ﻋﻈﺎﻡ ﺍﻹﺑﻞ ﺗﺸﻬﺪ ﺑﺼﺪﻕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ

سبت, 03/18/2023 - 09:42

ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻟﻌﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻭﺟﺪﺕ ﺗﻄﺎﺑﻘﺎً ﺑﻴﻦ

ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﻳﻮﺳﻒ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .. ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ

ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺍﻟﻤﺤﺮﻓﺔ .. ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺘﺄﻣﻞ ...

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻔﺘﺢ ‏( ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ‏) ﻧﺠﺪ ﺣﺪﻳﺜﺎً ﻋﻦ ﺍﻹﺑﻞ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ

ﻟﻠﻨﻘﻞ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ..

ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﻗﺼﺔ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ .. ﺟﺎﺀ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻓﻲ

ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ : ﻓَﻘَﺎﻡَ ﻳَﻌْﻘُﻮﺏُ ﻭَﺣَﻤَﻞَ ﺃَﻭْﻻَﺩَﻩُ

ﻭَﻧِﺴَﺎﺀَﻩُ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟْﺠِﻤَﺎﻝِ ، ‏[ ﺳﻔﺮ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﻦ :31 17 ‏] . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ

ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻹﺑﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻭﺣﻤﻞ

ﺍﻷﻭﻻﺩ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ

ﻟﻠﻨﻘﻞ .. ﺑﻞ ﺫﻛﺮ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﺨﺘﻠﻔﺎً ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻨﻘﻞ ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻌﻴﺮ

ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﺃﻱ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ .

ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻭَ ﻟَﻤَّﺎ ﻓَﺼَﻠَﺖِ ﺍﻟْﻌِﻴﺮُ ﻗَﺎﻝَ ﺃَﺑُﻮﻫُﻢْ ﺇِﻧِّﻲ ﻟَﺄَﺟِﺪُ ﺭِﻳﺢَ

ﻳُﻮﺳُﻒَ ﻟَﻮْﻟَﺎ ﺃَﻥْ ﺗُﻔَﻨِّﺪُﻭﻥِ { ‏[ ﻳﻮﺳﻒ : 94 ‏] . ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻓﻲ

ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ : ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺍﻟﻤﺜﻨﻰ ﻗﺎﻝ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﻗﺎﻝ : ﺣﺪﺛﻨﺎ

ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺢ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ :

‏( ﺃﻳﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻴﺮ ‏) ﻗﺎﻝ : ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻤﻴﺮًﺍ . ﻭﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ : ﻗﺎﻝ

ﻣﺠﺎﻫﺪ : ﻛﺎﻥ ﻋﻴﺮﻫﻢ ﺣﻤﻴﺮﺍً ..

ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : } ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻧَﻔْﻘِﺪُ ﺻُﻮَﺍﻉَ ﺍﻟْﻤَﻠِﻚِ ﻭَ ﻟِﻤَﻦْ ﺟَﺎﺀَ ﺑِﻪِ ﺣِﻤْﻞُ

ﺑَﻌِﻴﺮٍ ﻭَ ﺃَﻧَﺎ ﺑِﻪِ ﺯَﻋِﻴﻢٌ { ‏[ ﻳﻮﺳﻒ : 72 ‏] . ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ :

"ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻗﺎﻝ، ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﻗﺎﻝ، ﺣﺪﺛﻨﻲ ﺣﺠﺎﺝ

ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺞ ﻋﻦ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻗﺎﻝ، ﻗﻮﻟﻪ : ‏( ﺣﻤﻞ ﺑﻌﻴﺮ ‏) ﻗﺎﻝ،

ﺣﻤﻞ ﺣﻤﺎﺭ ." ﻃﺒﻌﺎً ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﻧﻘﻠﻮﺍ ﻣﻌﻨﻰ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ

ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺎﺕ ﺣﻴﺚ ﺍﻋﺘﺒﺮﻭﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﻫﻲ ﺍﻹﺑﻞ .

ﻓﻔﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ : ﻭﻟﻤﻦ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺣﻤﻞ ﺑﻌﻴﺮ ﻭﺃﻧﺎ ﺑﻪ

ﺯﻋﻴﻢ : ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﻫﻨﺎ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻓﻲ ﻗﻮﻝ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﻭﻗﻴﻞ :

ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ، ﻭﻫﻲ ﻟﻐﺔ ﻟﺒﻌﺾ ﺍﻟﻌﺮﺏ ; ﻗﺎﻟﻪ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻭﺍﺧﺘﺎﺭﻩ .

ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺤﺘﻤﻞ ﻋﺪﺓ ﻣﻌﺎﻧﻲ

‏(ﺍﻟﺠﻤﻞ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ‏) ﻭﻟﻢ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﺟﻤﻞ ‏) ﺻﺮﺍﺣﺔ ..

ﻟﻤﺎﺫﺍ؟ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻳﻜﺸﻒ ﻟﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﻴﻮﻡ !!

ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ

ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻧﺠﺪﻩ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ ‏[ 1 ‏] ﺗﺆﻛﺪ ﺩﻗﺔ ﻛﻠﻤﺎﺕ

ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺃﻧﻪ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .. ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ

ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﻋﻈﺎﻡ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻮﺩ ﻵﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﻲ

ﻭُﺟﺪﺕ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺘﻔﺮﻗﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ .. ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ

ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺍﺳﺘُﺨﺪﻡ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻨﻘﻞ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻋﺎﻡ 930 ﻗﺒﻞ

ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ .. ﺃﻱ ﺑﻌﺪ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﺰﻣﻦ ﻃﻮﻳﻞ .. ﻭﺗﻘﻮﻝ

ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻫﻲ

ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻄﺎﺑﻖ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﻣﻊ ﺗﻔﺴﻴﺮ

ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ !!

ﺟﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻊ ﻧﺎﺷﻴﻮﻧﺎﻝ ﺟﻴﻮﻏﺮﺍﻓﻴﻚ : camels weren't

domesticated in the eastern Mediterranean

until the 10th century B.C.—several centuries

after the time they appear in the Bible .

ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﺮﻭﻳﻀﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺇﻻ ﻓﻲ

ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ .. ﺃﻱ ﻗﺒﻞ ﺫﻛﺮ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﺍﻟﻤﺤﺮﻓﺔ

ﻟﻬﺎ ﺑﻘﺮﻭﻥ ﻋﺪﻳﺪﺓ .. ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﻧﺼﻮﺹ ﻫﺬﺍ

ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﺖ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﺑﻌﺪﺓ ﻗﺮﻭﻥ ﻭﻫﻲ

ﺗﻨﺎﻗﺾ ﺍﻟﻤﻌﻄﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ !

ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﻥ ﺍﻟﺠﻤﻞ ﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ‏( ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ‏) 47

ﻣﺮﺓ ﻣﻊ ﺃﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ‏(ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ – ﻳﻌﻘﻮﺏ –

ﻳﻮﺳﻒ ‏) ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻋﻈﺎﻡ

ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ ﻣﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺑﻴﻨﺖ ﺃﻥ ﻗﻴﺎﺱ ﻋﻤﺮ ﻫﺬﻩ

ﺍﻟﻌﻈﺎﻡ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺗﻘﻨﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺑﻮﻥ ﺍﻟﻤﺸﻊ radiocarbon

ﻳﻌﻄﻲ ﻋﻤﺮﺍً ﻷﻗﺪﻡ ﻋﻈﻢ ﻻ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ 930-900 ﺳﻨﺔ ﻗﺒﻞ

ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ .. ﺣﻴﺚ ﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﻓﺠﺄﺓ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻨﻘﻞ ..

ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻫﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻛﻔﺎﺀﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﺳﺎﺑﻘﺎً

ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﻠﻨﻘﻞ .

ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺗﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ ﺍﻹﺑﻞ ﻗﺪ ﺗﻢ ﺗﺮﻭﻳﻀﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﻨﻘﻞ

ﺃﻭﻻً ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ ﺑﺄﻟﻒ ﺳﻨﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ..

ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻓﺤﺺ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻟﻌﻈﺎﻡ ﺍﻹﺑﻞ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻴﻨﺖ

ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻹﺟﻬﺎﺩ ﻭﺑﻌﺾ ﺍﻟﺠﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﻜﺴﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ

ﻧﺘﺠﺖ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻹﺑﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﻘﻞ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭ ﻭﺣﻤﻞ

ﺍﻷﻣﺘﻌﺔ .

ﻟﻘﺪ ﺗﻢ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻋﻈﺎﻡ ﻟﻠﺠﻤﺎﻝ ﻣﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ

ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﺎﺷﺖ ﻗﺒﻞ 9700 ﺳﻨﺔ ﻭﺗﺒﻴﻦ ﺃﻧﻪ

ﺣﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺑﺮﻳﺔ ﻷﻥ ﻋﻈﺎﻣﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﺮﺽ ﻹﺟﻬﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﻨﻘﻞ

ﻭﺍﻟﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭ ﻟﻸﻭﺯﺍﻥ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ ... ﺇﺫﺍً ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﺍﻟﺘﻲ

ﺍﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ .. ﻭﻫﺬﺍ

ﻳﻄﺎﺑﻖ ﻣﺎ ﻳﺆﻛﺪﻩ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻛﻠﻤﺘﻲ ‏( ﺑﻌﻴﺮ – ﻋﻴﺮ ‏) ..

ﻭﺣﺴﺐ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻟﻠﻜﻠﻤﺘﻴﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ ..

ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻌﺠﻢ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ :

ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺑﺮﻱ : " ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﺳﺆﺍﻝ ﺟﺮﻯ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺳﻴﻒ

ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﺑﻦ ﺣﻤﺪﺍﻥ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﺍﺑﻦ ﺧﺎﻟﻮﻳﻪ ﻭﺍﻟﻤﺴﺆُﻭﻝ

ﺍﻟﻤﺘﻨﺒﻲ، ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺧﺎﻟﻮﻳﻪ : ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﺃَﻳﻀﺎً ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ ﻭﻫﻮ ﺣﺮﻑ

ﻧﺎﺩﺭ ﺃَﻟﻘﻴﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺘﻨﺒﻲ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻱ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ

ﻓﻴﻪ ﺧُﻨْﺰُﻭﺍﻧَﺔٌ ﻭﻋُﻨْﺠُﻬِﻴَّﺔ، ﻓﺎﺿﻄﺮﺏ ﻓﻘﻠﺖ : ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﺎﻟﺒﻌﻴﺮ ﻓﻲ

ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻭﻟﻤﻦ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺣِﻤْﻞُ ﺑَﻌﻴﺮ، ﺍﻟﺤﻤﺎﺭُ ﻓﻜﺴﺮﺕ ﻣﻦ

ﻋﺰﺗﻪ !

ﻭﻫﻮ ﺃَﻥ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃَﻥ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻭﺃﺧﻮﺓ

ﻳﻮﺳﻒ، ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺑﺄﺭﺽ ﻛﻨﻌﺎﻥ ﻭﻟﻴﺲ

ﻫﻨﺎﻙ ﺇِﺑﻞ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻤﺘﺎﺭﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ . ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ

: ﻭﻟﻤﻦ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺣﻤﻞ ﺑﻌﻴﺮ ، ﺃَﻱ ﺣﻤﻞ ﺣﻤﺎﺭ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺫﻛﺮﻩ

ﻣﻘﺎﺗﻞ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮﻩ ."

ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻭﺿﺢ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ !

ﻭﺍﻵﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻋﺮﻑ ﺍﺑﻦ ﺧﺎﻟﻮﻳﻪ -ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ

ﺍﻟﻨﺤﻮﻱ ﺍﻟﺸﻬﻴﺮ - ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻤﺎﺭ؟ ﻭﻣﻦ ﺃﻳﻦ

ﻋﺮﻑ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﺍﻟﻨﻘﻞ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﺳﻴﺪﻧﺎ

ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮ؟ ﻻﺑﺪ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﻤﻦ ﺳﺒﻘﻪ ﻣﻦ

ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .. ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ

ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻗﺪ ﺃﺧﺬ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻤﻦ ﺳﺒﻘﻪ ﻓﻤﻦ

ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﺟﻤﻞ ‏) .. ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺔ

‏( ﺑﻌﻴﺮ ‏) ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ‏( ﺟﻤﻞ – ﺣﻤﺎﺭ – ﺑﻐﻞ .. ‏)

.. ﻟﻴﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎً ﻟﻼﻛﺘﺸﺎﻓﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ .. ﻭﻟﺘﻈﻬﺮ

ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ..

ﻧﺎﻗﺔ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ

ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺛﻤﻮﺩ ﻋﺎﺷﺖ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﺳﻒ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺂﻻﻑ

ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ .. ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻌﻮﺩﻭﺍ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﺗﻌﻴﺶ ﺑﻴﻨﻬﻢ .. ﻓﻘﺪ

ﺃﺭﺳﻞ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺎﻗﺔ ﻣﺴﺘﺄﻧﺴﺔ ﺗﺄﻛﻞ ﻭﺗﺸﺮﺏ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﻻ

ﺗﺆﺫﻱ ﺃﺣﺪﺍً .. ﻭﻫﺬﻩ ﻛﺎﻧﺖ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﺟﺪﺍً ﻓﻲ ﺫﻟﻚ

ﺍﻟﺰﻣﻦ .. ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻘﺘﻨﻌﻮﺍ ﺑﻤﻌﺠﺰﺓ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻴﻪ

ﺍﻟﺴﻼﻡ .. ﻓﻌﻘﺮﻭﺍ ﺍﻟﻨﺎﻗﺔ ﻭﻋﺎﻗﺒﻬﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ .. ﺇﻥ ﻗﺼﺔ

ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺻﺎﻟﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺗﺘﻔﻖ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﻫﺬﺍ

ﻳﺸﻬﺪ ﺑﺪﻗﺔ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﻮﺍﻓﻘﻬﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ .. ﺃﻭ

ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺩﻕ " ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ

ﺍﻷﺳﺎﺱ" ﻓﺎﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ .

ﻣﻼﺣﻈﺔ : ﻣﻦ ﻏﺮﺍﺋﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﺃُﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺪﻱ

ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ ! ﻓﺎﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺃﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ

ﻣﺤﺮﻓﺔ ﻫﻮ ﺑﺎﺣﺚ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻭﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺃﺑﺤﺎﺙ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ

ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﺣﻴﺚ ﻋﺎﺵ ﺃﻭﻻﺩ

ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻭﺍﻧﺘﻘﻠﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ...

ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ !

ــــــــــــ

ﺑﻘﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﻜﺤﻴﻞ