تتعدد الأسباب التي تدفع الزوجين الى التفكير في الانفصال لكن، بشكل عام يمكن ملاحظة أن هناك مجموعة من العوامل والدوافع التي تتكرر بشكل شبه دائم والتي تؤدي الى الطلاق. فما هي إذاً الأسباب الشائعة للطلاق؟
إذا كنتِ انفصلتِ مؤخراَ بعد سنوات طويلة من الزواج أو عايشتِ حالة انفصال حديثة لإحدى صديقاتكِ أو قريباتكِ، اعلمي أنكِ لستِ الوحيدة. حالات الطلاق في ارتفاع كبير في وقتنا الحالي. في السابق لم يكن الطلاق أمراً مباحاً حيث أن بعض المجتمعات، ونخص بالذكر المجتمعات العربية المحافظة، كانت تعتبره أمراً مخزياً، لكن، اليوم أصبحالطلاق ظاهرة منتشرة في كل بقاع العالم بلا استثناء.
الأكيد أنكِ تتساءلين “لماذا ازدادت نسبة الطلاق في العالم حتى بعد مدة طويلة من الزواج؟” إليكِ، سيدتي، خمسة من أكثر الأسباب الطلاق شيوعاً حتى تتفاديها إن أمكن في علاقتكِ الزوجية.
يتفق أغلب الخبراء والمتخصصين على أن الطلاق لا يكون نتيجة لحادثة مفاجئة، بل يكون نتاج تراكمات لمدة طويلة. تماماً كما لو أخذنا صحن صلب متيناً وبدأنا برميه عدة مرات على الحائط ماذا سيحدث؟ أجل ستتكون شروخ بالصحن جراء الصدمات المتتالية مهما بلغت متانته. الأكيد أن الزوجين لا يتعمدا إحداث شروخ في علاقتهما، لكنهما في نفس الوقت لا ينتبهان الى هذه الشروح إلا بعد تكسر الصحن بشكل كامل بمعنى آخر وصول العلاقة الزوجية إلى باب مسدود. فلا يضل أمامهما حل سوى الانفصال.
يصرح أغلب الأزواج بعد الطلاق أن علاقتهم الزوجية كان يشوبها الفتور والإهمال من كلا الطرفين منذ مدة بالرغم من عدم ملاحظة العائلة والأصدقاء لذلك. في أغلب الحالات تقول المرأة أنها ضحت كثيراً خاصة أنها ألغت حياتها العملية والاجتماعية من أجل السهر على راحة أبنائها وزوجها. في حين يصرح الزوج بكونه لم يعد يشكل الأولوية في حياة زوجته خصوصاً بعض إنجاب الأطفال. هذين مثلين فقط عن التراكمات التي تحدث في العلاقة الزوجية والتي تظل ضمن الكتمان الى ما بعد الطلاق.
حاولي سيدتي أن تخلقي لنفسكِ مساحة خاصة تمارسين فيها هواياتكِ أو تعملين فيها حتى تكون حياتكِ متكاملة ولا تنسي أن تعملي على جعل حياتكِ العاطفية مع زوجكِ متجددة لا يشوبها الملل. أهم نصيحة يمكنكِ اتباعها هي المصارحة الدائمة والحوار البناء. لا تخفي أبداً الأمور التي تزعجكِ بل صارحي بها شريككِ لتوضيحها في ذات الحين، حتى لا تشكل مع غيرها من الأمور تراكمات تحدت شروخ وتصدعات في علاقتكِ الزوجية بمرور الوقت.
لفارق السن أهمية كبيرة في الزواج.
هذا العامل الذي يبدو لأغلب الأزواج أنه لا يشكل أي مشكلة في بداية الإرتباط، يمكن أن يكون له ثقله الكبير فيما بعد. الاختلاف لا يكون دائماً في التفاهم سيدتي، بل يتعداه ليجد الزوجين نفسهما مختلفين من الناحية النفسية والبيولوجية. مثلاً عند ارتباط فتاة عشرينية برجل أربعيني (أي ما بين خمسة عشر الى عشرون سنة فما فوق كفارق عمري) قد يكون هناك اتفاق في البداية. لكن، عندما تمر السنوات يظهر الفارق بشكل جلي، كأن يكون الزوج بحاجة إلى الراحة في كبره، في حين ترغب الزوجة بالاستمرار في ممارسة أنشطتها الاجتماعية من سهر وغيره. غالباً ما يلبي هذا الفارق حاجة الشريك الأكبر سناً جنسياً فقط.
3- تسرب الملل في الحياة الزوجية
يؤكد الخبراء أن العيش لمدة أربعة وعشرون ساعة طيلة سبعة أيام في الأسبوع مع نفس الشخص يشعر بالتأكيد بالملل! فماذا لو كان الروتين هو نفسه كل يوم؟ عليكِ أن تبذلي سيدتي المزيد من الجهد رفقة زوجكِ لتغيرا هذا الواقع. فعملكِ في البيت (أو في الخارج) وعمل زوجكِ في الخارج وتربية الأطفال وحدهما غير كافيين للحفاظ على الحياة الزوجية.
قومي دائماً بابتكار ما يضفي على حياتكما بعض التغيير والحيوية حتى لا يشعر كل طرف بالملل من حياته مع الآخر ويبدأ في اختلاق المشاكل.
هناك علاقة وطيدة بين المشاكل المادية والمشاكل في العلاقة الزوجية عموماً. تظهر هذه المشكلة جلياً عندما يكون أحد الطرفين مقتصداً ومدخراً في حين يكون الطرف الآخر مبذراً وغير مدركاً بالمشاكل المادية التي تعانيها الأسرة.
عليكِ سيدتي أن تضعي خطة مالية واضحة رفقة زوجكِ للحاضر والمستقبل حتى تتمكنان من ادخار ما تحتاجانه لتعليم الأبناء وتطوير هواياتهم بدون أن تضيقا الخناق عليكما في الحاضر.
عدم التوافق في الحياة الجنسية يمكن أن يهدم الزواج بينكما. لا يعني ذلك أنه يجب أن تختاري من يوافقكِ في هذا الجانب بشكل أساسي. لكون الرغبات الجنسية تتغير وتختلف من فئة عمرية الى أخرى بمعنى أخر الرغبات الجنسية غير ثابتة. غير أن هذا المشكل يزداد ويصبح ملحوظاً بمرور الوقت وهذا غالباً ينتج عن التغيرات الهرمونية التي تحدث مع كبر السن. إذا كنتِ في مرحلة سن اليأس مثلاً يمكنكِ أن تزوري الطبيبة لتحديد ما إن كنتِ تعانين من خلل ما يمكن علاجه، كما يجب عليكِ تفهم التغيير الذي يعيشه زوجكِ بمرور السنين وضعف قدرته الجنسية كلما تقدم في العمر.
لتفادي هذه الأسباب الشائعة للطلاق عليكِ أولاً أن تضعي إنجاح علاقتكِ الزوجية ضمن أولوياتكِ وأن تولي اهتماماً بنفسكِ ورغباتكِ وميولاتكِ. لا تجعلي مشاغل الحياة اليومية تنسيكِ ذلك، أيضاً يجب أن تتحملا المسؤولية في كل مشكلة تحدث وتجعلي بينك وبين زوجك مساحة للحوار الصريح دون تجريحفي كل الأمور لتصلا دائماً إلى اتفاق يرضي الطرفين.