عذاب القبر حقيقة واقعة

جمعة, 04/14/2023 - 17:41

ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﻋﻠﻤﻲ ﻳﺆﻛﺪ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺑﻞ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ

ﻳُﻌﺬﺏ ﻣﻨﺬ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ .. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻌﻴﻢ

ﻭﻓﺮﺡ ﻭﺳﺮﻭﺭ ﻣﻨﺬ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪﻩ ....

ﺃﻧﻜﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺑﺤﺠﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻢ

ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻪ ! ﻭﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻱ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻣﻬﻤﺎ ﺑﻠﻎ ﻣﻦ

ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻷﻥ ﺣﺪﻭﺩ

ﻣﻌﺮﻓﺘﻨﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍً ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ

ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﻬﺪ

ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﺁﻳﺔ ﻣﻦ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﺃﻥ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺳﺘﻜﻮﻥ

ﻣﺴﺘﻤﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ .

ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﺳَﻨُﺮِﻳﻬِﻢْ ﺁﻳَﺎﺗِﻨَﺎ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺂﻓَﺎﻕِ ﻭَ ﻓِﻲ ﺃَﻧْﻔُﺴِﻬِﻢْ ﺣَﺘَّﻰ

ﻳَﺘَﺒَﻴَّﻦَ ﻟَﻬُﻢْ ﺃَﻧَّﻪُ ﺍﻟْﺤَﻖُّ ﺃَﻭَﻟَﻢْ ﻳَﻜْﻒِ ﺑِﺮَﺑِّﻚَ ﺃَﻧَّﻪُ ﻋَﻠَﻰ ﻛُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ

ﺷَﻬِﻴﺪٌ ‏) ‏[ﻓﺼﻠﺖ : 53 ‏] ... ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺤﻮﻱ

ﺁﻳﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﻌﺠﺰﺍﺕ ﺳﻮﻑ ﺗﻨﻜﺸﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﻭﺭ ﺍﻟﺰﻣﻦ، ﻭﺣﺘﻰ

ﻳﺘﺒﻴﻦ ﻟﻜﻞ ﻣﺸﻜﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ .

ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﻭَ ﻧَﺰَّﻟْﻨَﺎ ﻋَﻠَﻴْﻚَ ﺍﻟْﻜِﺘَﺎﺏَ ﺗِﺒْﻴَﺎﻧًﺎ ﻟِﻜُﻞِّ ﺷَﻲْﺀٍ ﻭَ

ﻫُﺪًﻯ ﻭَ ﺭَﺣْﻤَﺔً ﻭَ ﺑُﺸْﺮَﻯ ﻟِﻠْﻤُﺴْﻠِﻤِﻴﻦَ ‏) ‏[ ﺍﻟﻨﺤﻞ : 89 ‏] . ﻓﺎﻟﻘﺮﺁﻥ

ﻓﻴﻪ ﺗﺒﻴﺎﻥ ﻟﻜﻞ ﺷﻲﺀ، ﻭﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﺠﺪ ﻓﻴﻪ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﻋﺬﺍﺏ

ﺃﻭ ﻧﻌﻴﻢ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ .. ﻭﻃﻴﻠﺔ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺒﺮﺯﺥ : ‏(ﺣَﺘَّﻰ

ﺇِﺫَﺍ ﺟَﺎﺀَ ﺃَﺣَﺪَﻫُﻢُ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕُ ﻗَﺎﻝَ ﺭَﺏِّ ﺍﺭْﺟِﻌُﻮﻥِ * ﻟَﻌَﻠِّﻲ ﺃَﻋْﻤَﻞُ

ﺻَﺎﻟِﺤًﺎ ﻓِﻴﻤَﺎ ﺗَﺮَﻛْﺖُ ﻛَﻠَّﺎ ﺇِﻧَّﻬَﺎ ﻛَﻠِﻤَﺔٌ ﻫُﻮَ ﻗَﺎﺋِﻠُﻬَﺎ ﻭَ ﻣِﻦْ ﻭَﺭَﺍﺋِﻬِﻢْ

ﺑَﺮْﺯَﺥٌ ﺇِﻟَﻰ ﻳَﻮْﻡِ ﻳُﺒْﻌَﺜُﻮﻥَ ‏) ‏[ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ : 100-99 ‏] .

ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ، ﻭﻟﻜﻦ

ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺃﻥ ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻟﻠﻘﺮﺁﻥ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﺟﺪﺍً ! ﻭﻟﺬﻟﻚ ﺩﻋﻮﻧﺎ

ﺃﻭﻻً ﻧﺤﻠﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻋﻠﻤﻴﺎً ﻭﻣﻨﻄﻘﻴﺎً ﻭﻣﺎﺫﺍ ﻧﺘﻮﻗﻊ ﺃﻥ

ﻳﺤﺪﺙ ﺣﺴﺐ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺍﻹﻟﻬﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ

ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺤﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﺭﺣﻠﺔ ﺷﺎﻗﺔ ﻣﻦ

ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻣﻨﺬ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ..

ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﻣﺼﻴﺮ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ

ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻤﻮﺕ ﻳﻮﺿﻊ ﺟﺴﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻭﻟﻜﻦ

ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺫﺍﻗﺖ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻏﺎﺩﺭﺕ ﺍﻟﺠﺴﺪ . ﻟﺬﻟﻚ ﻭﺑﻌﺪ

ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻳﺘﺤﻠﻞ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﺒﻜﺘﺮﻳﺎ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ

ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﻳﺪﺍﻥ .... ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﺗﺄﺗﻲ

ﻟﺘﻠﺘﻬﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺟﺒﺔ ﺍﻟﺸﻬﻴﺔ ‏( ﺍﻟﻤﻴﺖ ‏) . ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﺘﺒﺪﺃ

ﺭﺣﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﻟﻌﺬﺍﺏ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ...

ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻔﺮﺿﻪ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ .. ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻻ ﺗﺘﺤﻠﻞ

ﻭﻻ ﺗﺄﻛﻠﻬﺎ ﺍﻟﺒﻜﺘﺮﻳﺎ ﻣﺜﻼً !! ﺑﻞ ﺗﺬﻭﻕ ﺳﻜﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻮﺕ .. ﻭﺑﻌﺪ

ﺫﻟﻚ ﺗﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻧﻌﻴﻢ ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ، ﺃﻭ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ

ﻋﺬﺍﺏ ﻭﺷﻘﺎﺀ ...

ﻓﺎﻟﻌﺬﺍﺏ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﺠﺴﺪ .. ﻷﻥ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻳﻔﻘﺪ ﺃﻱ

ﺇﺣﺴﺎﺱ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻐﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﺮﻭﺡ .. ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﺘﺤﻮﻝ

ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺍﺏ . ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻔﺴﺎً ﺧﺒﻴﺜﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺑﻼ

ﺷﻚ ﺳﺘﻌﺬﺏ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻓﻘﻂ، ﺑﻞ ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺣﻀﻮﺭ

ﻣﻼﺋﻜﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻟﻘﺒﺾ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗُﻌﺬﺏ

ﺑﻞ ﻭﺗﺬﻭﻕ ﺃﻟﻮﺍﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻭﻳﺴﺘﻤﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺣﺘﻰ ﻋﻮﺩﺓ

ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺇﻟﻰ ﺟﺴﺪ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻓﻴﻘﻮﻡ ﺍﻟﺠﺴﺪ، ﻭﻳﺪﺭﻙ ﻫﺬﺍ

ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺮّ ﺑﻪ ﻫﻮ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ..

ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻤﺰﺩﻭﺝ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪ

ﺃﻣﺎ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻓﺘﺒﺪﺃ ﺭﺣﻠﺔ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻌﺎً ﻣﻨﺬ

ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﺒﻌﺚ ﻭﺣﺘﻰ ﺩﺧﻮﻝ ﺟﻬﻨﻢ ﻟﻴﺠﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﺎﻟﺪﺍً ﻓﻴﻬﺎ ..

ﺇﻻ ﻣﺎ ﺭﺣﻢ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﺤﻦ ﺃﻣﺎﻡ ﻧﻮﻋﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ :

ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻘﻂ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ‏( ﺍﻟﻤﻮﺕ : ﻭﻫﻮ ﻓﺘﺮﺓ ﻓﺎﺻﻠﺔ

ﺃﻭ ﺍﻧﺘﻘﺎﻟﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻟﺒﺮﺯﺥ ‏) ، ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ

ﻳﺒﺪﺃ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﻌﺚ .

ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺃﻭ

ﺗﻔﻨﻰ ﺑﻞ ﺗﺬﻭﻕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺗﺒﻘﻰ ﺗﺤﻮﻡ ﺣﻮﻝ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ

ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﺁﺧﺮ ‏( ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻪ ‏) .. ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ

ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻱ ﺷﻲﺀ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ

ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻭﻻ ﺗﺨﺘﻔﻲ ﻭﻻ ﺗﻔﻨﻰ .. ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ

ﻷﺧﺮﻯ .. ﺇﺫﺍً ﻣﻨﻄﻘﻴﺎً ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ

ﺧﺎﻟﺘﻴﻦ : ﻋﺬﺍﺏ ﺃﻭ ﻧﻌﻴﻢ .

ﻭﺍﻵﻥ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺘﺄﻣﻞ ﻛﻴﻒ ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺑﻌﺪ

ﺍﻟﻤﻮﺕ :

ﻃﺒﻌﺎً ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻟﻠﻜﺎﻓﺮ

ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻋﻲ ﺃﻧﻪ ﺟﺎﺀ ﺑﻤﺜﻞ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﻛﺬﺏ ﻋﻠﻰ

ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .. ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻜﺮ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ . ﻗﺎﻝ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ :

‏( ﻭَ ﻣَﻦْ ﺃَﻇْﻠَﻢُ ﻣِﻤَّﻦِ ﺍﻓْﺘَﺮَﻯ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻛَﺬِﺑًﺎ ﺃَﻭْ ﻗَﺎﻝَ ﺃُﻭﺣِﻲَ ﺇِﻟَﻲَّ

ﻭَ ﻟَﻢْ ﻳُﻮﺡَ ﺇِﻟَﻴْﻪِ ﺷَﻲْﺀٌ ﻭَ ﻣَﻦْ ﻗَﺎﻝَ ﺳَﺄُﻧْﺰِﻝُ ﻣِﺜْﻞَ ﻣَﺎ ﺃَﻧْﺰَﻝَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻭَ

ﻟَﻮْ ﺗَﺮَﻯ ﺇِﺫِ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤُﻮﻥَ ﻓِﻲ ﻏَﻤَﺮَﺍﺕِ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕِ ﻭَ ﺍﻟْﻤَﻠَﺎﺋِﻜَﺔُ ﺑَﺎﺳِﻄُﻮ

ﺃَﻳْﺪِﻳﻬِﻢْ ﺃَﺧْﺮِﺟُﻮﺍ ﺃَﻧْﻔُﺴَﻜُﻢُ ﺍﻟْﻴَﻮْﻡَ ﺗُﺠْﺰَﻭْﻥَ ﻋَﺬَﺍﺏَ ﺍﻟْﻬُﻮﻥِ ﺑِﻤَﺎ

ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺗَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻏَﻴْﺮَ ﺍﻟْﺤَﻖِّ ﻭَ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﻋَﻦْ ﺁﻳَﺎﺗِﻪِ

ﺗَﺴْﺘَﻜْﺒِﺮُﻭﻥَ ‏) ‏[ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ : 93 ‏] .

ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺗﺨﺒﺮﻧﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻳﻌﺬﺏ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ .. ﻭﻟﻜﻦ

ﻣﺎﺫﺍ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ؟

ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺒﺮﺯﺥ : ‏( ﺍﻟﻨَّﺎﺭُ

ﻳُﻌْﺮَﺿُﻮﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ﻏُﺪُﻭًّﺍ ﻭَ ﻋَﺸِﻴًّﺎ ﻭَ ﻳَﻮْﻡَ ﺗَﻘُﻮﻡُ ﺍﻟﺴَّﺎﻋَﺔُ ﺃَﺩْﺧِﻠُﻮﺍ

ﺁﻝَ ﻓِﺮْﻋَﻮْﻥَ ﺃَﺷَﺪَّ ﺍﻟْﻌَﺬَﺍﺏِ ‏) ‏[ ﻏﺎﻓﺮ : 46 ‏] . ﺇﺫﺍً ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻳُﻌﺮﺽ

ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺻﺒﺎﺣﺎً ﻭﻣﺴﺎﺀً، ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﺭ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ

ﺳﻴُﺪﺧﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺷﺪ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ . ﻭﻫﻨﺎ ﻧﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ

ﻗﺎﻝ : ‏( ﺍﻟﻨَّﺎﺭُ ﻳُﻌْﺮَﺿُﻮﻥَ ﻋَﻠَﻴْﻬَﺎ ‏) ، ﻭﻟﻢ ﻳﻘﻞ ‏(ﻳﻌﺬﺑﻮﻥ ﺑﻬﺎ ‏) ﻟﻴﺪﻝ

ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﻫﻮ ﻋﺬﺍﺏ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﺠﺴﺪ .. ﻓﻬﺬﻩ

ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﺮﻯ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺗﺘﻌﺬﺏ ﺑﻬﺎ .. ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺮﻯ ﻓﻲ

ﺍﻟﺤﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻳﻐﺮﻕ ﻣﺜﻼً ﻓﻬﻮ ﻳﺘﺄﻟﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻴﻘﻈﺔ .. ﻭﻟﻜﻨﻪ

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺴﺘﻴﻘﻆ ﻭﻳﺪﺭﻙ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻠﻢ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻔﺮﺡ ﻭﻳﻌﻠﻢ

ﺑﺄﻧﻪ ﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ ..

ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺪﺙ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺃﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺗُﻌﺬﺏ ﺧﻼﻝ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﺒﺮﺯﺥ ..

ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳُﺒﻌﺚ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺮّ ﺑﻪ ﻛﺎﻥ

ﻋﺬﺍﺑﺎً ﻟﻠﻨﻔﺲ .. ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪ ﺳﻴﺒﺪﺃ

ﻣﻨﺬ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ .. ﻓﻴﺼﺮﺡ ﻭﻳﺤﺰﻥ ﻭﻳﺘﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺑﻘﻲ

ﻣﻴﺘﺎً ... ﻭﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﺃﻧﺒﺄ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ : ‏( ﻭَ ﻧُﻔِﺦَ ﻓِﻲ

ﺍﻟﺼُّﻮﺭِ ﻓَﺈِﺫَﺍ ﻫُﻢْ ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺄَﺟْﺪَﺍﺙِ ﺇِﻟَﻰ ﺭَﺑِّﻬِﻢْ ﻳَﻨْﺴِﻠُﻮﻥَ * ﻗَﺎﻟُﻮﺍ ﻳَﺎ

ﻭَﻳْﻠَﻨَﺎ ﻣَﻦْ ﺑَﻌَﺜَﻨَﺎ ﻣِﻦْ ﻣَﺮْﻗَﺪِﻧَﺎ ﻫَﺬَﺍ ﻣَﺎ ﻭَﻋَﺪَ ﺍﻟﺮَّﺣْﻤَﻦُ ﻭَ ﺻَﺪَﻕَ

ﺍﻟْﻤُﺮْﺳَﻠُﻮﻥَ ‏) ‏[ ﻳﺲ : 52-51 ‏] .

ﺇﺫﺍً ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺳﻮﻑ ﻳﺴﻤﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺑﺎﻟﻤﺮﻗﺪ ﻷﻧﻪ

ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻣﺮّ ﺑﻪ ﻫﻮ ﻋﺬﺍﺏ ﻧﻔﺴﻲ .. ﻭﻟﻜﻦ

ﺟﺴﺪﻩ ﺳﻴُﻌﺬﺏ ﺍﻵﻥ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻪ ﺍﻟﺨﺒﻴﺜﺔ .. ﻓﻴﻘﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﻮﺭ :

‏(ﻳَﺎ ﻭَﻳْﻠَﻨَﺎ ﻣَﻦْ ﺑَﻌَﺜَﻨَﺎ ﻣِﻦْ ﻣَﺮْﻗَﺪِﻧَﺎ ‏) .. ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺪﺭﻛﻮﻥ

ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻜﺜﻮﺍ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺒﺮﺯﺥ ﻟﻜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ .. ﺑﻞ ﻳﻈﻨﻮﻥ

ﺃﻧﻬﻢ ﻣﻜﺜﻮﺍ ﻳﻮﻣﺎً ﺃﻭ ﺑﻌﺾ ﻳﻮﻡ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻨﺎﺋﻢ ..

ﻣﺎﺫﺍ ﻋﻦ ﻣﺼﻴﺮ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ

ﻛﻞ ﻣﺆﻣﻦ ﻣﻨﺎ ﺑﻼ ﺷﻚ ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻭﺍﻟﻨﻮﺭ ﻓﻲ

ﻗﺒﺮﻩ .. ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺃﺟﻤﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﻫﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ

ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻐﺎﺩﺭ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻫﻤﻮﻣﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻢ ﻭﻻ

ﺣﺰﻥ ﻭﻻ ﺧﻮﻑ ... ﻭﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ

ﺣﺎﻟﺔ ﻓﺮﺡ ﻭﺳﺮﻭﺭ ﻭﻃﻤﺄﻧﻴﻨﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ..

ﻓﺈﺫﺍ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﺗﻌﺬﺏ ﺧﻼﻝ ﻣﻠﺤﺔ ﺍﻟﺒﺮﺯﺥ، ﻓﻴﺠﺐ

ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻌﻴﻢ ﻭﻧﻮﺭ ﻭﻓﺮﺡ

ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ .. ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺸﻬﺪﺍﺀ

ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﻭَ ﻟَﺎ ﺗَﺤْﺴَﺒَﻦَّ

ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻗُﺘِﻠُﻮﺍ ﻓِﻲ ﺳَﺒِﻴﻞِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺃَﻣْﻮَﺍﺗًﺎ ﺑَﻞْ ﺃَﺣْﻴَﺎﺀٌ ﻋِﻨْﺪَ ﺭَﺑِّﻬِﻢْ

ﻳُﺮْﺯَﻗُﻮﻥَ * ﻓَﺮِﺣِﻴﻦَ ﺑِﻤَﺎ ﺁﺗَﺎﻫُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣِﻦْ ﻓَﻀْﻠِﻪِ ﻭَ ﻳَﺴْﺘَﺒْﺸِﺮُﻭﻥَ

ﺑِﺎﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻟَﻢْ ﻳَﻠْﺤَﻘُﻮﺍ ﺑِﻬِﻢْ ﻣِﻦْ ﺧَﻠْﻔِﻬِﻢْ ﺃَﻟَّﺎ ﺧَﻮْﻑٌ ﻋَﻠَﻴْﻬِﻢْ ﻭَ ﻟَﺎ ﻫُﻢْ

ﻳَﺤْﺰَﻧُﻮﻥَ * ﻳَﺴْﺘَﺒْﺸِﺮُﻭﻥَ ﺑِﻨِﻌْﻤَﺔٍ ﻣِﻦَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻭَ ﻓَﻀْﻞٍ ﻭَ ﺃَﻥَّ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻟَﺎ

ﻳُﻀِﻴﻊُ ﺃَﺟْﺮَ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ‏) ‏[ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ : 171-169 ‏] . ﻭﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ

ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﻫﻨﺎ ‏( ﺑَﻞْ ﺃَﺣْﻴَﺎﺀٌ ‏) ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺗﺬﻭﻕ

ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﻔﻨﻰ ﻭﻻ ﺗﺒﻠﻰ !

ﺇﺫﺍً ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ ﻓﺮﺣﻮﻥ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺑﺎﻟﻨﻌﻴﻢ ﻭﺍﻟﺮﺯﻕ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ

ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﺮﺣﻮﻥ ﺑﻪ ﻭﺑﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻛﻴﻒ

ﻳﺤﺪﺙ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ؟ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺯﻕ ﻭﺗﻔﺮﺡ ..

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻓﻬﻮ ﻣﻴﺖ ﻻ ﺣﺮﺍﻙ ﺑﻪ .. ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺳﺘﻌﻮﺩ ﻫﺬﻩ

ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﺇﻟﻰ ﺧﻠﻘﻬﺎ .. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏(ﻳَﺎ ﺃَﻳَّﺘُﻬَﺎ ﺍﻟﻨَّﻔْﺲُ

ﺍﻟْﻤُﻄْﻤَﺌِﻨَّﺔُ * ﺍﺭْﺟِﻌِﻲ ﺇِﻟَﻰ ﺭَﺑِّﻚِ ﺭَﺍﺿِﻴَﺔً ﻣَﺮْﺿِﻴَّﺔً * ﻓَﺎﺩْﺧُﻠِﻲ ﻓِﻲ

ﻋِﺒَﺎﺩِﻱ * ﻭَ ﺍﺩْﺧُﻠِﻲ ﺟَﻨَّﺘِﻲ ‏) ‏[ ﺍﻟﻔﺠﺮ : 30-27 ‏] .

ﻓﻮﺍﺋﺪ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ

ﺇﻥ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻋﺬﺍﺏ ﻟﻠﻘﺒﺮ ﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻣﻔﻴﺪ ﺟﺪﺍً

ﻟﺘﺼﺤﻴﺢ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﻣﺘﻨﺎﻋﻪ ﻋﻦ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ

ﻭﺯﻳﺎﺩﺓ ﺧﻮﻓﻪ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ . ﻓﺎﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺍﻃﻤﺄﻥ ﻟﻠﻤﻮﺕ

ﻭﺍﻋﺘﺒﺮ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺣﺪﺙ ﻋﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﺳﻴﺘﺤﻮﻝ

ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺍﺏ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻭﺃﻧﻪ ﻟﻦ ﻳُﻌﺬﺏ ﻓﻲ ﻗﺒﺮﻩ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ

ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺘﺮﺍﺧﻰ ﻓﻲ ﻋﺒﺎﺩﺍﺗﻪ ﻭﻳﻨﺴﻰ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ..

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﻤﻮﺕ ﻭﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﻦ ﻧﻌﻴﻢ

ﻭﺭﺯﻕ ﻛﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ

ﻳﺠﻌﻠﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﺗﻔﺎﺅﻻً ﻭﺳﻌﺎﺩﺓ ﻭﻓﺮﺣﺎً ﺑﺮﺣﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ .. ﺑﻞ

ﻭﻳﻘﻀﻲ ﻋﻠﻰ ﻫﻤﻮﻣﻪ ﻭﻣﺸﺎﻛﻠﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻳﺸﻌﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﺿﺌﻴﻠﺔ

ﺟﺪﺍً ﺃﻣﺎﻡ ﺃﻫﻮﺍﻝ ﺍﻟﻘﺒﺮ !

ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺻﻒ ﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻋﺪﺓ ﺁﻳﺎﺕ ﺣﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﺤﻈﺔ

ﺍﻟﻤﻮﺕ .. ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻳﺮﻯ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻳﻄﻠﺐ

ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻟﻴﻌﻤﻞ ﺻﺎﻟﺤﺎً .. ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏( ﻭَ ﺃَﻧْﻔِﻘُﻮﺍ ﻣِﻦْ

ﻣَﺎ ﺭَﺯَﻗْﻨَﺎﻛُﻢْ ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻞِ ﺃَﻥْ ﻳَﺄْﺗِﻲَ ﺃَﺣَﺪَﻛُﻢُ ﺍﻟْﻤَﻮْﺕُ ﻓَﻴَﻘُﻮﻝَ ﺭَﺏِّ

ﻟَﻮْﻟَﺎ ﺃَﺧَّﺮْﺗَﻨِﻲ ﺇِﻟَﻰ ﺃَﺟَﻞٍ ﻗَﺮِﻳﺐٍ ﻓَﺄَﺻَّﺪَّﻕَ ﻭَ ﺃَﻛُﻦْ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤِﻴﻦَ ‏)

‏[ ﺍﻟﻤﻨﺎﻓﻘﻮﻥ : 10 ‏] .. ﻓﻬﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺮﻯ

ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻴﻄﻠﺐ ﺍﻟﺮﺟﻮﻉ ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ..

ﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺄﺗﻴﻪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻴﺮﻯ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻓﻴﺘﻤﻨﻰ ﻟﻘﺎﺀ

ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ‏(ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺗَﺘَﻮَﻓَّﺎﻫُﻢُ ﺍﻟْﻤَﻠَﺎﺋِﻜَﺔُ ﻃَﻴِّﺒِﻴﻦَ

ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﺳَﻠَﺎﻡٌ ﻋَﻠَﻴْﻜُﻢُ ﺍﺩْﺧُﻠُﻮﺍ ﺍﻟْﺠَﻨَّﺔَ ﺑِﻤَﺎ ﻛُﻨْﺘُﻢْ ﺗَﻌْﻤَﻠُﻮﻥَ ‏)

‏[ ﺍﻟﻨﺤﻞ : 32 ‏] . ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻦ ﺗﺘﻮﻓﺎﻩ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻭﺗﺨﺎﻃﺒﻪ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻨﺔ

ﻫﻲ ﻣﻮﻋﺪﻩ ﺑﻞ ﻭﻳﺮﻯ ﻧﻌﻴﻢ ﺍﻟﺠﻨﺔ .. ﻓﻴﻔﺮﺡ ﺑﺄﻧﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﻦ

ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻓﻴﺒﻘﻰ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻌﻴﻢ ﻭﻓﺮﺡ ﻃﻴﻠﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻓﻲ

ﺍﻟﺒﺮﺯﺥ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳُﺒﻌﺚ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﺳﻌﺎﺩﺓ

ﻭﺷﻮﻗﺎً ﻟﻠﻘﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ...

ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻳﺆﻛﺪ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ

ﺭﻭﺍﻳﺎﺕ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﺗﺆﻛﺪ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ .. ﻓﻔﻲ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﻴﻦ ﺃﻥ

ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﺮ ﺑﻘﺒﺮﻳﻦ ﻓﻘﺎﻝ ‏( ﺇﻧﻬﻤﺎ ﻟﻴﻌﺬﺑﺎﻥ

ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺬﺑﺎﻥ ﻓﻲ ﻛﺒﻴﺮ، ﺃﻣﺎ ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﺒﺮﺉ ﻣﻦ

ﺍﻟﺒﻮﻝ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻜﺎﻥ ﻳﻤﺸﻲ ﺑﺎﻟﻨﻤﻴﻤﺔ ‏) ‏[ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ

ﻭﻣﺴﻠﻢ ‏] .

ﻭﻧﻌﻠﻢ ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻳﺴﺘﻌﻴﺬ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺑﻞ

ﻭﻳﺄﻣﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ ﻣﻨﻪ .. ﻭﻧﻌﻠﻢ ﺃﻳﻀﺎً ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻓﺘﻨﺔ ﻟﻠﻘﺒﺮ

ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﻦ ... ﻭﺟﻤﻴﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺻﺤﻴﺤﺔ ﻭﻟﻢ

ﻳﻨﻜﺮﻫﺎ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ... ﺇﻻ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ

ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﺘﺬﻭﻗﻮﺍ ﺣﻼﻭﺓ ﺍﻟﺘﺪﺑﺮ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ

ﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺤﺒﻴﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ .

ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ

ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻨﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ؟ ﻫﻞ ﺳﻨﺼﺒﺢ

ﺃﻛﺜﺮ ﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﺫﺍ ﺃﻧﻜﺮﻧﺎ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ؟ ﻫﻞ

ﺳﻨﺘﺮﻙ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻘﺪﻧﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺳﻨﻔﻨﻰ ﻭﺑﻌﺪ

ﺁﻻﻑ ﺃﻭ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺃﻭ ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺳﻮﻑ ﻧﺒﻌﺚ ﻣﻦ

ﺟﺪﻳﺪ؟ ﻫﻞ ﺳﻨﺘﻘﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻳﺰﻳﺪ ﺇﻳﻤﺎﻧﻨﺎ ﻭﻳﻘﻴﻨﻨﺎ ﺇﺫﺍ

ﺍﻋﺘﻘﺪﻧﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻫﻮ ﻣﺠﺮﺩ ﺗﺮﺍﺏ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﻋﺬﺍﺏ؟

ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺪﺭﻙ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺳﻮﻑ ﻳﺒﺪﺃ ﻣﻨﺬ ﻟﺤﻈﺔ

ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﺳﻮﻑ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻳﺴﺘﻌﻴﺬ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ

ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ، ﻭﻳﺼﺒﺢ ﺃﻛﺜﺮ ﺧﺸﻮﻋﺎً ﻭﺧﻮﻓﺎً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻘﺒﺮ ..

ﻓﻴﺤﺴُﻦ ﺧُﻠُﻘُﻪ ﻭﺗﻬﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺼﺎﺋﺐ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻣﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﺮ

ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ .. ﻭﻳﺴﻌﻰ ﻷﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﺄﻣﻦ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ

ﺍﻟﻘﺒﺮ .

ﺛﻢ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻨﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺣﻴﺚ ﻧﺒﻮﻱ ﺷﺮﻳﻒ، ﺑﻞ ﺇﻧﻜﺎﺭ

ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ

ﻭﺗﺤﺬﺭﻧﺎ ﻣﻨﻪ، ﻭﺗﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎﺫﺓ ﻣﻦ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ،

ﻭﺍﻻﺳﺘﻌﺪﺍﺩ ﻟﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ؟ ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ

ﻣﻮﺟﻮﺩﺍً ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ؟ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻨﻔﻌﻞ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻧﻜﻦ ﻗﺪ ﺟﻬﺰﻧﺎ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ

ﻟﻤﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻟﻢ؟

ﻣﺎﺫﺍ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺻﺤﻴﺤﺔ؟ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﻗﻔﻨﺎ

ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ؟

ﻃﺒﻌﺎً ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻨﻜﺮ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺿﻌﻴﻔﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ..

ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺗﺴﻲﺀ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺻﺤﺎﺑﺘﻪ ﻭﺁﻝ

ﺑﻴﺘﻪ ﺭﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ .. ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺣﺎﺩﻳﺚ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ

ﻧﻨﻜﺮﻫﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺇﻳﺬﺍﺀ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﻭﺃﺯﻭﺍﺟﻪ ﻭﺻﺤﺎﺑﺘﻪ .. ﻓﻴﺠﺐ

ﺃﻥ ﻧﻨﺰﻩ ﺣﺒﻴﺒﻨﺎ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻋﻦ ﻛﻞ ﻇﻦ ﺳﻲﺀ .. ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻳﻘﻮﻝ :

‏( ﻭَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳُﺆْﺫُﻭﻥَ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ﻭَ ﺍﻟْﻤُﺆْﻣِﻨَﺎﺕِ ﺑِﻐَﻴْﺮِ ﻣَﺎ ﺍﻛْﺘَﺴَﺒُﻮﺍ

ﻓَﻘَﺪِ ﺍﺣْﺘَﻤَﻠُﻮﺍ ﺑُﻬْﺘَﺎﻧًﺎ ﻭَ ﺇِﺛْﻤًﺎ ﻣُﺒِﻴﻨًﺎ ‏) ‏[ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ : 58 ‏] .

ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﻧﺴﻲﺀ ﻟﺸﺨﺺ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ . ﻭﻧﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ

ﻳﻔﺘﺮﻱ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ .. ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺴﻲﺀ ﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺃﺋﻤﺔ

ﻛﺒﺎﺭ ﻻ ﻧﺸﻚ ﻓﻲ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ

ﻭﺃﺣﻤﺪ ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻭﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻭﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ

ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻧﻘﻠﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺜﻞ ﺣﻔﺺ ﻭﺍﺑﻦ ﻛﺜﻴﺮ

ﻭﻧﺎﻓﻊ .... ﻭﻧﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﻛﻞ ﻫﺆﻻﺀ ‏( ﻋﺸﺮﺍﺕ ﺍﻵﻻﻑ ‏) ﻛﺎﻧﻮﺍ

ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺨﺮﺍﻓﺔ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ .. ﻫﺬﺍ ﺇﻳﺬﺍﺀ ﻟﻬﻢ ﻭﺍﺳﺘﺨﻔﺎﻑ

ﺑﻌﻘﻮﻟﻬﻢ ﻭﺷﻚّ ﺑﺈﻳﻤﺎﻧﻬﻢ .. ﻓﻴُﺨﺸﻰ ﻣﻤﻦ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ

ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻥ ﻭﺍﻹﺛﻢ ﺍﻟﻤﺒﻴﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ...

ﻣﻌﺠﺰﺓ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ

ﻣﻦ ﺍﻷﺷﺎﺀ ﺍﻟﻌﺠﻴﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺒﺄﻧﺎ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻋﻠﻴﻪ

ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ، ﺣﻴﺚ ﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﺳﻴﺄﺗﻲ ﺯﻣﻦ ﻓﻴﻪ ﺇﻧﻜﺎﺭ

ﻛﻼﻣﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﻭﺍﻻﻛﺘﻔﺎﺀ ﺑﺎﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ .. ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ

ﺃﺧﻄﺮ ﺍﻟﻔﺘﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻬﺪﺩ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﻡ .. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺣﺬﺭ

ﻣﻨﻪ ﻟﻜﻲ ﻻ ﻧﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ .. ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ :

‏( ﺃﻻ ﺇﻧﻲ ﺃﻭﺗﻴﺖ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﻣﺜﻠﻪ ﻣﻌﻪ، ﺃﻻ ﻳﻮﺷﻚ ﺭﺟﻞ ﺷﺒﻌﺎﻥ

ﻋﻠﻰ ﺃﺭﻳﻜﺘﻪ ﻳﻘﻮﻝ : ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻓﻤﺎ ﻭﺟﺪﺗﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ

ﺣﻼﻝ ﻓﺄﺣﻠﻮﻩ، ﻭﻣﺎ ﻭﺟﺪﺗﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﺮﺍﻡ ﻓﺤﺮﻣﻮﻩ ‏)

‏[ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ‏] .... ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﺣﺒﺘﻲ ﺇﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ

ﻟﻴﺸﻬﺪ ﺑﺼﺪﻕ ﻧﺒﻮﺓ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ .. ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ

ﻷﺣﺪ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺃﻥ ﻳﺘﻨﺒﺄ ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﺳﻴﻨﻜﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ

ﺍﻟﻨﺒﻮﻱ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻫﻮ ﺩﻟﻴﻞ

ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ..

ﺇﺫﺍً ﻧﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻳﻨﺎﺩﻱ ﺑﺨﺮﺍﻓﺔ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﻫﻮ ﻣﺠﺮﺩ ﻭﻫﻢ

ﻻ ﻳﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺎﺱ ﻋﻠﻤﻲ ﻭﻻ ﺷﺮﻋﻲ، ﻭﻧﺤﺬﺭ ﻛﻞ ﻣﺆﻣﻦ

ﻣﻦ ﺧﻄﻮﺭﺓ ﺇﻧﻜﺎﺭ ﺑﻌﺾ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻟﺜﺎﺑﺘﺔ .. ﻓﻜﻞ ﻣﻦ

ﺑﺪﺃ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﺓ، ﺑﺪﺃ ﺑﺈﻧﻜﺎﺭ ﺣﺪﻳﺚ ﺗﺪﺭﺟﻴﺎً ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺑﺈﻧﻜﺎﺭ

ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺃﻭ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ .. ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻤﻨﺎ ﻣﺎ ﻳﻨﻔﻌﻨﺎ ..

ﻭﻧﻌﻮﺫ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﻻ ﻳﻨﻔﻊ .. ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .

ــــــــــــ

ﺑﻘﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﻜﺤﻴﻞ