ﻟﻨﺘﺄﻣﻞ ﻣﻌﺎً ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻤﺒﻬﺮﺓ ﺣﻮﻝ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺗﺴﺒﺢ ﺑﺤﻤﺪ
ﺭﺑﻬﺎ، ﻛﻴﻒ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻘﺮﻭﻥ ﻃﻮﻳﻠﺔ .......
ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻫﻢ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ Black Holes ، ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ،
ﻭﻛﻴﻒ ﺍﻛﺘﺸﻔﻬﺎ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ، ﻭﻫﻞ ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻛﺎﻣﻞ
ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ؟
ﻛﻴﻒ ﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﻘﺼﺔ؟
ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺣﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻷﺭﺽ
ﻳﺘﺼﻮﺭ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻧﺠﻮﻣﺎً ﺗﺠﺮﻱ ﻭﺗﻜﻨﺲُ ﻭﺗﺠﺬﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ
ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺼﺎﺩﻓﻪ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺣﺪ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻭﺟﻮﺩ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗُﺮﻯ ﺃﺑﺪﺍً، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ ﻛﺘﺎﺏ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﺣﺪﺛﻨﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ
ﺑﺪﻗﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣﺬﻫﻠﺔ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﺑﺪﺃﺕ ﻗﺼﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ
ﺍﻟﻐﺮﻳﺒﺔ .
ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ 1790 ﺍﻗﺘﺮﺡ ﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻱ ﺟﻮﻥ ﻣﻴﺸﻴﻞ ﻭﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ
ﺑﻴﻴﺮ ﺳﺎﻳﻤﻮﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﻧﺠﻮﻡ ﻣﺨﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ، ﺛﻢ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ
1915 ﺗﻮﻗﻌﺖ ﻧﻄﺮﻳﺔ ﺍﻟﻨﺴﺒﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻵﻳﻨﺸﺘﺎﻳﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﻩ
ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﻭﺃﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً
ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1967 ﺗﺤﺪﺙ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ ﺟﻮﻥ ﻭﻟﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﻻﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ .
ﻛﻴﻒ ﺗﺄﻛﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ؟
ﺻﻮﺭﺓ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﺮﺻﺪ ﻫﺎﺑﻞ ﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺠﺮﺓ M87 ﻭﺗﻈﻬﺮ
ﻭﺟﻮﺩ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﺣﻮﻝ ﺛﻘﺐ ﺃﺳﻮﺩ، ﻭﺗﺪﻭﺭ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﺍﻣﺔ
ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ 400 ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ .
ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1994 ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﺮﺻﺪ ﻫﺎﺑﻞ ﻭﺟﻮﺩ
ﺟﺴﻢ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﻤﺠﺮﺓ M87 ﻭﻳﻠﺘﻒ ﺣﻮﻟﻪ ﺍﻟﻐﺎﺯ
ﻓﻲ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ، ﻭﻗﺪ ﻗﺪﺭﻭﺍ ﻭﺯﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺑﺜﻼﺛﺔ
ﺁﻻﻑ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺿﻌﻒ ﻭﺯﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ ! ﺛﻢ ﺗﻮﺍﻟﺖ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺃﺷﻌﺔ ﺇﻛﺲ .
ﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺜﻘﺐ ﺍﻷﺳﻮﺩ؟
ﺍﻟﺜﻘﺐ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺮّﻓﻪ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﻧﺎﺳﺎ ﻫﻮ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺿُﻐﻄﺖ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻓﺘﺠﻤﻌﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﺑﻜﺜﺎﻓﺔ
ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪﺍً ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻤﻨﻊ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﺃﺷﻌﺔ
ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .
ﺍﻟﺜﻘﺐ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻳﺘﺸﻜﻞ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺒﺪﺃ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ
ﺑﺎﻻﻧﻬﻴﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻧﻔﺎﺩ ﻭﻗﻮﺩﻩ، ﻭﻣﻊ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻘﺐ
ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻻ ﻳُﺮﻯ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ
ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ [ 1 ] .
ﻛﻴﻒ ﻳﻨﺸﺄ ﺍﻟﺜﻘﺐ ﺍﻷﺳﻮﺩ؟
ﺇﻥ ﺃﻱ ﻧﺠﻢ ﻳﺒﻠﻎ ﻭﺯﻧﻪ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺿﻌﻔﺎً ﻭﺯﻥ ﺷﻤﺴﻨﺎ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻓﻲ
ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺛﻘﺐ ﺃﺳﻮﺩ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﻘﻞ
ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻭﺯﻧﻪ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ . ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﻨﺠﻢ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ
ﺻﻐﻴﺮﺍً ﻭﻧﻔﺪ ﻭﻗﻮﺩﻩ ﻓﺈﻥ ﻗﻮﺓ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻭﺯﻧﻪ
ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻀﻐﻄﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺛﻘﺐ ﺃﺳﻮﺩ،
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻗﺰﻡ ﺃﺑﻴﺾ white dwarf
ﺃﻱ ﻧﺠﻢ ﻣﻴﺖ .
ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﺘﺸﻜﻞ ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ،
ﻭﻗﺪ ﻭﺟﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺳﺘﻨﻔﺠﺮ ﺑﻌﺪ ﻧﻔﺎﺩ ﻭﻗﻮﺩﻫﺎ
ﻭﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺃﺷﻜﺎﻝ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺍﻷﺧﻄﺮ
ﻫﻮ ﺍﻟﺜﻘﺐ ﺍﻷﺳﻮﺩ .
ﻫﻞ ﺳﺘﺘﺤﻮﻝ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺇﻟﻰ ﺛﻘﻮﺏ ﺳﻮﺩﺍﺀ؟
ﺣﺘﻰ ﻳﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﻨﺠﻢ ﺇﻟﻰ ﺛﻘﺐ ﺃﺳﻮﺩ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻳﺠﺐ
ﺃﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻮﺯﻥ ﻛﺒﻴﺮ، ﻓﺎﻟﺸﻤﺲ ﻣﺜﻼً ﻭﺑﻌﺪ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺁﻻﻑ
ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺳﻨﺔ ﺳﻮﻑ ﺗﺴﺘﻬﻠﻚ ﻭﻗﻮﺩﻫﺎ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻭﺗﻨﻄﻔﺊ
ﺑﻬﺪﻭﺀ، ﻭﻟﻦ ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺛﻘﺐ ﺃﺳﻮﺩ ﻷﻥ ﻭﺯﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻑ
ﻟﺬﻟﻚ .
ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻧﺠﺪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻟﻄﻴﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : (ﺇﺫَﺍ ﺍﻟﺸَّﻤْﺲُ ﻛُﻮِّﺭَﺕْ ) [ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﺮ : 1 ]
. ﺇﺫﻥ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺃﻱ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻧﻄﻔﺎﺀ ﺑﻄﻲﺀ،
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻋﺒّﺮ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﻜﻠﻤﺔ ( ﻛُﻮِّﺭَﺕْ ) . ﻓﻔﻲ ﺍﻟﻘﺎﻣﻮﺱ
ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﻧﺠﺪ ﻛﻠﻤﺔ (ﻛﻮَّﺭ ) ﺃﻱ ﺃﺩﺧﻞ ﺑﻌﻀﻪ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ [ 2 ]
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺳﻴﺤﺪﺙ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺪﺍﺧﻞ ﻣﺎﺩﺗﻬﺎ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ
ﺑﻌﺾ ﺣﺘﻰ ﺗﺴﺘﻬﻠﻚ ﻭﻗﻮﺩﻫﺎ ﻭﺗﻨﻄﻔﺊ .
ﻛﻴﻒ ﻳﻌﻠﻢ ﺍﻟﻔﻠﻜﻴﻮﻥ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺜﻘﺐ ﺍﻷﺳﻮﺩ؟
ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺍﻟﺜﻘﺐ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺑﺠﺎﺫﺑﻴﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺃﻱ ﻏﺎﺯ
ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻨﻪ ﻣﺜﻼً، ﻓﺈﻧﻪ ﺳﻴﻨﺠﺬﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﺪﻭﺭ ﻓﻲ ﺩﻭﺍﻣﻪ
ﻋﻨﻴﻔﺔ ﻣﻮﻟﺪﺍً ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﻥ ﻣﺜﻞ
ﺍﻹﻋﺼﺎﺭ ﺍﻟﺴﺮﻳﻊ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺗﺒﺚ ﺍﻷﺷﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﻨﻴﺔ
ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﺷﻌﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻔﻠﻜﻴﻴﻦ ﺍﻟﺘﻘﺎﻃﻬﺎ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ
ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺃﺟﻬﺰﺗﻬﻢ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﺑﺄﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺗﺤﻮﻱ
ﺛﻘﺒﺎً ﺃﺳﻮﺩ .
ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ
ﺇﻥ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﻟﻠﺠﺴﻢ ﻟﻜﻲ ﻳﻨﻔﻠﺖ
ﻣﻦ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺑﻪ، ﻭﻓﻲ ﺃﺭﺿﻨﺎ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺃﻱ
ﺟﺴﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﻧﻄﺎﻕ ﺍﻟﺠﺎﺫﺑﻴﺔ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳُﻘﺬﻑ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ 11 ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ
ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ .
ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺜﻘﺐ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺟﺪﺍً
ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻷﻱ ﺟﺴﻢ ﺗﺤﻘﻴﻘﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺤﺮﻙ
ﺑﺴﺮﻋﺔ 300 ﺃﻟﻒ ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ
ﻣﻦ ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺐ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻷﻥ ﺳﺮﻋﺘﻪ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻓﻴﻪ ﻟﺬﻟﻚ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺜﻘﺐ ﺍﻷﺳﻮﺩ ﻣﺨﺘﻔﻴﺎً ﻻ ﻳُﺮﻯ .
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺠﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ 250 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﺳﻨﺔ ﺿﻮﺋﻴﺔ،
ﻭﻗﺪ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2002 ﻭﺟﻮﺩ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ . ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ
ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺍﻟﺜﻘﻴﻠﺔ
ﻭﻫﻲ ﺛﻘﻮﺏ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﺗﺰﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻟﻒ ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻣﺮﺓ ﻭﺯﻥ
ﺍﻟﺸﻤﺲ !! ﻭﺗﻨﻤﻮ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﻤﺠﺮﺍﺕ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﻣﺠﺮﺗﻨﺎ
ﺩﺭﺏ ﺍﻟﺘﺒﺎﻧﺔ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﺗﻜﻨﺲ ﺍﻟﻐﺎﺯﺍﺕ
ﻭﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﻳﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ، ﻭﺗﺠﺬﺏ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ
ﻗﺮﻳﺐ ﺑﻨﻈﺎﻡ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﺪﻗﺔ .
ﺑﻴﻦ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻛﻼﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﻳﺨﺒﺮﻧﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺗﺴﻴﺮ ﻭﺗﺠﺮﻱ ﻭﺗﻜﻨﺲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺼﺎﺩﻓﻪ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ،
ﻭﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺣﺪﻳﺜﺎً ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ
ﻣﺎ ﻧﺼﻪ :
It creates an immense gravitational pull not
unlike an invisible cosmic vacuum cleaner. As
it moves, it sucks in all matter in its way —
not even light can escape.
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ : ﺇﻧﻬﺎ - ﺃﻱ ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ – ﺗﺨﻠﻖ ﻗﻮﺓ
ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﺜﻞ ﻣﻜﻨﺴﺔ ﻛﻮﻧﻴﺔ ﻻ ﺗُﺮﻯ، ﻋﻨﺪﻣﺎ
ﺗﺘﺤﺮﻙ ﺗﺒﺘﻠﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺼﺎﺩﻓﻪ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻻ
ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻬﺮﻭﺏ ﻣﻨﻬﺎ [ 3 ] .
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻧﺠﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﺧﺘﺼﺮ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺷﻴﺎﺀ :
-1 ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ ﻻ ﺗُﺮﻯ : invisible
-2 ﺟﺎﺫﺑﻴﺘﻬﺎ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻤﻜﻨﺴﺔ : vacuum
cleaner
-3 ﺗﺴﻴﺮ ﻭﺗﺘﺤﺮﻙ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ : moves
ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻧﻌﺠﺐ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﻤﻨﺸﻮﺭ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ
2006 ﻗﺪ ﺟﺎﺀ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﻼﻏﺔ ﻭﻭﺿﻮﺣﺎً ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﻣﻨﺬ
ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ !!! ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﺼﺮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺑﺜﻼﺙ ﻛﻠﻤﺎﺕ ﻓﻘﻂ .
ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻓَﻠَﺎ ﺃُﻗْﺴِﻢُ ﺑِﺎﻟْﺨُﻨَّﺲِ * ﺍﻟْﺠَﻮَﺍﺭِ ﺍﻟْﻜُﻨَّﺲِ )
[ ﺍﻟﺘﻜﻮﻳﺮ : 16-15 ] . ﻭﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻨﺺ ﺃﻣﺎﻡ ﺛﻼﺙ ﺣﻘﺎﺋﻖ
ﻋﻦ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺃﻗﺴﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻬﺎ ﻭﻫﻲ :
-1 ﺍﻟْﺨُﻨَّﺲِ : ﺃﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﻨﺲ ﻭﺗﺨﺘﻔﻲ ﻭﻻ ﺗُﺮﻯ ﺃﺑﺪﺍً، ﻭﻗﺪ
ﺳﻤِّﻲ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﺑﺎﻟﺨﻨﺎﺱ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳُﺮﻯ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺑﻨﻲ ﺁﺩﻡ .
ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻜﻠﻤﺔ invisible ﺃﻱ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺋﻲ .
-2 ﺍﻟْﺠَﻮَﺍﺭ :ِ ﺃﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻭﺗﺘﺤﺮﻙ ﺑﺴﺮﻋﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ . ﻭﻫﺬﺍ
ﻣﺎ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻜﻠﻤﺔ moves ﺃﻱ ﺗﺘﺤﺮﻙ، ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻥ
ﺍﻟﻠﻔﻆ ﺍﻟﻘﺮﺁﻧﻲ ﺃﺩﻕ ﻷﻥ ﻓﻴﻪ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺮﻳﺎﻥ ﻭﺍﻟﺴﺮﻋﺔ،
ﺃﻣﺎ ﻛﻠﻤﺔ moves ﻓﻼ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﺮﻋﺔ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﺘﺤﺮﻙ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺜﻘﺐ ﺍﻷﺳﻮﺩ .
-3 ﺍﻟْﻜُﻨَّﺲِ : ﺃﻱ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻨﺲ ﻭﺗﺒﺘﻠﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﺼﺎﺩﻓﻪ ﻓﻲ
ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ . ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻜﻠﻤﺔ vacuum
cleaner ﺃﻱ ﻣﻜﻨﺴﺔ .
ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺗﺴﺒﺢ ﺍﻟﻠﻪ !
ﻟﻘﺪ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﻭﻛﺎﻟﺔ ﻧﺎﺳﺎ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﻠﻔﻀﺎﺀ ﺫﺑﺬﺑﺎﺕ
ﺻﻮﺗﻴﺔ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ! ﻓﻘﺪ ﺭﺻﺪﻭﺍ ﻣﻮﺟﺎﺕ
ﺗﻘﻊ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺘﺮﺩﺩﺍﺕ ﺍﻟﺼﻮﺗﻴﺔ ﺗﺼﺪﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﻐﺎﺯ ﺍﻟﻤﺤﻴﻂ
ﺑﺒﻌﺾ ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻓﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﻟﻠﻤﺠﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ [ 4 ] .
ﻭﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺼﺪﺭﻫﺎ ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ
ﻫﻲ ﺗﺴﺒﻴﺢ ﻭﺍﻣﺘﺜﺎﻝ ﻷﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻫﻨﺎ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ
ﺍﻹﻟﻬﻲ : ( ﺗُﺴَﺒِّﺢُ ﻟَﻪُ ﺍﻟﺴَّﻤَﻮَﺍﺕُ ﺍﻟﺴَّﺒْﻊُ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽُ ﻭَﻣَﻦْ ﻓِﻴﻬِﻦَّ ﻭَﺇِﻥْ
ﻣِﻦْ ﺷَﻲْﺀٍ ﺇِﻟَّﺎ ﻳُﺴَﺒِّﺢُ ﺑِﺤَﻤْﺪِﻩِ ﻭَﻟَﻜِﻦْ ﻟَﺎ ﺗَﻔْﻘَﻬُﻮﻥَ ﺗَﺴْﺒِﻴﺤَﻬُﻢْ ﺇِﻧَّﻪُ
ﻛَﺎﻥَ ﺣَﻠِﻴﻤًﺎ ﻏَﻔُﻮﺭًﺍ ) [ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ : 44 ] .
ﺻﻮﺭﺓ ﺑﺎﻷﺷﻌﺔ ﺍﻟﺴﻴﻨﻴﺔ ﻟﻠﻐﺎﺯ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻦ
ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ، ﻭﻧﻼﺣﻆ ﺍﻟﺘﻤﻮﺟﺎﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ ﻟﻸﻣﻮﺍﺝ ﺍﻟﺼﻮﺗﻴﺔ . ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ www.nasa.gov
ﺃﻳﻬﻤﺎ ﺃﺩﻕ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺃﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ؟
ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻳﺤﺪﺛﻨﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻻ ﺗﺘﻐﻴﺮ،
ﻭﻻ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﺒﺪﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺪﻳﻞ، ﺃﻣﺎ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻓﻬﻢ
ﻳﻜﺘﺸﻔﻮﻥ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺗﺪﺭﻳﺠﻴﺎً ﻭﺧﻼﻝ ﺭﺣﻠﺔ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﻬﻢ ﻟﻠﺜﻘﻮﺏ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻳﺨﺘﺎﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﺳﻤﺎﺀ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺣﺴﺐ
ﺣﺪﻭﺩ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ .
ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺃﻃﻠﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺍﺳﻢ " ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ"
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺧﺎﻃﺌﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻭﻻ ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ، ﻭﻟﻜﻨﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻌﻮﺩﻭﺍ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺳﻢ
ﻷﻧﻪ ﺍﻟﺘﺼﻖ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ، ﻓﻜﻠﻤﺔ ( ﺛﻘﺐ ) ﺗﻌﻨﻲ (ﺧﺮﻕ )
ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺜﻘﺐ ﻫﻮ ﻓﺮﺍﻍ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﻭﻫﺬﺍ ﺧﻄﺄ، ﻷﻥ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺛﻘﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍً ﺗﺰﻥ ﻣﻼﻳﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ ﻭﺯﻥ ﺍﻟﺸﻤﺲ
ﻓﻜﻴﻒ ﻧﺴﻤﻴﻬﺎ ﺛﻘﻮﺑﺎً !!
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﻠﻤﺔ ( ﺃﺳﻮﺩ ) ﻫﻲ ﻟﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻷﻟﻮﺍﻥ، ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﻻ ﺗُﺮﻯ ﺃﻱ ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻌﺮﻑ ﻟﻮﻧﻬﺎ ﻭﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺎ ﺗﺒﺪﻭ
ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺳﻮﺩ . ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ
ﺃﻥ ﺍﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻏﻴﺮ ﺩﻗﻴﻖ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ
ﺃﺧﺒﺮﻧﺎ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﻢ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ .
ﻓﻜﻠﻤﺔ ( ﺍﻟﺨُﻨَّﺲ ) ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ( ﺧَﻨَﺲَ ) ﺃﻱ ﺍﺧﺘﻔﻰ، ﻭﻛﻠﻤﺔ
( ﺍﻟﺠﻮﺍﺭِ ) ﺃﻱ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﺑﺴﺮﻋﺔ . ﻭﻛﻠﻤﺔ
( ﺍﻟﻜُﻨَّﺲ ) ﺟﺎﺀﺕ ﻣﻦ ﻓﻌﻞ ( ﻛَﻨَﺲَ ) ﺃﻱ ﺟﺬﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ
ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻪ . ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺗﺼﻒ ﻟﻨﺎ ﺁﻟﻴﺔ ﻋﻤﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ، ﻓﻬﻲ ﻻ ﺗُﺮﻯ ﻭﻫﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻭﻫﻲ ﺗﻜﻨُﺲ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻧﺠﺪ
ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺣﺪﻳﺜﺎً ﻳﻔﻀﻠﻮﻥ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡ ﺑـ "ﺍﻟﻤﻜﺎﻧﺲ
ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ" ﻭﻳﺠﺪﻭﻧﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺩﻗﺔ ﻣﻦ " ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ."
ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺴﺒﻖ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ
ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ، ﻭﻳﺘﻔﻮﻕ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺇﻃﻼﻕ ﺍﻟﺘﺴﻤﻴﺔ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ، ﻭﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺁﻳﺔ ﺗﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ
ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺘﺎﺏ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻟﻴﺲ ﻛﺘﺎﺏ ﺑﺸﺮ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ : ( ﻭَﻟَﻮْ ﻛَﺎﻥَ ﻣِﻦْ ﻋِﻨْﺪِ ﻏَﻴْﺮِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻟَﻮَﺟَﺪُﻭﺍ ﻓِﻴﻪِ ﺍﺧْﺘِﻠَﺎﻓًﺎ
ﻛَﺜِﻴﺮًﺍ ) [ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ : 82 ] .
ــــــــــــ
ﺑﻘﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﻜﺤﻴﻞ