ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﺤﻤﺌﺔ

ثلاثاء, 02/28/2023 - 07:30

ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺍﻧﺘﻘﺪ ﺍﻟﻤﺸﻜﻜﻮﻥ ﺁﻳﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ

ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺣﻤﺌﺔ .. ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺘﺄﻣﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻴﻦ

ﺍﻟﺤﻤﺌﺔ ﻭﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﺃﻥ ﺗﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ

ﺍﻟﻌﻴﻦ ....

ﺃﻗﺼﻰ ﻧﻘﻄﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﺗﺠﻪ ﻏﺮﺑﺎً

ﻫﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﻏﺮﺏ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻋﻨﺪ ﺟﺰﺭ ﺍﻟﻬﺎﻭﺍﻱ .. ﻓﻲ ﻫﺬﻩ

ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 14000 ﺑﺮﻛﺎﻥ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺸﻄﺔ ﻓﻲ

ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺑﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺸﺎﻫﺪﻩ ﺍﻟﻴﻮﻡ .. ﻛﻤﺎ

ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻷﻃﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﻢ ﺍﻟﻤﻨﺼﻬﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪﻓﻖ

ﺳﻨﻮﻳﺎً ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﻓﻮﻫﺎﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺮﺍﻛﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺒﻪ

ﺍﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ ...

ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺣﻤﻢ ﺗﺘﺪﻓﻖ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻦ ﺻﺪﻭﻉ ﻭﺗﺸﻘﻘﺎﺕ

ﻭﻓﺘﺤﺎﺕ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﻤﻢ ﺍﻟﻤﻠﺘﻬﺒﺔ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﻟﻴﻨﺎﺑﻴﻊ

ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﺟﺪﺍً، ﺃﻱ ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ ﺗﻐﻠﻲ ... ﻭﻣﻦ ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺘﻲ

ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺸﺎﻫﺪﻫﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﺘﺰﺝ ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﻠﻮﻥ

ﺍﻟﺤﻤﻢ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﺍﻟﻤﺘﺪﻓﻘﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺮﺍﻛﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﺘﺤﺎﺕ

ﻭﺍﻟﺼﺪﻭﻉ ...

ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ﻳﺠﺪ ﻭﻛﺄﻥ

ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﻐﻴﺐ ﻭﺗﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﺮﺍﻛﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺪﻓﻘﺔ ﻭﻫﺬﻩ

ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﻫﺪﻫﺎ ﺯﻣﻦ ﻧﺰﻭﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ..

ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﻟﻨﺎ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻦ

ﻗﺼﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ : ‏(ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺑَﻠَﻎَ ﻣَﻐْﺮِﺏَ ﺍﻟﺸَّﻤْﺲِ

ﻭَﺟَﺪَﻫَﺎ ﺗَﻐْﺮُﺏُ ﻓِﻲ ﻋَﻴْﻦٍ ﺣَﻤِﺌَﺔٍ ﻭَ ﻭَﺟَﺪَ ﻋِﻨْﺪَﻫَﺎ ﻗَﻮْﻣًﺎ ﻗُﻠْﻨَﺎ ﻳَﺎ

ﺫَﺍ ﺍﻟْﻘَﺮْﻧَﻴْﻦِ ﺇِﻣَّﺎ ﺃَﻥْ ﺗُﻌَﺬِّﺏَ ﻭَ ﺇِﻣَّﺎ ﺃَﻥْ ﺗَﺘَّﺨِﺬَ ﻓِﻴﻬِﻢْ ﺣُﺴْﻨًﺎ ‏)

‏[ ﺍﻟﻜﻬﻒ : 86 ‏] .

ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻋَﻴْﻦٍ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺃﻱ ﺍﻟﻴﻨﺒﻮﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ

ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺀ ... ﻭﻣﻌﻨﻰ ﺣَﻤِﺌَﺔٍ ﺃﻱ ﺍﻟﻤﻠﺘﻬﺒﺔ ﺃﻭ

ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺸﺘﻌﻠﺔ ... ﻭﻫﻲ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺎﻟﺤﻤﻢ ﺍﻟﻤﻨﺼﻬﺮﺓ .

ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﺘﺮﺡ ﺑﺄﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ‏( ﻣَﻐْﺮِﺏَ ﺍﻟﺸَّﻤْﺲِ ‏) ﺗﻌﻨﻲ ﺃﺑﻌﺪ

ﻧﻘﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﺗﻐﺮﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ .. ﻭﻫﻲ ﺟﺰﺭ

ﺍﻟﻬﺎﻭﺍﻱ، ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻔﺴﻴﺮ ﺻﺤﻴﺤﺎً ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻜﻮﻥ

ﺑﺬﻟﻚ ﻗﺪ ﺳﺒﻖ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ

ﻟﻢ ﺗﻜﺘﺸﻒ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .

ﺃﻣﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ‏( ﻭَﺟَﺪَﻫَﺎ ﺗَﻐْﺮُﺏُ ‏) ﺃﻱ ﺃﻥ ﺫﺍ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﺸﻤﺲ

ﺗﺨﺘﻔﻲ ﻭﺭﺍﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﻠﺘﻬﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﺬﻑ ﺍﻟﺤﻤﻢ

ﺍﻟﻤﻨﺼﻬﺮﺓ Lava ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ، ﻭﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺴﻘﻂ

ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻋﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﻳﻦ ﻣﻤﻦ ﻳﺤﺎﻭﻟﻮﻥ ﺗﺸﻮﻳﻪ

ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﻤﻌﺎﻧﻲ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ .

ﻓﺴﻴﺪﻧﺎ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻫﻲ ﺗﻐﺮﺏ ﻓﻲ

ﻋﻴﻦ ﻣﻠﺘﻬﺒﺔ، ﻭﻛﻠﻤﺔ ﺗﻐﺮﺏ ﻻ ﺗﻌﻨﻲ ‏( ﺗﺴﻘﻂ ‏) ﺃﻭ ‏( ﺗﺪﺧﻞ ‏) ﺑﻞ

ﺗﻌﻨﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎً ‏( ﺗﺨﺘﻔﻲ ﻋﻦ ﺍﻷﻧﻈﺎﺭ ‏) ، ﻓﺎﻟﺸﻤﺲ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﻓﻲ

ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﻠﺘﻬﺒﺔ . ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻤﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ

ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺼﻔﻬﺎ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺰﻣﻦ !

ﻭﻫﺬﻩ ﻋﻴﻦ ﻣﻠﺘﻬﺒﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﻏﺮﺏ ﻫﺎﻭﺍﻱ ﺃﻱ ﺃﻥ

ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﺤﻤﺌﺔ .. ﻫﺬﻩ

ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﺄﺧﻮﺫﺓ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ ﺃﺧﺒﺎﺭ ﻏﺮﺏ ﻫﺎﻭﺍﻱ ﺍﻟﻴﻮﻡ

westhawaiitoday.com :

ﺑﻞ ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﻫﻮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺠﺎﺯ

ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻜﻴﻒ ﻋﻠﻢ ﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻮﺟﻮﺩ

ﻋﻴﻦ ﻣﻠﺘﻬﺒﺔ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ؟ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻟﻢ

ﺗُﻜﺘﺸﻒ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀ ﺑﻬﺎ ﺳﻴﺪﻧﺎ

ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻷﻣﻲ؟

ﺻﻮﺭﺓ ﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻫﺎﻭﺍﻱ ﻭﺗﻈﻬﺮ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﺤﻤﺌﺔ ﻓﻲ

ﺃﻗﺼﻰ ﻏﺮﺏ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻫﻲ ﺃﻗﺼﻰ

ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﺗﻐﺮﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ .. ﻭﻫﻲ ﻣﻠﻴﺌﺔ

ﺑﺎﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﻨﺼﻬﺮﺓ .

ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺘﺤﺔ ﻧﺸﻄﺔ ﻓﻲ ﺟﺰﺭ ﻫﺎﻭﺍﻱ ﺗﺪﻋﻰ Halemaumau

ﺗﺘﺪﻓﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﻤﻢ ﺍﻟﻤﻨﺼﻬﺮﺓ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻭﺍﻟﻠﻴﻞ،

ﻭﻟﻜﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﻧﺸﺎﻫﺪ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﻓﻘﻂ ..

ﺑﻌﺪ ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺒﺪﺃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺤﺔ ﺍﻟﻨﺸﻄﺔ ﺑﺎﻟﺘﻠﻮﻥ ﺣﻴﺚ

ﻳﺘﻠﻮﻥ ﺍﻟﺪﺧﺎﻥ ﺍﻟﻤﺘﺪﻓﻖ ﺑﻠﻮﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻭﺗﺘﻀﺢ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ ﺃﻛﺜﺮ

ﻋﻨﺪ ﻣﻐﻴﺐ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺃﻱ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻐﺴﻖ .. ﻓﺘﻈﻬﺮ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ

ﻋﻴﻦ ﻣﻠﺘﻬﺒﺔ .

ﻫﺬﻩ ﺻﻮﺭﺓ ﻣﻘﺮﺑﺔ ﻟﻠﻔﺘﺤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻤﺎﺓ Kīlauea-

Halemaumau-Crater ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪﻓﻖ

ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﻤﻢ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ..

ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻭﺻﻞ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ؟

ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺪﺑﺮ ﺍﻟﻨﺺ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻜﻬﻒ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺔ

‏( ﺳﺒﺒﺎً ‏) ﺗﻜﺮﺭﺕ 4 ﻣﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ ﻭﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻭﺭﺩﺕ

ﻣﻊ ﻗﺼﺔ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ . ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏(ﺇِﻧَّﺎ ﻣَﻜَّﻨَّﺎ ﻟَﻪُ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ

ﻭَ ﺁﺗَﻴْﻨَﺎﻩُ ﻣِﻦْ ﻛُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﺳَﺒَﺒًﺎ * ﻓَﺄَﺗْﺒَﻊَ ﺳَﺒَﺒًﺎ ‏) ‏[ ﺍﻟﻜﻬﻒ :

85-84 ‏] . ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻧﺴﻤﻴﻪ ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ، ﻣﺜﻼً ﻭﺳﺎﺋﻞ

ﺍﻟﻨﻘﻞ .. ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻭ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻗﺪ ﺍﻣﺘﻠﻚ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻧﻘﻞ ﻣﻜّﻨﺘﻪ

ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﺏ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ، ﻭﺗﺤﺪﻳﺪﺍً ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻌﺪ ﻧﻘﻄﺔ ﻋﻠﻰ

ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻓﻲ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻐﺮﺏ .. ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﻌﺮﻑ ﺑﺠﺰﺭ ﺍﻟﻬﺎﻭﺍﻱ

ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻨﺎﺋﻴﺔ .

ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﻠﺘﻬﺒﺔ ﻫﻮ ﻣﻨﻈﺮ ﻓﺮﻳﺪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ

ﻧﺸﺎﻫﺪﻩ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ..

ﻭﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﺳﺒﺐ ‏) ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ

ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﻣَﻦْ ﻛَﺎﻥَ ﻳَﻈُﻦُّ ﺃَﻥْ ﻟَﻦْ ﻳَﻨْﺼُﺮَﻩُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻓِﻲ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﻭَ

ﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓِ ﻓَﻠْﻴَﻤْﺪُﺩْ ﺑِﺴَﺒَﺐٍ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﺀِ ﺛُﻢَّ ﻟْﻴَﻘْﻄَﻊْ ﻓَﻠْﻴَﻨْﻈُﺮْ ﻫَﻞْ

ﻳُﺬْﻫِﺒَﻦَّ ﻛَﻴْﺪُﻩُ ﻣَﺎ ﻳَﻐِﻴﻆُ ‏) ‏[ﺍﻟﺤﺞ : 15 ‏] . ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﻫﻨﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ

ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻜﻨﻪ ﻣﻦ ﺑﻠﻮﻍ ﻣﻜﺎﻥ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .

ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻛﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏(ﺃَﻡْ ﻟَﻬُﻢْ ﻣُﻠْﻚُ

ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَ ﻣَﺎ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻤَﺎ ﻓَﻠْﻴَﺮْﺗَﻘُﻮﺍ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺳْﺒَﺎﺏِ ‏)

‏[ ﺹ : 10 ‏] . ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﻳﻦ ﺻﺎﺩﻗﻮﻥ ﺇﺫﺍً

ﻓﻠﻴﺼﻌﺪﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﻦ

ﻭﺳﺎﺋﻞ ﻧﻘﻞ، ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﺳﻴﺘﻤﻜﻨﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺮﺍﻕ ﺃﻗﻄﺎﺭ

ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ؟

ﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﻠﻐﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ

ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ .. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺬﺭّﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻥ

ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ . ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﻏﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ

ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ ﺻﻌﺐ ﺟﺪﺍً، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻨﻔﺮﺽ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ

ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻗﻄﻊ

ﺃﻗﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻭﺍﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻳﻠﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﺼﻒ ﻗﻄﺮ ﺍﻟﻜﻮﻥ !

ﻓﻤﺎ ﺑﺎﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻄﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻥ ﺃﻥ ﻳﺒﺘﻌﺪ ﺃﻛﺜﺮ

ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻘﻤﺮ ‏( 400 ﺃﻟﻒ ﻛﻢ ‏) ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﺠﺮﺓ

ﻣﻜﺘﺸﻔﻪ ﺗﺒﻌﺪ ﻋﻨﺎ ‏( 130 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺗﺮﻳﻠﻴﻮﻥ ﻛﻢ ‏) ...

ﻣﻨﻈﺮ ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﺤﻤﺌﺔ ﻣﻦ ﺃﺭﻭﻉ ﺍﻟﻤﻨﺎﻇﺮ

ﺣﻴﺚ ﺗﺘﻠﻮﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺑﺄﻟﻮﺍﻥ ﺯﺍﻫﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻣﺘﺰﺍﺝ ﺃﺷﻌﺔ

ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻊ ﺍﻷﺷﻌﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﻢ ﺍﻟﻤﻨﺼﻬﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺗﻔﻊ

ﺣﺮﺍﺭﺗﻬﺎ ﻝ 2000 ﺩﺭﺟﺔ ﻣﺌﻮﻳﺔ ..

ﻧﺘﺎﺋﺞ :

-1 ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻋﻄﻰ ﻟﺴﻴﺪﻧﺎ ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻭﺳﺎﺋﻞ

ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ﻓﻲ ﻛﻮﻛﺐ ﺍﻷﺭﺽ ﺣﺘﻰ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﺭﺓ

ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻫﺎ . ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻋﺒﺮﺕ ﻋﻨﻪ ﺍﻵﻳﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :

‏( ﻭَ ﺁﺗَﻴْﻨَﺎﻩُ ﻣِﻦْ ﻛُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﺳَﺒَﺒًﺎ ‏) .

-2 ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﺤﻤﺌﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺠﺪﻫﺎ ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ

ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﻏﺮﺏ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ . ﺣﻴﺚ ﺗﺆﻛﺪ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺃﻧﻚ

ﺗﺮﻯ ﻳﻨﺎﺑﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﻢ ﺍﻟﻤﻨﺼﻬﺮﺓ ﺗﻘﺬﻑ ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻷﻃﻨﺎﻥ

ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ .

-3 ﻋﺒﺎﺭﺓ ‏( ﻣﻐﺮﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ‏) ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻌﻨﻲ

ﺃﺑﻌﺪ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﺗﻐﺮﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ ..

ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻓﻬﻤﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻗﺒﻞ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ .. ﻓﻔﻲ

ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻟﻠﻜﺴﺎﺋﻲ ‏( ﻋﻴﻦ ﺣﺎﻣﻴﺔ ‏) ﺃﻱ ﺳﺎﺧﻨﺔ، ﻭﺣﺴﺐ ﺗﻔﺴﻴﺮ

ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ :

ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﻫﺎﻭﺍﻱ ... ﻣﻨﻈﺮ ﻓﺮﻳﺪ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ

ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ..

ﻳﻘﻮﻝ ﻯﺎﻟﻌﻠﻤﺎﺀ : ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺃﻧﻪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻐﺮﺑﺎ

ﻭﻣﺸﺮﻗﺎ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺟﺮﻣﻬﺎ ﻭﻣﺴﻬﺎ، ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺪﻭﺭ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ

ﺣﻮﻝ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺃﻥ ﺗﻠﺘﺼﻖ ﺑﺎﻷﺭﺽ، ﻭﻫﻲ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﻦ

ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻴﻮﻥ ﺍﻷﺭﺽ، ﺑﻞ ﻫﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ

ﺍﻷﺭﺽ ﺃﺿﻌﺎﻓﺎ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ، ﺑﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺃﻧﻪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ

ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ، ﻓﻮﺟﺪﻫﺎ ﻓﻲ

ﺭﺃﻱ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺗﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺣﻤﺌﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺎ ﻧﺸﺎﻫﺪﻫﺎ ﻓﻲ

ﺍﻷﺭﺽ ﺍﻟﻤﻠﺴﺎﺀ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ :

" ﻭﺟﺪﻫﺎ ﺗﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻟﻢ ﻧﺠﻌﻞ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ ﺩﻭﻧﻬﺎ ﺳﺘﺮﺍ" ﻭﻟﻢ

ﻳﺮﺩ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺑﺄﻥ ﺗﻤﺎﺳﻬﻢ ﻭﺗﻼﺻﻘﻬﻢ، ﺑﻞ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻧﻬﻢ

ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺗﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ . ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺘﺒﻲ : ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ

ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮ، ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﻐﻴﺐ ﻭﺭﺍﺀﻫﺎ ﺃﻭ

ﻣﻌﻬﺎ ﺃﻭ ﻋﻨﺪﻫﺎ، ﻓﻴﻘﺎﻡ ﺣﺮﻑ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻣﻘﺎﻡ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻭﺍﻟﻠﻪ

ﺃﻋﻠﻢ .

-4 ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﻭﺟﺪﻫﺎ ‏) ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺫﺍ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺷﺎﻫﺪ

ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺸﺎﻫﺪﺓ

ﺫﻱ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ، ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻓﻠﻢ ﻳﻘﻞ

ﻣﺜﻼً ‏( ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺣﻤﺌﺔ ‏) ﺑﻞ ﻗﺎﻝ : ‏( ﻭَﺟَﺪَﻫَﺎ

ﺗَﻐْﺮُﺏُ ﻓِﻲ ﻋَﻴْﻦٍ ﺣَﻤِﺌَﺔٍ ‏) ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺟﺪﻫﺎ ... ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺆﻛﺪ

ﺩﻗﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ .

-5 ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻫﻲ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻟﻴﺴﺖ

ﺧﻄﺄ ﻋﻠﻤﻴﺎً ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻓﻘﺪ ﺣﺪﺩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻮﻗﻊ ﻫﺬﻩ

ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﻠﺘﻬﺒﺔ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺸﺮﻕ ! ﻭﺣﺪﺩ ﺃﻥ

ﺃﻗﺼﻰ ﻧﻘﻄﺔ ﻟﻤﻐﺮﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺤﻤﻢ ﺍﻟﻤﻨﺼﻬﺮﺓ

ﺍﻟﻤﺘﺪﻓﻘﺔ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻘﻄﺔ ﻫﻲ ﺟﺰﺭ ﻫﺎﻭﺍﻱ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺔ ﻓﻲ

ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .. ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ !

-6 ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺃﻥ ﺫﺍ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﺍﻣﺘﻠﻚ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ

ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺎﻓﺎﺕ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺟﺪﺍً؟ ﺇﻧﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﺇِﻧَّﺎ

ﻣَﻜَّﻨَّﺎ ﻟَﻪُ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَ ﺁﺗَﻴْﻨَﺎﻩُ ﻣِﻦْ ﻛُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﺳَﺒَﺒًﺎ ‏( 84 ‏) ﻓَﺄَﺗْﺒَﻊَ

ﺳَﺒَﺒًﺎ ‏( 85 ‏) { ‏[ ﺍﻟﻜﻬﻒ : 84 - 85 ‏] . ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺳﺒﺒﺎً؟ ﻳﺄﺗﻲ

ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ

ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﺟﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ .. } ﻭَ ﻗَﺎﻝَ ﻓِﺮْﻋَﻮْﻥُ ﻳَﺎ

ﻫَﺎﻣَﺎﻥُ ﺍﺑْﻦِ ﻟِﻲ ﺻَﺮْﺣًﺎ ﻟَﻌَﻠِّﻲ ﺃَﺑْﻠُﻎُ ﺍﻟْﺄَﺳْﺒَﺎﺏَ ‏( 36 ‏) ﺃَﺳْﺒَﺎﺏَ

ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻓَﺄَﻃَّﻠِﻊَ ﺇِﻟَﻰ ﺇِﻟَﻪِ ﻣُﻮﺳَﻰ ﻭَ ﺇِﻧِّﻲ ﻟَﺄَﻇُﻨُّﻪُ ﻛَﺎﺫِﺑًﺎ ﻭَ

ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﺯُﻳِّﻦَ ﻟِﻔِﺮْﻋَﻮْﻥَ ﺳُﻮﺀُ ﻋَﻤَﻠِﻪِ ﻭَ ﺻُﺪَّ ﻋَﻦِ ﺍﻟﺴَّﺒِﻴﻞِ ﻭَ ﻣَﺎ ﻛَﻴْﺪُ

ﻓِﺮْﻋَﻮْﻥَ ﺇِﻟَّﺎ ﻓِﻲ ﺗَﺒَﺎﺏٍ ‏( 37 ‏) { ‏[ ﻏﺎﻓﺮ : 36 - 37 ‏] . ﺇﺫﺍً

ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻫﻲ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﺟﺪﺍً ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺳﺮﺍﺭ

ﻣﺤﺪﺩﺓ ! ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺻﺎﻟﺢ ‏(ﺃَﺳْﺒَﺎﺏَ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ‏) ﻗﺎﻝ : ﻃﺮﻕ

ﺍﻟﺴﻤﻮﺍﺕ . ﺇﺫﺍً ﺍﻵﻳﺔ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻃﺮﻕ ﻭﻣﺴﺎﻓﺎﺕ ﺑﻌﻴﺪﺓ .

ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺆﻳﺪﻩ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : }ﺃَﻡْ ﻟَﻬُﻢْ ﻣُﻠْﻚُ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ

ﻭَ ﻣَﺎ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻤَﺎ ﻓَﻠْﻴَﺮْﺗَﻘُﻮﺍ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺳْﺒَﺎﺏِ { ‏[ ﺹ : 10 ‏] . ﺃﻱ ﻟﻴﺼﻌﺪﻭﺍ

ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻌﺪ ﻧﻘﻄﺔ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻴﻬﺎ ..

ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺫﺍ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻗﺪ ﺁﺗﺎﻩ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻱﺀ ﺳﺒﺒﺎً : }ﺇِﻧَّﺎ

ﻣَﻜَّﻨَّﺎ ﻟَﻪُ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَ ﺁﺗَﻴْﻨَﺎﻩُ ﻣِﻦْ ﻛُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﺳَﺒَﺒًﺎ { ‏[ ﺍﻟﻜﻬﻒ :

84 ‏] . ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻟﻢ

ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ ..

ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻳﺆﻛﺪﻩ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻭﻥ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ : ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :

ﻭﺁﺗﻴﻨﺎﻩ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺳﺒﺒﺎ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ : ‏( ﻣﻦ ﻛﻞ

ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻤﺎ ﻳﺘﺴﺒﺐ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ‏) ﺃﻱ ﺍﻣﺘﻠﻚ ﻋﻠﻤﺎً

ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺃﻣﺎﻛﻦ ﻣﺜﻞ ﻣﻄﻠﻊ

ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻣﻐﺮﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ .

ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻬﻤﻪ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ﻓﻴﻘﻮﻝ : " ﻭﻗﻮﻟﻪ :

‏(ﺣﺘﻰ ﺇﺫﺍ ﺑﻠﻎ ﻣﻐﺮﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ‏) ﺃﻱ : ﻓﺴﻠﻚ ﻃﺮﻳﻘﺎ ﺣﺘﻰ

ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﻣﺎ ﻳُﺴﻠﻚ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ

ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ، ﻭﻫﻮ ﻣﻐﺮﺏ ﺍﻷﺭﺽ ."

ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻳﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﺫﺍ ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻗﺪ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ

ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﺔ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﻫﻲ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻟﺘﻲ

ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﻤﻴﺰﺗﻴﻦ :

-1 ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﻧﻘﻄﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﺎﺑﺴﺔ ﻳﻤﻜﻦ

ﻟﻠﺸﻤﺲ ﺃﻥ ﺗﻐﺮﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ . ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﺭ

ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ .

-2 ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﺤﻤﺌﺔ .. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻬﺬﺍ

ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻐﺰﻳﺮ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻭﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ

ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 14000 ﻋﻴﻦ ﺣﻤﺌﺔ ‏( ﺑﺮﺍﻛﻴﻦ

ﺗﺘﺪﻓﻖ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﺤﻤﻢ ﺍﻟﻤﻨﺼﻬﺮﺓ ‏) .. ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻘﻲ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ

ﺍﻟﻴﻮﻡ . ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ‏( ﻫﺎﻭﺍﻱ ‏) ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻟﻔﺘﺤﺎﺕ

ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺒﻪ ﺍﻟﻌﻴﻦ .

ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻬﻤﻪ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻴﻞ 14 ﻗﺮﻧﺎً : ﻓﻬﺬﺍ ﻫﻮ

ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻳﻘﻮﻝ : ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ‏( ﻭَﺟَﺪَﻫﺎ ﺗَﻐْﺮُﺏُ ﻓِﻲ ﻋَﻴْﻦٍ

ﺣﺎﻣِﻴَﺔٍ ‏) ﻳﻘﻮﻝ : ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺣﺎﺭّﺓ .

ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﻠﺘﻬﺒﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺤﻤﺌﺔ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﻏﺮﺏ ﻫﺎﻭﺍﻱ ..

ﻭﻫﻲ ﺃﻗﺪﻡ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﺭ .. ﺃﻱ ﺃﻥ ﺃﻛﺒﺮ ﻧﺸﺎﻁ

ﺑﺮﻛﺎﻧﻲ ﺷﻜﻞ ﺟﺰﺭﺍً ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻫﻮ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻫﺎﻭﺍﻱ ﻭﻏﺮﺑﻬﺎ ..

ﻟﻨﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺳﻮﻋﺔ ﺍﻟﺤﺮﺓ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺟﺎﺀ ﺣﻮﻝ ﻫﺎﻭﺍﻱ :

" ﻫﻲ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ ﺃﺭﺍﺿﻲ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻷﻱ ﻗﺎﺭﺓ، ﻭﻫﻲ

ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻣﺴﺎﺣﺘﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ

ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻲ ﻭﺗﺪﻓﻖ ﺍﻟﺤﻤﻢ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮﺓ

ﻛﻴﻼﻭ ".Kīlauea

ﻧﺮﻯ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺃﻗﺼﻰ ﻏﺮﺏ

ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ .. ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺸﺮﻕ .. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﺸﻬﻮﺭﺓ ﻣﻨﺬ

ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺑﺎﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﺤﻤﺌﺔ ..

ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻨﺎﻇﺮ ﺍﻟﻐﺮﻭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ

ﺃﻥ ﺗﺸﺎﻫﺪﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ... ﻓﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ

ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ‏( ﻣﻐﺮﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ‏) ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ

ﺍﻟﻤﻠﺘﻬﺒﺔ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ‏( ﻋﻴﻦ ﺣﻤﺌﺔ ‏) .. ﺃﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ

ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ؟

ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً

ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺗﺨﺬﻫﺎ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﻭﻥ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﺘﺸﻜﻴﻚ ﻓﺪ

ﺃﻇﻬﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻨﻜﺮﻫﺎ

ﻷﻥ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﺍﺿﺢ ﺗﻤﺎﻣﺎً ... ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺔ

ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺫﺍﺗﻬﺎ .. ﻣﺜﻼً :

} ﻭَ ﺗَﺮَﻯ ﺍﻟﺸَّﻤْﺲَ ﺇِﺫَﺍ ﻃَﻠَﻌَﺖْ ﺗَﺰَﺍﻭَﺭُ ﻋَﻦْ ﻛَﻬْﻔِﻬِﻢْ ﺫَﺍﺕَ ﺍﻟْﻴَﻤِﻴﻦِ ﻭَ

ﺇِﺫَﺍ ﻏَﺮَﺑَﺖْ ﺗَﻘْﺮِﺿُﻬُﻢْ ﺫَﺍﺕَ ﺍﻟﺸِّﻤَﺎﻝِ ﻭَ ﻫُﻢْ ﻓِﻲ ﻓَﺠْﻮَﺓٍ ﻣِﻨْﻪُ ﺫَﻟِﻚَ

ﻣِﻦْ ﺁﻳَﺎﺕِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻣَﻦْ ﻳَﻬْﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻓَﻬُﻮَ ﺍﻟْﻤُﻬْﺘَﺪِ ﻭَ ﻣَﻦْ ﻳُﻀْﻠِﻞْ ﻓَﻠَﻦْ

ﺗَﺠِﺪَ ﻟَﻪُ ﻭَﻟِﻴًّﺎ ﻣُﺮْﺷِﺪًﺍ { ‏[ ﺍﻟﻜﻬﻒ : 17 ‏] . ﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺃﻥ

ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﻤﺲ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﻜﻬﻒ، ﺑﻞ ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺃﻥ ﺷﻌﺎﻉ

ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺮﺿﻬﻢ ﺃﻱ ﻳﺘﺮﻛﻬﻢ ! ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ :

ﻭﻗﺎﻝ ﻗﺘﺎﺩﺓ : ﺗﺪﻋﻬﻢ .

ﻓﻼ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻫﻲ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﻣﻦ

ﻳﻼﻣﺲ ﺃﻭ ﻳﺘﺮﻙ .. ﺑﻞ ﺃﺷﻌﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ .. ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻏﺮﻭﺏ

ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﺧﺘﻔﺎﺀ ﺃﺷﻌﺘﻬﺎ ﻭﻟﻴﺲ ﺍﺧﺘﻔﺎﺀﻫﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ

ﻻ ﺗﺨﺘﻔﻲ .. ﺑﻞ ﺗﻈﻬﺮ ﻷﻋﻴﻨﻨﺎ ﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﺨﺘﻔﻲ .. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺫﺍ

ﺍﻟﻘﺮﻧﻴﻦ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ ﺣﻤﺌﺔ ﺃﻱ ﺭﺃﻯ ﺷﻌﺎﻉ

ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻳﻐﻴﺐ ﻭﻳﺨﺘﻔﻲ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﻤﻠﺘﻬﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ

ﺗﺸﺘﻬﺮ ﺑﻬﺎ ﺃﻗﺼﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻐﺮﺏ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﻤﺲ !

ﻛﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻣﺎ ﻓﻬﻤﻪ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻤﺸﻜﻜﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ

ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻛﺎﻥ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺗﺴﻘﻂ ﻓﻲ

ﺍﻟﻄﻴﻦ .. ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻢ ﺍﻟﺴﻄﺤﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻟﺪﻯ ﺃﺣﺪ ﻻ ﻓﻲ

ﺯﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﻻ ﺑﻌﺪﻩ ! ﻭﻻ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻠﻪ .. ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻔﻬﻢ

ﻣﻮﺟﻮﺩﺍً ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻟﻨﻘﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ

ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ! ﻓﻤﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﻭﻥ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﻟﻶﻳﺔ؟

ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .. ﻭﻟﻜﻦ

ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺄﺑﻰ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﻈﻬﺮ ﻣﻌﺠﺰﺍﺗﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ :

} ﻳُﺮِﻳﺪُﻭﻥَ ﺃَﻥْ ﻳُﻄْﻔِﺌُﻮﺍ ﻧُﻮﺭَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺑِﺄَﻓْﻮَﺍﻫِﻬِﻢْ ﻭَ ﻳَﺄْﺑَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺇِﻟَّﺎ ﺃَﻥْ

ﻳُﺘِﻢَّ ﻧُﻮﺭَﻩُ ﻭَ ﻟَﻮْ ﻛَﺮِﻩَ ﺍﻟْﻜَﺎﻓِﺮُﻭﻥَ { ‏[ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ : 32 ‏] .

ﻟﺘﺤﻤﻴﻞ ﺑﺤﺚ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻒ ﺑﻲ ﺩﻱ ﺇﻑ

ﺍﺿﻐﻂ ﻫﻨﺎ

ــــــــــــ

ﺑﻘﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﻜﺤﻴﻞ