻬﻨﺎﺕ ﻭﺍﻷﺧﻄﺎﺀ، ﺑﻞ

ﺃﻣﺎﻡ ﻟﺠﻨﺔ ﺗﺤﻜﻴﻢ ﻣﻮﺳﻌﺔ ﻻ ﻳﻌﻨﻴﻬﺎ ﻣﺎ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﻗﺪ

ﺭﺍﺟﻊ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻣﺘﺤﺎﻧﻪ ﺃﻡ ﻻ؟ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻌﻨﻴﻬﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪﺍ ﺃﻥ ﺗﺼﺪﺭ

ﺣﻜﻤﺎ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎ ﻏﻴﺮ ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻼﺳﺘﺌﻨﺎﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﻨﻲ، ﻟﻴﺘﻔﺮﻕ ﺩﻣﻪ

ﻓﻮﺭﺍ ﺑﻴﻦ ﺃﺷﺘﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ، ﻭﻟﻴﻨﺸﺮﻭﺍ ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻀﻮﺀ

ﺍﻟﻜﺎﺷﻒ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ .. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻲ ﺃﻋﺘﻘﺪﻩ ﺳﻠﻴﻤﺎ

ﻭﻓﻌﺎﻻ ﻭﻣﺒﺘﻜﺮﺍ ‏( ﻟﻴﻬﻠﻚ ﻣﻦ ﻫﻠﻚ ﻋﻦ ﺑﻴﻨﺔ ﻭﻳﺤﻴﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﻲ

ﻋﻦ ﺑﻴﻨﺔ ‏) .

- ﺗﺄﻛﻴﺪ ﺃﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻟﻴﺲ ﻛﺄﺣﺪ ﻣﻦ ﻭﺯﺭﺍﺋﻪ، ﻭﻻ

ﻛﻜﻞ ﻭﺯﺭﺍﺋﻪ ﺃﻳﻀﺎ؛ ﺑﻞ ﺇﻥ ﺛﻤﺔ ﻣﺴﺎﻓﺔ ﻣﻌﺘﺒﺮﺓ ﻳﻼﺣﻈﻬﺎ

ﺍﻟﻤﺘﻔﻄﻦ ﻭﻏﻴﺮﻩ، ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ . ﺳﻮﺍﺀ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻟﻴﺔ

ﻋﻦ ﻗﺼﺪ ﻣﺴﺒﻖ ﺃﻭ ﻋﻦ ﻏﻴﺮ ﻗﺼﺪ . ﻓﺎﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻭﺻﻠﺖ .

ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ :

ﺃﻥ ﻣﺴﺎﺭ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺍﻷﻃﺮ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ، ﺍﺗﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﻓﺮﺽ

ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻹﻳﻘﺎﻉ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻲ ﻟﻼﺟﺘﻤﺎﻉ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻣﺘﻨﺎﻣﻴﺔ،

ﻣﻤﺎ ﺃﻇﻬﺮ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﻭﺍﺿﺤﺎ ﺑﻴﻦ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﻢ

ﺍﻷﺟﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻘﻨﻌﺔ ﻭﺳﺮﻋﺔ ﺗﻜﻴﻔﻬﻢ ﻣﻊ ﺍﻹﻳﻘﺎﻉ .. ﻭﻳﺴﻤﻲ

ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻔﺮﻕ ﻓﻲ ﻣﻴﺰﺓ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ

ﻛﻠﻤﺎ ﻃﺎﻟﺖ ﺍﻟﻤﺒﺎﺭﺍﺓ .

ﻟﻘﺪ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺿﻤﻦ ﻭﺗﻴﺮﺓ ﺃﺩﺍﺀ ﻣﻴﺪﺍﻧﻲ ﻟﻢ

ﻳﺘﻜﻴﻒ ﻣﻌﻬﺎ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﻜﻨﻪ ﺻﺒﺮ ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ، ﻭﺃﺭﻫﻘﺖ ﺑﻌﻀﻬﻢ

ﺑﺸﻜﻞ ﻭﺍﺿﺢ . ﻭﻟﻺﻧﺼﺎﻑ ﻓﻘﺪ ﺃﺑﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻋﻦ

ﺃﺻﺎﻟﺔ ﻭﻣﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩ .

ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ

ﺣﺘﻰ ﻻ ﺃﻇﻠﻢ ﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﻓﺤﻜﻤﻲ ﻣﻘﺼﻮﺭ

ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﺷﺎﺭﻛﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻓﻘﻂ . ﻣﻊ

ﺍﺣﺘﻔﺎﻇﻲ ﻟﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﺑﺬﺍﻛﺮﺓ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ، ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ

ﻣﻨﻲ ﺑﻬﻢ . ﺳﻮﺍﺀ ﺣﻀﺮﻭﺍ ﺃﻡ ﻻ .

ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ :

ﺃﻋﺠﺒﺘﻨﻲ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻮﺭﺯﺍﺀ ﻓﻲ ﺗﻘﺎﺭﻳﺮﻫﻢ ﻋﻦ

ﻗﻄﺎﻋﺎﺗﻬﻢ ﻭﻣﻮﺿﻮﻋﻴﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺽ، ﻭﺇﻳﺠﺎﺯﻫﻢ ﻓﻲ

ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻭﺗﻜﻤﻴﻞ ﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻌﻬﻢ ﻗﺒﻞ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻻﻓﺘﺮﺍﺿﻲ

ﻟﻠﻮﺍﺟﺐ، ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻣﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﻮﺿﻮﻉ - ﻭﻟﺘﺴﻤﺤﻮﺍ ﻟﻲ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﺳﺘﺎﺫ

ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺃﻣﺘﻬﻦ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ- ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺃﺱ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ

ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻡ ﺗﻘﺮﻳﺮﻩ ﺇﺟﺎﺑﺎﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻧﺎﺑﻀﺔ ﻓﻲ

ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ . ﻭﻗﺪ ﺑﺪﺍ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﻠﻘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ

ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ، ﻟﻤﺎ ﺍﺗﺴﻢ ﺑﻪ ﺃﺩﺍﺅﻩ ﻣﻦ ﺛﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺲ،

ﻭﻭﺍﻗﻌﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻀﻤﻮﻥ، ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﻀﺨﻢ ﺃﺭﻗﺎﻡ ﺍﻟﺘﺴﺠﻴﻞ،

ﺑﻞ ﺃﺗﻰ ﺑﻬﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ، ﻣﻤﺎ ﺃﻛﺴﺐ ﻟﻬﺠﺘﻪ ﺗﻘﺒﻼ ﻭﻣﻌﻄﻴﺎﺗﻪ

ﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻃﺮ ﺇﺟﺎﺑﺎﺗﻪ ﺣﻮﻝ ﻣﺨﺮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﺸﺎﻭﺭ

ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻸﺣﺰﺍﺏ ﺗﺄﻃﻴﺮﺍ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻭﺍﻟﺘﻬﻮﻳﻢ،

ﻭﺍﻟﻤﻜﻤﻼﺕ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ؛ ﻓﻜﺎﻥ ﺗﻘﺮﻳﺮﻩ ﺑﺪﻟﻚ ﻭﺍﻓﻴﺎ ﺑﺎﻟﻤﻄﻠﻮﺏ،

ﻛﻤﺎ ﻟﻮﺣﻆ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﻮﺍ ﺃﻗﻼﻣﻬﻢ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺎ .

ﺛﻢ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻣﻪ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻣﻔﺼﻼ ﺗﻔﺼﻴﻼ

ﻣﻄﻠﻮﺑﺎ، ﺃﺟﺎﺏ ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ

ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ، ﻭﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ﺑﺈﻟﺤﺎﺡ .

ﺛﻢ ﺟﺎﺀ ﺗﺪﺧﻞ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺣﻮﻝ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ

ﻓﻜﺎﻥ ﺩﻗﻴﻘﺎ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﻭﺩﺍﻻ ﻋﻠﻰ ﺣﻔﻆ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻟﻤﻠﻔﻪ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ

ﻏﻴﺐ . ﻭﺟﺎﺀﺕ ﺗﻜﻤﻠﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻨﺴﺐ

ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻨﻘﺎﻁ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻣﻮﻓﻘﺔ ﻭﻣﻄﻤﺌﻨﺔ

ﻟﻠﺨﻮﺍﻃﺮ، ﻟﺪﻯ ﻣﻦ ﻓﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﻃﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ ﻗﺪ

ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻝ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﻋﻦ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻓﻲ

ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ . ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻄﻤﺄﻧﺔ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻟﻤﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﻠﻬﺎ .

ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺃﺩﺍﺀ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻘﻨﻌﺎ ﻭﻣﻮﺟﺰﺍ، ﻟﻢ ﻳﺰﺩ ﻋﻠﻰ

ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻘﺺ ﻋﻨﻪ، ﻓﺘﻼﺀﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ . ﻭﻫﻲ

ﺧﺎﺻﻴﺔ ﻋﻬﺪﺗﻬﺎ ﻓﻴﻪ ﻳﻮﻡ ﻛﻨﺖ ﺃﺩﺭﺳﻪ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ

ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ .

ﺃﻣﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻨﻢ ﻋﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺟﻴﺪﺓ ﻟﻤﻠﻔﻪ،

ﻋﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﺄﻧﺎﻗﺔ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ .

ﻭﺯﻳﺮﺓ ﺍﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻗﺪﻣﺖ ﻋﺮﺿﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﺬﻟﺖ

ﺟﻬﺪﺍ ﻣﺤﻤﻮﺩﺍ ﻓﻲ ﺇﻋﺪﺍﺩﻩ .

ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻗﺪﻡ ﺧﻄﺎﺑﺎ ﻣﻘﻨﻌﺎ ﻣﻔﻴﺪﺍ، ﻓﺄﺑﻠﻎ ﻋﻦ ﺇﻧﺠﺎﺯﺍﺕ

ﻭﻭﻋﺪ ﺑﺄﺧﺮﻯ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﻭﻣﻄﻠﻮﺑﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ، ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ .

ﻭﺃﻃﺮ ﻛﻠﻤﺘﻪ ﺑﺈﻃﺎﺭ ﺟﻤﻴﻞ ﺗﺮﻙ ﺃﺛﺮﺍ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ

ﺍﻟﺼﺎﻣﺘﺔ ﻣﻦ ﺃﻃﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ . ﺑﻞ ﺇﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﻭﻟﻴﻦ ﻓﻲ

ﺍﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﺍﻟﺨﻠﻔﻴﺔ ﺭﺃﻭﺍ ﻓﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺧﻴﺮ

ﻹﺳﻌﺎﻑ ﺗﺪﺧﻼﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻃﺮ، ﻋﺎﻧﺖ ﻋﻨﺪ ﺇﺧﺮﺍﺟﻬﺎ ﻣﻦ

ﺟﻔﺎﻑ ﺷﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺸﺮﺓ، ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺮﻕ ﺃﻭ ﻓﻘﺮ ﺍﻟﺪﻡ، ﺃﻭ

ﺍﻟﺴﻌﺎﻝ ﺍﻟﺪﻳﻜﻲ، ﺃﻭ ﻧﻘﺺ ﺭﻃﻮﺑﺔ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺃﻭﻋﺴﺮ ﻓﻲ

ﻣﻴﻼﺩﻫﺎ .. ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻣﺎ ﻋﺎﻧﺖ ﻣﻨﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺪﺧﻼﺕ ﺍﻟﻤﻔﺠﻌﺔ

ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ، ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺑﺎﻃﻨﻴﺔ ﻭﺧﺎﺭﺟﻴﺔ؛ ﺭﻏﻢ ﺗﻮﻗﻊ ﺟﻮﺩﺗﻬﺎ

ﻗﺒﻞ ﺇﺧﺮﺍﺟﻬﺎ . ﻭﻧﺤﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻻ ﺑﻤﺎ ﻛﻨﺎ ﻧﺘﻮﻗﻊ .

ﻫﺬﺍ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﻨﺴﻰ ﻣﺎ ﺍﻧﻄﻮﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺪﺧﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ

ﺗﺆﻛﺪ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ، ﺣﻴﺚ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﺍﻟﺠﻴﺪ ﺿﻤﻦ

ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺍﻟﻌﺚ، ﻭﺟﺰﻯ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﺎ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﺨﺎﻣﺔ ﺧﻴﺮﺍ ﺇﺫ ﺳﻤّﻦ

ﺑﻌﺾ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺪﺧﻼﺕ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺫﺑﺤﻬﺎ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺠﻞ

ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺷﺤﻤﻬﺎ ..

ﻭﻟﻘﺪ ﺭﺍﺟﻊ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﺮﺍﺭﺍ ﻓﻲ ﺇﺛﺮ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﺪﺧﻼﺕ،

ﻟﻜﻦ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﺨﺎﻣﺔ ﺍﺳﺘﻨﺒﻂ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻹﺟﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ،

ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﺃﻭﻝ ﺧﻴﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻃﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﻭﻟﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺁﺧﺮﻩ

ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ .

ﻟﻘﺪ ﺗﺪﺭﺟﺖ ﺗﺪﺧﻼﺕ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻟﺒﺎﻗﻴﻦ ﻭﺭﺋﻴﺲ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ

ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﺮﻳﻦ ﺍﻟﻔﻨﻴﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺑﻴﻦ ﻋﺪﻣﻬﺎ، ﺣﺴﺐ ﺗﺮﺗﻴﺐ

ﺃﺣﺘﻔﻆ ﺑﻪ ﻟﻨﻔﺴﻲ . ﻭﻣﺎ ﺫﻛﺮﺗﻪ ﻫﻮ ﻣﺠﺮﺩ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻣﻦ ﻋﺪﺩ

ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺪﺧﻼﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺿﺎﻓﺖ ﻭﺃﺿﻔﺖ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻭﺛﺮﺍﺀ

ﻟﻠﺠﻠﺴﺔ .

ﻭﻗﺪ ﻟﻔﺘﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻨﻲ

ﻓﻮﺟﺌﺖ ﺑﺄﻥ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﺘﻮﺍﻩ

ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ، ﻓﺤﺘﻰ ﺭﺟﺎﻝ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺃﻳﻀﺎ، ﻟﻜﻦ

ﺑﻔﺎﺭﻕ ﺟﻠﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﻓﻘﺮﺍﺀ ﺍﻷﻃﺮ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﻣﻄﺎﻟﺐ

ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺴﻘﻮﻑ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺍﻷﻃﺮ ﻣﺠﻬﺮﻳﺔ .

ﻭﻛﻨﺖ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻷﻃﺮ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﺩﻳﻴﻦ ﻫﻢ

ﻭﺣﺪﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﻄﻠﺐ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ . ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ

ﻣﻘﺴﻢ ﺍﻷﺭﺯﺍﻕ ﻭﺍﻟﻘﻨﺎﻋﺔ .

ﻻﺣﻈﺖ ﺗﺒﻌﺎ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻠﻄﻴﻔﺔ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺟﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻀﺨﻢ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ

ﺍﻟﻄﺎﺣﻦ ﻻﻳﺮﻳﺪ ﺃﺭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻭﻥ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﻥ

ﻳﺘﻘﻠﺺ ﻫﺎﻣﺶ ﺭﺑﺤﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺃﺣﺮﻯ

ﻓﺘﻌﺠﺒﺖ ﺃﻛﺜﺮ .

ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﺴﻌﻰ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﺨﺎﻣﺔ ﻟﻨﺰﻉ ﻓﺘﻴﻞ ﺍﻟﺤﺴﺎﺳﻴﺔ

ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ ﻣﻔﻴﺪﺍ ﺟﺪﺍ

ﻭﻣﻮﻓﻘﺎ، ﻭﻗﺪ ﻧﺠﺢ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺍﻣﺘﺼﺎﺹ ﺍﻻﺣﺘﻘﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺰﺍﻳﺪ

ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ . ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻜﻴﻴﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺫﻛﺮ ﻣﻼﺋﻤﺎ ﻟﺘﺒﺮﻳﺪ

ﺳﺨﻮﻧﺔ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻟﻄﺮﻓﻴﻦ .

2

ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ

ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ :

ﺑﺼﺪﺩ ﺍﻧﻔﻌﺎﻝ ﻭﺍﻟﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ، ﺍﻟﻤﻮﺻﻮﻑ ﺑﺎﻟﻜﻔﺎﺀﺓ - ﺣﺴﺐ

ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻴﻦ - ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻐﻮﻏﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺼﻔﺖ

ﺑﻬﺎ ﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ، ﻣﻊ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﺃﻥ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻻ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﺄﻧﻪ

ﺇﻃﺎﺭ، ﺇﻻ ﺇﺫﺍ ﻗﺼﺪﻧﺎ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻺﻃﺎﺭ؛ ﻭﺭﻏﻢ ﺍﻓﻮﺿﻰ

ﺍﻟﻤﺪﺍﻧﺔ ﻓﺈﻥ ﻭﺻﻒ ﻭﺍﻟﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻡ ﻝ" ﺃﻃﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ -

ﻛﻼ - ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﻦ" ، ﻭﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﺳﻤﻰ ﻣﺤﻔﻞ ﻭﻃﻨﻲ،

ﺃﻣﺮ ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻠﺪﻫﺸﺔ . ﻭﻗﺪ ﺣﺰ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﺑﻞ ﺳﺮﺕ ﺇﻟﻴﻬﺎ

ﺧﻮﺍﻃﺮ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﺭﺗﻴﺎﺡ ﻛﻨﺖ ﺃﻋﺘﻘﺪ ﺃﻧﻨﻲ ﻧﺴﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﻣﺤﻄﺔ

ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﺔ، ﻟﻮ ﻳﺼﺪﻕ ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻤﺜﻠﻲ،

ﺧﺎﺻﺔ ﺃﻥ ﻭﺍﻟﻴﻨﺎ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻡ ﻣﺴﻤﻮﻉ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ ﺭﻋﻴﺘﻪ،

ﻭﺍﻟﺸﻬﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﺘﻪ ﻣﻦ ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻣﺒﺮﺯﻭﻥ . ﻭﺑﻨﺎﺀ

ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺑﻜﻞ ﺃﺧﻮﻳﺔ ﺃﻥ ﺑﺴﺤﺐ ﻋﻠﻨﺎ،

ﺣﻜﻤﻪ ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﻃﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ، ﻷﻥ

ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﺮﻉ ﻋﻦ ﺗﺼﻮﺭﻩ . ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻨﻬﻢ

ﻓﺒﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻨﻬﻢ .

ﻛﻤﺎ ﺃﻃﺎﻟﺒﻪ ﻣﺴﺘﻘﻼ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﻱ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺑﻤﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮﻩ ﺍﻟﺒﻌﺾ

ﺇﻫﺎﻧﺔ ﻟﻪ ﻭ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺮ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻣﻴﻦ ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ،

ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻻﻳﻌﺮﻑ ﻫﺆﻻﺀ ﻓﺄﻧﺎ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﺘﻌﺮﻳﻔﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﺍﺣﺪﺍ

ﻭﺍﺣﺪﺍ .

ﻟﻘﺪ ﺣﻀﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻦ ﺟﻮﺍﻧﺤﻪ ﺇﻻ ﻋﺰﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ

ﻭﺟﻮﺩﺓ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ﻭﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ، ﻭﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ ﻭﺗﺤﻤﻞ

ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ . ﻭﻗﺪ ﺟﺎﻟﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺇﺳﻜﺎﺕ ﺍﻟﻀﺠﺔ

ﺍﻟﺠﺎﺭﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺛﺎﺭﻫﺎ ﺍﻹﻋﻼﻥ ﻋﻦ ﻻﺋﺤﺔ ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻴﻦ؛ ﻭﻟﺬﻟﻚ

ﻓﻮﺻﻒ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻭﺍﻟﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻷﻃﺮ ﺑﺄﻧﻬﻢ " ﻟﻴﺴﻮ

ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﻦ" ﺃﻣﺎﻡ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺭﺟﺎﻝ

ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺮﺍﺟﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻣﺤﻞ

ﻟﺴﺠﻮﺩ ﺑﻌﺪﻱ، ﻟﺰﻡ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺟﺮﺍﺀ ﻧﻘﺺ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻣﻦ

ﺳﻨﻦ ﺍﻟﺴﻠﻮﻙ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺯﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻞ، ﻫﻤﺎ ﺍﻟﺘﺤﺮﻱ

ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻢ، ﻭﺍﻟﺤﺬﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﻝ . ﻓﻬﻮ ﺇﺫﻥ ﻣﻮﺟﺐ ﻛﺎﻑ ﻷﻥ

ﻳﺘﻜﺮﻡ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﻮﻗﺮ ﺑﺎﻋﺘﺬﺍﺭ ﻣﻘﺒﻮﻝ ﺃﻭ

ﺗﻮﺿﻴﺢ ﻟﻄﻴﻒ، ﻳﻌﻜﺲ ﺣﺴﻦ ﻧﻴﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﻤﻌﻨﺎ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻦ

ﻃﺮﻑ ﻣﻦ ﻋﺮﻓﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻴﻦ، ﻓﻮﺟﺒﺖ ﻟﻪ .

ﻭﺳﺘﺮﻯ - ﺍﻟﺴﻴﺪ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﺍﻟﻤﺤﺘﺮﻡ- ﻧﻤﻮﺫﺟﺎ ﻣﻦ ﺣﻜﻢ ﻫﺆﻻﺀ

ﺍﻟﻜﻮﺍﺩﺭ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺟﺮﻯ ﻣﻦ ﻏﻮﻏﺎﺋﻴﺔ ﻣﺆﺳﻔﺔ ﺣﺘﻰ

ﺗﺘﻴﻘﻦ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﻭﻣﺤﺘﺮﻣﻮﻥ ﻭﻻ ﻳﻮﺍﻓﻘﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ

ﺟﺮﻯ .

ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ

ﺣﻮﻝ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻴﻦ ﻣﻦ " ﺃﻃﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ"

ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻵﻟﻴﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻟﻘﺴﺮﻳﻮﻥ

ﻭﺍﻟﻤﺒﺮﻣﺠﻮﻥ، ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯﻓﻴﻦ، ﺑﻜﻞ ﺇﻗﺪﺍﻡ ﻭﺿﺮﺍﻭﺓ

ﻭﺗﻀﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﻠﻬﺎ؛ ﺃﻱ ﻣﻈﻬﺮ ﻣﻦ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﻮﻗﺎﺭ

ﻭﺍﻟﺴﻜﻴﻨﺔ ﻭﺍﻻﻧﻀﺒﺎﻁ، ﻣﺎ ﻭﺳﻌﻬﻢ ﺫﻟﻚ، ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺫﻋﺮ

ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﻭﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ ﻭﻓﺮﺍﺭﻫﺎ ﻣﻦ ﺭﺅﻭﺱ ﺑﻌﺾ

ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻴﻦ، ﺇﻻ ﻣﻦ ﺭﺣﻢ ﺭﺑﻚ، ﻣﻤﺎ ﺣﻮﺭ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻓﻜﺎﺭ

ﺇﻟﻰ ﺑﻌﻮﺽ ﻳﻠﺪﻍ ﺍﻷﺫﻫﺎﻥ ﻭﻳﺼﻴﺒﻬﺎ ﺑﺤﻤﻰ ﺍﻻﺣﺘﺪﺍﻡ، ﻓﻠﻢ

ﺗﻌﻜﺲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻌﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺭﺃﻱ ﺃﻃﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ

ﻭﻣﺴﺘﻮﺍﻫﻢ، ﺇﻻ ﺑﺎﺳﺘﺜﻨﺎﺀﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻭﻣﻌﺮﻭﻓﺔ ﻻﺣﺎﺟﺔ ﻟﺬﻛﺮ

ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ ﻷﻧﻬﻢ ﻣﻌﺮﻭﻓﻮﻥ ﻟﺪﻯ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ .

ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻠﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻘﺒﻮﻝ ﺩﺍﺧﻞ

ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺩﻋﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻲ

ﺍﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺍﻟﻤﺘﺤﻔﺰﺓ ﻭﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺍﻟﻌﺎﺭﻣﺔ ﺣﻴﺚ ﺻﺮﻑ ﺍﻧﺘﺒﺎﻩ

ﺟﻤﻬﻮﺭ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺑﺤﺪﻳﺜﻪ ﺍﻟﻮﺍﺻﻞ ﺍﻟﻤﻘﻨﻊ ﺍﻟﺬﻱ

ﻳﻌﻜﺲ ﺍﻻﺟﺘﻬﺎﺩ ﻭﺍﻹﺧﻼﺹ ﻭﺍﻹﺣﺎﻃﺔ، ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﺅ

ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ، ﻭﺍﻻﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﻨﻮﺍﻗﺺ ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻮﻳﺘﻬﺎ .

ﻣﻊ ﺗﻬﺬﻳﺐ ﻭﺗﻮﺟﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺘﺪﺧﻼﺕ ﺍﻟﺘﺎﺋﻬﺔ، ﻭﺍﻧﺘﻘﺎﺀ

ﺍﻟﺼﺎﻟﺢ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﻣﻦ

ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﺠﺪﻳﺔ، ﻭﻫﻲ ﺣﻜﻤﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ

ﻓﻜﺎﻥ ﺗﺼﺮﻓﻪ ﻫﺬﺍ ﻣﻌﻠﻤﺔ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺘﺮﺷﻴﺪ ﺍﻟﺤﻜﻴﻢ ﻟﻠﻘﺎﺀ

ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﺩﺕ ﺍﻟﺸﻬﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻣﻦ ﻃﺮﻑ ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻴﻦ

ﺗﻌﺼﻒ ﺑﻪ ﺗﻨﻈﻴﻤﻴﺎ .

ﻭﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻮﺭﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻓﺈﻧﻲ ﺃﺭﺟﻌﻬﺎ ﺇﻟﻰ

ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺳﺒﺎﺏ :

ﺍﻷﻭﻝ : ﺗﺤﻜﻢ ﺍﻟﻮﻻﺀﺍﺕ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ

ﻋﺒﺮ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﺍﻟﻤﻮﺍﻟﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺩﺍﺭﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ،

ﻟﻴﺤﺘﻜﺮﻭﺍ ﺍﻟﺘﺪﺧﻼﺕ، ﺇﻟﺤﺎﺩﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻫﻢ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻭﺟﺬﻳﻼﺗﻬﺎ

ﺍﻟﻤﺤﻜﻜﺔ . ﻣﻊ ﺃﻧﻪ -ﺣﺘﻰ ﻫﺆﻻﺀ -ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﻢ ﺍﺧﺘﻴﺎﺭ ﻣﻦ ﻫﻮ

ﺃﻓﻀﻞ ﺃﺩﺍﺀ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺮ ﺍﻟﻮﺍﺛﻘﻴﻦ ﻓﻲ ﻭﻻﺋﻬﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ . ﻫﺬﺍ

ﺩﻭﻥ ﺗﻌﻤﻴﻢ ﻣﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻴﻦ ﺇﺫ ﺍﻟﺘﻌﻤﻴﻢ ﻇﻠﻢ، ﻭﻗﺪ

ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺟﻴﺪﺍ ﻓﻲ ﻛﻔﺎﺀﺗﻪ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺩﻯ ﺃﺩﺍﺀﻩ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﺑﺴﺒﺐ

ﺗﺸﻮﻳﺶ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻣﻨﻬﻢ

ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﺑﻤﻬﺎﺭﺓ ﻭﺇﺻﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ .

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ :

ﺃﻥ ﺧﺎﺭﻃﺔ ﺍﻟﻤﺪﻋﻮﻳﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻌﻼ ﺩﻋﻮﺓ ﺟﻔﻠﻰ، ﻭﻟﻢ

ﺗﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻻﺻﻄﻼﺣﻲ، ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ

ﺍﻷﻃﻤﺎﻉ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺼﺪﺭ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ، ﻭﺍﻟﺘﻤﻴﺰ ﻓﻲ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﺻﺪﻗﺎﺀ

ﻭﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ، ﻓﻜﺎﻥ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﺭﺩﻳﺌﺎ، ﻭﺃﻗﻠﻪ ﻣﻤﺎ

ﻳﺤﺴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻜﻮﺕ، ﻭﺃﻗﻞ ﻗﻠﻴﻠﻪ ﺟﻴﺪ . ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ

ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻴﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﺪﻣﻮﺍ ﻟﻠﻀﻴﻮﻑ ﺍﻟﻜﺮﺍﻡ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﻋﻦ

ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺃﻃﺮ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﺍﻟﺠﺎﺩﻳﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻭﺻﻔﺘُﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻧﻄﺒﺎﻉ

ﺳﺎﺑﻖ .

ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ :

ﺃﻥ ﺇﺩﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﺮﻑ ﺑﻤﺎ ﻳﻜﻔﻲ - ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺒﻬﺎ - ﻋﻠﻰ

ﺧﺎﺭﻃﺔ ﺍﻷﻃﺮ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ﻟﺠﺪﺗﻬﺎ . ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺻﺪﻗﺖ - ﺑﺎﺩﻱ

ﺍﻟﺮﺃﻱ - ﻣﻦ ﻳﻤﻸ ﻋﻴﻮﻧﻬﺎ ﺣﻀﻮﺭﺍ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺗﺠﺪ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ

ﻻﺧﺘﻴﺎﺭ ﺍﻷﺻﻠﺢ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﺮﻱ ﻋﻨﻪ . ﻭﺃﺗﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ

ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻨﺄﻯ ﻋﻦ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻟﻮﺍﺋﺢ

ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻴﻦ، ﻓﺄﻭﻝ ﻣﺎ ﺃﺛﺎﺭ ﺿﺠﺔ ﻗﺎﻋﺔ " ﺍﻷﻃﺮ" ﻓﻲ ﺭﻭﺻﻮ

ﻫﻮ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺍﻟﻮﺍﻟﻲ ﻟﻠﻮﺍﺋﺢ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﺩﺍﺭﺍﺕ .

ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ :

ﻟﻔﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺜﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻮﻥ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺍﻷﻃﺮ ﻓﻜﺮﺓ

ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺣﻮﻝ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﺇﺳﻬﺎﻡ ﺍﻟﻤﺤﻈﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ،

ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻏﻴﺮ ﻃﺎﺭﺩ ﻟﻠﻮﻋﻲ

ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ، ﻭﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﻲ ﻭﺍﻟﺮﻋﻮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﻮﺿﻮﻉ

ﺍﻟﺠﻠﺴﺔ .

ﺇﻥ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺘﻮﻋﻮﻱ ﻫﻮ ﺿﻤﺎﻥ ﻧﺠﺎﺡ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ،

ﻭﻣﺤﺮﻙ ﺃﺳﺎﺱ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ . ﻭﻻ ﻳﺘﻢ ﻫﺬﺍ ﺇﻻ ﻋﺒﺮ

ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺑﻌﺎﺩ، ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻎ ﺍﻟﺸﺮﻋﻲ ﻻﺳﺘﻐﻼﻝ

ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺍﻟﻤﻌﻄﻠﺔ، ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺮﺡ ﻻ ﻳﺴﺘﻘﻴﻢ ﻭﻳﺴﺘﺘﺐ ﺃﻣﺮﻩ ﺇﻻ

ﺑﺎﻟﻔﺘﻮﻯ ﻭﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ . ﻟﻘﺪ ﺧﻴﺐ ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻮﻥ ﺗﻮﻗﻌﺎﺕ

ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﺮ ﺍﻟﻤﺤﺠﻮﺑﻴﻦ، ﻷﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻘﺪﻣﻮﺍ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻭ

ﺇﺛﺎﺭﺓ ﺑﺄﻥ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﻫﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ

ﺗﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﻲ ﺳﺒﻴﻼ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﻓﻲ

ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ .

ﻭﺃﻻﺣﻆ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺧﺒﺮﺗﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺃﻧﻪ

ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻳﻐﻠّﺐ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ، ﻭﺃﻭﻝ ﻭﺃﺭﺳﺦ ﻣﻌﺎﻟﻢ

ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻔﺎﺧﺮ ﺑﻌﺾ ﻧﺨﺒﺘﻬﺎ

ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺑﻌﻴﺎﻓﺘﻬﻢ ﻷﻛﻞ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﺭﻏﻢ ﺣﻔﻈﻬﻢ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﻋﺰ

ﻭﺟﻞ : ‏(ﻟﺘﺄﻛﻠﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﻟﺤﻤﺎ ﻃﺮﻳﺎ ‏) ، ﻭﻋﻠﻤﻪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻫﻮ

‏(ﺍﻟﻄﻬﻮﺭ ﻣﺎﺅﻩ، ﺍﻟﺤﻞ ﻣﻴﺘﻪ ‏) ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻣﻊ ﺫﻟﻚ :

ﺧﻠﻄﻮﺍ ﻃﻌﺎﻣﻬﻢ ﺑﺤﻮﺕ ﻳﺎﺑﺲ

ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻋﺎﻑ ﺍﻟﺤﻮﺕ ﻳﻮﻡ ﺧﺮﻭﺟﻪ .

ﻟﻜﻨﻪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺠﺎﻣﺪﺓ ﺍﻷﻗﻮﻯ ﺣﺘﻰ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﻀﻴﺎﺕ

ﺍﻟﺸﺮﻉ .

ﻟﻘﺪ ﻣﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻣﻦ ﺿﺤﺎﻳﺎ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ

ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺂﻻﻑ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻣﻤﻦ ﻣﺎﺕ ﺿﺤﻴﺔ ﻟﻠﺤﺎﺟﺔ ﻭﺍﻟﻌﻮﺯ

ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺋﺢ، ﻭﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻤﻮﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ .

ﻧﺬﻛﺮ ﻫﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺳﻨﻮﺍﺕ 1942 ﻭ1969 ﻭ1973 ﻣﺎﺕ

ﺧﻠﻖ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ، ﻭﺍﻟﺤﺎﻝ ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻮﺟﻮﺩﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻏﻨﻰ

ﺷﺎﻃﺊ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﺒﺮﻭﺗﻴﻨﺎﺕ . ﻟﻜﻦ ﻋﻘﻠﻴﺘﻬﻢ ﺗﺴﺘﻌﺒﺪﻫﻢ

ﻭﺗﻘﺘﻠﻬﻢ، ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﻭﺃﺟﺮﺅﻫﺎ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺘﺜﻘﻴﻒ

ﻣﻌﺮﻓﻲ ﻭﺗﻌﻠﻴﻢ ﺻﺤﻴﺢ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻦ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﻣﺪﺭﺳﻴﺎ ﺃﻭ

ﻣﺤﻈﺮﻳﺎ .

ﻟﻘﺪ ﺧﺠﻠﺖ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺘﻮﺟﻴﻪ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ

ﺍﻟﻤﺤﻈﺮﻱ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﺟﺴﺮﺍ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﻣﺘﺪﺧﻞ ﻭﺍﺣﺪ

ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﻃﺮ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﻟﻴﻌﺒﺮ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ، ﻭ

ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﻣﻊ

ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻥ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ . ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ؟

ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﺪﺧﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﻤﺤﺎﻇﺮ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﺜﻞ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ

ﻭﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻮﻃﻦ، ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻭﺍ ﻗﺼﺪﺍ ﺃﻭﻏﻠﻄﺎ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﻣﺤﻈﺮﺓ ‏)

ﻭﻻ ‏(ﺛﻘﺎﻓﺔ ‏) ﺇﻃﻼﻗﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻋﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﻫﺬﻩ

ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ . ﻭﻟﻮﻻ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﻣﺸﺎﻛﻞ

ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻟﻤﺎ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺔ ﻣﻦ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ

ﻧﻮﺍﻗﺼﻪ .

ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻈﻬﺮ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺗﻐﻴﻴﺐ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭ

ﺍﻟﻤﺤﺎﻇﺮ، ﻣﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻲ

ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮﺓ ﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻣﻴﺔ ﺫﻟﻚ ﺍﻷﺩﺍﺀ ﻏﻴﺮ

ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﺘﺪﺧﻠﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺭﺯﺓ ﺍﻟﺒﺎﺭﺣﺔ .

ﻭﻟﺬﺍ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺃﻱ ﺍﻋﺘﺬﺍﺭﺍ ﻟﻠﻀﻴﻮﻑ ﻣﻦ ﺃﺑﻨﺎﺀ ﻭﻻﻳﺎﺕ

ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺃﻭﻟﻰ، ﻭﻟﻠﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ،

ﻭﺃﻋﺘﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺎﺩﺭﺓ

ﻟﺘﺄﺳﻴﺲ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﺍﻟﻮﺍﻋﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺒﻘﻪ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﺨﺎﻣﺔ

ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻋﻠﻰ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ، ﻷﻧﻨﺎ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻧﻘﻢ ﺑﻪ

ﻓﺴﻨﺒﻘﻰ ﺭﻫﺎﺋﻦ ﻟﺘﺨﻠﻔﻨﺎ ﻭﺍﺳﺘﻌﺒﺎﺩﻧﺎ ﻟﻌﺎﺩﺍﺗﻨﺎ ﺍﻟﻤﻬﻠﻜﺔ ﻟﻠﺰﺭﻉ

ﻭﺍﻟﻀﺮﻉ ﻭﺍﻟﻨﺴﻞ .

ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ

ﻓﺬﻟﻚ ﻣﺎ ﺃﻋﺠﺒﻨﻲ، ﻭ ﻣﺎﻟﻢ ﻳﻌﺠﺒﻨﻲ، ﻣﻦ ﻣﻼﺑﺴﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ

ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﺒﻮﻕ ﻟﺼﺎﺣﺐ ﺍﻟﻔﺨﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺄﻃﺮ ﻭﺑﻬﺬﺍ

ﺍﻟﻤﻨﻬﺞ .

ﺃﺷﻜﺮﻩ ﺧﺎﻟﺼﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺎﺩﺭﺗﻪ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺩﻓﻊ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ

ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ ﻣﺘﺴﻠﺤﺎ ﺑﺮﺅﻳﺔ ﻭﻣﻨﻬﺞ ﺗﻨﻤﻮﻱ ﺳﻠﻴﻤﻴﻦ، ﻭﺃﺑﺎﺭﻙ

ﺗﻮﺟﻬﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ، ﻭﺍﻟﺘﻤﺲ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﻌﻤﻞ

ﺍﻟﺤﺜﻴﺚ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺃﻭﻟﻮﻳﺎﺕ

ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﻪ ﺍﻟﻄﻤﻮﺡ ﻭﺍﻟﻮﺍﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﺘﺒﺼﺮ، ﻋﺒﺮ ﺇﺷﺎﻋﺔ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ

ﻭﺿﻴﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ، ﺳﺒﻴﻼ ﻟﻠﻨﻬﻮﺽ ﺑﺎﻟﺒﻠﺪ، ﻋﻨﺪ ﻣﺎ ﺗﺘﺤﻮﻝ

ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻓﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺔ . ﻭﺃﺅﻛﺪ ﻟﻪ ﺃﻥ

ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺇﻃﺎﺭﺍ ﺃﻭ ﻣﻮﺍﻃﻨﺎ ﻋﺎﺩﻳﺎ ﻓﺈﻧﻪ

ﻗﺎﺑﻞ ﻟﻺﺻﻼﺡ ﻭﺍﻟﺘﻘﻮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺘﺄﻫﻴﻞ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ، ﻭﻟﻴﺲ ﺣﺎﻟﺔ

ﻣﻴﺆﻭﺳﺎ ﻣﻨﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻴﻊ ﺑﻌﺾ ﻋﻤﻴﺎﻥ ﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ : ﻓﺎﻟﺮﻫﺎﻥ

ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻲ ﺭﻫﺎﻥ ﺭﺍﺑﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻷﻧﻪ ﺇﻧﺴﺎﻥ

ﺫﻛﻲ ﺳﺮﻳﻊ ﺍﻟﺘﻜﻴﻒ، ﻭﺇﻥ ﺣﺮﺭﺕ ﻃﺎﻗﺘﻪ ﻣﻦ ﻋﺎﺩﺍﺗﻪ ﺍﻟﺠﺤﻔﺔ

ﺃﺑﺪﻉ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ .

ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪﻭ ﻭﻟﺪ ﺍﺣﻈﺎﻧﺎ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻻﺗﺤﺎﺩ ﺍﻷﺩﺑﺎﺀ

ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺭﻳﺘﺎﻧﻴﻴﻦ