ﻳﻘﻮﻝ ﺑﺎﺣﺚ ﺃﻟﻤﺎﻧﻲ : ﺇﻥ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺳﺮﻕ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ
ﻭﻧﺴﺒﻬﺎ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﺮﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ....
ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻌﺠﺰﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮﻥ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ
( ﻗﻨﺎﺓ RTL ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ) ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻣﻮﺿﻮﻋﺎً ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺤﻀﺎﺭﺓ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ . ﻭﺍﻟﻤﺬﻫﻞ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ
ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺑﺎﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻲ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺷﻬﺪﺗﻪ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺧﻼﻝ ﻗﺮﻭﻥ ﻋﺪﻳﺪﺓ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ : ﻗﺒﻞ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﺘﻄﻮﺭ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﺃﻭﺭﺑﺎ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺨﻠﻒ ﻭﺟﻬﻞ . ﻓﺎﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﺿﻌﻮﺍ
ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻋﺎﺕ .. ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ
ﺍﻟﻄﺐ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ ﺍﻟﻄﺮﻕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻷﺩﻭﻳﺔ
ﻭﻳﺠﺮﻭﻥ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺒﻊ ﺃﺳﻠﻮﺏ
ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻭﺍﻟﺸﻌﻮﺫﺓ ﻟﻠﺸﻔﺎﺀ .
ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﺍﺧﺘﺮﻋﻮﺍ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺟﺪﺍً ﻭﺃﺳﺎﻟﻴﺐ
ﺣﺮﺑﻴﺔ ﻣﺘﻄﻮﺭﺓ ... ﺃﻭﻝ ﻓﻜﺮﺓ ﻟﻠﺼﺎﺭﻭﺥ، ﻭﺃﻭﻝ ﻓﻜﺮﺓ
ﻟﻠﺪﺑﺎﺑﺔ .. ﺃﻭﻝ ﺷﻴﻔﺮﺓ ﺳﺮﻳﺔ، ﻭﺃﻭﻝ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻟﻘﻔﻞ ﺳﺮﻱ
ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺸﻴﻔﺮﺓ .. ﻭﻫﻜﺬﺍ ... ﻭﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﻤﻤﻴﺰ ﺃﻥ ﻋﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﺘﻤﺪﻭﺍ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻮﺛﻴﻖ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، ﻓﻜﺎﻧﻮﺍ
ﻳﻀﻌﻮﻥ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻤﺮﺟﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻋﺘﻤﺪﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺒﻬﻢ .
ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ – ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ
ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ – ﺃﻧﻬﻢ ﺳﺮﻗﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﻬﺰﺍﻡ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻃﻤﺴﻮﺍ ﺃﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﻟﻔﻴﻦ ﻭﻧﺴﺒﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﻭﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﻭﺍﻻﺧﺘﺮﺍﻋﺎﺕ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ : "ﺇﻧﻬﺎ
ﺃﻛﺒﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺳﺮﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﻠﻢ !!!"
ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻛﺜﺮ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﻧﺴﺒﻮﻫﺎ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ
... ﺃﺳﻬﻞ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻟﺴﺮﻗﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺗﺄﺧﺬ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺗﻌﻴﺪ
ﻧﺴﺨﻪ ﺣﺮﻓﻴﺎً .. ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻤﺤﻮ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﺍﻷﺻﻠﻲ ﻭﺗﻀﻊ
ﺍﺳﻤﻚ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺪﻻً ﻣﻨﻪ !!
ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻔﺘﺖ ﺍﻧﺘﺒﺎﻫﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻴﻠﻢ ﻭﻓﻲ ﺃﻓﻼﻡ
ﻭﺛﺎﺋﻘﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻋﻦ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺃﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻘﻔﺰﺓ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺧﻄﺎﻫﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﻟﻮﻻﻫﺎ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺃﻥ ﺗﻨﺸﺄ ! ﻭﺍﻷﻫﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺟﺎﺀﺕ ﺑﻨﺘﻴﺠﺔ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ !! ﻓﺎﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻳﺤﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ...
ﺃﻭﻝ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻟﻤﻀﺨﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺭﻓﻊ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻭﺟﺪﺕ ﻗﺒﻞ ﺃﻟﻒ
ﺳﻨﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﻣﻦ ﺗﺼﻤﻴﻢ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺴﻠﻢ
ﺧﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻗﺒﻞ ﺃﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﺑﺪﻗﺔ ﻻ ﺑﺄﺱ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ
ﺭﺳﻢ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺴﻠﻢ
ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻓﻜﺮ ﺑﺎﺧﺘﺮﺍﻉ ﺁﻟﺔ ﻟﻠﻄﻴﺮﺍﻥ ﻫﻮ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﺴﻠﻢ !!
ﻓﻨﺠﺎﻥ ﺍﻟﻘﻬﻮﺓ .. ﻓﺮﺷﺎﺓ ﺍﻷﺳﻨﺎﻥ .. ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ .. ﺩﻭﺭ
ﺍﻟﺤﻀﺎﻧﺔ .. ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻲ .. ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ
ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻴﺔ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ .. ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺼﻮﺍﺭﻳﺦ .. ﺍﻟﻜﻤﺒﻴﻮﺗﺮ ..
ﺍﻟﻤﻀﺨﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﺮﻛﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﺸﺎﻣﺒﻮ ﻭﻗﻠﻢ ﺍﻟﺤﺒﺮ ..
ﺍﻷﺭﻗﺎﻡ .. ﺁﻻﺕ ﺍﻟﺘﺼﻮﻳﺮ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍً ﻣﻦ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺟﺔ ﻭﺣﺘﻰ ﺍﻟﺴﻠﻢ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻲ ﻭﺍﻟﺸﻄﺮﻧﺞ .. ﺍﻟﺤﻮﺍﻻﺕ
ﺍﻟﻤﺼﺮﻓﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺒﻨﻮﻙ .. ﻫﻲ ﺍﺧﺘﺮﺍﻋﺎﺕ ﺇﺳﻼﻣﻴﺔ .. ﺣﺘﻰ ﻋﻠﻢ
ﺍﻟﺠﺒﺮ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﺒﺼﺮﻳﺎﺕ ﻭﻛﺮﻭﻳﺔ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ .. ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻊ ﺃﺳﺴﻬﺎ ﻫﻢ ﺍﻟﻌﺮﺏ ! ﻃﺒﻌﺎً ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ
ﻛﺎﻥ ﻣﻔﺎﺟﺄﺓ ﻟﻠﻐﺮﺏ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﺣﺪﻳﺜﺎً ﺿﻤﻦ ﻣﻌﺮﺽ ﻓﻲ
ﻣﺘﺤﻒ ﻟﻨﺪﻥ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ 1001 ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ ﺇﺳﻼﻣﻲ .. ﻣﻊ
1000 ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻨﺴﻲ ﻟﻠﻤﺨﺘﺮﻋﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ .
ﺍﻟﺸﻲﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ، ﺃﻧﻪ ﺳﻮّﻕ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ
ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻭﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻦ ﺗﺨﻠﻒ
ﻭﺟﻬﻞ ﻭﺇﺭﻫﺎﺏ ... ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺟﺎﺀﺕ ﻋﻜﺴﻴﺔ، ﻓﻌﺪﺩ
ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﻨﻘﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺗﺰﺍﻳﺪ ﻛﺒﻴﺮ .. ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺗﻘﺎﺭﻳﺮ ﻏﺮﺑﻴﺔ ﺗﺤﺬﺭ ﻣﻦ " ﺧﻄﻮﺭﺓ" ﺃﻥ ﻳﺴﻴﻄﺮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻠﻰ
ﺃﻭﺭﺑﺎ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻌﻘﻮﺩ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻷﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻫﻮ ﺃﺳﺮﻉ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ
ﺍﻧﺘﺸﺎﺭﺍً !
ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻐﺮﺏ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﺁﻳﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ
ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ : (ﺍﻗْﺮَﺃْ ﺑِﺎﺳْﻢِ ﺭَﺑِّﻚَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺧَﻠَﻖَ ) [ ﺍﻟﻌﻠﻖ : 1 ] . ﻭﺁﺧﺮ ﺁﻳﺔ
ﻧﺰﻟﺖ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ( ﻭَﺍﺗَّﻘُﻮﺍ ﻳَﻮْﻣًﺎ
ﺗُﺮْﺟَﻌُﻮﻥَ ﻓِﻴﻪِ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺛُﻢَّ ﺗُﻮَﻓَّﻰ ﻛُﻞُّ ﻧَﻔْﺲٍ ﻣَﺎ ﻛَﺴَﺒَﺖْ ﻭَﻫُﻢْ ﻟَﺎ
ﻳُﻈْﻠَﻤُﻮﻥَ ) [ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 281 ] . ﺗﺄﻟﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﺭﻭﻋﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻓﺄﻭﻝ
ﻛﻠﻤﺔ ﻧﺰﻟﺖ ﻫﻲ (ﺍﻗْﺮَﺃْ ) ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺁﺧﺮ ﻛﻠﻤﺔ ﻧﺰﻟﺖ
ﻫﻲ ( ﻟَﺎ ﻳُﻈْﻠَﻤُﻮﻥَ ) ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺪﻝ ..
ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻧﻠﺨﺼﻪ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺘﻴﻦ : ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻌﺪﻝ .. ﻓﻌﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﻋﺎﺩﻟﻴﻦ ﻓﻲ
ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ ﻷﺻﺤﺎﺑﻬﺎ، ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻢ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻦ
ﻛﺘﺎﺏ ﺃﺭﺳﻄﻮ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
ﻗﺎﻣﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﺮﻗﺔ ﻭﺍﻟﻈﻠﻢ، ﻓﻬﻢ ﺳﺮﻗﻮﺍ ﺟﻬﻮﺩ ﻏﻴﺮﻫﻢ،
ﻭﻇﻠﻤﻮﺍ ﻓﻠﻢ ﻳﻨﺴﺒﻮﻫﺎ ﻟﻬﻢ ﺑﻞ ﻧﺴﺒﻮﻫﺎ ﻷﻧﻔﺴﻬﻢ .. ﻭﻫﺬﺍ
ﺗﺰﻭﻳﺮ ﻭﺍﺿﺢ .
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺗﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﻟﺌﻚ
ﺍﻟﻤﺸﻜﻜﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻠﻬﺜﻮﻥ
ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻐﺮﺏ .. ﻫﺬﻩ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻠﻬﺜﻮﻥ ﻭﺭﺍﺀﻩ ..
ﻓﺎﺭﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﻨﻜﻢ ﻭﺍﻗﺮﺃﻭﺍ ﻋﻦ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺃﺟﺪﺍﺩﻛﻢ، ﻭﻻ
ﺗﻜﻮﻧﻮﺍ ﻛﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺧﺎﻃﺒﻬﻢ ﻧﺒﻴﻬﻢ : (ﺃَﺗَﺴْﺘَﺒْﺪِﻟُﻮﻥَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻫُﻮَ
ﺃَﺩْﻧَﻰ ﺑِﺎﻟَّﺬِﻱ ﻫُﻮَ ﺧَﻴْﺮ ) [ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 61 ] ... ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ
ﻳﺒﺼّﺮﻧﺎ ﺑﺪﻳﻨﻨﺎ ﻭﻳﻬﺪﻳﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﺴﺒﻴﻞ .
ــــــــــــ
ﺑﻘﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﻜﺤﻴﻞ