ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺣﻠﺘﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻴﻦ ( ﻣﺎﻳﻮ 1994 ) ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻭﺃﺳﻌﺪ
ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺸﺘﻬﺎ ﺧﻼﻝ 12 ﻋﺎﻣًﺎ ﻓﻲ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﺤﺰﺏ
ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻱ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍﻃﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ . ﻳﻮﻡ ﺃﻛﺪ ﻟﻲ ﺍﻷﻣﻴﻦ
ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺤﺰﺏ، ﺍﻷﺥ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻼّﻩ ﻭﻟﺪ ﻣﮕﻲّ ( ﺣﻔﻈﻪ ﺍﻟﻠﻪ ) ﺧﺒﺮ
ﺍﻟﺬﻫﺎﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺪﻭﻡ 10 ﺃﻳﺎﻡ، ﺳﻌﺪﺕُ ﺟﺪًﺍ
ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻧﻲ ﻟﻢ ﺃﺻﺪﻕ . ﺃﻧﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻦ؟ ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ؟
ﻣﺴﺘﺤﻴﻞ ! ﻗﻀﻴﺖ ﺃﺳﺒﻮﻋﺎ ﻛﺎﻣﻼ ﻓﻲ ﺗﺤﻀﻴﺮ ﺍﻟﺴﻔﺮ، ﻭﺃﻛﻮﺍﻡ
ﺍﻟﺬﻛﺮﻳﺎﺕ ﺗﺘﺰﺍﺣﻢ ﻓﻲ ﺫﻫﻨﻲ : ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ، ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ، ﺍﻟﺮﻓﺎﻕ،
ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻜﺎﺩﺣﻴﻦ،
ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ، ﺍﻻﺿﺮﺍﺑﺎﺕ، ﺍﻟﻜﺘﻴّﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ، ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ،
ﺇﻟﺦ ..
ﻛﻨﺎ 3 ﺃﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻓﺪ : ﺑﻼّﻩ ﻭﻟﺪ ﻣﮕﻲّ، ﻭﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ
ﺍﻟﺤَﻴﻤﺮ ( ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ) ، ﻭ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻢ .
ﺑﻌﺪ ﺍﺳﺘﻌﺪﺍﺩﺍﺕ ﻣﻜﺜﻔﺔ، ﺣﺎﻥ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺴﻔﺮ . ﺣﻀﺮﺕ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻄﺎﺭ ﻣﻨﺪﻓﻌﺎ ﻭﻣﺘﺤﻤﺴﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﺑﺜﻼﺙ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺃﻭ
ﺃﻛﺜﺮ . ﻭﻛﻨﺖ ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﺗﻢ ﺍﻹﺟﺮﺍﺀﺍﺕ، ﻭﺃﻭﻝ ﻣﻦ
ﺻﻌﺪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ . ﺟﻠﺴﺖ ﺃﻣﺎﻡ ﻛﻮﺓ ﻷﺳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ . ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺻﺎﻓﻴﺔ ﻭﺟﻤﻴﻠﺔ، ﻭﺍﻟﺠﻮ ﻣﻌﺘﺪﻻ،
ﻭﺍﻟﺮﺣﻠﺔ ﻫﺎﺩﺋﺔ ﻭﻣﺮﻳﺤﺔ . ﺑﺘﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﺎﺭﻳﺲ . ﻭﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ
ﻋﺎﺩﺗﻲ، ﻟﻢ ﺃﺧﺮﺝ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ، ﻭﻟﻢ ﺗﺠﺬﺑﻨﻲ ﺷﻮﺍﺭﻉ
ﻭﻣﻘﺎﻫﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ " ﺍﻷﻧﻮﺍﺭ ." ﻛﺎﻥ ﻗﻠﺒﻲ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ،
ﻓﻲ ﺑﻜﻴﻦ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﺍﻟﺒﺎﻛﺮ، ﺃﻗﻠﻌﺖ ﺑﻨﺎ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﻄﺎﺭ
" ﺷﺎﺭﻝ ﺩﻳﻐﻮﻝ" ﺇﻟﻰ ﺑﻜﻴﻦ . ﻭﺑﻌﺪ 9 ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻭ 9 ﺩﻗﺎﺋﻖ،
ﻭﺻﻠﻨﺎ ﻣﻄﺎﺭ " ﺩﺍﺷﻴﻨﻎ" ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ .
ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭﻧﺎ ﻟﺪﻯ ﺳﻠﻢ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻭﻓﺪ ﺭﻓﻴﻊ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ
ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ . ﺭﺍﻓﻘﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺻﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﺮﻑ ﺑﺎﻟﻤﻄﺎﺭ
ﺣﻴﺚ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﺍﺳﺘﻘﺒﺎﻻ ﺭﺳﻤﻴﺎ ﺣﺎﺭﺍ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻧﺘﻮﺟﻪ ﻣﻌﺎ
ﺻﻮﺏ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ . ﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﺎﺧﺮﺍ ﻭﻋﻈﻴﻤﺎ : ﻃﺮﻗﺎﺕ
ﻭﺍﺳﻌﺔ، ﻭﺷﻮﺍﺭﻉ ﺟﻤﻴﻠﺔ، ﻭﺳﻴﺎﺭﺍﺕ ﻓﺨﻤﺔ، ﻭﺩﺭﺍﺟﺎﺕ ﺭﺍﺋﻌﺔ،
ﻭﻓﻨﺪﻕ 5 ﻧﺠﻮﻡ، ﻭﺃﺟﻨﺤﺔ ﻣﻤﺘﺎﺯﺓ …
ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﻭﺍﻻﺳﺘﺠﻤﺎﻡ ﻭﺍﻻﺳﺘﺮﺧﺎﺀ، ﺑﺪﺃ
ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﺰﻳﺎﺭﺓ ﺑﻌﺸﺎﺀ ﻣﻊ ﻭﻓﺪ ﻣﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ
ﺍﻟﺤﺰﺏ . ﻭﻟﻦ ﺃﺗﻌﺒﻜﻢ ﺑﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻣﺎ ﺗﻢ ﺧﻼﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﻣﻦ
ﻟﻘﺎﺀﺍﺕ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺯﻳﺎﺭﺍﺕ ﻭﺭﺣﻼﺕ ﺟﻤﻌﺖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ .
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﻭﺍﻟﻨﻬﺎﺭ، ﻻ ﻳﻜﻠّﻮﻥ ﻭﻻ
ﻳﻤﻠّﻮﻥ .
ﺗﻀﻤﻦ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻣﻴﺪﺍﻥ "ﺗﻴﺎﻧﺎﻧﻤﻴﻦ" ، ﻭﺿﺮﻳﺢ "ﻣﺎﻭ
ﺗﺴﻲ ﺗﻮﻧﻎ" ﻭ" ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﺤﺮﻣﺔ" ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻜﻴﻦ . ﻭ ﺯﺭﻧﺎ
" ﺍﻟﺴﻮﺭ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ" ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﻋﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ
ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﻤﺮﺋﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ، ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻣﻬﻴﺐ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ . ﺛﻢ
ﺍﺗﺠﻬﻨﺎ ﺟﻮﺍ ﺇﻟﻰ " ﺷﻨﻐﻬﺎﻱ" ، ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮﺓ، ﻭﺍﻧﺒﻬﺮﻧﺎ
ﺑﺠﺴﻮﺭﻫﺎ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﻭﺗﺤﺖ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﻭﻧﺎﻃﺤﺔ
ﺍﻟﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﻪ " ﺑﺮﺝ ﺟﻴﻨﺒﺎﻭ" ، ﻭﻣﺘﺤﻒ ﺷﻨﻐﻬﺎﻱ ﺣﻴﺚ ﻻ
ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﻔﻨﻲ ﻟﻠﺼﻴﻦ ﻣﺤﻔﻮﻇًﺎ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻭﺟﻬﺘﻨﺎ ﺍﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻫﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ " ﻧﺎﻧﺠﻴﻨﻎ" ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺸﻒ ﻋﻦ
ﻣﻨﺎﻇﺮ ﺟﺒﻠﻴﺔ ﻭﺑﺤﻴﺮﺍﺕ ﺭﺍﺋﻌﺔ، ﻭﺑﻬﺎ ﺍﻟﻔﻴﻠﺴﻮﻑ
" ﻛﻮﻧﻔﻮﺷﻴﻮﺱ" ، ﻭ ﻣﺘﺤﻒ " ﺷﻮ ﺃﻳﻦ ﻻﻱ" ، ﻭﺿﺮﻳﺢ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ
ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﺯ " ﺻﻦ ﻳﺎﺕ ﺳﻦ" ( ﺯﻋﻴﻢ ﺛﻮﺭﺓ 1911