روائع الإعجاز العلمي 1

خميس, 04/06/2023 - 16:48

ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻋﺠﺰﺕ ﺑﻠﻐﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻓﺼﺤﺎﺀﻫﻢ ... ﻭﻫﺎ ﻫﻲ

ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ ﻟﺘﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﻨﺰﻝ

ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﻠﻪ، ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺒﺸﺮ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻤﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻐﺔ

ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ ....

ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺃﻥ ﻋﺼﺮ ﺍﻹﻋﺠﺎﺯ ﺍﻟﺒﻼﻏﻲ

ﻗﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ، ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻈﻬﺮ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﺑﻼﻏﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻷﻥ

ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻫﻮ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ .. ﻓﻼﺑﺪ ﺃﻥ

ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻟﺘﺘﺤﺪﻯ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺑﻤﺎ ﺑﺮﻋﻮﺍ

ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﻓﻠﻚ ﻭﻃﺐ ﻭﻧﻔﺲ ﻭﻫﻨﺪﺳﺔ ...

ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺮﻯ ﻓﻴﻪ ﺑﺤﺮﺍً ﺯﺍﺧﺮﺍً

ﺑﺎﻟﻌﺠﺎﺋﺐ ﺍﻟﺒﻼﻏﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺇﻋﺠﺎﺯﻩ ﻭﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺓ

ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻮﺍ ﺑﻤﺜﻠﻪ . ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﻌﻴﺶ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﻩ

ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﻣﻊ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﻭﻛﻴﻒ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ

ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻣﻤﺎ ﻛﺸﻔﻪ ﻋﻠﻤﺎﺅﻧﺎ ﻗﺪﻳﻤﺎً ﻭﺣﺪﻳﺜﺎً .. ﻭﻗﺪ

ﻗﻤﺖُ ﺑﺘﺒﺴﻴﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ

ﻭﺍﻟﻌﻘﻮﻝ .

ﺯﻭﺟﺔ ﻭﺍﻣﺮﺃﺓ

ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﺎﻃﺒﻪ ﺭﺑﻪ ﻣﺒﺸﺮﺍً ﺇﻳﺎﻩ ﺑﺎﻟﻮﻟﺪ

ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺔ ‏(ﺍﻣﺮﺃﺓ ‏) ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺯﻛﺮﻳﺎ ﻋﻠﻴﻪ

ﺍﻟﺴﻼﻡ : ‏( ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺏِّ ﺃَﻧَّﻰ ﻳَﻜُﻮﻥُ ﻟِﻲ ﻏُﻠَﺎﻡٌ ﻭَﻛَﺎﻧَﺖِ ﺍﻣْﺮَﺃَﺗِﻲ

ﻋَﺎﻗِﺮًﺍ ‏) ‏[ ﻣﺮﻳﻢ : 8 ‏] . ﻓﺎﻟﻤﺮﺃﺓ ﻫﻨﺎ ﻻ ﺗﻨﺠﺐ، ﻭﻟﻜﻦ ﻭﺑﻌﺪﻣﺎ ﺭﺯﻕ

ﺑﺴﻴﺪﻧﺎ ﻳﺤﻴﻰ ... ﻫﻞ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﺍﻣﺮﺃﺓ ‏) ﺃﻡ ﻛﻠﻤﺔ

ﺃﺧﺮﻯ؟

ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏(ﻓَﺎﺳْﺘَﺠَﺒْﻨَﺎ ﻟَﻪُ ﻭَﻭَﻫَﺒْﻨَﺎ ﻟَﻪُ ﻳَﺤْﻴَﻰ ﻭَﺃَﺻْﻠَﺤْﻨَﺎ ﻟَﻪُ

ﺯَﻭْﺟَﻪُ ‏) ‏[ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ 90: ‏] ، ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻭﺑﻌﺪﻣﺎ ﺭﺯﻕ ﺑﺎﻟﻮﻟﺪ

ﻭﺣﻘﻖ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻭﻏﺎﻳﺘﻪ .. ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻠﻤﺔ

‏( ﺯَﻭْﺟَﻪُ ‏) ﻷﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻷﺳﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻜﺎﺛﺮ ﻭﺍﻷﻭﻻﺩ ... ﻫﺬﻩ

ﺍﻟﺪﻗﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺎﻟﻤﺼﺎﺩﻓﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ

ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ .. ﺑﻞ ﻫﻲ ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﻕ ﻫﺬﺍ

ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ .

ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻴﻲ ﻭﻳﻤﻴﺖ

ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ : ‏(ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺧَﻠَﻘَﻨِﻲ ﻓَﻬُﻮَ

ﻳَﻬْﺪِﻳﻦِ * ﻭَﺍﻟَّﺬِﻱ ﻫُﻮَ ﻳُﻄْﻌِﻤُﻨِﻲ ﻭَﻳَﺴْﻘِﻴﻦِ * ﻭَﺇِﺫَﺍ ﻣَﺮِﺿْﺖُ ﻓَﻬُﻮَ

ﻳَﺸْﻔِﻴﻦِ * ﻭَﺍﻟَّﺬِﻱ ﻳُﻤِﻴﺘُﻨِﻲ ﺛُﻢَّ ﻳُﺤْﻴِﻴﻦِ ‏) ‏[ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ : 81-78 ‏] .

ﺍﺳﺘﻌﻤﻞ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﻫﻮ ‏) ﻣﻊ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ ‏( ﻓَﻬُﻮَ ﻳَﻬْﺪِﻳﻦِ ‏) ﻭﺍﻟﻄﻌﺎﻡ

ﻭﺍﻟﺸﺮﺍﺏ ‏( ﻫُﻮَ ﻳُﻄْﻌِﻤُﻨِﻲ ‏) ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﻫﻮ ‏) ﻣﻊ

ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ‏( ﻓَﻬُﻮَ ﻳَﺸْﻔِﻴﻦِ ‏) ، ﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﻄﻌﻢ

ﻭﻳﺴﻘﻲ ﻭﻳﺸﻔﻲ ﻭﻳﻬﺪﻱ .. ﻷﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻗﺪ ﻳﻨﻜﺮ ﺫﻟﻚ ﻭﻳﻌﺘﻘﺪ

ﺃﻥ ﺍﻟﻄﺒﻴﺐ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻔﻲ ﻓﺎﺳﺘﻌﻤﻞ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﻫﻮ ‏) ﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ

ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻔﻲ .

ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ

ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﻫﻮ ‏) ﻭﻗﺎﻝ ‏( ﻭَﺍﻟَّﺬِﻱ ﻳُﻤِﻴﺘُﻨِﻲ ﺛُﻢَّ ﻳُﺤْﻴِﻴﻦِ ‏) ﺗﺄﻣﻠﻮﺍ ﺍﻵﻳﺔ

ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ‏( ﻫﻮ ‏) ، ﻟﻤﺎﺫﺍ؟ ﻷﻧﻪ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺘﺄﻛﻴﺪ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ

ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻴﻲ ﺃﻭ ﻳﻤﻴﺖ .. ﻓﻼ ﺃﺣﺪ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻳﺪﻋﻲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ

ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺣﻴﺎﺀ ﺃﻭ ﺍﻹﻣﺎﺗﺔ .. ﺑﻞ ﺍﻟﻜﻞ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻤﻮﺕ

ﺑﻴﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ .

ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﻦ ﺗﺄﻟﻴﻒ ﺑﺸﺮ ﻟﺘﺎﺑﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺇﻟﻰ

ﺁﺧﺮﻩ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﻫﻮ ‏) ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ .. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻋﻨﺪ

ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﻫﻮ ‏) ﻷﻥ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺃﻥ

ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺤﻴﻲ ..

ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ ﻭﻳﻌﻠﻤﻮﻥ

ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﻭَﺇِﺫَﺍ ﻗِﻴﻞَ ﻟَﻬُﻢُ ﺍﺗَّﺒِﻌُﻮﺍ ﻣَﺎ ﺃَﻧْﺰَﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺑَﻞْ

ﻧَﺘَّﺒِﻊُ ﻣَﺎ ﺃَﻟْﻔَﻴْﻨَﺎ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺁَﺑَﺎﺀَﻧَﺎ ﺃَﻭَﻟَﻮْ ﻛَﺎﻥَ ﺁَﺑَﺎﺅُﻫُﻢْ ﻟَﺎ ﻳَﻌْﻘِﻠُﻮﻥَ ﺷَﻴْﺌًﺎ

ﻭَﻟَﺎ ﻳَﻬْﺘَﺪُﻭﻥَ ‏) ‏[ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 170 ‏] . ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﺈﻥ ﺍﻻﺗﺒﺎﻉ

ﻳﺤﺘﺎﺝ ﻟﻌﻘﻞ ﻓﻘﻂ ﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ‏( ﻳﻌﻘﻠﻮﻥ ‏) .

ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺁﻳﺔ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﻗﺎﻝ : ‏( ﻭَﺇِﺫَﺍ ﻗِﻴﻞَ ﻟَﻬُﻢْ ﺗَﻌَﺎﻟَﻮْﺍ ﺇِﻟَﻰ ﻣَﺎ

ﺃَﻧْﺰَﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﺮَّﺳُﻮﻝِ ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺣَﺴْﺒُﻨَﺎ ﻣَﺎ ﻭَﺟَﺪْﻧَﺎ ﻋَﻠَﻴْﻪِ ﺁَﺑَﺎﺀَﻧَﺎ

ﺃَﻭَﻟَﻮْ ﻛَﺎﻥَ ﺁَﺑَﺎﺅُﻫُﻢْ ﻟَﺎ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ ﺷَﻴْﺌًﺎ ﻭَﻟَﺎ ﻳَﻬْﺘَﺪُﻭﻥَ ‏) ‏[ ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ :

104 ‏] . ﻫﻨﺎ ﺍﻵﻳﺔ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ

ﻭﺗﻌﺎﻟﻴﻤﻪ، ﻓﻬﻮ ﻳﺪﻋﻮﻫﻢ ﻟﻤﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺳﻮﻝ ﻣﻦ

ﺃﺣﻜﺎﻡ ﻭﺷﺮﺍﺋﻊ ﻭﺳﻨﻦ ﻭﺣﻼﻝ ﻭﺣﺮﺍﻡ ... ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻫﻨﺎ

ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻌﻠﻢ ﻭﺗﺪﺑﺮ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ‏( ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ‏) ... ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ !

ﻭﺍﻭ ﺍﻟﺰﻣﺮ

ﺁﻳﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺰﻣﺮ ﻣﺘﺸﺎﺑﻬﺘﺎﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻔﺎﺭﻕ ﻭﺍﻭ ﺍﻟﺤﺎﻝ .

ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺼﻮﺭ ﻟﻨﺎ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﺯُﻣﺮﺍً

ﺃﻱ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ، ﻓﻴﻘﻮﻝ : ‏(ﻭَﺳِﻴﻖَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﺇِﻟَﻰ ﺟَﻬَﻨَّﻢَ

ﺯُﻣَﺮًﺍ ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺟَﺎﺀُﻭﻫَﺎ ﻓُﺘِﺤَﺖْ ﺃَﺑْﻮَﺍﺑُﻬَﺎ ‏) ‏[ﺍﻟﺰﻣﺮ : 71 ‏] . ﻫﻨﺎ

ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﻓُﺘِﺤَﺖْ ‏) ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﺎﺟﺊ ..

ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻧﺒﺄ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﺣﺎﻝ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻠﻮﻫﺎ

ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ .. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏(ﻭَﺳِﻴﻖَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺍﺗَّﻘَﻮْﺍ ﺭَﺑَّﻬُﻢْ ﺇِﻟَﻰ

ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔِ ﺯُﻣَﺮًﺍ ﺣَﺘَّﻰ ﺇِﺫَﺍ ﺟَﺎﺀُﻭﻫَﺎ ﻭَ ﻓُﺘِﺤَﺖْ ﺃَﺑْﻮَﺍﺑُﻬَﺎ ‏) ‏[ﺍﻟﺰﻣﺮ : 73 ‏]

. ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﻭَ ﻓُﺘِﺤَﺖْ ‏) ﻣﻊ ﻭﺍﻭ ﺍﻟﺤﺎﻝ

ﻟﺘﻮﺣﻲ ﻟﻠﻘﺎﺭﺉ ﻭﻛﺄﻥ ﺣﺎﻝ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺑﺸﻜﻞ

ﺩﺍﺋﻢ .. ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺴﺮ؟

ﺇﻥ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻣﺆﺻﺪﺓ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﻱ ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :

‏( ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻧﺎﺭ ﻣﺆﺻﺪﺓ ‏) ﻓﻬﻲ ﺗﻔﺘﺢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻔﺎﺟﺊ ﻟﺪﺧﻮﻝ

ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺛﻢ ﺗﻐﻠﻖ، ﻟﺬﻟﻚ ﻻ ﺩﺍﻋﻲ ﻟﺬﻛﺮ ﺍﻟﻮﺍﻭ !

ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻓﻬﻲ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺩﺍﺋﻢ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :

‏(ﻣﻔﺘﺤﺔ ﻟﻬﻢ ﺍﻷﺑﻮﺍﺏ ‏) ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺗﻄﻠﺒﺖ ﻭﺍﻭ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻟﺘﺼﻒ ﻟﻨﺎ

ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺃﺑﻮﺍﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﺘﺤﺔ، ﺗﺄﻣﻠﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﻋﻠﻰ

ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺤﺮﻑ .. ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ !

ﻭﻟﻢ ﻳﺠﻌﻞ ﻟﻪ ﻋﻮﺟﺎً

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻗﺎﻝ :

‏( ﻭَﻳَﺴْﺄَﻟُﻮﻧَﻚَ ﻋَﻦِ ﺍﻟْﺠِﺒَﺎﻝِ ﻓَﻘُﻞْ ﻳَﻨْﺴِﻔُﻬَﺎ ﺭَﺑِّﻲ ﻧَﺴْﻔًﺎ ‏( 105 ‏)

ﻓَﻴَﺬَﺭُﻫَﺎ ﻗَﺎﻋًﺎ ﺻَﻔْﺼَﻔًﺎ ‏( 106 ‏) ﻟَﺎ ﺗَﺮَﻯ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻋِﻮَﺟًﺎ ﻭَﻟَﺎ ﺃَﻣْﺘًﺎ ‏)

‏[ ﻃﻪ : 107-105 ‏] . ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻫﻨﺎ ‏( ﻟَﺎ ﺗَﺮَﻯ ﻓِﻴﻬَﺎ ﻋِﻮَﺟًﺎ ‏) ﻭﻫﺬﺍ

ﺃﻣﺮ ﻣﻨﻄﻘﻲ، ﻓﺒﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺪﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻭﻳﺠﻌﻠﻬﺎ

ﻣﺴﺘﻮﻳﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺮﻯ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻱ ﻋﻮﺝ ﺃﻭ ﺍﺭﺗﻔﺎﻋﺎﺕ ﺃﻭ

ﻭﺩﻳﺎﻥ ...

ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺗﻐﻴﺮﺕ ﺍﻟﺼﻴﻐﺔ

ﻟﻴﻘﻮﻝ : ‏( ﺍﻟْﺤَﻤْﺪُ ﻟِﻠَّﻪِ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﺃَﻧْﺰَﻝَ ﻋَﻠَﻰ ﻋَﺒْﺪِﻩِ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏَ ﻭَﻟَﻢْ ﻳَﺠْﻌَﻞْ

ﻟَﻪُ ﻋِﻮَﺟًﺎ ‏) ‏[ ﺍﻟﻜﻬﻒ : 1 ‏] ، ﻭﻫﻨﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ

‏( ﻓﻴﻪ ﻋﻮﺟﺎً ‏) ﺑﻞ ﻗﺎﻝ : ‏( ﻟﻪ ﻋﻮﺟﺎً ‏) ﻟﻴﺪﻟﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ

ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻴﻪ ﻋﻮﺝ ﺑﺬﺍﺗﻪ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻻ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﺇﻟﻴﻪ

ﺍﻟﻌﻮﺝ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺟﻪ ‏( ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﻒ ‏) . ﻓﻬﻮ ﺳﻠﻴﻢ ﻣﻦ

ﺍﻟﻌﻮﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺤﺪﺙ ﻟﻪ

ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻮﺝ ﺑﺘﺤﺮﻳﻒ ﺃﻭ ﺗﺒﺪﻳﻞ ﺃﻭ ﺗﻐﻴﻴﺮ .. ﻓﺎﺳﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺔ

‏(ﻟﻪ ‏) ﻭﻫﻲ ﺃﻗﻮﻯ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﻓﻴﻪ ‏) .. ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ !

ﻻ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ .. ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﺃﺧﺒﺮ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻣﻔﺴﺪﻭﻥ ﻓﻲ

ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ، ﻷﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﺴﺮﻕ ﻭﻳﻘﺘﻞ

ﻭﻳﺰﻧﻲ ﻭﻳﻈﻠﻢ ... ﻭﻳﻔﻌﻞ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻻ

ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻠﻤﺔ ‏(ﻻ

ﻳﺸﻌﺮﻭﻥ ‏) .. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏(ﺃَﻟَﺎ ﺇِﻧَّﻬُﻢْ ﻫُﻢُ ﺍﻟْﻤُﻔْﺴِﺪُﻭﻥَ ﻭَﻟَﻜِﻦْ ﻟَﺎ

ﻳَﺸْﻌُﺮُﻭﻥَ ‏) ‏[ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 12 ‏] . ﻓﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺴﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ

ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺍﺏ ﻭﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ ﻓﺎﺩﺡ .

ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻧﺒﺄ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﻭﺃﻧﻬﻢ ﺳﻔﻬﺎﺀ ﺟﻬﺎﻝ ..

ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺔ ‏(ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ‏) ﻷﻥ ﺍﻟﺴﻔﺎﻫﺔ ﻫﻲ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺃﻧﻮﺍﻉ

ﺍﻟﺠﻬﻞ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻫﺬﺍ ﻳﻨﺎﺳﺒﻪ ﻛﻠﻤﺔ ‏(ﻻ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ‏) .. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ

ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏(ﺃَﻟَﺎ ﺇِﻧَّﻬُﻢْ ﻫُﻢُ ﺍﻟﺴُّﻔَﻬَﺎﺀُ ﻭَﻟَﻜِﻦْ ﻟَﺎ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ ‏) ‏[ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 13 ‏]

، ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺴﻔﻴﻪ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﺩﺓ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻭﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻪ

ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ، ﻭﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻻ ﻳﻌﺘﺮﻑ

ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻔﻴﻪ ﺃﻭ ﺟﺎﻫﻞ، ﺑﻞ ﻳﺪﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ

ﺟﺎﺀﺕ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ‏) ﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻝ .. ﻓﺴﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ !

ﺳﺎﺣﺮ ﻭﺳﺤﺎﺭ

ﻓﻲ ﻗﺼﺔ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﻣﻮﺳﻰ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺑﻼﻏﻴﺔ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻓﻲ

ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻷﻟﻔﺎﻅ . ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺃﻟﻘﻰ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﺼﺎﻩ ﻓﺘﺤﻮﻟﺖ ﺇﻟﻰ

ﺛﻌﺒﺎﻥ، ﻭﺃﺧﺮﺝ ﻳﺪﻩ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ﺗﺸﻊ ﻧﻮﺭﺍً، ﻛﻴﻒ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ

ﺭﺩ ﻓﻌﻞ ﺣﺎﺷﻴﺔ ﻓﺮﻋﻮﻥ؟ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﻗَﺎﻝَ ﺍﻟْﻤَﻠَﺄُ ﻣِﻦْ ﻗَﻮْﻡِ

ﻓِﺮْﻋَﻮْﻥَ ﺇِﻥَّ ﻫَﺬَﺍ ﻟَﺴَﺎﺣِﺮٌ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ‏( 109 ‏) ﻳُﺮِﻳﺪُ ﺃَﻥْ ﻳُﺨْﺮِﺟَﻜُﻢْ ﻣِﻦْ

ﺃَﺭْﺿِﻜُﻢْ ﻓَﻤَﺎﺫَﺍ ﺗَﺄْﻣُﺮُﻭﻥَ ‏( 110 ‏) ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﺃَﺭْﺟِﻪْ ﻭَﺃَﺧَﺎﻩُ ﻭَﺃَﺭْﺳِﻞْ ﻓِﻲ

ﺍﻟْﻤَﺪَﺍﺋِﻦِ ﺣَﺎﺷِﺮِﻳﻦَ ‏( 111 ‏) ﻳَﺄْﺗُﻮﻙَ ﺑِﻜُﻞِّ ﺳَﺎﺣِﺮٍ ﻋَﻠِﻴﻢٍ ‏)

‏[ ﺍﻷﻋﺮﺍﻑ : 112-109 ‏] . ﻻﺣﻈﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ

ﺍﻟﻤﻸ ﺃﻱ ﺣﺎﺷﻴﺔ ﻓﺮﻋﻮﻥ، ‏( ﻗَﺎﻝَ ﺍﻟْﻤَﻠَﺄُ ﻣِﻦْ ﻗَﻮْﻡِ ﻓِﺮْﻋَﻮْﻥَ ﺇِﻥَّ

ﻫَﺬَﺍ ﻟَﺴَﺎﺣِﺮٌ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ‏) .

ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﺧﺮ ﻛﺎﻥ ﺭﺩ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﺨﺘﻠﻔﺎً، ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :

‏( ﻗَﺎﻝَ ﻟِﻠْﻤَﻠَﺈِ ﺣَﻮْﻟَﻪُ ﺇِﻥَّ ﻫَﺬَﺍ ﻟَﺴَﺎﺣِﺮٌ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ‏( 34 ‏) ﻳُﺮِﻳﺪُ ﺃَﻥْ

ﻳُﺨْﺮِﺟَﻜُﻢْ ﻣِﻦْ ﺃَﺭْﺿِﻜُﻢْ ﺑِﺴِﺤْﺮِﻩِ ﻓَﻤَﺎﺫَﺍ ﺗَﺄْﻣُﺮُﻭﻥَ ‏( 35 ‏) ﻗَﺎﻟُﻮﺍ

ﺃَﺭْﺟِﻪْ ﻭَﺃَﺧَﺎﻩُ ﻭَﺍﺑْﻌَﺚْ ﻓِﻲ ﺍﻟْﻤَﺪَﺍﺋِﻦِ ﺣَﺎﺷِﺮِﻳﻦَ ‏( 36 ‏) ﻳَﺄْﺗُﻮﻙَ ﺑِﻜُﻞِّ

ﺳَﺤَّﺎﺭٍ ﻋَﻠِﻴﻢٍ ‏) ‏[ ﺍﻟﺸﻌﺮﺍﺀ : 37-34 ‏] . ﻫﻨﺎ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﻫﻮ ﻓﺮﻋﻮﻥ

‏( ﻗَﺎﻝَ ﻟِﻠْﻤَﻠَﺈِ ﺣَﻮْﻟَﻪُ ﺇِﻥَّ ﻫَﺬَﺍ ﻟَﺴَﺎﺣِﺮٌ ﻋَﻠِﻴﻢٌ ‏) ، ﻓﻬﻮ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ

ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻫﻮ ﺳﺎﺣﺮ .. ﻓﺄﺧﺒﺮﻭﻩ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺳﻴﺤﻀﺮﻭﺍ

ﻟﻪ ﻛﻞ ﺳﺤﺎﺭ، ﻭﻛﻠﻤﺔ ‏( ﺳَﺤَّﺎﺭٍ ‏) ﺿﻴﻐﺔ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﺃﻱ ﻣﺘﻤﺮﺱ

ﻭﺧﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺤﺮ .

ﺃﻱ ﺃﻥ ﺣﺎﺷﻴﺔ ﻓﺮﻋﻮﻥ ‏( ﺍﻟﻤﻸ ‏) ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﺧﺒﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻬﻢ ﺃﻥ

ﻣﻮﺳﻰ ﻫﻮ ﺳﺎﺣﺮ ﻋﻠﻴﻢ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﻮﻥ ﺑﻬﻢ ﺳﻮﻑ ﻧﺤﻀﺮ

ﻟﻜﻢ ﻛﻞ ﺳﺎﺣﺮ ﻋﻠﻴﻢ .

ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻃﻠﺐ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻣﻦ ﺣﺎﺷﻴﺘﻪ ‏( ﺍﻟﻤﻸ ‏) ﺍﻟﻤﺸﻮﺭﺓ

ﻗﺎﻝ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻴﻦ ﺇﻧﻬﻢ ﺳﻮﻑ ﻳﺄﺗﻮﻩ ﺑﻜﻞ ‏( ﺳﺤﺎﺭ ﻋﻠﻴﻢ ‏) ،

ﻛﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺇﺭﺿﺎﺀ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻔﺎﻕ ﻭﺍﻟﻔﺴﻖ . ﻓﺈﺫﺍ

ﻛﺎﻥ ﻣﻮﺳﻰ ﺳﺎﺣﺮﺍً ﻓﺴﻮﻑ ﻧﺤﻀﺮ ﻟﻪ ﻛﻞ ﺳﺤﺎﺭ ﻋﻠﻴﻢ، ﺃﻱ

ﺳﻨﺤﻀﺮ ﻣﻦ ﻳﻔﻮﻗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺤﺮ .

ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﻭَﺃَﺭْﺳِﻞْ ‏) ﻭﻫﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﻌﻨﻲ

ﺇﺭﺳﺎﻝ ﺧﺒﺮ ﻟﻬﺆﻻﺀ ﺍﻟﺴﺤﺮﺓ ﻟﻴﺤﻀﺮﻭﺍ، ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺺ

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﺳﺘﺨﺪﻡ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﻭَﺍﺑْﻌَﺚْ ‏) ، ﻭﻫﺬﻩ ﻛﻠﻤﺔ ﺃﻗﻮﻯ ﻣﻦ

‏( ﺃﺭﺳﻞ ‏) ﺃﻱ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻫﻨﺎ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﺛﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ

ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻭﺟﻮﺩ ﻛﻞ ﺳﺤﺎﺭ ﻋﻠﻴﻢ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎﺀﺕ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﺳﺤﺎﺭ ‏)

ﻟﺘﻨﺎﺳﺐ ﻛﻠﻤﺔ ‏( ﺍﺑﻌﺚ ‏) .

ﻓﺘﺄﻣﻠﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻗﺔ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺍﻟﻔﺎﺋﻘﺔ ... ﻓﻔﻲ ﻛﻞ ﺣﺮﻑ

ﻭﻓﻲ ﻛﻞ ﻛﻠﻤﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﺑﺸﻜﻞ ﺭﺍﺋﻊ ﺗﺄﺗﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ

ﻟﺘﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺑﺸﺮ،

ﻭﻫﻮ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ : ‏( ﻗُﻞْ ﺃَﻧْﺰَﻟَﻪُ ﺍﻟَّﺬِﻱ ﻳَﻌْﻠَﻢُ ﺍﻟﺴِّﺮَّ ﻓِﻲ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ

ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﺇِﻧَّﻪُ ﻛَﺎﻥَ ﻏَﻔُﻮﺭًﺍ ﺭَﺣِﻴﻤًﺎ ‏) ‏[ ﺍﻟﻔﺮﻗﺎﻥ : 6 ‏] .

ــــــــــــ

ﺑﻘﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﻜﺤﻴﻞ