هنالك كثير من الحقائق الطبية والأغذية التي أخبرنا بها النبي الكريم، وجاء العلم الحديث ليثبت نفعها ويكتشف فائدتها...
الكمأة هي منّة من الله تعالى على عباده حيث إنها تخرج من التراب في ظروف محددة من المطر والبرق.. ويتناولها الناس كغذاء وعلاج.. ولكن تبين أن ماءها شفاء للعين حسب عدة دراسات علمية (1).
وقد قام بعض الباحثين المسلمين باختبارات حول الكمأة ومائها وتأثير ذلك على العين فتبين أن ماء الكمأة يفيد العين فهو يمنع حودث التليف ويمنع حدوث الرمد الحبيبي. وبالتحليل المخبري للكمأة تبين أنها تحتوي (77) بالمئة ماء. (33) بالمئة مواد مختلفة: هيدرات الكربون وألياف ومواد بروتينية. كما يوجد في الكمأة سبعة عشر نوعاً من الأحماض الأمينية.
هنالك كثير من الحقائق الطبية والأغذية التي أخبرنا بها النبي الكريم، وجاء العلم الحديث ليثبت نفعها ويكتشف فائدتها. فقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال: (الكمأة من المنّ وماؤها شفاء للعين) [البخاري ومسلم]. وقد ثبت فائدة ماء الكمأة في منع رمد العين الحبيبي من خلال إيقاف نمو الخلايا المكونة للألياف. وقد يكون لماء الكمأة فوائد أخرى وهذا يحتاج لبحث من قبل العلماء.
ويمكن استخلاص الماء الموجود في الكمأة بطرق مختلفة، وبما أن الحديث الشريف يعود تاريخه لأربعة عشر قرناً، فعلى ما يبدو والله أعلم أن المقصود بالماء هو أن تضع حبات من الكمأة بعد تنظيفها جيداً في ماء وتتركه على النار حتى يغلي جيداً.
ويمكن أخذ الماء الناتج وتبريده واستعماله، وقد يكون له فوائد كثيرة غير مكتشفة وتحتاج لمن يجربها ويقوم بالبحث العلمي حولها، والثابت أن ماء الكمأة المستخلص من عصر حبات الكمأة قد استُخدم في علاج حالات الرمد وأعطى نتائج طيبة. كما جاء في دراسة علمية ثانية (2) أن ماء الكمأة يمكن أن يعالج الجلد أيضاً.
ولذلك يمكن القول بأن الماء المستخلص من الكمأة ولكن بنسبة محددة، يمكن استعماله للقضاء على بعض أنواع البكتريا المقاومة للمضادات الحيوية والتي تصيب العين... والأبحاث الجديدة تعمل على استخلاص ماء الكمأة بطرق مخبرية والاستفادة منها بنسب محددة في القضاء على بعض أنواع البكتريا العنيدة التي تصيب العين.
هذا الأمر أشار إليه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله: (الكمأة من المنّ وماؤها شفاء للعين) [متفق عليه].. صدق رسول الله..
ــــــــــــ
بقلم عبد الدايم اكحيل