في دولة اليابان - وفقًا لبعض التَّقارير الوثائقية-، تُعتبر الغربان من الطيور غير المرحب بها؛ بسبب مشاكلها الكثيرة، كنبش أكياس القمامة، وبعثرة محتوياتها في الشوارع، وإتلاف المحاصيل، والخضروات، والفواكه، فضلا عن صراخها، ونعيقها المزعج..
ولأن القانون الياباني يمنع قتل الحيوانات؛ فكان لا بد من حلٍّ جذريٍّ للمشكلة -والحلول في اليابان ذكية-، فكان الحلُّ هو: تعلم "لغة الغربان"، واستغلال تكنولوجيا علوم الصوتيات، والذكاء الاصطناعي في ذلك، ثم عمل "محادثات" مع الغربان..
تم إسناد المهمة للباحث "ناوكي تسوكاهارا" المتخصص في سلوك الغربان.
بدأ بتسجيل بصمة أصوات الغربان المختلفة بأجهزة دقيقة، مثل التي تستخدم في التحقيقات الجنائية، وفي نفس الوقت تم رصد الأفعال التي تقوم بها الغربان، بعد صدور كل صوت معين.
وبتحليل البيانات استطاع تحديد 40 كلمة من مفردات تلك اللغة مثل: "لقد وجدت الغذاء"، ونحو: "تعالوا إنها آمنة هنا" و: "خطر أهربوا من هنا"..
وبعد التأكد من صحة التحليل، بدأت محافظة "ياماجاتا" في وضع مكبرات صوت بجوار أماكن "تجميع القمامة"؛ لتطلق عبارة "خطر أهربوا من هنا"، ولكن بلغة الغربان.
المدهش، أن الغربان كانت تبتعد، ولا تقرب هذا المكان؛ حتى تأتي سيارات جمع القمامة وتجمعها.
ثم قامت السلطات بوضع الطعام للغربان في مكان آخر، ثم أطلقت عبارة "لقد وجدت الغذاء" بلغة الغربان عن طريق مكبر أصوات أخرى، فقامت الغربان بالتوجه للمكان المخصص وتناولت طعامها.
قِسمُ "علوم الحيوان" هناك اهتم بالتجربة، وطورها، وتم البدء في استخدام تلك التكنولوجيا؛ لمعرفة لغات الطيور، والحيوانات المختلفة !!
تُرى، متى تهتم الإداراةُ بمواطنيها المُراجعين؛ مثلَما اهتمَّت اليابان بمواطنيها الغربان؟
من صفحة الأستاذ محنض بابه أحمدو