ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﻟﻪ ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ
ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺮﺑﻮ ﻭﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺠﻠﻄﺎﺕ
ﺍﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻑ ﻭﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ........
ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭَﻫُﻮَ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺳَﺨَّﺮَ ﺍﻟْﺒَﺤْﺮَ ﻟِﺘَﺄْﻛُﻠُﻮﺍ ﻣِﻨْﻪُ ﻟَﺤْﻤًﺎ ﻃَﺮِﻳًّﺎ
ﻭَﺗَﺴْﺘَﺨْﺮِﺟُﻮﺍ ﻣِﻨْﻪُ ﺣِﻠْﻴَﺔً ﺗَﻠْﺒَﺴُﻮﻧَﻬَﺎ ﻭَﺗَﺮَﻯ ﺍﻟْﻔُﻠْﻚَ ﻣَﻮَﺍﺧِﺮَ ﻓِﻴﻪِ
ﻭَﻟِﺘَﺒْﺘَﻐُﻮﺍ ﻣِﻦْ ﻓَﻀْﻠِﻪِ ﻭَﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ ﺗَﺸْﻜُﺮُﻭﻥَ ) [ ﺍﻟﻨﺤﻞ : 14 ] .
ﺍﻟﺴﻤﻚ ﻳﻌﺎﻟﺞ ﺍﻟﺮﺑﻮ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺇﻥ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺰﻳﻮﺕ، ﻣﺜﻞ
ﺳﻤﻚ ﺍﻟﻤﺎﻛﺮﻳﻞ ﻭﺍﻟﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﻞ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺍﻟﺘﻌﺮﺽ ﻟﻨﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺮﺑﻮ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ،
ﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻬﻠﻚ ﺑﺎﻋﺘﺪﺍﻝ .
ﻳﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﻤﻜﺘﺸﻔﺔ ﺗﻌﺪ ﺁﺧﺮ ﺣﻠﻘﺔ ﻓﻲ
ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ
ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﻓﻲ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻐﺬﻳﺔ
ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ . ﻭﻗﺪ ﺩﺭﺱ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺒﺤﺚ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺟﺮﻱ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻛﻤﺒﺮﺝ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﺣﺎﻟﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 750 ﻣﺘﻄﻮﻋﺎً ﺑﻌﻀﻬﻢ
ﻣﺼﺎﺏ ﺑﺎﻟﺮﺑﻮ ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻵﺧﺮ ﺳﻠﻴﻢ .
ﻭﺣﺬﺭ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻹﻓﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ، ﺇﺫ ﺇﻧﻬﺎ
ﺗﺤﺘﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻮﻛﺴﺎﻥ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺿﺎﺭﺓ ﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺗﻨﺎﻭﻟﻬﺎ ﺑﻜﻤﻴﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ .
ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ ﺑﺎﻟﺮﺑﻮ ﻣﻤﻦ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ
ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺿﻴﻖ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﺼﺪﺭ، ﻳﻘﻞ ﺃﻛﻠﻬﻢ
ﻟﻸﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺰﻳﻮﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻋﻦ ﻧﻈﺮﺍﺋﻬﻢ ﺍﻟﺬﻳﻦ
ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻋﺮﺍﺽ ﺑﻨﻔﺲ
ﺍﻟﻘﻮﺓ . ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﺤﺚ، ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺗﻨﺎﻭﻝ
ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺰﻳﻮﺕ ﻳﻌﺪّ ﻋﺎﻣﻼً ﻣﺴﺎﻫﻤﺎً ﻓﻲ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻧﺴﺐ
ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﻮ ﺑﻴﻨﻬﻢ .
ﻭﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻠﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﺑﺄﻥ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺗﻤﺜﻞ ﺟﺰﺀﺍً
ﻣﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻲ ﻟﻠﺒﺸﺮ، ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺤﺎﻣﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ ﺃﻥ ﺗﺘﻨﺎﻭﻝ ﻭﺟﺒﺘﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﺎ ."
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺍﻷﺣﻤﺎﺽ ﺍﻟﺪﻫﻨﻴﺔ
ﺃﻭﻣﻴﺠﺎ 3- ﻋﻠﻰ ﻧﻤﻮ ﺍﻷﺟﻨﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻘﻠﻴﻞ ﻟﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺪﻡ
ﻭﺗﺴﺮﻳﻊ ﻣﻌﺪﻝ ﺳﺮﻳﺎﻧﻪ، ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺘﻠﻘﺎﻩ ﺍﻟﺠﻨﻴﻦ ﻣﻦ ﺃﻣﻪ .
ﺍﻟﺴﻤﻚ ﻳﻘﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ
ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺇﻥ ﺃﻛﻞ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺠﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ، ﻭﺍﻛﺘﺸﻔﻮﺍ ﺃﻥ
ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﺧﻤﺲ ﻣﺮﺍﺕ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﺎً ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻘﻠﺺ ﻣﻦ
ﺍﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺠﻠﻄﺎﺕ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً .
ﻭﺭﺣﺒﺖ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭﺩﻋﺖ
ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺃﻛﻞ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺰﻳﻮﺕ
ﻣﺜﻞ ﺳﻤﻚ ﺍﻟﻤﺎﻛﺮﻳﻞ ﻭﺍﻟﺘﻮﻧﺔ ﻭﺍﻟﺴﺮﺩﻳﻦ، ﻭﺷﺎﺭﻙ ﻓﻲ
ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻣﻌﻤﻞ ﺗﺸﺎﻧﻴﻨﺞ ﺑﺒﺮﻳﺠﺎﻡ ﻭﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﺕ
ﻭﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻄﺐ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻫﺎﺭﻓﺎﺭﺩ . ﻭﺭﻛﺰﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﺳﺎﺳﺎ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﺕ ﻟﻜﻦ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺗﻠﻚ
ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻥ ﺗﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ .
ﻭﺗﺘﺒﻌﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻧﺤﻮ ﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﺳﻴﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﺃﺭﺑﻌﺔ
ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ . ﻭﺧﻠﺼﺖ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻼﺗﻲ ﻳﻜﺜﺮﻥ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻭﻝ
ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﻳﻜﻦ ﺍﻗﻞ ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻺﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺠﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ،
ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺠﻠﻂ ﺍﻟﺪﻡ .
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﺍﺋﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﺔ ﺗﻨﺼﺢ ﺑﺘﻨﺎﻭﻝ
ﺍﻷﺳﺒﺮﻳﻦ ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻟﺘﺠﻨﺐ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺠﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺪﻡ، ﻟﻜﻦ
ﺍﻟﺪﺍﺭﺳﺔ ﺗﻈﻬﺮ ﺃﻥ ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻤﻞ ﺍﻷﺳﺒﺮﻳﻦ ﻭﻳﻐﻨﻲ ﻋﻨﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻐﺮﺽ .
ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪﺍﺕ ﺍﻟﻼﺗﻲ ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻦ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺛﻼﺙ
ﻣﺮﺍﺕ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﺎً ﺗﻘﻞ ﻟﺪﻳﻬﻦ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻﺕ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺠﻠﻄﺔ
ﺩﻣﺎﻏﻴﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺳﺒﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﻋﻦ ﻣﺜﻴﻼﺗﻬﻦ ﺍﻟﻼﺗﻲ
ﻳﺘﻨﺎﻭﻟﻨﻪ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﺷﻬﺮﻳﺎً . ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺘﻘﻠﺺ ﺍﺣﺘﻤﺎﻻﺕ
ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻟﺴﻜﺘﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﻋﻨﺪ ﺗﻨﺎﻭﻝ
ﺍﻟﺴﻤﻚ ﻣﺮﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺇﻟﻰ ﺳﺒﻌﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻨﺎﻭﻟﻪ ﻣﻦ ﺛﻼﺙ ﺇﻟﻰ ﺃﺭﺑﻊ ﻣﺮﺍﺕ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﺎً، ﻭﺗﺮﺗﻔﻊ
ﺇﻟﻰ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻭﺧﻤﺴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺌﺔ ﻟﺨﻤﺲ ﻣﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ .
ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺠﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ ﺇﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺗﺤﻤﻞ
ﺃﻧﺒﺎﺀ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﺍﻟﺠﻠﻄﺎﺕ ﻭﺣﺜﺖ ﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻛﺜﺎﺭ ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ، ﻭﻳﻘﻮﻝ
ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻭﻳﻦ ﺭﻳﺪﺍﻫﺎﻥ ﺇﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺗﺸﺠﻊ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺃﻧﻈﻤﺔ
ﻏﺬﺍﺋﻴﺔ ﺻﺤﻴﺔ ﺗﻀﻢ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ، ﺍﻟﻔﻮﺍﻛﻪ
ﻭﺍﻟﺨﻀﺮﺍﻭﺍﺕ، ﻗﺎﺋﻼً ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺳﻴﺤﺴﻦ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﻣﺘﺒﻊ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻐﺬﺍﺋﻴﺔ .
ﻳﺆﻛﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺰﻳﻮﺕ ﻣﻔﻴﺪﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺘﻬﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﻤﻔﺎﺻﻞ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﺗﺰﻣﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺨﺮﻑ . ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﺗﺆﻛﺪ ﻓﺎﺋﺪﺗﻬﺎ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺑﻮ
ﻭﺍﻟﺠﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ .
ﺍﻟﺴﻤﻚ ﻟﻌﻼﺝ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﺒﻴﺔ
ﻛﺸﻔﺖ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﺰﻳﺘﻴﺔ ﻛﺴﻤﻚ
ﺍﻟﺴﺎﻟﻤﻮﻥ ﻭﺍﻟﺘﻮﻧﻪ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻗﺪ ﻳﻤﻨﻊ
ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﺎﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﺒﻴﺔ . ﻭﻭﺟﺪ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺩﻟﻴﻼً ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﺎﺩﺓ ﺍﻷﻭﻣﻴﺠﺎ 3 ﺃﻭ ﺇﻥ 3
ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﻊ
ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﻤﺔ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺃﺯﻣﺔ
ﻗﻠﺒﻴﺔ .
ﻭﺗﻌﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻫﻲ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻟﻘﺖ ﺍﻟﻀﻮﺀ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺍﺋﺪ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟﺘﻨﺎﻭﻝ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﺰﻳﺘﻴﺔ .
ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻗﺪ ﺃﻭﺿﺤﺖ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ
ﻗﺪ ﻳﺤﻤﻲ ﻣﻦ ﺍﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻤﺮﺽ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺃﻭ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﻘﻠﺒﻴﺔ .
ﻭﺟﺪ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﺰﻳﺘﻴﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﻊ ﻧﺒﻀﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﻤﺔ . ﻭﺃﻥ ﺗﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﻛﻤﻴﺎﺕ ﺯﺍﺋﺪﺓ ﻣﻦ
ﺍﻟﺼﻮﺩﻳﻮﻡ ﻭﺍﻟﻜﺎﻟﺴﻴﻮﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ . ﻭﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻹﻓﺮﺍﺯﺍﺕ
ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪﺓ ﺃﻥ ﺗﺴﺒﺐ ﺗﻐﻴﺮﺍﺕ ﻋﺼﺒﻴﺔ ﺧﻄﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻓﻲ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮﺕ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺟﻤﻌﻴﺔ
ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ " ﺃﻭﺿﺤﺖ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﺎﺕ ﺃﻥ
ﺍﻷﺣﻤﺎﺽ ﺍﻟﺪﻫﻨﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﺎﺩﺓ ﺇﻥ 3 ﺑﺎﻷﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﺰﻳﺘﻴﺔ
ﻣﺨﺰﻧﺔ ﻓﻲ ﺃﻏﺸﻴﺔ ﺧﻼﻳﺎ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻤﻨﻊ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺃﺯﻣﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ .
ﻭﺃﺟﺮﻯ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﺧﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﻋﻠﻰ 2033
ﺭﺟﻼً ﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﻣﺮﺽ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻭﺟﻬﺖ ﻟﻬﻢ ﻧﺼﺎﺋﺢ ﺑﺘﻨﺎﻭﻝ
ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻫﻮﻥ ﺃﻭ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ . ﻭﺑﺤﺜﻮﺍ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﻮﻓﻴﺎﺕ ﺑﻴﻦ
ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻷﺷﺨﺎﺹ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻣﻴﻦ، ﺣﻴﺚ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﺍﻧﺨﻔﺎﺿﺎ ﻧﺴﺒﺘﻪ
29 ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺼﺎﺑﻴﻦ
ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ .
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻟﻴﻒ ﺇﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻮﺿﺢ ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ
ﺍﻟﺰﻳﺘﻴﺔ ﺳﺎﻋﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﻊ ﻧﺒﻀﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﻤﺔ ﻭﻣﻦ
ﺣﺪﻭﺙ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﻗﻠﺒﻴﺔ . ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﺮﺏ ﻣﻦ
ﻧﺼﻒ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﺍﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ ﺃﺯﻣﺎﺕ ﻗﻠﺒﻴﺔ ﻳﻜﻮﻥ
ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻴﻬﺎ ﻧﺒﻀﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﻤﺔ . ﻭﺃﻛﺪ ﻟﻴﻒ ﺇﻟﻰ
ﺃﻥ ﺗﻨﺎﻭﻝ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﺰﻳﺘﻴﺔ ﺳﻮﺍﺀ ﺍﻟﻄﺎﺯﺟﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺠﻤﺪﺓ ﻫﻮ
ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ . ﻛﻤﺎ ﻧﺼﺤﺖ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﺃﻥ ﻳﺄﻛﻞ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻣﻦ
ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﺰﻳﺘﻴﺔ ﻛﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ .
ﻭﺍﻵﻥ ﻳﺎ ﺃﺣﺒﺘﻲ ...
ﺇﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺗﺪﻋﻮﻧﺎ ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎﺩﺓ
ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﻧﺮﻛﺰ ﻓﻲ ﻏﺬﺍﺋﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﻚ
ﻭﻟﻮ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ . ﻛﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻧﻠﺠﺄ ﺇﻟﻰ
ﺍﻷﻏﺬﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳﺬﻛﺮ ﺷﻴﺌﺎً
ﻋﺒﺜﺎً ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ .
ﻭﺃﻥ ﻧﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻢ ﺍﻟﻐﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗُﺤﺼﻰ، ﻭﻻ
ﻧﻨﺴﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻮﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻤﻚ ﺫُﻛﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻓﻲ ﺛﻼﺙ ﺁﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
-1 ( ﻗَﺎﻝَ ﺃَﺭَﺃَﻳْﺖَ ﺇِﺫْ ﺃَﻭَﻳْﻨَﺎ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﺼَّﺨْﺮَﺓِ ﻓَﺈِﻧِّﻲ ﻧَﺴِﻴﺖُ ﺍﻟْﺤُﻮﺕَ
ﻭَﻣَﺎ ﺃَﻧْﺴَﺎﻧِﻴﻪُ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟﺸَّﻴْﻄَﺎﻥُ ﺃَﻥْ ﺃَﺫْﻛُﺮَﻩُ ﻭَﺍﺗَّﺨَﺬَ ﺳَﺒِﻴﻠَﻪُ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺒَﺤْﺮِ
ﻋَﺠَﺒًﺎ ) [ ﺍﻟﻜﻬﻒ : 63 ] .
-2 ( ﻓَﺎﻟْﺘَﻘَﻤَﻪُ ﺍﻟْﺤُﻮﺕُ ﻭَﻫُﻮَ ﻣُﻠِﻴﻢٌ ) [ ﺍﻟﺼﺎﻓﺎﺕ : 142 ] .
-3 (ﻓَﺎﺻْﺒِﺮْ ﻟِﺤُﻜْﻢِ ﺭَﺑِّﻚَ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻜُﻦْ ﻛَﺼَﺎﺣِﺐِ ﺍﻟْﺤُﻮﺕِ ﺇِﺫْ ﻧَﺎﺩَﻯ
ﻭَﻫُﻮَ ﻣَﻜْﻈُﻮﻡٌ ) [ﺍﻟﻘﻠﻢ : 48 ] .
ﻭﺫﻛﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻷﺳﻤﺎﻙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻌﺬﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﻤﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : (ﻭَﻣَﺎ ﻳَﺴْﺘَﻮِﻱ
ﺍﻟْﺒَﺤْﺮَﺍﻥِ ﻫَﺬَﺍ ﻋَﺬْﺏٌ ﻓُﺮَﺍﺕٌ ﺳَﺎﺋِﻎٌ ﺷَﺮَﺍﺑُﻪُ ﻭَﻫَﺬَﺍ ﻣِﻠْﺢٌ ﺃُﺟَﺎﺝٌ
ﻭَﻣِﻦْ ﻛُﻞٍّ ﺗَﺄْﻛُﻠُﻮﻥَ ﻟَﺤْﻤًﺎ ﻃَﺮِﻳًّﺎ ﻭَﺗَﺴْﺘَﺨْﺮِﺟُﻮﻥَ ﺣِﻠْﻴَﺔً ﺗَﻠْﺒَﺴُﻮﻧَﻬَﺎ
ﻭَﺗَﺮَﻯ ﺍﻟْﻔُﻠْﻚَ ﻓِﻴﻪِ ﻣَﻮَﺍﺧِﺮَ ﻟِﺘَﺒْﺘَﻐُﻮﺍ ﻣِﻦْ ﻓَﻀْﻠِﻪِ ﻭَﻟَﻌَﻠَّﻜُﻢْ
ﺗَﺸْﻜُﺮُﻭﻥَ ) [ ﻓﺎﻃﺮ : 12 ] . ﻭﻫﺬﻩ ﻧﻌﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺆﺩﻱ
ﺷﻜﺮﻫﺎ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻓﺤﺴﺐ، ﺑﻞ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺃﺩﺍﺀ
ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﺇﻃﻌﺎﻡ ﺍﻟﻔﻘﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺤﺮﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﻻ ﻧﺪﺧﻞ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﺍﻡ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻄﻌﻤﻨﺎ ﺣﻼﻻً، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﺸﻜﺮ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ .
ﻭﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﺿﻴﻒ ﺷﻴﺌﺎً ﺁﺧﺮ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺍﻟﻌﻼﺝ ﻛﺎﻣﻼً ﺃﻻ ﻭﻫﻮ
ﺗﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺍﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻤﻦ ﺃﺟﻞ ﺻﻴﺎﻧﺔ
ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﺃﻥ ﻧﻌﺘﻨﻲ ﺑﺎﻟﻐﺬﺍﺀ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﺔ، ﺑﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ
ﻫﻮ ﺃﻫﻢ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺗﻐﺬﻳﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺎﻻﺳﺘﻤﺎﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻷﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻘﻮﻝ : ( ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁَﻣَﻨُﻮﺍ ﻭَﺗَﻄْﻤَﺌِﻦُّ ﻗُﻠُﻮﺑُﻬُﻢْ ﺑِﺬِﻛْﺮِ ﺍﻟﻠَّﻪِ
ﺃَﻟَﺎ ﺑِﺬِﻛْﺮِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺗَﻄْﻤَﺌِﻦُّ ﺍﻟْﻘُﻠُﻮﺏُ ) [ﺍﻟﺮﻋﺪ : 28 ] .
ﻭﻗﺪ ﻗﻤﺖُ ﺑﻤﺮﺍﻗﺒﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﻦ ﻳﺤﻔﻈﻮﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻳﺘﻠﻮﻧﻪ
ﻭﻳﺤﺎﻓﻈﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ ﻭﺑﺨﺎﺻﺔ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻋﻠﻰ
ﻭﻗﺘﻬﺎ، ﻭﻭﺟﺪﺕُ ﺃﻥ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻗﺪﺭﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤﻞ ﺿﻐﻮﻁ
ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﻭﺟﺪﺗﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭﺍً ﻭﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ، ﻭﺃﻗﻞ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﺠﺴﺪﻳﺔ ... ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﺛﺮ
ﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺑﺘﻌﺎﻟﻴﻢ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﺛﺮ ﺗﻼﻭﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ
ﺍﻟﻤﻨﺎﻋﻲ ﻟﻠﻤﺆﻣﻦ .
ــــــــــــ
ﺑﻘﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﻜﺤﻴﻞ