ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﺷﺎﺭ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﺁﻳﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ
ﻭﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻗﺔ .. ﻟﻨﺘﺄﻣﻞ ....
ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻟﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻛﺘﺸﻔﻬﺎ ﺁﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻳﺘﻪ
ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻫﻲ :
ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ = ﺍﻟﻮﺯﻥ × ﻣﺮﺑﻊ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻀﻮﺀ
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻥ ﺁﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ
ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺇﻟﻰ ﻭﺯﻥ ﻭﺑﺎﻟﻌﻜﺲ . ﻓﺤﺴﺐ
ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻛﻤﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ
( ﺍﻟﺬﺭﺍﺕ ) ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻗﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﺗﻢ ﺍﺧﺘﺮﺍﻉ
ﺍﻟﻘﻨﺒﻠﺔ ﺍﻟﺬﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺃ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻛﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﺫﺭﺍﺕ
ﺍﻟﻴﻮﺭﺍﻧﻴﻮﻡ ( ﻭﻫﻮ ﻋﻨﺼﺮ ﺛﻘﻴﻞ ﻭﻣﺸﻊ ) ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻗﺔ ﻣﺘﻔﺠﺮﺓ
ﻭﺗﻮﻟﻴﺪ ﺩﻣﺎﺭ ﻫﺎﺋﻞ .
ﺇﺫﺍً ﺗﻤﻜﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﻦ ﺗﺤﻮﻳﻞ
ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﺩﺓ ﻭﺑﺎﻟﻌﻜﺲ، ﻭﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺑﻤﺎ ﺗﺴﺎﻭﻳﻪ ﻣﻦ
ﻃﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺿﺮﺏ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﺑﻤﺮﺑﻊ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻀﻮﺀ ( ﻭﺗﺒﻠﻎ
ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻀﻮﺀ 300000000 ﻣﺘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ) .. ﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪ
ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺗﻮﻟﺪ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ .
ﻟﻘﺪ ﺃﺻﺒﺢ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻗﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺑﻌﺪ
ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻳﻤﻜﻦ
ﺗﺤﻮﻳﻠﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻃﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﻭﺍﻧﺸﻄﺎﺭﻫﺎ ﺇﻟﻰ
ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺗﺤﺮﻳﺮ ﻃﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ
ﺗﺤﻘﻖ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻘﻨﺒﻠﺔ ﺍﻟﻨﻮﻭﻳﺔ .
ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ؟
ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺁﻳﺔ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻭﺑﻴﻦ
ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻭﺍﻟﻌﻤﻞ ﻫﻮ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ . ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
( ﻓَﻤَﻦْ ﻳَﻌْﻤَﻞْ ﻣِﺜْﻘَﺎﻝَ ﺫَﺭَّﺓٍ ﺧَﻴْﺮًﺍ ﻳَﺮَﻩُ ( 7 ) ﻭَﻣَﻦْ ﻳَﻌْﻤَﻞْ ﻣِﺜْﻘَﺎﻝَ
ﺫَﺭَّﺓٍ ﺷَﺮًّﺍ ﻳَﺮَﻩُ ( 8 ) ) [ ﺍﻟﺰﻟﺰﻟﺔ : 8-7 ] ، ﻫﻨﺎ ﻳﻘﻴﺲ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺬﺭﻱ، ﻭﻫﻮ ﻣﻘﻴﺎﺱ ﺩﻗﻴﻖ ﺟﺪﺍً .
ﻓﻔﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻓَﻤَﻦْ ﻳَﻌْﻤَﻞْ ﻣِﺜْﻘَﺎﻝَ ﺫَﺭَّﺓٍ ) ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ
ﻗﻴﺎﺱ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﺬﺭﺓ، ﻭﻫﺬﻩ ﺃﻭﻝ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ
ﺃﻧﺰﻝ ﻗﺒﻞ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻋﺸﺮ ﻗﺮﻧﺎً .. ﻭﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﻭﻋﻼﻗﺔ
ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺑﺎﻟﻮﺯﻥ . ﻓﻘﺪ ﺭﺑﻂ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ
ﻛﻠﻤﺔ ( ﻳَﻌْﻤَﻞْ ) ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﺯﻥ ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ ( ﻣِﺜْﻘَﺎﻝَ ) .
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟَﺎ ﻳَﻈْﻠِﻢُ ﻣِﺜْﻘَﺎﻝَ ﺫَﺭَّﺓٍ ) [ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ : 40 ] ،
ﻭﻫﻨﺎ ﺭﺑﻂ ﺩﻗﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﻋﻤﻞ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻈﻠﻢ، ﻭﺑﻴﻦ ﻭﺯﻥ ﻭﻫﻮ
ﻣﺜﻘﺎﻝ ﺍﻟﺬﺭﺓ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺪ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻧﻮﻥ
ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺗﻄﺎﺑﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .. ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .
ــــــــــــ
ﺑﻘﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﻜﺤﻴﻞ