ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻃﺒﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻠﺤﻴﺎﺀ

ثلاثاء, 03/21/2023 - 13:47

ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺠﺎﻫﻠﻴﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﺠﻞ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﻌﻒ، ﺑﻞ

ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻌﻴﺒﺎً ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ

ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ! ﻫﻞ ﻭﺍﻓﻘﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ؟ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺮﻯ ﻣﺎ

ﻳﻘﻮﻟﻪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ، ﻭﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ..

ﻣﻌﻈﻤﻨﺎ ﻳﻬﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺠﻞ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻣﺤﺎﻭﻻً ﺇﺧﻔﺎﺀ ﺃﻳﺔ

ﻣﻈﺎﻫﺮ ﻟﻠﺤﻴﺎﺀ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺑﻬﺬﻩ

ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ ﻭﻫﻲ : ﺍﻟﺨﺠﻞ؟ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺪ

ﺃﺛﺒﺖ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺤﻴﺎﺀ . ﻓﻬﺎﻫﻮ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ

Feinberg ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺗﻮﺭﻧﺘﻮ University of Toronto

ﺑﻜﻨﺪﺍ ﻳﻘﻮﻝ : ﺇﻥ ﺍﻟﺨﺠﻞ ﻭﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﺣﻤﺮﺍﺭ

ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﻤﺤﺮﺟﺔ، ﻫﻮ ﻋﻤﻠﻴﺔ

ﻓﻴﺰﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﻧﻔﺴﻴﺔ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﺟﺪﺍً ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ، ﻭﻳﺠﺐ ﺃﻻ

ﻳﺨﻔﻴﻬﺎ ﻓﻬﻲ ﺗﻜﺴﺒﻪ ﺛﻘﺔ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ ﻭﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺟﺬﺏ ﺍﻟﻨﺎﺱ

ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻣﺤﺒﺘﻬﻢ ﻟﻪ .

ﻛﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺃﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﺑﺎﻟﺨﺠﻞ ﻳﻌﺘﺒﺮ

ﺃﻣﺮﺍً ﺳﺌﻴﺎً ! ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻳﺨﺪﻡ ﻏﺮﺿﺎً ﻣﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﻔﻴﺪ

ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ .

ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ Ray Crozier ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ Cardiff ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ

ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻟﻠﺨﺠﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﺍﺣﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﺟﻪ، ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ

ﺣﻴﺚ ﺗﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﻚ، ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺒﺤﺜﻮﻥ ﻋﻦ

ﺍﻻﺭﺗﺒﺎﻁ ﺑﺰﻭﺟﺔ ﻏﺎﻟﺒﺎً ﻣﺎ ﻳﻔﻀﻠﻮﻥ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺨﺠﻮﻟﺔ، ﻋﻠﻰ

ﻋﻜﺲ ﻣﻦ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻼﻗﺔ ﻋﺎﺑﺮﺓ .

ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ﻭﺍﻟﻔﻴﺰﻳﻮﻟﻮﺟﻲ

ﻟﻠﺤﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﺣﻴﺚ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ

ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺃﻓﻀﻞ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺆﺩﻱ ﻟﺘﻨﺸﻴﻂ

ﺧﻼﻳﺎ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻭﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﻲ ﻟﻠﺠﺴﻢ ... ﺇﺫﺍً

ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﻻ ﺑﺨﻴﺮ .. ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ .

ﺇﺫﺍً ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻟﻠﺤﻴﺎﺀ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻃﺒﻴﺔ ﻭﻧﻔﺴﻴﺔ،

ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ؟ ﻛﻴﻒ ﺗﻌﺎﻣﻞ

ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ، ﻫﻞ ﻧﻬﻰ ﻋﻨﻪ ﺃﻭ ﺃﻣﺮ ﺑﻪ؟

ﻃﺒﻌﺎً ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﺸﻬﺮﺓ ﻭﺍﻟﺴﻠﻄﺔ، ﺇﺫﺍً ﻟﻜﺎﻥ

ﺃﺧﻔﻰ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻭﻧﻬﻰ ﻋﻨﻪ ﻭﺗﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﺠﺮﺃﺓ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﻐﻠﻈﺔ؟

ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ، ﺑﻞ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ !! ﻗﺎﻝ

ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ : ‏( ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ‏) ‏[ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ‏]

.

ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺃﻛﺪﺕ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺠﻞ ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﺻﺤﻲ

ﻭﻟﻪ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻋﺪﻳﺪﺓ، ﻭﻻ ﻳﻘﺪﻡ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺇﻻ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ ..

ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺳﺒﻖ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ

ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ : ‏(ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺇﻻ ﺑﺨﻴﺮ ‏) ‏[ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ‏]

. ﻛﻤﺎ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻴﺰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻫﻲ

ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ، ﻓﻘﺎﻝ : ‏( ﺇﻥَّ ﻟﻜﻞ ﺩﻳﻦ ﺧﻠﻘﺎً، ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ‏)

‏[ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﺑﻦ ﻣﺎﺟﺔ ‏] .

ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻦ ﺻﻔﺔ ﻳﺤﺒﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻘﺎﻝ :

‏( ﺇﻥَّ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻴﻲ ﺳِﺘِّﻴﺮ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺀ ‏) ‏[ ﺭﻭﺍﻩ ﺃﺑﻮ ﺩﺍﻭﺩ ‏]

... ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﻛﺎﻥ ﺃﺷﺪ

ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺣﻴﺎﺀ، ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺃﺷﺪ ﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺧﺪﺭﻫﺎ ..

ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﺎﺀ ﺭﺣﻤﺔ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ..

ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﻭَ ﻣَﺎ ﺃَﺭْﺳَﻠْﻨَﺎﻙَ ﺇِﻟَّﺎ ﺭَﺣْﻤَﺔً ﻟِﻠْﻌَﺎﻟَﻤِﻴﻦَ ‏) ‏[ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ :

107 ‏] .

ــــــــــــ

ﺑﻘﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﻜﺤﻴﻞ