لقد فاجأنا حزب الإنصاف من خلال أغلب ترشيحاته الأخيرة المتعلقة بالمجالس البلدية والجهوية وكذا النواب في الجمعية الوطنية، في حين كنا نطمح إلى أن ينطبق الإسم على المسمى أو يقاربه ولو قليلا، فلاهو راعى رأي القواعد الحزبية ولا تزكية الفاعلين السياسيين ولا الشخصيات الوطنية الوازنة، ولا هو راعى الكفاءات والقدرات المهنية لمناضليه الطامحين لمناصب انتخابية، بل أدرج أسماء عديدة تتنافى ومساطير اللجنة الوطنية للإنتخابات ومعاييرها للترشيح، طغى على أغلبها المراضاة والمحاباة ضاربا عرض الحائط برؤى من ضحوا وجدوا واجتهدوا في خدمة الحزب والسعي في رص صفوفه ومتانة قواعده.
وإنني إذ أعلن تمسكي بالحزب فإني أرى تصرفاته هذه تنذر -لا قدر الله- بنتائج كارثية في أغلب دوائره المهمة في أفق انتخابات رئاسية وشيكة، وبعد تقارب قل نظيره بين جميع الفرقاء السياسيين موالاة ومعارضة.