قال فيدرالي حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بولاية اترارزه محمدن ولد باب ولد حمدي، إن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني كسب منذ توليه مقاليد السلطة إجماعا قَلَّ نظيره في حياتنا السياسية، واستطاع تقريب وجهات النظر ليس بين الموالين فقط، بل بين الموالين والمعارضين أيضا.
وأوضح ولد حمدي في مقابلة مع "وكالة أنباء لكوارب"، إن الرئيس ومنذ وصوله للسلطة قبل سنة اعتمد سياسة دائمة للتشاور مع المعارضة ورموز القوى الوطنية.
وأشار ذات المتحدث إلى أن ذلك أدى إلى ارتياح واسع في الأوساط السياسية، وساهم في تهدئة سياسية كانت البلاد تفتقدها منذ عقود.
وأكد فيدرالي الحزب الحاكم في اترارزة إن السياسية التي اعتمدها رئيس الجمهورية لمواجهة جائحة كورونا، أسهمت في تخفيف وطأة الجائحة ومحاصرة آثارها الصحية والاجتماعية.
وقد تطرقت المقابلة لمواضيع مختلفة، من بينها حصيلة عمل الفيدرالية، والمنتخبين في اترارزة، وتقييم الفترة المنقضية من حكم ولد الغزواني.
نص المقابلة:
وكالة أنباء لكوارب: مرت سنة على انتخاب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، هل أنتم راضون عن أداء حكومته؟ وكيف تقيمون تعاملها مع أزمة "كورونا"؟
فيدرالي حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في اترارزة: أشكر موقع "لكوارب" الرائد على إتاحة هذه الفرصة، وقد لاحظت مسرورا تطوره من موقع محلي إلى موقع وطني موثوق به.
أما عن سؤالكم فقد بشر فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني منذ توليه مقاليد السلطة، من خلال برنامج "تعهداتي"، بعهد مشرق بالأمل، فبعث روح التصالح والتفاهم والثقة في الجو السياسي العام، وأسس لإصلاحات جوهرية في التعليم والصحة والزراعة والتشغيل والإعلام وغيرها من القطاعات التي تشرف حكومة معالي الوزير الأول المهندس إسماعيل ولد الشيخ سيديا على تنفيذها.
ويبعث على الثقة في الحكومة طريقةُ تعاملها مع الظروف الصعبة التي أَدَّتْ إليها جائحة كورونا عموما، وما من شك أن الخطة الوطنية الكبرى التي أعلنها رئيس الجمهورية للتصدي لجائحة كورونا وتخفيف آثارها، بمحاورها المتعددة، صحيا، واقتصاديا، وما تضمنته من تحمل الدولة لأعباء متعددة عن المواطنين، وتحكمها في السوق، وضبطها لحركة الاستيراد، والتوزيعات المجانية لصالح أكثر من 200 ألف أسرة، قد أسهم كل ذلك في تخفيف وطأة الجائحة ومحاصرة آثارها الصحية والاجتماعية.
ومن الشواهد في هذا المجال البرنامج الإغاثي الخاص الذي نفذته الحكومة لصالح المنمين المحاصرين بين سنة قليلة الأمطار، واستحالة الانتجاع في الدول المجاورة بسبب الجائحة، وغير ذلك مما يمس الحياة اليومية للمواطن، وكمختلف البرامج التي قامت بها مندوبية تآزر.
وبالنسبة لمواجهة كورونا نعتقد أن استراتيجية الحكومة في مواجهتها كانت ناجحة لعدة أسباب منها:
أولا: أن هذه الاستراتيجية نجحت في تأخير وصول الوباء إلى البلاد، وأعتقد أنكم توافقونني في ذلك.
وثانيا: أن تلك الاستراتيجية حدّت بتوفيق من الله بشكل كبير من نِسَبِ الوفيات التي تُعتبر من أخفض النِّسب في المنطقة مقارنة بعدد الإصابات.
وثالثا تدل المؤشرات المتوفرة حتى الآن أننا سنكسب إن شاء الله تعالى مرحلة التعايش مع الفيروس التي بدأناها قبل فترة وما من شك أن تناقص عدد الإصابات، وإلغاء وزارة الصحة لنقطتها الصحفية اليومية بشأن الوضعية الصحية، مؤشر على أن حدة الوباء قد تناقصت بفضل الله ومنِّه.
وكالة أنباء لكوارب: بعض المتابعين يقولون إن الحزب يعيش سباتا منذ الانتخابات الأخيرة، ويذهب البعض إلى أنكم تحولتم إلى حزب مناسبات انتخابية، فلا يراكم المواطن إلا في فترة الحملات، هل هذا صحيح؟
فيدرالي حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في اترارزة: ربما يكون في هذا السؤال مستوى من المبالغة والتعميم، فحزب الاتحاد من أجل الجمهوري حزب مؤسسات متعددة ومتكاملة، ويحمل مشروعا وطنيا للنهوض السياسي، انطلاقا من مرجعيته السياسية التي يمثلها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، وبرنامجه الوطني "تعهداتي".
وما من شك أن من صميم وظائف الأحزاب، خوض الانتخابات والسعي لكسب ثقة الشعب عبر البرامج والأداء السياسي والتنموي.
وقد أطلق حزب الاتحاد من أجل الجمهورية منذ انتخاب الرئيس المهندس سيدي محمد ولد الطالب أعمر قبل سبعة أشهر، مسيرة إصلاحات جوهرية تهدف إلى الإصلاح الداخلي للحزب، وتمهد لنمط من العمل المؤسسي، تقتضيه المرحلة.
وقد حقق خلال هذه الفترة إنجازات معتبرة في بناء مؤسساته، وإطلاق وتفعيل أماناته الوطنية، مع حضور فعال لفريقه البرلماني وإسناد سياسي نوعي للأداء الحكومي.
وإن كنتَ تقصد بالسُّبَات الحزبي تجميدَ النشاطات غير المستعجلة خلال الأشهر الأخيرة، فتلك ظاهرة تشترك فيها كل الأحزاب والهيئات، ليس في بلادنا فحسب، بل في كل العالم بسبب جائحة كورونا، وعموما فقد جَمَّد حزب الاتحاد من أجل الجمهورية أنشطته الجماهيرية ليتفرغ للمشاركة في الجهد الوطني لمكافحة وباء كورونا.
وكالة أنباء لكوارب: خلال قيادة ولد محم للحزب، إبّان فترة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، قال إن الحزب قرر شراء مقرات في كافة المقاطعات، أين وصل هذا المقترح؟ وما مصير الأموال التي جُمعت من أجل شراء تلك المقرات؟ خصوصا أن مسألة الإيجار تطرح في الوقت الراهن تحديا كبيرا للحزب؟
فيدرالي حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في اترارزة:
لم أتسلم منذ انتخابي اتحاديا للحزب في الولاية أية أموال متعلقة بالمقرات، ثم إن مسألة الإيجار ليست مطروحة نهائيا لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية في ولاية الترارزة.
حيث أن اثنين من مقرات الأقسام مملوكان للحزب، وهما مقرا قسمي بتلميت وواد الناقه، أما مقرات أقسام المقاطعات الأربع الأخرى ومقر الاتحادية فقد تم التكفل بكافة التزاماتها المالية من طرف بعض أطر الحزب ورجال أعماله، ولهم على ذلك كل الشكر والتقدير لأدائهم المشرف واستعدادهم الدائم لخدمة الحزب.
وكالة أنباء لكوارب:
توليتم مهمة فيدرالي الاتحاد من أجل الجمهورية قبل حوالي سنتين، ما أهم الإنجازات التي قمتم بها لصالح الحزب الحاكم في ولاية الترارزه؟
فيدرالي حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في اترارزة: لقد تم تشكيل مكتب اتحادية الحزب في ولاية الترارزة في نهاية يونيو 2018، وكانت خطة العمل الأساسية للحزب وطنيا وجهويا هي كسب الاستحقاقات الانتخابية القريبة حينها.
وكان الحزب حينئذ قد خرج للتو من حملة الانتساب وتشكيل الهيئات الحزبية، وكان على المكتب أن يعمل على تجاوز الخلافات الناتجة عن تلك الحملة، خصوصا أن الانتخابات البلدية والتشريعية والجهوية كانت على الأبواب.
وقد تطلب ذلك منا جهدا مضاعفا، في مستويات متعددة من بينها زيارة مقاطعات الولاية الست، وزيارة بعض الفروع أحيانا، ولقاءات واسعة مع رموز وشخصيات وازنة في مختلف المقاطعات وأعتقد أننا نجحنا في تجاوز تلك الخلافات، بدليل أننا خضنا بعد ذلك حملة الانتخابات التشريعية والبلدية والجهوية بنجاح؛ إذ حصلنا على 22 بلدية من أصل 25، وعلى كامل المقاعد البرلمانية الاثني عشرة، وأكثر من ثلثي مقاعد المجلس الجهوي. بعد أن كان نصف منتخبي الولاية لصالح المعارضة.
وبعد هذه النجاحات المعتبرة التي تحققت بفضل الله تعالى ثم بتكاتف قيادات وجماهير الحزب، خضنا حملة رئاسية ناجحة، اعتمد الحزب فيها خطة عمل أساسها خطاب الترشح الذي ألقاه فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في فاتح مارس 2019، ثم برنامج "تعهداتي"، وكان فيها الحزب أكبر طيف سياسي داعم لرئيس الجمهورية.
وكالة أنباء لكوارب:
البعض يحملكم كحزب مسؤوليةَ ما يسميه "الأداء الهزيل لمنتخبيكم"، خصوصا في عاصمة الولاية روصو، التي ظلت لسنوات في قبضة المعارضة، فهل أنتم راضون عن أداء هؤلاء المنتخبين؟ وما هو التوجيه الذي تقومون به باعتبار أنكم زكيتم ترشحهم؟
فيدرالي حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في اترارزة:
ليست الصورة بهذه القتامة التي تقدمونها بها، فالمنتخبون في جميع مقاطعات الولاية، سواء في المجلس الجهوي أو البرلمان أو البلديات، نالوا ثقة الناخبين ونجحوا بنسب جيدة، ومنذ ذلك الحين كانوا حاضرين ومشاركين في الهم العام المحلي، ويبلون فيه بلاء حسنا، سواء بشكل جماعي أو بشكل فردي، وتدخلاتهم الفردية والجماعية في مساندة المواطنين خلال فترة ذروة الحجر الصحي خير شاهد على ذلك.
كما أن الحضور اليومي للعمد، ولرئيس ومكتب الجهة دائم ميدانيا، وهم يتابعون الأعمال التي تقتضي حضورهم بشكل دائم.
ولا يخفى على من يتابع أعمال البرلمان وجلساته الحضورَ الفاعل لبرلمانيي الولاية، ومتابعتهم للشأن المحلي والوطني؛ تنبيها واقتراحا، وتوجيها وإرشادا ومساءلة.
ومع رضانا عن أداء منتخبينا انطلاقا مما هو متاح، فإنني أتطلع وأدعو إلى مزيد من الفعالية والتطوير، وما من شك أن وتيرة الإنجاز في تصاعد وارتفاع.
وكالة أنباء لكوارب:
كيف تقيمون أداء الحزب في الوقت الراهن؟ وهل تعتقدون أنه تجاوز أزمة المرجعية التي اندلعت بعد عودة الرئيس السابق؟
فيدرالي حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في اترارزة:
في نهاية دجنبر 2019 انعقد المؤتمر الثاني الذي شاركنا في التحضير له، وأسفر عن اختيار قيادة منتخبة للحزب، على رأسها المهندس سيدي محمد ولد الطالب أعمر، فشرع فور انتخابه في التأسيس لعمل حزبي جاد، من خلال مراجعة الترتيبات الداخلية، وإعداد خطة عمل حزبية متناغمة مع برنامج "تعهداتي"، دشنه بالتخطيط لإرسال لجان حزبية في مارس الماضي هدفها تفعيل الهيئات الحزبية المحلية، والإشراف على إطلاق خطط عملها، لولا أن البرنامج عُلِّق بسبب ظهور جائحة كورونا التي عاجلت خطط الحزب بعد شهرين ونصف من انتخاب قيادته.
غير أن العمل الحزبي فيما سوى الأنشطة الجماهيرية لم تتوقف، بل بادر الحزب إلى وضع خطة استعجالية للمشاركة في الجهد الوطني لمحاربة كوفيد 19.
والشيء الجيد أنه قام بذلك بالاشتراك مع القوى السياسية في الموالاة والمعارضة، وهي سمة بارزة من سمات المرحلة التي نعيشها في ظل سياسة التهدئة ومد جسور التقارب والتكامل مع مختلف تشكيلات المشهد الوطني.
وقد نجح الحزب في تقديم خطاب وقيم وممارسة سياسية جديدة، أدت ببعض الأحزاب والتيارات السياسية إلى الانصهار فيه.
كما أن الحزب قد كسب علاقات تعاون مثمرة مع أغلب الأحزاب الوطنية الأخرى، مع تعزيز وتطوير لصلات التعاون والتشاور مع أحزاب عريقة في دول شقيقة وصديقة.
وعموما فقد أعلن الحزب قبل أيام قليلة استئنافَ أنشطته، وكانت فاتحة هذه الأنشطة التظاهرة التي نظمها الحزب أمس بمناسبة الذكرى الأولى لتنصيب فخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني رئيسا للبلاد.
فرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني هو مرجعية الحزب، وبرنامجه الوطني "تعهداتي" هو الإطار الاستراتيجي الذي يوجه مسارات وأداء الحزب والحكومة.
ومما لا شك فيه أن فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني كسب منذ توليه مقاليد السلطة إجماعا قَلَّ نظيره في حياتنا السياسية، واستطاع تقريب وجهات النظر ليس بين الموالين فقط، بل بين الموالين والمعارضين أيضا.
وقد اعتمد سياسة دائمة للتشاور مع المعارضة ورموز القوى الوطنية، مما أدى إلى ارتياح واسع في الأوساط السياسية، وتهدئة سياسية قَلَّ نظيرها، وكانت البلاد تفتقدها منذ عقود، وهو ما تشهد له التصريحات المتتابعة لزعماء المعارضة بجميع أطيافها التي تجمع على أن المشهد والأداء السياسي الوطني قد طبع بصبغة أخلاقية وقيمية كان في أمس الحاجة إليها.
وقد جاء كل ذلك بعد انتخابات شهد الجميع بنزاهتها، وخطاب سياسي متصالح، ورغبة في مد اليد للجميع من أجل المشاركة في جهد البناء الوطني، فضلا عن الإجماع داخل الموالاة، وداخل حزب الاتحاد من أجل الجمهورية.
وكالة أنباء لكوارب: شكرا جزيلا لكم على إتاحة هذه الفرصة.