ﺳﺮﺍﺑﻴﻞ ﺗﻘﻴﻜﻢ ﺍﻟﺤﺮ

أربعاء, 07/19/2023 - 17:37

ﻫﻞ ﻓﻜﺮﺕ ﻳﻮﻣﺎً ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﺨﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ

ﻟﻚ؟ ﻭﻫﻞ ﺗﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﺬﻱ

ﻳﺴﺘﺮ ﺟﺴﺪﻩ ﻫﻮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ؟ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺘﺄﻣﻞ ﻣﺎ ﺃﻧﺒﺄ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ....

ﻓﻲ ﺑﺤﺚ ﺟﺪﻳﺪ ﻧﺸﺮ ﻣﺆﺧﺮﺍً، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻥ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ

ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﻫﻮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﻭﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻦ ﺑﻘﻴﺔ

ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ، ﻓﺠﻤﻴﻊ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﻣﻼﺑﺲ ﻭﻟﻢ

ﺗﺴﺘﻄﻊ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺃﻱ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺃﻭ

ﺍﻟﺒﺮﺩ ..

ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻓﻠﻮﺭﻳﺪﺍ ﻋﻠﻰ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺟﺪﺕ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ

ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻟﺒﺴﻮﺍ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻗﺒﻞ 170000 ﺳﻨﺔ ‏( ﻣﻦ ﺧﻼﻝ

ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻗﻤﻞ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ‏) .. ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ

ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻧﺤﺪﺭﻭﺍ ﻣﻦ ﺭﺟﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻋﺎﺵ ﻗﺒﻞ 250000 ﺳﻨﺔ ..

ﻭﻧﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻟﻮ ﺗﺎﺑﻌﻮﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺳﻮﻑ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ

ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭُﺟﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ .. ﻭﻫﻮ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺁﺩﻡ

ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ .

ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺗﻢ ﺗﺼﻤﻴﻤﻬﺎ ﺃﺻﻼً ﺑﺤﻴﺚ

ﺗﻌﻤﻞ ﺃﺟﺴﺎﻣﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻤﻼﺑﺲ ﺃﻭ ﺛﻴﺎﺏ، ﻓﻄﺒﻴﻌﺔ

ﺟﻠﻮﺩ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺩ

ﻭﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺍﻟﺠﻠﺪ ﻭﺍﻟﻔﺮﻭ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﻒ

ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻠﻒ ﺟﺴﺪﻫﺎ .. ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻬﺬﻩ

ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ .

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻮ ﺗُﺮﻙ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻣﻼﺑﺲ ﻓﺴﻮﻑ ﻳﺘﻌﺮﺽ

ﻟﻸﺷﻌﺔ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺒﻨﻔﺴﺠﻴﺔ ﺍﻟﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺐ ﺳﺮﻃﺎﻥ

ﺍﻟﺠﻠﺪ ﻛﻤﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺮﺿﻮﻥ ﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ﻷﺷﻌﺔ

ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻮﺍﻃﺊ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭ .

ﺍﻟﻘﺮﻭﺩ ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎً ﻭﻋﺎﺷﺖ

ﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺇﻻ ﺃﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻼﺑﺲ .. ﻭﻫﺬﺍ

ﻳﻨﺎﻗﺾ ﻣﺎ ﻳﺪﻋﻴﻪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ ﺗﻄﻮﺭ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺰﻣﻦ ..

ﺑﻞ ﻧﺸﺄ ﻓﺠﺄﺓ ﻣﻊ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ .

ﺇﺫﺍً ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻠﻤﻼﺑﺲ ﻟﺘﻘﻴﻪ ﺷﺮّ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻭﻳﻌﺠﺐ

ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻭﻣﺘﻰ ﺍﻛﺘﺸﻔﻬﺎ

ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﻛﻴﻒ ﻃﻮﺭﻫﺎ ... ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻧﺠﺪﻫﺎ

ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﻦّ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻠﺒﺎﺱ ﻳﺰﻳّﻨﻪ

ﻭﻳﻘﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﺒﺮﺩﺓ ..

ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﻭَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺟَﻌَﻞَ ﻟَﻜُﻢْ ﻣِﻤَّﺎ ﺧَﻠَﻖَ ﻇِﻠَﺎﻟًﺎ ﻭَ ﺟَﻌَﻞَ ﻟَﻜُﻢْ

ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺠِﺒَﺎﻝِ ﺃَﻛْﻨَﺎﻧًﺎ ﻭَ ﺟَﻌَﻞَ ﻟَﻜُﻢْ ﺳَﺮَﺍﺑِﻴﻞَ ﺗَﻘِﻴﻜُﻢُ ﺍﻟْﺤَﺮَّ ﻭَ

ﺳَﺮَﺍﺑِﻴﻞَ ﺗَﻘِﻴﻜُﻢْ ﺑَﺄْﺳَﻜُﻢْ ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻳُﺘِﻢُّ ﻧِﻌْﻤَﺘَﻪُ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢْ ﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ

ﺗُﺴْﻠِﻤُﻮﻥَ ‏) ‏[ ﺍﻟﻨﺤﻞ : 81 ‏] .. ﻭﺍﻟﺴﺮﺍﺑﻴﻞ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻤﺼﺎﻥ ﻭﺍﻟﺜﻴﺎﺏ

ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﻑ ﻭﺍﻟﻘﻄﻦ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﻮﻛﺎﻧﻲ ..

ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺁﺩﻡ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ ﺧﻠﻖ ﻟﻬﻤﺎ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ

ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺐ .. ﻭﻗﺎﻝ : ‏(ﻳَﺎ ﺑَﻨِﻲ ﺁﺩَﻡَ ﻟَﺎ ﻳَﻔْﺘِﻨَﻨَّﻜُﻢُ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥُ ﻛَﻤَﺎ

ﺃَﺧْﺮَﺝَ ﺃَﺑَﻮَﻳْﻜُﻢْ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔِ ﻳَﻨْﺰِﻉُ ﻋَﻨْﻬُﻤَﺎ ﻟِﺒَﺎﺳَﻬُﻤَﺎ ﻟِﻴُﺮِﻳَﻬُﻤَﺎ

ﺳَﻮْﺁﺗِﻬِﻤَﺎ ‏) ‏[ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ : 27 ‏] .. ﻭﺗﺆﻛﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ

ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻨﺬ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻗﺪ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﻠﺒﺎﺱ

ﻭﻃﺮﻳﻘﺔ ﺻﻨﻌﻪ .

ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ

ﻳﺪﺭﻙ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻫﻤﻴﺘﻬﺎ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ؟ ﻷﻥ ﻫﺬﺍ

ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﺃُﻧﺰﻝ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻟﻜﻞ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ .. ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ

ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ..

ــــــــــــ

ﺑﻘﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﻜﺤﻴﻞ