منذ سقوط ولد عبد العزيز في انقلاب أبيض ، يسميه العض انتخابات و يسميه البعض تخليفا و يسميه البعض تكليفا، تظهر بين الحين و الآخر (من خلف كواليس مظلمة الغرف ، متداخلة السيناريوهات)، حملات منظمة ، مباشرة الأسلوب ، سطحية الأداء ، يديرها ذباب كومبارس مكشوف الأهداف ، تحركه أيادي متخلفة ، تجعل من الديمقراطية وسيلة انتقام ناعمة و من القبلية و الشرائحية جدار حماية بسياج مكهرب..
تلونت هذه الهجمات بكل ألوان أمراض المجتمع : القبلية، الجهوية ، الشرائحية ،الانتقامية (...)، متقمصة أحيانا دور الضحية و مفتعلة أخرى مواقف الشفقة؛ من ذباب عزيز إلى عقارب إيرا مرورا بعفاريت الشيخ الرضا و حرائق أفلام (Flam) و ديدان مطابخ العلمانية و كير إعادة تأسيس ولد امخيطير ..
تدور كل هذه المعارك الجبانة على حلبة الهم العام بأسلحة الانتماءات الضيقة ، مهددة بإشعال الحروب الأهلية و المواجهات القبلية و ثورات انتقام الشرائحية ..
ليس في هذه الحملات الجبانة التي نعرف أدق تفاصيل مكوناتها و زيف انتماءات أصحابها ، ما يخيفنا أو يشغل بالنا ، إن ما يخيفنا و يخجلنا و يحز في نفوسنا هو معناها ، أي غياب الدولة و ارتخاء عضلات جبروتها، القادرة وحدها على فرض دكتاتورية القانون الرادعة للجميع و الحامية للجميع ...