إن البيان الذي أعلنت عنه المقاومة ليس مجرّد بيان، بل هو ذكاء خارق .حيث أعلنت عن استراتيجية الخداع بعد أن أُغلِق المشهد تمامًا، وبعد أن انتهت المهمة بنجاح... فبقي التسليم الشكلي فقط.
لكن السؤال: لماذا الآن؟
لأنها أرادت أن تقول للعدو:
“كنا نراك من حيث ظننت أنك أنت من يرانا.”
بينما كان الاحتلال يظن انه يراقب مواقع استخراج الجثامين ليحوّلها لاحقًا إلى بنك أهداف، كانت المقاومة قد سبقت خطاه بخطوة، بل بخطة كاملة.
نقاطٌ وهمية للاستخراج، جثامين مزيفة تُرفع أمام طائرات المراقبة، دفنٌ في موضعٍ، وتسليمٌ من موضعٍ آخر...
وفي النهاية، حين دوّى القصف على تلك النقاط “المشبوهة”، لم يكن هناك سوى الرمال والهواء.
هكذا أوقعت المقاومة العدو في فخّه هو، وجعلت بنك أهدافه مجرد وهمٍ كبير.. وحين بثّ الاحتلال مشاهد “مراقبته”، كان في الحقيقة يعرض أمام العالم دليلاً على سقوطه في أذكى عملية تضليل شهدتها الحرب.. لقد أرادت المقاومة أن تبعث برسالة أعمق من مجرد نجاحٍ ميداني: أن عقلها المركزي لا يزال حاضرًا، متماسكًا، وأن خطوطها الاستخبارية تعمل بدقة الجراح، لا بعشوائية الميليشيا.
اليوم لم تعد الحرب مجرد رصاصة تُطلق، بل معلومة تُزرع، وخطة تُفكّر، وعقلٌ يُدير .. ورجال الله هم اسود الميدان ..
