كان بيان وزارة العدل حول قضية الرئيس السابق عزيز مسكتا حتى لمن لا يخجل و مخجلا حتى لمن طبعه المكابرة في ما لا يقبل أي شرح أو تأويل ..
رغم كل ذلك لن ننتظر اعتذارا من ولد الشدو و لا اعترافا من فريقه المجبول على تضليل الرأي العام ، كأن القانون مطية لتجاوز الشرع و العرف و الأخلاق..
كان تصريح ابنة ولد عبد العزيز بحسن معاملة والدها و جودة الرعاية الطبية التي حظي بها، بعد كذبة ولد الشدو التي لم يراعي فيها إلاًّ و لا ذمةً ، أمرا عاديا لدى الرأي العام، كما لو كان لسان حاله يقول "هذا ما عودنا عليه محامي الشيطان"..
و ما يعرفه الجميع ، هو أن لو كان عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) مكان ولد عبد العزيز اليوم و كان عزيز ما زال على كرسي الحكم ، لما حظي عنده بشربة ماء بارد حتى لو أشرف على الهلاك.
لكن (لأن لا أحدا يتمنى أن يكون مثل ولد عبد العزيز) ، كان من الطبيعي أن يشفق عليه الجميع و هو في ما هو فيه، انطلاقا من قيم و أخلاق مجتمعنا العربي المسلم الأصيل ، حتى لو كنا نعرف أن ولد الشدو سيحسبه انتصارا عظيما ، تتويجا لمهارات القانونية الفذة و مهنيته العالية و أمانته المشهودة..
لقد أوضحت الوزارة في بيانها أن لا دخل لغير الأطباء و مختلف قطاعاتها في أي شيء مما حدث و أكدت أنها أحرص على احترام حقوق المتهم من فريق دفاعه . و لا أستبعد شخصيا أن يتسبب ولد عبد العزيز مرة أخرى في إعادته إلى زنزانته، إذا ظل يستمع إلى أباطيل ولد الشدو و ترهات فريقه.
و عكس ادعاءات فريق دفاعه الذي حاول تشويه الحقائق بكل الطرق، أثبتت التحاليل و المعلومات أن ولد عبد العزيز له "تاريخ مرضي يمت بصلة لحالته الحالية"، عكس ما أدلوا به من تصريحات كاذبة تعيد كل شيء إلى ظروف سجنه التي يبالغون في سوئها و يتمنى أكثر من ثلثي سكان البلد أن يحظوا بما دونها بكثير..!
إن إصرار فريق دفاع ولد عبد العزيز على قلب كل الحقائق و اعتماده الاتهامات غير المؤسسة و التعاطي بتعمد مع الرأي العام من خلال الشائعات و انتهاج أسلوب التهويل و التشكيك في أمانة أجهزة القضاء و التلويح بتصفية الحسابات و الغمز و اللمز في كل كبيرة و صغيرة ، يجعلنا بوضوح أمام خصم للحقيقة لا يحرجه غير أن لا يرضى ولد عبد العزيز عن درجة إطنابه ..المحامي الجيد هو من يفرض منهج دفاعه على موكله لا من ينفذ منهج الأخير و هو مقتنع بفشل طريقته..
و بعدما عجز فريق دفاع ولد عبد العزيز عن تسييس ملفه ، حاول أن يحوله إلى ملف حقوقي و حين تأكدوا أن الأدلة أكبر من أكاذيبهم ، بدؤوا في اللعب على مشاعر غوغاء الرأي العام معتقدين أن الفضاء الأزرق ساحة بلا رب يحميها . و لعلهم الآن اقتنعوا من جديد بالعودة إلى أن أفضل طريقة للدفاع عن ولد عبد العزيز هي ما اقترحه عليهم الخبير ولد الشدو في البداية حين ادعى أنه "لم يكن مسؤولا عن تصرفاته" ، أي أنه مجنون ..
لقد كان ولد عبد العزيز فعلا مجنونا بحب المال و أخشى ما نخشاه اليوم، أن يكون نقل العدوى إلى فريق دفاعه الذي أصبح يقول إن "قصور" عزيز ذكاء خارق و "حساباته" التي تغص بالودائع مجرد تصفية حسابات و أن غانا-غيت و اطويله و السنوسي و اتهامات النائب الفرنسي مامير المعززة بتهريب الروجي و العفو عن إيريك مورغان و العلاقات الحميمة مع قائد القوات البحرية الغينية السابق ، كلها من أكاذيب المعارضة السخيفة..
و لعل وفاة ولد بشراي و هو أحد أهم صناديق عزيز السوداء و أحد أهم متاريس نقوده المخفية، هو كان سبب انهيار صحته المفاجئ. و هنا يكون عزيز أوفى لجبلته من صديقه. و هنا حصريا يكون هو عزيز كما عرفناه بالضبط ..