ﺍﻧﺠﻠﻰ ﻓﺠﺮ ﺍﻷﺣﺪ ﻋﻦ ﺃﻏﻠﺐ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ
ﻣﻦ ﻣﺎﻳﻮ، ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻣﻊ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ﺗﺘﻀﺢ .
ﻭﺑﺎﺗﺖ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻨﺎﺧﺐ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﻠﻬﺎ
ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻭﻓﻲ ﺗﻨﻮﻋﻬﺎ، ﺃﻭ ﺑﻌﺒﺎﺭﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺎﺧﺒﻮﻥ ﻛﻠﻤﺘﻬﻢ
ﺑﻌﺪ ﻗﺮﺍﺑﺔ ﻧﺼﻒ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ، ﻭﻓﻖ ﺗﻌﺒﻴﺮ
ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺃﻥ ﺗﺄﺗﻲ ﺗﻜﻠﻴﻼ
ﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﺠﺎﻝ ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺳﺒﺎﻕ
ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﺎﺋﺪﺍ ﻣﻦ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﻭﺣﻞ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﺎﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﺑﺎﻟﻮﺳﺎﺋﻞ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺤﻈﻮﻅ .
ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺃﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻦ
ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ، ﻓﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﺸﺎﻭﺭ ﺍﻟﻤﺜﻤﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻋﺘﻪ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻼ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ، ﻭﻣﺎ ﻗﺪﻣﺖ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻣﻦ ﺗﺴﻬﻴﻼﺕ ﺇﺩﺍﺭﻳﺔ
ﻭﻣﻦ ﺩﻋﻢ ﻣﺎﻟﻲ، ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﺑﺪﺍﻳﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺘﻪ ﻧﻘﺎﺵ
ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻭﺍﺧﺘﺎﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﻟﻬﻢ،
ﻓﺘﺸﺎﻭﺭﻭﺍ ﻭﻧﺎﻗﺸﻮﺍ ﻭﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻭﻋﺎﺩﻭﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ، ﺛﻢ
ﻭﻗﻌﻮﺍ ﺍﺗﻔﺎﻗﻬﻢ ﻭﺑﺪﺃ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﻭﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻥ
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺭﺋﻴﺲ
ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻳﺴﻌﻰ ﺇﻟﻰ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﺫﺍﺕ ﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺔ
ﻋﺎﻟﻴﺔ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺭﺳﺎﻟﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﻴﻦ
ﺑﺄﻥ ﻳﻌﻤﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺽ ﺑﺮﺍﻣﺠﻬﻢ ﻭﺃﻥ ﻳﺘﻨﺎﻓﺴﻮﺍ ﺑﺸﻜﻞ
ﻳﺨﺪﻡ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻭﻳﻨﻤﻲ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ، ﻭﻫﻲ
ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﻲ، ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺫﻛَّﺮ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ
ﺑﻮﺿﻮﺡ " ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻬﺪﻭﺀ، ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺑﻴﻦ
ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺳﺎﺣﺘﻨﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺗﺸﻜﻞ ﻓﻲ ﺣﺪ ﺫﺍﺗﻬﺎ،
ﻣﻜﺴﺒﺎ ﻳﻠﺰﻣﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺻﻮﻧﻪ ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻴﻪ : ﻓﻠﻨﺨﺘﻠﻒ
ﺑﺎﺣﺘﺮﺍﻡ ، ﻭﻟﻨﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺗﺒﺎﻳﻦ ﺁﺭﺍﺋﻨﺎ ﺑﺮﻗﻲ، ﻭﻟﻨﺘﻨﺎﻓﺲ ﺑﻘﻮﺓ ،
ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻷﺧﻼﻗﻴﺔ ﻭﺍﻻﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻷﺩﺑﻲ"
ﻛﺎﻧﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﻓﺎﺗﺤﺔ ﺗﻌﺎﻁ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻋﺰﺯ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﻭﻱ ﻟﻜﻞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ
ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ، ﻭﻫﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻃﻲ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﻣﻊ
ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ، ﻓﻘﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﻪ
ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﺋﻴﺴﺎ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﻈﺎﻣﻪ ﺣﺎﻣﻴﺎ ﻟﻠﻮﺣﺪﺓ
ﻭﺍﻻﻧﺴﺠﺎﻡ ﻋﺎﻣﻼ ﺑﻜﻞ ﺟﺪ ﻭﺍﻗﺘﺪﺍﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻣﻴﻢ ﺍﻟﺘﻬﺪﺋﺔ
ﻭﺇﺻﻼﺡ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .
ﻭﻟﻌﻞ ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ
ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺗﻘﺪﻡ ﻟﻪ ﺍﻟﺘﻬﻨﺌﺔ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻭﻣﺎ
ﺍﻣﺘﺎﺯﺕ ﺑﻪ ﻣﻦ ﻫﺪﻭﺀ ﻭﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ ﻭﻣﺎ ﺣﻘﻘﺖ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﻤﺜﻞ
ﺗﺰﻛﻴﺔ ﻧﻮﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻮﻱ ﻟﻠﺒﻼﺩ .
ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ .. ﺍﻟﺮﺳﺎﻟﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﺣﺔ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ
ﺟﺎﺀﺕ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﻤﻞ ﺩﺅﻭﺏ ﻭﻣﺴﺘﻤﺮ،
ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺤﻮﻻﺕ ﻋﻤﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻓﻲ
ﺍﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺪﺍﻭﻟﺔ ﻓﻲ
ﻳﻮﻣﻴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ .
ﻟﻢ ﻳﺨﻒ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﺃﺕ
ﻣﻊ ﺍﻧﺘﺨﺎﺏ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺎﻃﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ
ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، ﻭﻓﻲ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﻭﻓﻲ
ﺧﺪﻣﺘﻬﻢ ﻭﺍﻻﻧﺤﻴﺎﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ .
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﻗﻊ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻫﻮ ﺗﻮﺳﻊ ﺩﺍﺋﺮﺓ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ، ﻭﺩﻭﻥ ﺃﻱ ﻣﻌﻴﺎﺭ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻻ ﻳﺮﻯ ﻫﺆﻻﺀ
ﺗﻐﻴﻴﺮﺍ ﻻ ﻳﻤﻨﺤﻬﻢ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﺃﻭ ﻻ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻤﻤﺎﺛﻠﻴﻦ ﻟﻬﻢ .
ﻛﻞ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﻛﺎﻧﺖ ﺩﺍﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺭﻛﻨﻴﻦ ﺃﺳﺎﺳﻴﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ ﺍﻧﻬﺎﺭﺍ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻨﺬ ﻭﺻﻮﻝ
ﻓﺨﺎﻣﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﻟﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﻐﺰﻭﺍﻧﻲ ﻭﻫﻤﺎ :
- ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﺔ ﻭﺩﻋﻮﻯ ﺍﻟﺤﻴﻒ : ﻭﻫﻮ ﺧﻄﺎﺏ ﺷﻬﺪﺕ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻗﺒﻞ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺠﺪ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ
ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻭﻳﻤﻬﺪ ﺍﻟﺴﺒﻞ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﻓﻖ، ﻭﻋﻜﺲ ﻣﺎ
ﻛﺎﻥ ﺳﺎﺋﺪﺍ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﺸﺘﺎﺋﻢ ﻭﺍﻟﺴﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻠﻐﺔ
ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺭﺍﻗﻴﺔ ﻭﺍﻷﺳﻠﻮﺏ ﻣﺮﻥ، ﻭﺳﺒﻞ ﺍﻟﺘﻼﻗﻲ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺃﺑﻮﺍﺏ
ﺍﻟﺘﻼﻏﻲ ﻣﻐﻠﻘﺔ، ﻭﺭﺅﻳﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻳﺴﻊ
ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻭﺃﻥ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻻ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ،
ﻭﺑﻬﺬﺍ ﺳﻘﻄﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺃﻃﺮﺍﻑ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﻣﺎ ﻻ ﺗﺘﺤﻤﻞ، ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﻭ
ﺍﻟﻌﺰﻑ ﻋﻠﻰ ﻭﺗﺮ ﻋﻨﺼﺮﻱ ﺗﺮﺍﻣﻰ ﺍﻟﻨﺴﻴﺎﻥ ﻧﻐﻤﺎﺗﻪ ﻏﻴﺮ
ﺍﻟﻤﻄﺮﺑﺔ ﻣﻊ ﻣﺮﺍﻣﻲ ﻭﻣﻀﺎﻣﻴﻦ ﺧﻄﺎﺑﺎﺕ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ
ﻓﻲ ﻭﺍﺩﺍﻥ ﻭﻧﺪﺍﺀ ﺟﻮﻝ .
- ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺍﻟﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻬﺸﺔ : ﻭﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﻳﻊ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ
ﻟﺨﻄﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﺮﻳﺾ ﻭﺍﻟﺘﻄﻔﻴﻒ، ﻭﻗﺪ ﺳﻘﻄﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ
ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻣﺘﺪﺕ ﻳﺪ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺩﻭﻥ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ
ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﻴﻦ ﻭﺍﻟﻀﻌﺎﻑ ﻋﺒﺮ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻧﻔﺬﺗﻬﺎ ﺗﺂﺯﺭ، ﻭﻋﺒﺮ
ﺍﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻲ ﻭﻋﺒﺮ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺔ
ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ .
ﻭﻟﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻫﻢ ﺑﻤﻜﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﻃﻴﻒ ﺃﻭ ﻃﺮﻑ ﺃﻭ ﻋﻘﻞ
ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺃﻥ ﻻ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ
ﻣﻮﺿﻊ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﺣﺘﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻠﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ
ﺭﻭﺡ ﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻭﻟﻦ ﻳﻨﺴﻮﺍ ﻣﻦ ﺃﻋﺎﻧﻬﻢ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺃﻋﺎﻥ
ﻋﻠﻴﻬﻢ .
ﻭﻻ ﺷﻚ ﺃﻧﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﻧﺘﺬﻛﺮ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺪﺭﺕ
ﻣﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻐﻴﻮﺭﻳﻦ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑﺄﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺴﺘﻄﻊ ﺗﺴﻮﻳﻖ ﻫﺬﻩ
ﺍﻹﻧﺠﺎﺯﺍﺕ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻭﻟﻢ ﺗﻮﺍﻛﺒﻬﺎ ﺣﻤﻠﺔ ﺍﺳﺘﻐﻼﻝ ﺳﻴﺎﺳﻲ،
ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺗﺄﺗﻲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻞ ﻭﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎﻡ
ﻟﺘﺆﻛﺪ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﺃﻥ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﺍﻹﻧﺠﺎﺯ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻧﺼﻊ ﻭﺃﻓﺼﺢ ﻣﻦ
ﺃﻱ ﺧﻄﺎﺏ ﺇﻋﻼﻣﻲ ﺃﻭ ﺃﺩﺍﺀ ﺳﻴﺎﺳﻲ، ﻭﻗﺪﻳﻤﺎ ﻭﺣﺪﻳﺜﺎ ﻛﺎﻧﺖ
ﺍﻟﺠﻮﺩﺓ ﻭﺍﻹﺗﻘﺎﻥ ﺃﺑﺮﺯ ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﺘﺴﻮﻳﻖ ﻭﺃﺳﺮﻉ ﺭﺳﻞ ﺍﻹﺑﺎﻧﺔ
ﻭﺍﻟﺘﺒﻠﻴﻎ .
ﻻ ﻳﺴﻌﻨﻲ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻻﺳﺘﻔﺎﺿﺔ ﻓﻲ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺭﺳﺎﺋﻞ ﻫﺬﻩ
ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ، ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺘﻌﻴﺪ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ
ﻋﻤﻴﻖ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺃﺗﻮﻗﻒ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﻭﺇﻛﺒﺎﺭ ﻷﺧﻲ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺭﺋﻴﺲ
ﺣﺰﺏ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﻣﺎﺀ ﺍﻟﻌﻴﻨﻴﻦ ﻭﻟﺪ ﺃﻳﻴﻪ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻤﻞ
ﻛﺜﻴﺮﺍ، ﻭﻳﺘﻜﻠﻢ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﺑﺮﺯﺍﻧﺔ ﻭﺇﺑﺎﻧﺔ ﻭﺃﺧﻼﻕ ﻋﺎﻟﻴﺔ، ﻓﻘﺪ
ﻛﺎﻧﺖ ﺇﺩﺍﺭﺗﻪ ﺍﻟﻨﻮﻋﻴﺔ ﻭﺗﻨﺴﻴﻘﻪ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ ﺣﻴﺜﻴﺎﺕ
ﻭﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻹﺧﺎﺀ ﻭﺍﻟﻠﺒﺎﻗﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻃﺒﻌﺖ ﻋﻤﻠﻪ
ﻭﺃﺳﻠﻮﺑﻪ ﺟﺰﺀ ﺃﺳﺎﺳﻴﺎ ﻣﻦ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺤﻘﻖ
ﻭﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺭﺳﺖ ﻣﻌﺎﻟﻤﻪ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ
13 ﻣﺎﻳﻮ .2023
ﺃﺭﻧﻮ ﺇﻟﻰ ﺟﺒﺎﻝ ﺗﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺸﻤﺎﺀ ﻭﺃﺩﻭﻳﺘﻬﺎ ﻭﻧﺨﻴﻠﻬﺎ ﻭﺃﺟﺪﺩ
ﻟﺰﻣﻼﺋﻲ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺭﺍﻓﻘﻮﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﻤﻠﺔ ﺣﺰﺏ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑ ﺍﻟﺘﻬﻨﺌﺔ
ﺑﻤﺎ ﺣﻘﻘﻮﺍ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺑﺎﻫﺮﺓ ﻭﻣﻦ ﻧﺼﺮ ﺣﺎﺳﻢ ﻭﺗﻠﻚ ﺭﺳﺎﻟﺔ
ﺃﺧﺮﻯ ﺗﺠﺮﻱ ﺑﺎﻟﺨﻴﺮ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﻛﻤﺎ ﺗﺠﺮﻱ ﺑﺬﻟﻚ ﻭﺩﻳﺎﻥ ﺗﻜﺎﻧﺖ
ﺍﻟﻤﻔﻌﻤﺔ ﻋﻄﺎﺀ ﻭﻧﻤﺎﺀ ﻭﺷﺬﻯ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻧﺒﻴﻞ .
ﺃﺟﺪﺩ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻟﻜﻞ ﺳﺎﻛﻨﺔ ﺗﻜﺎﻧﺖ ﻓﺎﻋﻠﻴﻦ ﻭﺃﻃﺮ ﻭﻭﺟﻬﺎﺀ
ﻭﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻧﺎﺧﺐ، ﻭﺍﻟﺘﻬﻨﺌﺔ ﻟﻠﻔﺎﺋﺰﻳﻦ