في ظل النظام السياسي القائم في موريتانيا من سنة 2008 إلى اليوم، أديرت ملفات وقضايا وطنية كبرى، وعوملت الجماهير والطبقة السياسية بطرق عجيبة لم يتم حتى الآن استيعابها.
لكن الطريقة التي لجأ إليها النظام ليفتتح لنا اليوم مدرسة جمهورية مجانية، لم تكلفنا عناء أو إضافة أو تجميلا أو تفكيرا في مستقبل الأبناء، كانت أقرب من غيرها إلى طريقة بروكرست (Procruste) الأسطورية.
فقد كان بروكرست، حسب الميتولوجيا الإغريقية، شخصا لبِقا في ظاهره، مرعبا في حقيقته، مقيما في جبل كوريدالوس الواقع على الطريق بين أثينا وإلفسينا. وكان صاحبنا يدعو كل مسافر لضيافته والنوم على سريره.
وبما أن هَوَس بروكرست كان مرتكزا في ضرورة واحدة، وهي أن يتناسب طول ضيفه مع طول سريره الحديدي، فإنه كان يقطع أطراف ضيفه الطويل ليتناسب طوله مع طول السرير. أما إذا كان الضيف أقصر من السرير، فإنه يمط جسمه حتى تتكسر مفاصله ويتناسب جسمه مع طول السرير. ولكيلا ينجو مسافر من عمليته الفظيعة، صنع بروكرست سريرين وخصصهما كليهما للضيافة.
في ظل النسخة الأولى من النظام، كانت الأطراف تقطع. وفي النسخة الحالية تمط.
من صفحة أحمد بن هارون بن الشيخ سيديا