الأزمة الزراعية / رؤية من الداخل

خميس, 12/10/2020 - 23:19

في هذه الأيام يكثر و يتنوع الحديث عن أزمة زراعة الأرز في موريتانيا حاضرا و مستقبلا و تتفق  الآراء حول المشكلة و تتباين حول المسببات و المعالجات ،كل ذلك مبررا لكن ينبغي ان يكون موضوعيا و مفيدا و هادفا بحيث يحول دون الرجوع الى نفس المشكل في وقت قريب ذلك ما يقودنا الى النظر في هذه العقدة و اعتبارها حالة مرضية حقيقية  تتطلب تشخيصا و علاجا تخصصين في جميع  جوانبها.
  هنا لا بد اولا ان نطرح اسئلة مهمة نفضي من خلال الرد عليها الى الحلول المناسبة لحل عقدة زراعة الأرز.
-1 ما هي مشكلة منتجي الارز في الوقت الراهن؟
-2 ما هي متطلبات زراعة الأرز المروي أساسا؟
-3 ما هو الهدف من انتاج الأرز؟
-4 هل وضع وزارة التنمية الريفية جيد للدفع نحو انتاج يتلاءم مع متطلبات  المرحلة الحالية؟
-5 ما هو السلوك المتبع ؟

  سعيا الى الوصول الى نتائج مفيدة سأقوم بالرد على الأسئلة اعلاه.

*جواب السؤال واحد:
ما هي مشكلة منتجي الأرز في الوقت الراهن؟
+ تتمثل مشكلة منتجي الأرز  حاليا في: 
+ توقف التمويل الذاتي 
+ الإنتاج في ظروف غير مناسبة تقود دائما الى خسارات متتالية غير مبررة رسميا.
+انسداد للرؤية يصاحبه اليأس.
+غياب التنسيق و الاتصال مع الوصاية يتسبب دائما في تعارض لتشخيص المشاكل و معالجتها.

*جواب السؤال اثنان: ما هي متطلبات زراعة الأرز المروي؟
"من متطلبات زراعة الأرز الأساسية:
خلق بنية تحتية صلبة و قوية و متنوعة متمثلة في: 
_ تعيير  افرع النهر و تعزيزها بالطرق والجسور  و خطوط كهربائية بالإضافة الى قنوات الصرف.
_فك العزلة
_خلق السدود 
_ نظرا للأهمية البالغة لتسوية القطع المزروعة يلزم ولوج المزارع الى تمويل طويل الأمد لتمكينه من تسوية أرضه بما يضمن استغلال امثل .
_ وجود مكننة متطورة لتحضير التربة  و الحصاد
_ توفير مدخلات كافية و متنوعة .
  _ توفير تمويل للإنتاج ميسر و كافي .
   _ التأطير و التكوين حتى يكون المزارع يستطيع اتباع المسار الفني و احترام اليومية الزراعية.
  _ ادخال التقنيات المعاصرة.
  _ حماية الإنتاج و المنتوج و ترقيته .
  _انشاء اجهزة للبحث و الإرشاد.
  _تطوير الري والصرف 
   _انشاء بنوك زراعية
   _انشاء تأمين زراعي 

* جواب السؤال الثالث :  + ما هو الهدف المحدد بالنسبة للدولة من انتاج الأرز؟
   ان التعبير الرسمي لدي السلطات العمومية يميل الى تحقيق الإكتفاء الذاتي والذي نرى انه صعب المنال فهو يتطلب وقتا و امكانات ليست متوفرة  حسب ما نرى كما يتطلب الرفع من القدرات الفنية للمنتجين و مستخدمي الآليات.
 -  يسير المزارع بتعثر وقليل من الرضى والتشكي  فهو لا يستطيع ان يصرف على نشاطه  و أسرته من دخل مزرعته.
 - في العقد الأخير اعطت الزراعة بعض الإشارات المضللة جعلت منها وجهة للموظفين و المتقاعدين و العاطلين عن العمل يؤجرون الأراضي البائرة و يزرعونها في ظروف غير ملائمة فيربحون تارة و يخسرون تارات اخرى  معتمدين في ذلك على  التمويل الذاتي ومن القطاع الخاص، هذه الشريحة تمثل عشرين℅ من المساحات المزروعة تقريبا في حين تمثل مساحات التعاونيات عشرة ℅ بينما تمثل  مساحات القطاع الخاص(المصنعين)  و غيرهم من المستقلين سبعين ℅

*جواب السؤال الرابع :هل وضع وزارة التنمية الريفية جيد للدفع نحو انتاج يتلاءم مع متطلبات المرحلة الراهنة؟
 قبل تقييم  الدور الذي يكمن ان تقوم به و زارة التنمية الريفية  اود ان  انبه الىى ان ازمة الزراعة توارثتها الحكومات خلال اربعة عقود من الزمن، تتعقد يوما بعد يوم و تزداد الحاجة اليها اكثر فأكثر كلما تغيرت الظروف  تطرح الزراعة نفسها كملاذ وحيد يقول لسان حالها {في الصيف ضيعت اللبن} فهي  لم تعط ابدا بنية تحتية تمكنها من استقطاب اللاجئين اليها بحثا عن القوت و العمل و المأوى .

   ان الذي نريده  من الزراعة و من وزير التنمية الريفية  يتطلب وقتا و مالا و خبرة  غير متوفرين .
   كنا في الماضي نتعامل معها اي الزراعة بطريقة استعجالية و هنا علينا ان نعلم ان ما أسس للإستعجال ينتهي عاجلا مع تخطي حالة الاستعجال و لا يستطيع ان يدوم .

  اذكر انه قبل ستة اشهر من الآن اتصلت بوزير التنمية الريفية ضمن مجموعة حراك المزارع و ناقشنا معا  عددا من النقاط و انا كنت على يقين  و ما زلت ان المطالب التي طرحنا على الوزير لا يمكن ان تتحقق في اجال قريبة لكن ذلك لا يبرر التباطؤ في انجازها  وهنا انوه  بوضع هذه المطالب ضمن بارنامج الاقلاع الاقتصادي باستثناء مطلبين اساسين  هما :
  -بنك زراعي و التأمين الزراعي و قد لمسنا   تفهما لوضع كان يفرض نفسه تلقائيا تجسد ذلك  في التآزر السريع و اللا مسبوق عندما افسدت الأمطار محصول الحملة الصيفية 2020  لكن هذا النفس كان قصيرا عندما انتكس المزارع في اقل من شهرين و اصبح غير قادر تماما عن الاستمرار .
 وعليه فإنني لا اعول كثيرا على ما ستقوم به الوزارة نظرا لما سبق لكن ارجو الا يكون ذلك عذرا في التباطؤ في خلق الظروف الملائمة لزراعة البلد في امس الحاجة لها. نظرا لغياب البنية التحتية والتمويل و التأمين من المخاطر  بصفة عامة و ضعف المكننة الزراعية خاصة فان الظروف  غير مؤاتية للإنتاج الجيد  لكن  التوقف عنه ضار وغير ممكن  هو ايضا لذلك يجب العمل على محورين.

_الأول :

  -العمل على تخفيف اجرآت اعادة التمويل  حتى لا يضطر المنتج  الى التوقف عن الإنتاج.

_ الثاني

 الإسراع في وضع بنية تحتية جيدة  و قابلة للاستمرار.
  سيد الشيخ سيد فال

منتج زراعي و تكنلوجي متخصص في الصناعات التحويلية للأرز.