ﺃﻻ ﻭ ﺇﻥّ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻣﻀﻐﺔ ﺇﺫﺍ ﺻﻠﺤﺖ ﺻﻠﺢ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻛﻠّﻪ ﻭ ﺇﺫﺍ
ﻓﺴﺪﺕ ﻓﺴﺪ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻛﻠّﻪ ﺃﻻ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ....
ﺃﺣﺒﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻪ .. ﺃﺣﺒﺒﺖ ﺃﻥ ﺃﻧﻘﻞ ﻟﻜﻢ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺣﻮﻝ
ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻮﺭ .. ﺃﺭﺟﻮ ﺍﻟﺘﻔﻜﺮ ﻭﺍﻟﺘﺄﻣﻞ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺳﺨﺮﻫﺎ ﻟﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ..
ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻫﻮ ﻋﻀﻮ ﻋﻀﻠﻲ ﻣﺠﻮﻑ ﺗﺘﻘﻠﺺ ﻋﻀﻼﺗﻪ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ
ﺳﺒﻌﻴﻦ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ ﻭﻳﻀﺦ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻨﺒﻀﺎﺕ ﻧﺤﻮ ﻋﺸﺮﺓ
ﺁﻻﻑ ﻟﺘﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺇﻧﺤﺎﺀ
ﺍﻟﺠﺴﻢ . ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺿﺦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻤﻴﺎﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ
ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ . ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ، ﻛﻤﺎ ﻋﻨﺪ ﺇﺟﺮﺍﺀ
ﺍﻟﺘﻤﺎﺭﻳﻦ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ، ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻛﻤﻴﺔ ﺿﺨﻪ ﻟﻠﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﺧﻤﺲ
ﻣﺮﺍﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ .
ﻳﺘﻜﻮﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﻗﺴﻤﻴﻦ ﻭﻛﻞ ﻗﺴﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ
ﺃﺫﻳﻦ ﻭﺑﻄﻴﻦ . ﻭﺟﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺯﻳﻦ ﻟﺪﻭﺭﺍﻥ
ﺍﻟﺪﻡ ﻭﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺟﻬﺎﺯ ﻭﺍﺣﺪ . ﻷﻥ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻳﻤﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﻳﻀﺦ ﺍﻟﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺮﺋﺘﻴﻦ ﻟﺘﺰﻭﻳﺪ ﺍﻟﺪﻡ ﺑﺎﻷﻭﻛﺴﺠﻴﻦ، ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻳﻀﺦ ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻳﺴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻜﻤﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ
ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻡ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﺠﺴﻢ . ﻭﺗﺮﺗﺒﻂ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻊ
ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﺼﻤﺎﻣﺎﺕ ﺗﺴﻤﺢ ﺑﻤﺮﻭﺭ ﺍﻟﺪﻡ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﺗﻤﻨﻊ
ﺭﺟﻮﻋﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻤﻌﺎﻛﺲ .
ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻋﻀﻼﺕ ﻣﻦ ﻧﻮﻉ ﺧﺎﺹ ﺗﺸﺒﻪ
ﺍﻟﻌﻀﻼﺕ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﺪﻳﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺴﺎﻗﻴﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ
ﺳﺮﻋﺔ ﻭﻗﻮﺓ ﺗﻘﻠﺼﻬﺎ . ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻴﺰ ﻋﻀﻼﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻋﻦ
ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻫﻮ ﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻬﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻟﻔﺘﺮﺓ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺗﻌﺐ ﺃﻭ ﻛﻠﻞ .
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻓﺎﻥ ﺧﻼﻳﺎ ﻧﺴﻴﺞ ﻋﻀﻠﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﻣﻊ
ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺷﺒﻜﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻛﻌﻀﻠﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﺾ .
ﻫﻞ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻳﻮﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺮﻏﻢ ﻗﻠﺒﻚ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﻧﺒﻀﻪ؟ ﺣﺘﻰ
ﻭﺍﻥ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﻓﺎﻧﻚ ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ، ﻷﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ
ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻠﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻋﻦ
ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺨﻼﻳﺎ ﺍﻟﻤﻮﻟﺪﺓ ﻟﻠﻨﻈﻢ ﺍﻟﺠﻴﺒﻴﺔ ﺍﻷﺫﻳﻨﻴﺔ . ﻭﻫﻲ ﺧﻼﻳﺎ
ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﺟﺪﺍﺭ ﺍﻷﺫﻳﻦ ﺍﻷﻳﻤﻦ ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻋﻦ
ﻃﺮﻳﻖ ﺗﻮﻟﻴﺪ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺤﻔﺰﺓ ﻟﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺩﻭﺭﻱ . ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻝ
ﺗﻌﺬﺭﻫﺎ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺪﻻ ﻋﻨﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﺪﺓ ﺍﻷﺫﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺒﻄﻴﻨﻴﺔ
ﺑﺘﻮﻟﻴﺪ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ .
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺬﺭ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺮﺟﻔﺎﻥ ﺍﻟﺒﻄﻴﻨﻲ، ﺃﻱ ﺗﻮﻗﻒ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﺴﺒﺐ
ﺧﻠﻞ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺗﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﺠﺎﻑ ﺍﻟﺒﻄﻴﻨﻴﻦ ﺑﺪﻝ
ﺍﻧﻘﺒﺎﺿﻬﻤﺎ، ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺟﻬﺎﺯ ﻣﺰﻳﻞ ﺍﻟﺮﺟﻔﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ
ﺑﺈﻋﻄﺎﺀ ﺻﺪﻣﺔ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺗﻨﻬﻲ ﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺏ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ
ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺗﻌﻴﺪﻩ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺑﺼﻮﺭﺓ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ . ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﻣﺘﻮﻓﺮ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﻭﺳﻬﻞ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﻝ .
ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﺾ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﻄﻴﺌﺎ ﺟﺪﺍ، ﻳﺴﺘﻌﺎﻥ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ
ﺍﻟﻤﺮﺿﻴﺔ ﺑﺠﻬﺎﺯ ﻃﺒﻲ ﻳﺰﺭﻉ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﻮﻟﻴﺪ
ﻧﺒﻀﺎﺕ ﺍﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺗﺮﺳﻞ ﺇﻟﻰ ﻋﻀﻠﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ . ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ
ﺍﻟﻄﺒﻲ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1958 ﻭﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺎﺕ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻣﻨﻪ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻤﺪﺓ
ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺑﻴﻦ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻋﻮﺍﻡ ﻭﺍﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﺎ .
ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﻳﺮﻏﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺇﻳﻘﺎﻑ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺪﻭﺭﺓ ﺍﻟﺪﻣﻮﻳﺔ ﻓﻲ
ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻋﻨﺪ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ . ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ
ﺧﻤﺴﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻮﻥ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﻣﻜﻨﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻞ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺟﻬﺎﺯ
ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﻣﺆﻗﺘﺎ ﺇﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻴﺔ ﻭﻳﻘﻮﻡ ﺑﺘﺰﻭﻳﺪ ﺍﻟﺪﻡ
ﺑﺎﻷﻭﻛﺴﺠﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺇﺭﺳﺎﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺠﺴﻢ، ﻭﻓﻲ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﺠﻬﺎﺯ ﺑﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﺍﻟﺮﺋﺔ ﻣﻌﺎً .
ﺍﻟﻄﺐ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎﻛﻠﻪ ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﺘﺪﺧﻼﺕ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ
ﺩﻭﻥ ﻓﺘﺢ ﺑﻄﻦ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ . ﺣﻴﺚ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ
ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺴﻄﺮﺓ، ﺃﻱ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺃﻧﺒﻮﺏ ﻣﻌﺪﻧﻲ ﺃﻭ ﻣﻄﺎﻃﻲ ﻓﻲ
ﺟﺴﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺘﻢ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺇﺩﺧﺎﻝ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺟﺮﺍﺣﻴﺔ
ﻭﻃﺒﻴﺔ ﻭﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺠﺮﺍﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﻗﻠﺐ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ .
ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺗﻌﻄﻞ ﺻﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻋﻦ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻭ ﻓﻲ
ﺣﺎﻝ ﺗﺂﻛﻠﻬﺎ ﻳﺴﺘﻌﻤﻞ ﺍﻷﻃﺒﺎﺀ ﺑﺪﻻ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﻮﺍﺩ ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ
ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻣﺴﺘﺨﺮﺟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻨﺎﺯﻳﺮ ﺃﻭ ﺻﻤﺎﻣﺎﺕ ﻣﻌﺪﻧﻴﺔ . ﻭﻓﻲ
ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺗﻮﺟﺪ ﺃﻳﻀﺎ ﺻﻤﺎﻣﺎﺕ ﺍﺻﻄﻨﺎﻋﻴﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ
ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﻣﺘﺪﺍﺩ، ﻛﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ، ﻭﻳﺘﻢ ﺭﺑﻄﻬﺎ ﺑﻘﻠﺐ
ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻘﺴﻄﺮﺓ .
ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺘﻌﺬﺭ ﺍﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﺳﺘﺒﺪﺍﻟﻪ ﺑﻘﻠﺐ
ﺁﺧﺮ ﺳﻠﻴﻢ ﻳﺘﻢ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺟﺴﻢ ﺷﺨﺺ ﺑﻌﺪ
ﻭﻓﺎﺗﻪ . ﺃﻭﻝ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﻗﻠﺐ ﺗﻤﺖ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 1967 ﺃﻣﺎ
ﺃﻻﻥ ﻓﻌﻤﻠﻴﺔ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺄﻟﻮﻓﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﻭﺗﺘﻢ ﺯﺭﺍﻋﺔ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﻨﺠﺎﺡ ﺳﻨﻮﻳﺎ، ﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﺨﺺ
ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ ﻟﻠﻘﻠﺐ ﺍﻟﻤﺰﺭﻭﻉ ﺃﻥ ﻳﻮﺍﻇﺐ ﻣﺪﻯ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎﻭﻝ
ﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﻊ ﺟﺴﻤﻪ ﻣﻦ ﺭﻓﺾ ﺍﻟﻘﻠﺐ
ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ .
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺑﺼﻮﺭ ﻣﻨﺘﻈﻤﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺿﻌﻒ
ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻳﺘﻢ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﻤﻀﺨﺔ ﺩﻡ ﻟﺘﻜﻤﻞ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻭﻳﺘﻢ
ﺯﺭﺍﻋﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﻢ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ ﻳﺮﺑﻂ ﻗﻠﺐ ﺻﻨﺎﻋﻲ
ﻟﻤﺴﺎﻧﺪﺓ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻓﻲ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ، ﺃﻣﺎ
ﺍﻟﻤﺸﻐﻞ ﺍﻵﻟﻲ ﻭﺍﻟﺒﻄﺎﺭﻳﺎﺕ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻤﻀﺨﺔ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ
ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﻓﺘﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺧﺎﺭﺝ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﻤﺮﻳﺾ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻳﻘﻮﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﻗﻠﺐ ﺍﺻﻄﻨﺎﻋﻲ
ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻤﻬﺎﻡ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ، ﻭﺗﻤﺖ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﻨﺠﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺑﻘﺎﺭ . ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻛﺎﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ، ﻋﻠﻰ ﺑﻄﻴﻨﻴﻦ ﺍﺛﻨﻴﻦ ﻭﺃﺭﺑﻌﺔ
ﺻﻤﺎﻣﺎﺕ . ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻗﺖ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ
ﺍﻷﺑﺤﺎﺙ ﻟﻐﺎﻳﺔ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﻭﺟﻌﻠﻪ ﺑﺪﻳﻼ
ﻧﺎﺟﺤﺎ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ .
ﻭﺃﺧﻴﺮﺍً ﻧﺘﺬﻛﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ :
( ﺃﻻ ﻭ ﺇﻥّ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻣﻀﻐﺔ ﺇﺫﺍ ﺻﻠﺤﺖ ﺻﻠﺢ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻛﻠّﻪ ﻭ
ﺇﺫﺍ ﻓﺴﺪﺕ ﻓﺴﺪ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﻛﻠّﻪ ﺃﻻ ﻭ ﻫﻲ ﺍﻟﻘﻠﺐ ) [ ﺭﻭﺍﻩ
ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ] ... ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﻳﺼﻠﺢ ﻗﻠﺒﻚ ﻓﻌﻠﻴﻚ ﺑﺄﻓﻀﻞ
ﻭﺃﺳﻬﻞ ﻋﻼﺝ ﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺃﻻ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .. ﺍﺳﺘﻤﻊ
ﻭﺍﻗﺮﺃ ﻭﺗﺪﺑﺮ ﻭﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺗﺤﻔﻆ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﺪﺩ ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺳﻮﺭ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ .. ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﻴﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻳﻮﻡ ﺗﻤﻮﺕ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ..
ــــــــــــ
ﺑﻘﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﻜﺤﻴﻞ