ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻨﻘﺺ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻟﺼﻴﻦ
ﺇﻻ ﻣﻨﻄﺎﺩ، ﻓﻔﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻓﺒﺮﺍﻳﺮ / ﺷﺒﺎﻁ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﺃﺳﻘﻄﺖ ﻣﻘﺎﺗﻠﺘﺎﻥ
ﺃﻣﻴﺮﻛﻴﺘﺎﻥ ﻣﻨﻄﺎﺩﺍ ﺻﻴﻨﻴﺎ ﻓﻮﻕ ﺳﻮﺍﺣﻞ ﻛﺎﺭﻭﻟﻴﻨﺎ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ،
ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﺎﺩ ﻳﺤﻠﻖ ﻣﻦ ﺃﻻﺳﻜﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﺛﻢ ﻛﻨﺪﺍ ﻋﺎﺑﺮﺍ
ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ .
ﻭﻓﻲ ﺭﺣﻠﺔ ﺗﻴﻪ ﻟﻠﻤﻨﻄﺎﺩ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻋﺪﺓ ﺃﻳﺎﻡ ﻫﻴﻤﻦ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻋﻠﻰ
ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻓﺮﺩﺕ ﻣﺴﺎﺣﺎﺕ ﻭﺍﺳﻌﺔ
ﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﻴﻦ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﻔﺮﺩﺓ ﺍﻟﺘﺠﺴﺲ
ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﺗﺮﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻟﺴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ .
ﻭﺭﻏﻢ ﻧﻔﻲ ﺍﻟﺼﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭ ﻭﺗﺄﻛﻴﺪﻫﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﺎﺩ ﻟﻐﺎﻳﺎﺕ ﺭﺻﺪ
ﺍﻟﻤﻨﺎﺥ ﻭﺗﻨﺪﻳﺪﻫﺎ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺿﺪ ﻣﻨﻄﺎﺩ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻣﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺗﺎﻩ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺭﻩ ﻓﺈﻥ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﺃﺻﺮﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﺎﺩ
ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﺗﺠﺴﺲ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﺍﻋﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ
ﺍﻟﻬﺎﺩﻱ .
ﻭﺣﺴﺐ ﺍﻻﺗﻬﺎﻡ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﺎﺩ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺇﻻ ﻋﻴﻦ ﺻﻴﻨﻴﺔ
ﻟﻠﺘﺠﺴﺲ، ﻭﻓﻲ ﻏﻤﺮﺓ ﺟﺪﻝ ﺍﻟﻤﻨﻄﺎﺩ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ ﺗﺎﺑﻊ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ
"ﺍﻟﻤﺮﺻﺪ" ( 2023/2/20 ) ﺍﻧﻐﻤﺎﺱ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺑﻘﺼﺺ
ﻋﻦ ﺃﺟﺴﺎﻡ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺗﺴﺒﺢ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺀ ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ ﻭﻓﻲ ﻓﻀﺎﺀ ﺍﻟﺠﺎﺭﺓ
ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻛﻨﺪﺍ .
ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻴﺪ ﻷﻏﺮﺍﺽ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ
ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻛﺎﻥ ﺃﻭﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺮﺏ
ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻣﻲ 1861 ﻭ .1865
ﻭﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﺍﻟﺒﺎﻟﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﻤﻠﻮﺀﺓ ﺑﺎﻟﻬﻴﺪﺭﻭﺟﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﺭ ﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﻧﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺪﻓﻌﻴﺔ
ﻭﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﻭﺗﺤﺪﻳﺪ ﺗﺤﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻳﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ
ﺣﺴﻢ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ .
ﻭﺧﻼﻝ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺃﺭﺳﻠﺖ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻥ 9 ﺁﻻﻑ ﺑﺎﻟﻮﻥ
ﻣﺤﻤﻞ ﺑﺎﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻌﺒﺖ ﺩﻭﺭﺍ ﺑﺎﺭﺯﺍ ﺣﻴﻨﻬﺎ
ﺿﺪ ﺍﻟﻐﻮﺍﺻﺎﺕ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻟﻘﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺗﺤﻮﻡ ﺑﺒﻂﺀ ﻗﺮﺑﻬﺎ .
ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ ﻓﻘﺪ ﻟﻌﺒﺖ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻴﺪ ﺩﻭﺭﺍ ﺑﺎﺭﺯﺍ ﻓﻲ
ﺣﺮﺑﻲ ﺃﻓﻐﺎﻧﺴﺘﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺘﻬﺎ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ
ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﺧﻼﻝ ﺍﺟﺘﻴﺎﺡ ﺍﻟﻀﻔﺔ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ
ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .
ﻭﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﺎﺩ ﺍﻟﺼﻴﻨﻲ، ﺳﺎﺭﻋﺖ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻹﻋﻼﻡ
ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﻀﺎﻓﺔ ﻣﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮ ﻓﻴﻬﺎ
ﺍﻟﻤﻨﻄﺎﺩ ﻭﺃﺑﺪﻭﺍ ﺍﺳﺘﻐﺮﺍﺑﻬﻢ ﻣﻤﺎ ﺷﺎﻫﺪﻭﻩ ﻋﺎﻟﻴﺎ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﻓﻔﻀﻠﺖ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺷﺆﻭﻧﻬﺎ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ
ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻟﻜﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﺃﻋﻠﻨﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﺎﺩ
ﻣﺨﺼﺺ ﻟﺘﻌﻘﺐ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ، ﻭﺃﻧﻪ ﺧﺮﺝ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺭﻩ
ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻭﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻜﻢ ﻓﻴﻪ،
ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻦ ﺃﺳﻔﻬﺎ ﻟﺪﺧﻮﻟﻪ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﺠﻮﻱ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ
ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺨﻄﺄ .
ﻟﻜﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻟﺼﻴﻨﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻘﻨﻊ ﺣﺒﻜﺘﻬﺎ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ
ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺃﻧﺘﻮﻧﻲ ﺑﻠﻴﻨﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻠﻦ ﻣﻦ ﻛﻮﺭﻳﺎ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ
ﺗﺄﺟﻴﻞ ﺯﻳﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﻤﻘﺮﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﻴﻦ، ﻣﻌﺘﺒﺮﺍ ﺃﻥ ﺩﺧﻮﻝ ﺍﻟﻤﻨﻄﺎﺩ
ﻳﺸﻜﻞ ﺧﺮﻗﺎ ﻟﻠﺴﻴﺎﺩﺓ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ .
الجزيرة