ليس سرا أن صحوة ضمير متأخرة انتابت بعض أطياف المعارضة، ناتجة عن بحر الإحراج الذي غرقت فيه، بسبب ما أقدمت عليه السلطات، بتوجيه من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، من إقامة للحجة عليها في سبيل طي جميع الملفات العالقة، خلال السنوات الماضية؛ لذلك كان من المتوقع أن تتشبث بأية قشة للخروج من المأزق، كما يتشبث كل غريق مثلها!
وهكذا وجدت ضالتها في تزامن الإعلان عن زيادة سعر المحروقات بشكل غير مسبوق، مع إشراف فخامة رئيس الجمهورية، على نهائي الكأس، فعبأت بعض شبابها متوقعة أن هتافاتهم مع حرارة الحماس الملازم للملاعب كفيلة بإلهاب مشاعر آلاف المشجعين الحاضرين للحدث واستغلالهم لإحراج السلطة وإخراج الأمور عن السيطرة!
غير أنه بفضل الله أولا وأخيرا، ثم بفضل الثقة التي يتمتع بها فخامة رئيس الجمهورية، خاصة لدى الطبقات الهشة (أغلب الحاضرين من أبناء هذه الطبقات)، بفعل اهتمامه المتزايد بهم وتركيزه على المشاريع الموجهة إليهم دائما، ثم بفضل ما ينتظرون من زيادات في الدعم الموجه إليهم للتخفيف من آثار هذه الزيادة الكبيرة (وبالمناسبة من الخطأ التقليل منها).
بفضل ذلك كله لم تنجح تلك الخطة الجهنمية، لكنهم لن يتوقفوا عن مثل هذه المحاولات، قبل الاستحقاقات القادمة على الأقل.
وبطبيعة الحال لن يتورعوا عن استخدام أي سلاح يمكن أن يعيدهم إلى قاعدة هجروها منذ بعض الوقت، قبل أن تهجرهم!
هذه الحقيقة ينبغي أن ننطلق منها في الأغلبية وأن نفهم أن الوقت لم يعد يناسب تبادل الاتهامات؛ ولا التشكيك في نوايا الزملاء؛ بل اللازم، من الآن فصاعدا، هو رص الصفوف وزرع الثقة بين عناصر الفريق، والوقوف بحزم في وجه تلك المحاولات، والعمل على محاصرتها من خلال محورين:
المحور الأول ويتعلق بمسؤولينا في الأجهزة التنفيذية وهو أن يضاعفوا الجهود ويعملوا بكامل طاقتهم ويقدموا أفضل ما عندهم لخدمة الوطن والمواطن،
المحور الثاني ويتعلق بالأذرع السياسية عموما وحزب "الإنصاف" خاصة وهو اليقظة الدائمة ومواكبة الإنجازات إعلاميا وتفعيل الأجهزة القاعدية لمعرفة اهتمامات الناس ومطالبهم والسعي في تلبيتها.
ختاما، وكما قال رئيس الحزب معالي الوزير السيد محمد ماء العينين ولدأييه، يجب التأكيد، على أننا نتقاسم مع المواطنين الشعور بصعوبة هذا القرار، رغم معرفتنا بأنه الأقل مرارة من بين القرارات المتاحة للسلطة بشأنه الآن.
ثم علينا، كذلك، حث الحكومة على الإسراع في تنفيذ التدابير التي يمكن أن تخفف من وطأته على الناس، والعمل على مراجعته أو التراجع عنه في أسرع وقت مكن.
حفظ الله بلادنا من كل مكروه وزادها رفعة وأمنا ونماء