ﻫﻞ ﺗﺼﺪﻕ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺃﻥ ﺃﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺑﺎﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ
ﻋﻦ ﺭﺑﻊ ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻣﺎﺀ ﻭﻛﻮﻣﺔ ﺗﺮﺍﺏ .. ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ..
ﻟﻨﺘﺄﻣﻞ ....
ﻳﺆﻛﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺑﺄﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﺮﻛﺐ ﻣﻨﻬﺎ
ﺟﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻨﻪ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : (ﻭَﻣِﻦْ ﺁَﻳَﺎﺗِﻪِ ﺃَﻥْ ﺧَﻠَﻘَﻜُﻢْ ﻣِﻦْ ﺗُﺮَﺍﺏٍ ﺛُﻢَّ
ﺇِﺫَﺍ ﺃَﻧْﺘُﻢْ ﺑَﺸَﺮٌ ﺗَﻨْﺘَﺸِﺮُﻭﻥَ ) [ ﺍﻟﺮﻭﻡ : 20 ] ... ﻟﻘﺪ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ ﺣﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻓﻲ
ﺗﺮﻛﻴﺐ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺔ ﺗﺼﻞ ﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ 70 ﺑﺎﻟﻤﺌﺔ .
ﺗﺼﻮﺭ ﺃﻧﻚ ﻛﻨﺖ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺮﻯ ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺮﺩﺓ .. ﺇﻧﻬﺎ ﺻﻮﺭﺓ ﺑﺎﻟﻤﺠﻬﺮ
ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ ﻟﺠﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮﻩ 48 ﺳﺎﻋﺔ ﻓﻘﻂ !! ﻛﻴﻒ ﺳﺘﺘﺤﻮﻝ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺮﺍﺕ ( ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ ) ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺎﻓﻬﺔ ﺇﻟﻰ ﺇﻧﺴﺎﻥ
ﻛﺎﻣﻞ .. ﺇﻧﻬﺎ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺟﻨﻴﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ .. ﺇﻧﻪ ﺻﻐﻴﺮ ﺟﺪﺍً
ﻭﺃﺻﻐﺮ ﻣﻦ ﺣﺒﺔ ﺍﻟﻜﺮﺯ !! ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻪ ﺳﻤﻊ ﻭﺑﺼﺮ ﻭﻗﻠﺐ ﻭﺩﻣﺎﻍ
ﻭﺟﻬﺎﺯ ﻫﻀﻤﻲ ﻭﺟﻬﺎﺯ ﺗﻨﻔﺴﻲ ... ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﺻﻨﻌﻚ ﺃﻳﻬﺎ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ؟
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ : (ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻛﻞَّ ﺷﻲﺀ
ﺣﻲّ ) [ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ : 30 ] ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎً : (ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ ﻛﻞَّ ﺩﺍﺑَّﺔ ﻣﻦ
ﻣﺎﺀ ) [ ﺍﻟﻨﻮﺭ : 45 ] .
ﻭﻳﺆﻛﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻏﺮﺍﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ
ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ! ﻓﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﻨﻤﻮ ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ
ﻣﺌﺔ ﺃﻟﻒ ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺧﻠﻴﺔ، ﻛﻴﻒ ﺗﺤﺪﺙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺘﺤﻜﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ، ﻫﻞ ﻫﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، ﺃﻡ ﺧﺎﻟﻖ
ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ؟
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺟﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺘﺄﻟﻒ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ .
ﻳﺆﻛﺪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﻧﺎﺳﺎ ﺃﻥ ﺃﺭﺿﻨﺎ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﻜﻮﻧﻲ
.. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺷﻜﻞ ﺗﺮﺍﺏ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺎﺀ، ﻭﺫﻟﻚ ﻋﺒﺮ
ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ .. ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺧﻠﻖ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺮﺍﺏ
ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ .. ﻃﺒﻌﺎً ﻫﻢ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﺗﻤﺖ
ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﺩﻓﺔ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺧﺎﻟﻖ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ !
ﺇﺫﺍً ﺗﺆﻛﺪ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺘﺮﻛﺐ ﻓﻲ ﺟﻮﻫﺮﻩ
ﻣﻦ ﻣﺎﺀ ﻭﺗﺮﺍﺏ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺨﺘﻠﻂ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺏ
ﻳﺸﻜﻼﻥ ﺍﻟﻄﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﺃﺻﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻭَﻟَﻘَﺪْ ﺧَﻠَﻘْﻨَﺎ ﺍﻟْﺈِﻧْﺴَﺎﻥَ ﻣِﻦْ ﺳُﻠَﺎﻟَﺔٍ ﻣِﻦْ ﻃِﻴﻦٍ )
[ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ : 12 ] . ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻄﺎﺑﻖ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺑﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺒﻞ 14 ﻗﺮﻧﺎً .. ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ !
ــــــــــــ
ﺑﻘﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﻜﺤﻴﻞ