يحق لنا اليوم أن نحلم بغد أفضل، لوطن طالما ظل يرزح تحت وطـأة المجهول المفتوح على جميع الاحتمالات، ليس لأن الفساد استشري وطغى فحسب؛ بل لأنه أمسى عقلية متجذرة في النفوس يصعب اقتلاعها. الأمر الذي أدى إلى نكسة كنا نحسبها ستبقى لعقود دون انفراج.. إلى أن ظهر أمل جديد في أفقنا؛ فقلنا معا لعلها بداية الإصلاح المنشود الذي تطمح له الأمة الموريتانية، القابعة منذ فجر الاستقلال تحت عباءة التردي والأحلام الضائعة.
جميل حقا أن نستعيدَ على الأقل أحلامنا وأمانينا الممزقة فوق الأرصفة المتهالكة،.. أن تـتقدَ نارُ الطمـوح من جديد في قلوبنا قبل عقولنا،.. أن تنزاحَ أصنامٌ كانت بالأمس عائقًا دون البناء والتطور والنهوض، لعمري لهو شيء يستحق الثناء والتنويه على سبيل الملاحظة والمقارنة.
لا يعني هذا أن شيئا مهما قد تغير بعد!، او أن إنجازا ماديا كبيرا قد حصل بالفعل.. لا هذا ولا ذاك؛ بل هو مجرد ضوء أمل في آخر النفق القاتم.
دعونا نستعرض جانبا من المنجز بعد مرور عام على حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، قبل التعليق عليه؛ حتى تكون الصورة واضحة للجميع:
1_روح الانفتاح التي اتسمت بها بدايه حكمه، وجو التهدئة العام، والسكينة التي تعيشها موريتانيا، والتسامح، والتشاور، ورد المظالم، وإنصاف أصحاب الحق.
2_ التصدي بكل بسالة لجائحة أرهقت كل الأنظمة الصحية في العالم، والتعامل معها ومع إكراهتها التي فرضتها بكل حزم ومسؤولية، وتعبئة كافة الطاقات الحية و التجهيزات من مستشفيات و كوادر طبية ومستلزمات طبية ضرورية .
3_توزيع المساعدات المادية و العينية على أكثر من 200 ألف أسرة في الداخل الموريتاني ومئات الأسر في الخارج، تضررت بفعل الاغلاق الذي حتمته الطوارئ الصحية.
4_رفع التحدي الديبلوماسي، والأمني حتى أثناء أزمة الـكوفيد. تمثل في عقد وتنظيم قمة إقليمية حضرها بالإضافة لدول الساحل الرئيس الفرنسي و رئيس الوزراء الإسبانى وشارك فيها عبر تقنية الفيديو شخصيات دولية وازنة(الأمين العام للأمم المتحدة،المستشارة الألمانية و رئيس الوزراء الإيطالي ....).
5_ التحقيق في ملفات الفـساد، والخروج منه بتقرير مهني مفصل، تمت إحالته للقضاء، بعد عرضه ومناقشته من طرف نواب الجمعية الوطنية.
من هذه الحصيلة -على تفاوتها- يمكن أن نستنتج أن الطريق بات مشرعا أمام نهج جديد مختلف، من خلاله؛ يمكن أن تصل موريتانيا إلى بــرِّ الأمـان والهناء. ولكن لابد لتحقيق ذلك؛ من اتخاذ جملة من التـدابير، العصية على الاختراق، من طـرف أعداء الوطن منها:
أولا؛
اغـلاق الطريق أمام المخربين، والتخلص من زبانية الأنظمة الفاسدة، وفتح المجال أمام الوطنيين الغيورين على مصلحة البلد، وإشراك النخب العلمية الشابة القادرة على مسايرة ركـب التنمية الحضارية.
ثانيا؛
اعتـماد مبدأ المكافأة والعقوبة، فمن دونهما لا يمكن: لا محاربة الفساد ولا الارتقاء بالبلاد.
ثالثا؛
إرساء دولة الحقوق و تكافئ الفرص، بحيث يشعر كل مواطن أن حقوقه المدنية محفوظة ولا يمكن لأي كان التعدي عليها؛ وبالتالي ينعم بالحرية والضمانات التي يكفلها له القانون.
رابعا؛
مـحاربة الفقر والتسرب المدرسي واقعا لا شعارا وذلك من أجل القضاء على الجهل نهائيا؛ فبناء الإنسان أولى وأهم من تشييد العمران، ولا يمكن لأي دولة ان تنهض بغير الإنسان المتعلم.
خلاصة القول أن ما تحقق بعد مرور عام لا يرقى -على أهميته- إلى مستوى تطلعاتنا وطموحنا؛ فلابد إذا من مواصلة طريق الإصلاح الذي بدأت بوادره تلوح في الأفق. وسنظل ندعم و نتابع ونراقب عن قرب، حتى يتحقق حلم وطننا الحبيب، الذي نرجو ان يكون على يد الرئيس الحالي: محمد ولد الشيخ الغزواني، ولا بديل عن ذلك، سوى العودة لا قدر الله إلى المربع الأول؛ وذلك سيكون كارثيا بكل المقاييس على مستقبل أمن واستقرار وازدهار الوطن.
حفظ الله موريتانيا.
الأستاذ الدكتور أحمدو ولد المختار ولد اعليت