ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻣﻌﻲ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ (ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ) ﻭﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﺃﻧﺒﺄ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺒﻞ 14
ﻗﺮﻧﺎً ...
ﺁﻳﺘﺎﻥ ﻋﺠﻴﺒﺘﺎﻥ ﺗﻠﺨﺼﺎﻥ ﺭﺩ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺫﻛﺮ
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺎﻣﻪ .. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﻠﺤﺪ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَ ﺇِﺫَﺍ ﺫُﻛِﺮَ ﺍﻟﻠَّﻪُ
ﻭَﺣْﺪَﻩُ ﺍﺷْﻤَﺄَﺯَّﺕْ ﻗُﻠُﻮﺏُ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻟَﺎ ﻳُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺑِﺎﻟْﺂﺧِﺮَﺓِ ﻭَ ﺇِﺫَﺍ ﺫُﻛِﺮَ
ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻧِﻪِ ﺇِﺫَﺍ ﻫُﻢْ ﻳَﺴْﺘَﺒْﺸِﺮُﻭﻥَ { [ ﺍﻟﺰﻣﺮ : 45 ] .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ؟ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : }ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ
ﻭَ ﺗَﻄْﻤَﺌِﻦُّ ﻗُﻠُﻮﺑُﻬُﻢْ ﺑِﺬِﻛْﺮِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃَﻟَﺎ ﺑِﺬِﻛْﺮِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺗَﻄْﻤَﺌِﻦُّ ﺍﻟْﻘُﻠُﻮﺏُ {
[ﺍﻟﺮﻋﺪ : 28 ] .
ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪ ﻻ ﻳﺮﺗﺎﺡ ﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﻥ
ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺸﻜﻞ ﺿﻐﻄﺎً ﻧﻔﺴﻴﺎً ﻋﻠﻴﻪ ... ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﺗﺎﺡ ﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﺆﻛﺪﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ..
ﻫﻞ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ Toronto-
Scarborough [1 ] ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻣﻠﺤﺪﻳﻦ
ﻭﺟﻌﻠﻮﻫﻢ ﻳﺴﺘﻤﻌﻮﻥ ﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ .. ﻓﻮﺟﺪﻭﺍ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﻠﺤﺪ ﻻ ﻳﺮﺗﺎﺡ ﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ، ﺑﻞ ﻳﺸﻜﻞ ﺿﻐﻄﺎً ﻧﻔﺴﻴﺎً ﻫﺎﺋﻼً
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﺸﻜﻞ ﻟﺪﻳﻪ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻘﻠﻖ ﻻ ﻳﺰﻭﻝ ﺇﻻ ﺑﺬﻛﺮ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺎﻣﻪ !!
ﻟﻘﺪ ﺃﻇﻬﺮ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ brain activity ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳﺮﺗﺎﺡ ﺟﺪﺍً ﻭﻳﻬﺪﺃ .. ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻮﺗﺮﺍً ﻭﻗﻠﻘﺎً ﻓﺈﻥ
ﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﻳﺰﻳﻞ ﻋﻨﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ ..
ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺈﻥ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻳﻨﺨﻔﺾ ﻓﻲ
ﻣﻨﻄﻘﺔ anterior cingulate cortex (ACC) ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ
ﻋﻦ ﺗﻨﺒﻴﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﻭﺟﻮﺩ ﺧﻄﺄ ﻣﺎ .. ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﺿﻊ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﺪﻯ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ACC ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺸﻜﻞ
ﻣﻌﺎﻛﺲ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪ .. ﺣﻴﺚ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ..
ﻓﻴﺤﺪﺙ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻟﺪﻳﻪ ﺑﻴﻦ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪﻩ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻛﺪ ﻟﻪ
ﺃﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﻄﺄ .. ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻪ ﺗﻨﺒﻴﻬﺎً ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻭﺿﻐﻄﺎً
ﻧﻔﺴﻴﺎً ﻭﻗﻠﻘﺎً .
ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺸﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ Psychological Science
ﻋﺎﻡ 2010 ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﺔ ﻋﻦ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺸﺎﻁ ﻛﺒﻴﺮ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪ ( ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ
ﺍﻟﻴﺴﺮﻯ – ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ) ﻣﻤﺎ ﻳﺴﺒﺐ ﻟﻪ ﻗﻠﻘﺎً .. ﺃﻣﺎ ﻋﻨﺪ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺃﻗﻞ ﻧﺸﺎﻃﺎً ﻣﻤﺎ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ
ﻫﺪﻭﺀ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ( ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﺍﻟﻴﻤﻨﻰ ) .
ﻛﺄﻥ ﺩﻣﺎﻍ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﻼﻭﻋﻲ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺇﻟﻪ ..
ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻇﺎﻫﺮﻳﺎً ﻳﻨﻜﺮ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺗﻌﺎﻟﻰ .. ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭ
ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻛﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَ ﺟَﺤَﺪُﻭﺍ ﺑِﻬَﺎ
ﻭَ ﺍﺳْﺘَﻴْﻘَﻨَﺘْﻬَﺎ ﺃَﻧْﻔُﺴُﻬُﻢْ ﻇُﻠْﻤًﺎ ﻭَ ﻋُﻠُﻮًّﺍ ﻓَﺎﻧْﻈُﺮْ ﻛَﻴْﻒَ ﻛَﺎﻥَ ﻋَﺎﻗِﺒَﺔُ
ﺍﻟْﻤُﻔْﺴِﺪِﻳﻦَ { [ ﺍﻟﻨﻤﻞ : 14 ] .
ﻫﻨﺎﻙ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﻋﺎﻡ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻳﻌﻴﺶ ﺃﻃﻮﻝ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ
ﺳﻌﺎﺩﺓ ﺃﻛﺒﺮ ﻭﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺼﺤﺔ ﺃﻓﻀﻞ [ 2 ] ..
ﺗﺄﻣﻠﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﻣﺎﺫﺍ ﻳﻜﺘﺒﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ : " ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ
ﺣﻮﻝ ﺍﻹﻟﻪ ﻳﻬﺪّﺉ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ، ﻭﻳﺴﺒﺐ ﺿﻐﻄﺎً ﻟﻠﻤﻠﺤﺪ" ﺃﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ
ﻣﺎ ﺃﻛﺪﻩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺒﻞ 14 ﻗﺮﻧﺎً ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : (ﻭَ ﺇِﺫَﺍ ﺫُﻛِﺮَ ﺍﻟﻠَّﻪُ
ﻭَﺣْﺪَﻩُ ﺍﺷْﻤَﺄَﺯَّﺕْ ﻗُﻠُﻮﺏُ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻟَﺎ ﻳُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺑِﺎﻟْﺂﺧِﺮَﺓِ ) – (ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ
ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻭَ ﺗَﻄْﻤَﺌِﻦُّ ﻗُﻠُﻮﺑُﻬُﻢْ ﺑِﺬِﻛْﺮِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ) ؟ !
ﺑﺤﺚ ﺁﺧﺮ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ Mississippi State
University [3 ] ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺃﻓﻀﻞ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ
ﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﻄﻔﻞ . ﻓﺎﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻰ 16000 ﻃﻔﻞ
ﻭﺃﻇﻬﺮﺕ ﺃﻥ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﻤﺘﺪﻳﻨﺔ ﺃﻓﻀﻞ ﺑﻜﺜﻴﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺸﺄ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﺇﻟﺤﺎﺩﻳﺔ . ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺃﺩﺭﻙ
ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻟﻠﻄﻔﻞ ..
ﺇﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻟﺪﻣﺎﻍ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﻣﺒﺮﻣﺞ ﻋﻠﻰ
ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻨﺬ ﻭﻻﺩﺗﻪ .. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺸﺄ ﻓﻲ
ﺑﻴﺌﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻻ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺃﻱ ﺗﻨﺎﻗﺾ ﻓﻲ ﺷﺨﺼﻴﺘﻪ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ
ﻧﺠﺪ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻘﻨﻪ ﺃﻫﻠﻪ ﺍﻹﻟﺤﺎﺩ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻘﻴﺔ
ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﺻﺮﺍﻉ ... ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻄﺮﻩ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﻫﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺎﻟﻠﻪ .. ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﻃﺌﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺍﻛﺘﺴﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﻴﺌﺘﻪ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﻜﺮ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ..
ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ
ﺃﻳﻀﺎً ﺑﻘﻮﻟﻪ : ( ﻛﻞ ﻣﻮﻟﻮﺩ ﻳﻮﻟﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ ) [ ﺭﻭﺍﻩ ﻣﺴﻠﻢ ] ..
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ : } ﻓَﺄَﻗِﻢْ ﻭَﺟْﻬَﻚَ ﻟِﻠﺪِّﻳﻦِ ﺣَﻨِﻴﻔًﺎ ﻓِﻄْﺮَﺓَ ﺍﻟﻠَّﻪِ
ﺍﻟَّﺘِﻲ ﻓَﻄَﺮَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻟَﺎ ﺗَﺒْﺪِﻳﻞَ ﻟِﺨَﻠْﻖِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺫَﻟِﻚَ ﺍﻟﺪِّﻳﻦُ ﺍﻟْﻘَﻴِّﻢُ
ﻭَ ﻟَﻜِﻦَّ ﺃَﻛْﺜَﺮَ ﺍﻟﻨَّﺎﺱِ ﻟَﺎ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ { [ ﺍﻟﺮﻭﻡ : 30 ] .
ﺍﻧﻈﺮﻭﺍ ﻳﺎ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﺩﻭﻥ ﺑﺎﻟﺘﺤﺮﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﺩﻳﺎﻥ ﻭﺃﻥ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺗﺆﺫﻱ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ .. ﻫﺆﻻﺀ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﻌﺘﺮﻓﻮﻥ
ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺷﻲﺀ ﺟﻴﺪ ﻟﻠﻄﻔﻞ : Religion is Good for
Kids ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺭﺃﻭﺍ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺸﺄ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﺇﻟﺤﺎﺩﻳﺔ
ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺪﻣﺮﺍً .. ﻓﻬﻞ ﻧﺮﺑﻲ ﺃﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺐ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺣﺐ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟
ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺄﻱ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ
ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻫﺎ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ! ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﺷﻤﺌﺰﺍﺯ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺃﺷﺎﺭ ﻓﻲ
ﺁﻳﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﺽ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪ .. ﻭﻟﻜﻦ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻬﻮﺍ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻮﻣﻮﺍ ﺑﺄﻱ
ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪ .. ﻭﻟﻮ ﺃﻧﻬﻢ ﻓﻌﻠﻮﺍ ﻟﻮﺻﻠﻮﺍ ﺃﻳﻀﺎً
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ .
ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﻭﺿﻮﺣﺎً
ﻳﻮﻣﺎً ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ، ﻟﻬﻮ ﺃﻗﻮﻯ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ
ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ .. ﻓﺎﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .
ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ ﻏﺮﻳﺒﺎً ﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﻫﺠﻮﻡ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻳﻦ ﻟﻶﺧﺮﺓ ﻛﻞ
ﻳﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ .. ﻓﺘﺎﺭﺓ ﻳﻬﺎﺟﻤﻮﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺑﺤﺠﺔ
ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺪﺍﻓﻌﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻹﺳﻼﻡ .. ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﻬﺎﺟﻤﻮﻥ ﺗﻌﺎﻟﻴﻢ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺑﺤﺠﺔ ﺍﻻﻋﺘﺪﺍﻝ ﻭﺍﻟﻮﺳﻄﻴﺔ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻷﻣﺮ ﺃﻥ
ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﺄﺳﺎﻟﻴﺐ ﺧﺒﻴﺜﺔ ﻻ ﺗﺨﻔﻰ
ﻋﻠﻰ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺼﻴﺮﺗﻪ .. ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ
ﻭﺗﻄﺎﺑﻘﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﺘﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺤﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﻳﺴﻲﺀ
ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ .. ﻭﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻛﻠﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﺍﻟﻬﺠﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ
ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺃﻛﺒﺮ .. ﻭﺗﺒﻘﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻋﻨﻮﺍﻧﺎً ﻟﻜﻞ ﻣﺆﻣﻦ
ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺑﻬﺎ ﻗﻮﺓ ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ .. } ﻳُﺮِﻳﺪُﻭﻥَ
ﺃَﻥْ ﻳُﻄْﻔِﺌُﻮﺍ ﻧُﻮﺭَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺑِﺄَﻓْﻮَﺍﻫِﻬِﻢْ ﻭَ ﻳَﺄْﺑَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺇِﻟَّﺎ ﺃَﻥْ ﻳُﺘِﻢَّ ﻧُﻮﺭَﻩُ
ﻭَ ﻟَﻮْ ﻛَﺮِﻩَ ﺍﻟْﻜَﺎﻓِﺮُﻭﻥَ { [ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ : 32 ] .
ــــــــــــ
ﺑﻘﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﻜﺤﻴﻞ