المدير ولد بونا.. فرص كبيرة لرئاسة حزب الإنصاف؟

تعيش الساحة السياسية الموريتانية حراكاً متصاعداً مع تزايد الحديث عن إمكانية إدخال تغييرات جوهرية على قيادة حزب الإنصاف - الذراع السياسي الأبرز للسلطة - بعد تعيين رئيسه وزيرا في التعديل الوزاري الأخير.

وفي هذا السياق، يُطرح اسم الوزير السابق المدير ولد بونا كأحد أبرز الشخصيات المرشحة لتولي رئاسة الحزب في المرحلة المقبلة.

خلفية سياسية وفكرية

المدير ولد بونا ليس وافداً جديداً على المشهد السياسي؛ فقد راكم تجربة طويلة في الإدارة والوظائف الوزارية، وبرز كأحد الأطر الذين يجمعون بين التكوين الأكاديمي الصلب والحضور السياسي اللافت.

إضافة إلى ذلك، يتميز بخلفية فكرية قوية، حيث عرف بمداخلاته وتحليلاته العميقة حول قضايا الدولة والمجتمع، ما جعله يحظى باحترام مختلف الطيف السياسي والإعلامي.

القدرات التي تؤهله للمهمة

1- الكفاءة الإدارية: خبرته في تسيير القطاعات الوزارية والإدارية تمنحه قدرة على ضبط الهياكل التنظيمية للحزب، وتعزيز حضوره المؤسسي.

2- القدرة على الخطاب والتأثير: يتمتع بأسلوب تواصلي مقنع، يمكنه من قيادة النقاشات السياسية وصياغة خطاب حزبي جامع يلامس اهتمامات القواعد الشعبية.

3- القبول داخل النخب: يحظى ولد بونا بصورة إيجابية لدى فاعلين سياسيين وإعلاميين، وحتى داخل أوساط المعارضة، وهو ما يشكل نقطة قوة لحزب يسعى لترميم صورته وتوسيع قاعدة شرعيته.

4- الانسجام مع مشروع الدولة: باعتباره من المقرّبين من دوائر صنع القرار، فإن تسميته ستعكس رغبة في توحيد الخطاب بين الحكومة والحزب الحاكم، وتكريس الانسجام المؤسسي.

رهانات المرحلة

تواجه قيادة حزب الإنصاف تحديات كبيرة، من أبرزها:

- إعادة بناء الثقة مع القواعد الشعبية بعد الانتخابات الرئاسية والمحلية، والتطورات التي أعقبت ذلك.

- صياغة برنامج سياسي يعكس أولويات المرحلة، خصوصاً في مجالات التعليم، التشغيل، والعدالة الاجتماعية.

- تكريس صورة الحزب كحاضنة سياسية جامعة، قادرة على استيعاب النخب الشابة، واحتضان الكفاءات.

وفي هذا السياق، تبدو شخصية المدير ولد بونا مؤهلة لتقديم نموذج مختلف لرئاسة الحزب، يقوم على الفكر والتنظيم، أكثر من اعتماده على الولاءات التقليدية.

إن ترشيح المدير ولد بونا لرئاسة حزب الإنصاف – في حال تأكد – سيشكل اختباراً جدياً لخيارات السلطة في تجديد النخب، وتقديم وجوه ذات وزن معرفي وسياسي لقيادة المشهد الحزبي. لكن نجاح هذه الخطوة سيظل رهناً بمدى منحه الصلاحيات الحقيقية، وإتاحة الفرصة أمامه لتفعيل رؤيته، بعيداً عن الحسابات الضيقة والصراعات التقليدية.