ﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻣﺎ ﺗﻨﻘﺺ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻨﻬﻢ

أحد, 03/26/2023 - 11:29

ﻧﻘﺪﻡ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺭﺅﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﻤﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﻕ :

‏( ﻗَﺪْ ﻋَﻠِﻤْﻨَﺎ ﻣَﺎ ﺗَﻨْﻘُﺺُ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽُ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ‏) ﺣﻴﺚ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ

ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺟﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﺇﻋﺠﺎﺯﻩ

ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺼﺮ .. ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺘﺄﻣﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ

ﺟﺪﺍً ....

ﻛﺎﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪ ﻗﺪﻳﻤﺎً ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ ﺗﺄﻛﻞ ﺃﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ،

ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺍﺏ ﻭﺑﻘﺎﻳﺎ ﻋﻈﺎﻡ ... ﻫﺬﺍ ﻛﻞ ﻣﺎ

ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺮ . ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻭﺟﺪﺕ ﺃﻥ

ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪﺍً ﻣﻤﺎ ﻧﺘﺼﻮﺭ، ﺣﻴﺚ ﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ

ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﻴﺖ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺟﺜﺚ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺑﻜﺘﺮﻳﺎ

ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺄﺟﺴﺎﺩ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺑﻜﺘﺮﻳﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﺗﻌﻤﻞ ﻓﻘﻂ

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﻮﺕ ﺍﻟﻤﻴﺖ ...

ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺸﻔﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﻮﻟﻮﺭﺍﺩﻭ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ

2015-12-10 ﻫﻮ ﺃﻥ ﻋﺪﺩﺍً ﻫﺎﺋﻼً ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻜﺘﺮﻳﺎ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ

ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺗﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺘﻐﺬﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺜﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻷﺭﺽ

ﺗﻤﺘﺺ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺸﺎﺩﺭ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺜﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ

ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ

ﻳﻜﺘﺸﻔﻮﺍ ﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﺠﺜﺚ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻗﻴﺎﺱ ﻧﺴﺒﺔ

ﺍﻟﻨﺘﺮﻭﺟﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﻤﻮﺿﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ .

ﻟﻘﺪ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺒﻜﺘﺮﻳﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻦ

ﻳﻮﻡ ﻵﺧﺮ ﺧﻼﻝ ﺗﻌﻔﻦ ﺍﻟﺠﺜﺚ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺗﺮﻛﻴﺐ

ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﺎﻟﺠﺜﺔ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﻤﻴﺖ

ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺟﺪﺍً ﺗﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﺟﺴﺪﻩ

ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺪﺭﺟﻴﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺘﻨﺎﻗﺺ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ

ﺍﻟﺠﺜﺔ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ .. ﻓﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺃﻛﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻬﺎﻡ ﺑﻞ

ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻨﻈﻤﺔ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺗﻔﺎﻋﻼﺕ ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺗﺘﻢ ﻛﻞ

ﻟﺤﻈﺔ ﻭﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺗﻮﻗﻒ .

ﻭﻫﻨﺎ ﻧﺪﺭﻙ ﻋﻈﻤﺔ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺒﺮ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ

ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻓﻨﺎﺀ ﺍﻟﺠﺜﺚ .. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏(ﻗَﺪْ ﻋَﻠِﻤْﻨَﺎ ﻣَﺎ ﺗَﻨْﻘُﺺُ

ﺍﻟْﺄَﺭْﺽُ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ﻭَﻋِﻨْﺪَﻧَﺎ ﻛِﺘَﺎﺏٌ ﺣَﻔِﻴﻆٌ ‏) ‏[ ﻕ : 4 ‏] . ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﺍﻵﻳﺔ

ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍً ﺩﻗﻴﻘﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ .

ﻭﺗﺄﻣﻠﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﻛﻠﻤﺔ ‏(ﺗَﻨْﻘُﺺُ ‏) ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺒﺮ ﺑﺪﻗﺔ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻴﺔ

ﺗﻨﺎﻗﺺ ﺟﺜﺚ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﻣﻊ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﻓﺎﻷﺭﺽ ‏( ﺗﺮﺑﺔ ﺍﻷﺭﺽ ‏)

ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻊ ﺟﺜﺔ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺣﻴﺚ ﺇﻥ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻜﺘﺮﻳﺎ

ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻭﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﺗﺴﻠﺴﻠﻴﺔ . ﻭﺗﻘﻮﻝ

ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﺔ Jessica Metcalf ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻦ

ﺗﺴﻠﺴﻞ ﺗﻨﺎﻭﺏ ﺍﻟﺠﺮﺍﺛﻴﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺜﺚ، ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪ

ﺯﻣﻦ ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺑﺪﻗﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ

ﺍﻟﺠﺮﺛﻮﻣﻲ ﻭﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺟﺮﺍﺛﻴﻢ .

ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﻮﻟﺮﺍﺩﻭ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ ﻋﺎﻡ 2014 ﻭﺍﻛﺘﺸﻔﺎ

ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﺴﺎﻋﺔ ﺍﻟﺠﺮﺛﻮﻣﻴﺔ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﻦ

ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ، ﻭﺫﻟﻚ ﻷﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺤﻠﻞ ﺍﻟﺠﺜﺔ

ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺟﺪﺍً ﻭﺗﺘﻐﻴﺮ ﻧﺴﺒﺔ ﻭﻧﻮﻋﻴﺔ ﺍﻟﺠﺮﺍﺛﻴﻢ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ﻣﻊ

ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ . ﺣﺘﻰ ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮﻥ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻧﻮﻉ

ﺍﻟﻐﺬﺍﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻐﺬﻯ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻗﺒﻞ ﻣﻮﺗﻪ !!

ﺇﻥ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﺠﺜﺔ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻳﻄﻠﻖ ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺒﻜﺘﺮﻳﺎ ﺍﻟﺘﻲ

ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺜﺔ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ

ﻧﻮﻉ ﺍﻟﺠﺮﺍﺛﻴﻢ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﻵﺧﺮ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺘﻐﻴﺮ ﺗﺮﻛﻴﺐ

ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﺎﻟﺠﺜﺔ، ﺇﺫﺍً ﻫﻨﺎﻙ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﺤﻜﻢ ﻟﻔﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ،

ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻪ ﺍﻷﺭﺽ .. ﻭﺗﺒﺰ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ : ﻛﻴﻒ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻥ

ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﻗﻴﺖ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﺃﻥ ﺗﻄﻠﻖ ﻧﻮﻋﺎً ﻣﺤﺪﺩﺍً ﻣﻦ

ﺍﻟﺒﻜﺘﺮﻳﺎ ﻟﺘﺘﻐﺬﻯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﺖ؟ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺨﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻜﺘﺮﻳﺎ

ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻞ ﻣﻨﻈﻢ ﻭﺗﺪﺭﻳﺠﻲ ﻭﻓﻖ ﻣﺮﺍﺣﻞ ﻣﺤﺪﺩﺓ

ﻻﺳﺘﻬﻼﻙ ﺍﻟﺠﺜﺔ .. ﺇﻧﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﻳﻌﻠﻢ

ﻣﺎ ﺗﻨﻘﺺ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ .. ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ !

ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ

ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﻃﺒﻲ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏(ﻗَﺪْ ﻋَﻠِﻤْﻨَﺎ ﻣَﺎ ﺗَﻨْﻘُﺺُ

ﺍﻟْﺄَﺭْﺽُ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ﻭَﻋِﻨْﺪَﻧَﺎ ﻛِﺘَﺎﺏٌ ﺣَﻔِﻴﻆٌ ‏) ﺃﻱ : ﻣﺎ ﺗﺄﻛﻞ ﻣﻦ

ﺃﺟﺴﺎﺩﻫﻢ ﻓﻼ ﻳﻀﻞّ ﻋﻨﺎ ﺷﻲﺀ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻌﺬﺭ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺍﻹﻋﺎﺩﺓ .

ﻭﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ﺃﻧﻪ ﻗﺎﻝ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ : ‏(ﻗَﺪْ

ﻋَﻠِﻤْﻨَﺎ ﻣَﺎ ﺗَﻨْﻘُﺺُ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽُ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ﻭَﻋِﻨْﺪَﻧَﺎ ﻛِﺘَﺎﺏٌ ﺣَﻔِﻴﻆٌ ‏) ﻳﻘﻮﻝ :

ﻣﺎ ﺃﻛﻠﺖ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻧﺤﻦ ﻋﺎﻟﻤﻮﻥ ﺑﻪ، ﻭﻫﻢ ﻋﻨﺪﻱ - ﻣﻊ

ﻋﻠﻤﻲ ﻓﻴﻬﻢ - ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺣﻔﻴﻆ . ﻭﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻋﻦ

ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ : ‏(ﻗَﺪْ ﻋَﻠِﻤْﻨَﺎ ﻣَﺎ ﺗَﻨْﻘُﺺُ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽُ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ‏)

ﺃﻱ : ﻣﺎ ﺗﺄﻛﻞ ﻣﻦ ﻟﺤﻮﻣﻬﻢ ﻭﺃﺑﺸﺎﺭﻫﻢ، ﻭﻋﻈﺎﻣﻬﻢ ﻭﺃﺷﻌﺎﺭﻫﻢ .

ﻭﻛﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﻣﺠﺎﻫﺪ ﻭﻗﺘﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻀﺤﺎﻙ، ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ .

ﻭﺟﻪ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﻜﺮﻳﻤﺔ

ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻣﺤﻤﺪﺍً ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻫﻮ ﻣﻦ

ﺃﻟّﻒ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ! ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻧﺴﺄﻟﻬﻢ : ﻣﺎ ﻫﻮ ﻫﺪﻑ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻦ

ﻗﻮﻝ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ؟ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺆﻛﺪ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺗﻨﻘﺺ

ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ؟ ﻭﻣﺎ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻳﺪﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﻧﺒﻲ ﻟﻘﻮﻝ

ﺫﻟﻚ؟ ﻭﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﺑﻬﻢ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ؟

ﻭﻧﺴﺄﻝ ﺃﻳﻀﺎً : ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ

ﺑﻜﻠﻤﺔ ‏(ﺗَﻨْﻘُﺺُ ‏) ﻭﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ

ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ !! ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻨْﻘُﺼُﻮﺍ ﺍﻟْﻤِﻜْﻴَﺎﻝَ ﻭَﺍﻟْﻤِﻴﺰَﺍﻥَ ‏)

‏[ ﻫﻮﺩ : 84 ‏] . ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺃﻳﻀﺎً : ‏(ﻭَﻣَﺎ ﻳُﻌَﻤَّﺮُ ﻣِﻦْ ﻣُﻌَﻤَّﺮٍ ﻭَﻟَﺎ ﻳُﻨْﻘَﺺُ

ﻣِﻦْ ﻋُﻤُﺮِﻩِ ﺇِﻟَّﺎ ﻓِﻲ ﻛِﺘَﺎﺏٍ ‏) ‏[ ﻓﺎﻃﺮ : 11 ‏] . ﻓﻜﻤﺎ ﻧﺮﻯ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ

ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﺣﺴﺎﺳﺔ ﻭﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻮﺯﻥ

ﻭﺣﺴﺎﺏ ﺍﻟﻌﻤﺮ .. ﻷﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﺗﺘﻢ ﻭﻓﻖ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ

ﺣﺴﺎﺑﻴﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺟﺪﺍً، ﻭﻟﻮﻻ ﺫﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻭﻓﺎﺓ

ﺍﻟﻤﻴﺖ ﺑﺎﻷﺭﻗﺎﻡ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﺴﺎﺏ ﻛﻤﻴﺔ ﻭﻧﻮﻉ ﺍﻟﺠﺮﺍﺛﻴﻢ ﻓﻲ

ﺍﻟﺠﺜﺔ ..

ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺔ

‏( ﺗﺄﻛﻞ ‏) ﺍﻟﺸﺎﺋﻌﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺘﻔﺎﺳﻴﺮ ﺃﻳﻀﺎً ﻛﻤﺎ ﺭﺃﻳﻨﺎ ..

ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ‏(ﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻣﺎ ﺗﺄﻛﻞ ﺍﻷﺭﺽ ﻣﻨﻬﻢ ‏) .. ﻟﻤﺎﺫﺍ

ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﺱ؟ ﻟﻴﺆﻛﺪ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ

ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻓﻨﺎﺀ ﺍﻟﻤﻮﺗﻰ ﺗﺘﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻈﻢ ﻭﻣﺤﺴﻮﺏ

ﻭﻭﻓﻖ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺭﻳﺎﺿﻴﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺗﻨﺎﺳﺒﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ ..

ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﺃﻟﺴﺘﻢ ﻣﻌﻲ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻫﻲ ﺷﺎﻫﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ

ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺃﻧﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻳﻌﺠﺰ ﺑﻠﻐﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ

ﻭﻓﺼﺤﺎﺀﻫﻢ ﻋﻦ ﺍﻹﺗﻴﺎﻥ ﺑﻤﺜﻠﻪ؟ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻟﻮ ﺍﺟﺘﻤﻌﻮﺍ ﻓﻠﻦ

ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻛﺘﺎﺏ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ؟ ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻘﻪ

ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺪﺭﻙ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻻ

ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺼﺪﺭ ﻣﻦ ﺑﺸﺮ .. ﺑﻞ ﻫﻮ ﻛﻼﻡ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ

ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ..

ــــــــــــ

ﺑﻘﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﻜﺤﻴﻞ