حدثني من أثق في روايته، أن أحمد ولد محمد صالح (رحمه الله)، وزير الداخلية في عهد المختار ولد داداه (رحمه الله)، كان في بيته ذات يوم يتناول الغداء مع مجموعة من المشتركين الدائمين في المائدة، إذ دخل عليهم رجل ملثم لا تبدو غير عيناه، فدعوه للغداء فرفض.
وبعد انتهاء الوزير سأله: تفضل أخي، بغايتكم؟ قال: نعم، لكن على انفراد.
فدخل معه في غرفة، وحينها أزاح اللثام مظهرا وجهه فسأله: هل عرفتني؟ قال له: لا، لم أعرفك للأسف. فرد عليه: أنا فلان ابن فلان الذي تبحث عني الشرطة السياسية، جئتكم لأسلم نفسي.
رد عليه وزير الداخلية: مرحباً بك، لكن هذه ليست مفوضية للشرطة، هذا منزل أهل محمد صالح ولا يعتقل فيه الناس.. الشرطة تعرف مكانها، اذهب إليها وسلم نفسك إذا أردت.
وخرج يودعه إلى أن أوصله تقاطع الشارع، فقال له: يا ولدي، هذا تقاطع لأربعة شوارع، اختر لنفسك الشارع الذي ستسلك، وتأكد أنه إذا أمسكت بك الشرطة فلست أنا من أبلغ عنك.
وفي الغد حكى أحمد ما حدث على الرئيس المختار، فكانت ردة فعله: اياك ما حكموه؟