أوْرَدَ أبو عثمان عمر بن بحر الجاحظ، في كتاب: 'الحيوان' حكاية الشيخ والعصافير، وفيها: أنَّ شيخا نصب للعصافير فخًّا، فارتبن به وبالفخ، وضربه البرد، فكلما مشى إلى الفخِّ وقد انضمَّ على عصفور، فقبض عليه ودقَّ جناحه، وألقاه في وعائه، دمعت عينه مما كان يصكُّ وجهه من برد الشَّمال، قال: فتوامرت العصافير بأمره وقلن: لا بأس عليكنَّ، فإنه شيخ صالح رحيم رقيق الدَّمعة، قال: فقال عصفور منها: "لا تنظروا إلى دموع عينيه، ولكن انظروا إلى عمل يديه"../.. (الحيوان - الجزء الخامس - ص 131 - الطبعة الثانية دار الكتب العلمية - 2003)..
حكاية الشيخ والعصافير تحدث في مجتمع من الإنس، يفعل "شيخ" فعلته، ويطل على الناس بسحنته ومنطقه، فيقول جمهورهم: لا بأس عليكم فإنه شيخ صالح رحيم رقيق الدمعة..
مقولة العصفور الحاذق لجماهير قومه: "لا تنظروا إلى دموع عينيه، ولكن انظروا إلى عمل يديه" تصح حكمة لمجتمع الإنس ذاك..
القاضي أحمد ولد المصطفى وكيل الجمهورية بنواكشوط