طالبت مجموعة موريتانية تضم مدونين وعددا من رجال الثقافة والأدب يتسع نطاقها باستمرار حسب قادتها، طالبت الإثنين الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني “بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، والمحافظة على علاقات طيبة مع جميع الدول العربية، وعدم التدخل في الأزمات والخلافات بين الدول”.
وانتظمت هذه المجموعة حسب قادتها “من أجل حث السلطات على تصحيح الخطأ الدبلوماسي الكبير الذي وقع فيه الرئيس السابق والمتعلق بقطع العلاقات مع دولة قطر الشقيقة”.
وأكدت المبادرة التي يقودها أحمد ولد سيدي “أن أعضاءها جمعهم حب الوطن والسهر على مصالحه وأنهم لا ينتمون لأي حزب أو تيار سياسي، بل يجمعهم حب الوطن الموريتاني، والرغبة في النأي به عن الخلافات الإقليمية والدولية”.
ويشمل برنامج المبادرة “تنظيم وقفات مطالبة بإعادة العلاقات مع قطر، والاعتذار للحكومة والشعب القطري على وسائل التواصل الاجتماعي عن قطع العلاقات مع الدوحة، ونشر عريضة مطلبية يوقع عليها الفاعلون السياسيون في موريتانيا، مع السعي لإيصال صوت المبادرة إلى الحكومة الموريتانية عبر عرضها في البرلمان الموريتاني، وإشراك الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني في السعي نحو تحقيق أهدافها”.
وأكد قادة المبادرة “أن قطع العلاقات الموريتانية القطرية عشية اندلاع الأزمة الخليجية، خطأ بكافة المقاييس السياسية والاستراتيجية”، وأضافوا “أنه كان حريا بالدبلوماسية الموريتانية أن تسعى للوساطة في الأزمة بغية حلها، لا أن تزيد من حالة الشقاق العربي”.
وألح قادة المبادرة على “الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، بتصحيح هذا الخطأ، صونا للأخوة العربية والإسلامية التي تربط الشعبين الموريتاني والقطري”.
وطالبت المبادرة “المجتمع الموريتاني وقواه الحية بالنهوض في هبة شعبية للمطالبة بالتراجع عن هذا القرار الخاطئ، وإعادة العلاقات الموريتانية القطرية إلى سابق عهدها”.
وأكدت السيدة عربية سيدي المختار، وهي قيادية في المبادرة في تصريح لـ”القدس العربي” اليوم “أن الحذاقة السياسية، والحنكة الدبلوماسية، تستدعي ألا تقف موريتانيا أو تتخندق مع طرف عربي على حساب طرف عربي آخر، فالجسم العربي يعاني من مواطن الوجع والألم، ما يتطلب وحدة وانسجاما، وتعاونا من أجل مجابهة التحديات المشتركة”.
وأضافت: “موريتانيا وهي تقلب صفحة من تاريخها وتفتح أخرى، استهلتها بتناوب سلمي على السلطة، مطالبة اليوم بمراجعة سياستها الخارجية، تجاه دولة قطر، وأن تكون وسيطا في رأب صدع البيت الخليجي، بدلا من انتهاج سياسة المحاور”.
وأضافت: “إن دولة قطر تؤوي جالية موريتانية واسعة، فيها كتاب، وإعلاميون، ومثقفون، وقادة رأي وفكر… وغيرهم كثر، وقد رفعوا كلهم اسم موريتانيا، ومثلوها خير تمثيل، وما قدمته هذه الدولة لبلادنا من مساعدات وتعاون شمل أوجها مختلفة، شواهده اليوم قائمة في العاصمة، وخارجها”.
وقالت: “قطر دولة شقيقة وصديقة تربطنا بها علاقات عميقة ليس من الإنصاف قطع العلاقات معها، ونرجو من السلطات الحالية أن تراجع هذه الخطوة الغير موفقة”.
يذكر أن دولة قطر أسست وجهزت عام 2007 مستشفى الشيخ حمد في مدينة بوتلميت (على بعد 150 كلم شرق العاصمة نواكشوط)، ويضم المستشفى أربعة أقسام هامة هي الطب الباطني، وطب الأطفال، وجناح النساء والتوليد، وجناح الجراحة العامة.
وقد أدى هذا المشفى الكبير دورا هاما في تطوير القدرات الصحية الموريتانية، حيث ساهم في تدريب طلاب مدارس الصحة العامة بموريتانيا، وخاصة مدرستيْ الصحة العمومية بنواكشوط ومدرسة الصحة العمومية في روصو.
ورغم قطع الطرف الموريتاني لعلاقاته مع قطر، فقد واصلت جمعية قطر الخيرية كفالتها لثلاثة آلاف يتيم موريتاني، كما بنت دولة قطر العديد من المراكز متعددة الخدمات، تشمل مدارس ومستوصفات في أماكن مختلفة.
وزودت يد قطر الخيرية عدة قرى موريتانية في ولايات الحوضين والترارزة بماء الشرب، وبنت مئات المنازل السكنية للأسر الفقيرة في مناطق مختلفة من موريتانيا.
هذا وتتوقع مصادر متابعة لهذا الملف “أن تساهم الضغوط الشعبية التي بدأت في موريتانيا في إسراع حكومة نواكشوط بإعادة العلاقات مع دولة قطر”.
كما توقعت المصادر ذاتها “أن تكون إعادة العلاقات مع الدوحة في مقدمة أولوية الإصلاحات التي سيدخلها الرئيس المنتخب محمد الشيخ الغزواني على السياسة الخارجية الموريتانية بما يضمن تحقيق هدفين نقل عن الرئيس الجديد اهتمامه بهما، أولهما إقامة علاقات متوازنة تحفظ المصالح وتتأسس على الندية الكاملة، والثاني عدم التدخل في الشؤون الخارجية للدول الأخرى
نواكشوط ـ “القدس العربي”: