وسواس ٠ما بعد الولادة

جمعة, 02/17/2023 - 09:31

 

تعاني بعض النساء من وسواس قهري بعد وضع المولود وقد يستمر لأشهر فما هو العلاج من القرآن الكريم؟..

 من موقع CNN نقرأ هذا الخبر العلمي:

وجدت دراستان نشرتا حديثا أن النساء يصبن، وبعد الولادة، بأعراض الوسواس القهري (OCD) والتوتر بمعدل أكثر مما كان يعتقد في السابق. وأظهرت إحدى الدراسات، وشاركت فيها 400 امرأة لمدة ستة أشهر، أن 11 في المائة من الأمهات الجدد يعانين بعد الولادة من تلك الأعراض، التي قد تتحسن أو تسوء بعد ستة أشهر.

 

وقالت د. دانا غوزيت، الأستاذ المساعد في طب أمراض النساء والولادة بجامعة "نورث ويسترن: " النساء بعد الولادة قد يتعرضن لأعراض الوسواس القهري بمعدل أعلى من أي وقت آخر في مراحل حياتهن." أما الدراسة الثانية، التي نشرت "الدورية الأمريكية لطب الأطفال"، فقد وجدت أن التوتر هو الأكثر شيوعاً من الكآبة التي تصيب النساء بعد الولادة، على الأقل خلال الأشهر الستة التي تلي ذلك.

 

كيف أشار القرآن إلى هذه الحقيقة؟

 

نعلم جميعاً أن المرأة وبسبب تركيب دماغها الخاص المختلف عن الرجل، تصاب ببعض الاكتئاب والحزن قبيل وأثناء فترة الولادة. ولقد أشار القرآن إلى هذه الحقيقة في قصة سيدتنا مرم عليها السلام بعدما وضعت سيدنا عيسى عليه السلام وشعرت بضيق شديد لدرجة أنها تمنت الموت، وذلك بسبب خوفها من اتهام قومها لها بالفاحشة... ماذا أمرها الله تعالى، وهذا الأمر لكل امرأة تضع مولوداً وتعاني من حزن أو اكتئاب لأي سبب آخر؟

 

قال تعالى: (فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا) [مريم: 24]. فهذا أمر لكل امرأة بألا تحزن، وعندما تتذكر المرأة أن الله معها وسوف يزيل عنها هذا الاكتئاب سوف ترتاح نفسياً وتشعر بتحسن كبير.

 

وفي قصة أم موسى أيضاً أمرها الله ألا تخاف ولا تحزن بعد وضع سيدنا موسى عليه السلام ووعدها برد طفلها لها، قال تعالى: (وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) [القصص: 7]. فأمرها بألا تحزن وأعطاها أمل برد طفلها لها أي الأمل والرحمة، وهذا ما ينعكس إيجابياً على نفسية المرأة.

 

وينصح علماء النفس المرأة بضرورة أن تشغل نفسها بأعمال متنوعة ولا تترك نفسها تفكر بالهموم والمشاكل، ولذلك أمر الله مريم بأن تتحرك وتأكل من التمر... قال تعالى: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا) مريم: 25]. ثم أمرها بأن تستمتع بالطعام والشراب وتقر عينها، قال تعالى: (فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا) [مريم: 26]. والحقيقة هذه الأعمال هي وسيلة علمية لكل امرأة لتتخلص من اكتئاب الولادة.

 

أما الوسواس الذي قد يصيب بعض النساء، فلكي تتخلص منه المرأة لابد أن تستعيذ بالله من الشيطان وهذا ما فعلته أم مريم، فقد وردت إشارة قرآنية في قصة أم مريم التي قالت: (وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [آل عمران: 36]. فتأملوا معي كيف استعاذت من الشيطان أن يصيب الطفلة مريم بأي سوء...

وأخيراً

 

فإننا أمام هذه الآيات نستطيع أن ندرك بأن القرآن كتاب علمي يتطابق مع ما يكشفه العلماء وليس كما يدعي بعضهم أنه كتاب أساطير... بل هو كتاب منزل من الذي يعلم السرّ وأخفى... إن هذه الآيات لتشهد على صدق قول الحق تبارك وتعالى: (قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا) [الفرقان: 6].

 

ــــــــــــ

بقلم عبد الدائم لكحيل