ﺃﻧﻜﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺸﻜﻜﻴﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﺍﻟﻮﺍﺭﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ، ﻭﻗﺪ
ﺃﺛﺒﺖ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻭﻣﻀﺮ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﻍ ....
ﻓﻲ ﺑﺤﺚ ﺟﺪﻳﺪ ( 2013-6 ) ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻳﻨﺸﻂ
ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻌﻘﺪ ﺟﺪﺍً ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﺪ، ﻓﺎﻟﺪﻡ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﻋﺒﺮ ﺃﺟﺰﺍﺀ
ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﺍﻟﻨﺸﻄﺔ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻌﺎﻃﻔﻴﺔ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ . ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ
ﺗﻜﻮﻥ ﺳﻌﻴﺪﺍً ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻳﻨﺸﻂ ﻓﻲ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻣﺤﺪﺩﺓ ﻗﻠﻴﻠﺔ
ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻬﻞ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ .
ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﺣﺰﻳﻨﺎً ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺑﺬﻝ ﺟﻬﻮﺩ
ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺸﻂ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺃﻛﺜﺮ ﻓﻴﻪ ﻭﻳﺠﻬﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ،
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺼﺢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﻌﺪﻡ ﺍﻟﺤﺰﻥ ﺗﻔﺎﺩﻳﺎً ﻟﺘﻠﻒ ﺧﻼﻳﺎ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ
ﻭﺍﻟﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﺍﻟﻤﺒﻜﺮﺓ ﺃﻭ ﻣﺮﺽ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ .
ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻓﻘﺪ ﻻﺣﻆ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻧﻪ ﻳﺆﺫﻱ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻭﻳﺴﺒﺐ
ﺍﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺴﺪ
ﻣﺸﻮﺷﺎً ﻭﻳﺼﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺤﺴﺪ .
ﺑﻌﺪ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺗﺒﻴﻦ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﻣﻦ
ﺧﻼﻝ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻤﺴﺢ ﺑﺎﻟﺮﻧﻴﻦ ﺍﻟﻤﻐﻨﻄﻴﺴﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻣﺎﻍ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻓﻮﺿﻰ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﺤﺴﺪ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺇﻥ ﺍﻟﺤﺴﺪ
ﻋﺎﺩﺓ ﺳﻴﺌﺔ ﻭﻣﻀﺮﺓ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎﻍ .
ﻭﻳﻌﺮﻑ ﺍﻟﺤﺴﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺗﻤﻨﻲ ﺯﻭﺍﻝ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻋﻦ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ،
ﻭﻗﺪ ﻧﻬﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺴﻴﺌﺔ، ﺑﻞ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻧﻠﺠﺄ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻧﺴﺘﻌﻴﺬ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺷﺮ ﺍﻟﺤﺎﺳﺪﻳﻦ، ﻳﻘﻮﻝ
ﺗﻌﺎﻟﻰ : (ﻭَﻣِﻦْ ﺷَﺮِّ ﺣَﺎﺳِﺪٍ ﺇِﺫَﺍ ﺣَﺴَﺪَ ) [ﺍﻟﻔﻠﻖ : 5 ] .
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻛﺘﺸﺎﻑ ﻳﺆﻛﺪ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻻ ﻳﻨﺎﻗﺾ
ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻓﻘﺪ ﺷﻜﻚ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪﻭﻥ ﺑﺂﻳﺎﺕ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﻭﺍﻟﺤﺴﺪ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ
ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻨﻤﻞ ﻭﻋﺮﻭﺝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ... ﻭﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻳﻜﺸﻒ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺜﺒﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﺘﺎﺏ ﻋﻠﻤﻲ ﻳﺨﺎﻃﺐ
ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﻘﻠﺐ ... ﻓﺎﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ .
ــــــــــــ
ﺑﻘﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﻜﺤﻴﻞ