ﻫﻞ ﻳﺠﻮﺯ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻄﺮﺡ ﺃﺳﺌﻠﺔ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺗﻌﺎﻟﻰ؟ ﻭﻫﻞ ﻳﺠﻮﺯ
ﺃﻥ ﻧﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﻜﺎﻓﺮ ﻭﺍﻟﻤﺆﻣﻦ .. ﻭﺃﻥ
ﻧﻄﺮﺡ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﺬﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ؟؟ ﺩﻋﻮﻧﺎ
ﻧﺘﺪﺑﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ....
ﻫﻨﺎﻙ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺴﺎﺅﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﺣﻬﺎ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺸﺮّ؟ ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺛﻢ
ﻳﻌﺬﺑﻬﻢ؟ ﺑﻞ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺃﺻﻼً؟ ﻭﺗﺴﺎﺅﻻﺕ ﺃﺧﺮﻯ
ﺭﺑﻤﺎ ﻻ ﻧﺠﺪ ﺟﻮﺍﺑﺎً ﻋﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﻨﺎ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ ...
ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻣﻦ ﺟﻮﺍﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ؟
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻮ ﺷﺎﺀ ﻟﻬﺪﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎً : ( ﻭَ ﻟَﻮْ
ﺷَﺎﺀَ ﺭَﺑُّﻚَ ﻟَﺂﻣَﻦَ ﻣَﻦْ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻛُﻠُّﻬُﻢْ ﺟَﻤِﻴﻌًﺎ ﺃَﻓَﺄَﻧْﺖَ ﺗُﻜْﺮِﻩُ
ﺍﻟﻨَّﺎﺱَ ﺣَﺘَّﻰ ﻳَﻜُﻮﻧُﻮﺍ ﻣُﺆْﻣِﻨِﻴﻦَ ) [ ﻳﻮﻧﺲ : 99 ] ... ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ
ﻟﻢ ﻳﻬﺪِ ﺍﻟﻠﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ؟؟
ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻬﺪﻑ؟ ﻳﻘﻮﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
( ﻭَ ﻣَﺎ ﺧَﻠَﻘْﻨَﺎ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽَ ﻭَ ﻣَﺎ ﺑَﻴْﻨَﻬُﻤَﺎ ﺇِﻟَّﺎ ﺑِﺎﻟْﺤَﻖِّ ﻭَ
ﺇِﻥَّ ﺍﻟﺴَّﺎﻋَﺔَ ﻟَﺂﺗِﻴَﺔٌ ﻓَﺎﺻْﻔَﺢِ ﺍﻟﺼَّﻔْﺢَ ﺍﻟْﺠَﻤِﻴﻞَ ) ] ﺍﻟﺤﺠﺮ : 85 ] ...
ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﺠﺪ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻤﻬﺎ ﻛﺒﺸﺮ، ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ؟ ﻭﻫﻞ
ﻛﻼﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﻓﻴﻪ ﺗﻔﺼﻴﻞ؟ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻮﺍً
ﻛﺒﻴﺮﺍً .
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﺁﻳﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﺷﻐﻠﺘﻨﻲ ﻭﻟﻢ ﺃﻓﻬﻢ ﻣﻌﻨﺎﻫﺎ
ﺇﻻ ﻣﺆﺧﺮﺍً، ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺨﺎﻃﺒﺎً ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻄﺮﺡ
ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻟَﺎ ﻳُﺴْﺄَﻝُ ﻋَﻤَّﺎ ﻳَﻔْﻌَﻞُ
ﻭَ ﻫُﻢْ ﻳُﺴْﺄَﻟُﻮﻥَ ) [ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ : 23 ] .. ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻻ ﻳُﺴﺄﻝ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ، ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻳُﺴﺄﻟﻮﻥ ﻋﻤﺎ ﻳﻌﻤﻠﻮﻥ !
ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺫﻟﻚ؟
ﺇﻥ ﺃﻱ ﺳﺆﺍﻝ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﻥ ﻳﻄﺮﺣﻪ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ
ﺟﻮﺍﺏ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ .. ﻓﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺃﻱ
ﺳﺆﺍﻝ ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻧﻮﻋﻪ، ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ .. ﻭﺃﻱ ﺳﺆﺍﻝ
ﻻ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺆﺍﻻً ﻣﺴﺘﺤﻴﻼً ﺃﻱ ﻏﻴﺮ
ﻣﻨﻄﻘﻲ .. ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻴﻒ ﻳﻜﻮﻥ ﺫﻟﻚ؟
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺄﻝ ﺃﺣﺪﺍً ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﻛﺬﺍ، ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﺁﺧﺮ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ ! ﻓﺈﺫﺍ ﺳﺄﻟﺖ ﺷﺨﺼﺎً ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﺷﺘﺮﻳﺖ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺭﺓ .. ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﺷﺨﺎﺻﺎً ﻟﻢ ﻳﺸﺘﺮﻭﺍ ﺃﻱ
ﺳﻴﺎﺭﺓ .. ﻓﺘﺤﺪﺙ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﻫﺆﻻﺀ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﻜﻮﻥ
ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻭﺳﻬﻠﺔ ... ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻛﻞ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﺔ .
ﻭﻟﺘﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ ﺻﺪﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻋﺰﻳﺰﻱ ﺍﻟﻘﺎﺭﺉ ﺃﺭﺟﻮ ﺃﻥ
ﺗﺴﺄﻝ ﻧﻔﺴﻚ ﺃﻱ ﺳﺆﺍﻝ .. ﻭﺳﻮﻑ ﺗﺠﺪ ﺃﻥ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺸﻲﺀ ﺁﺧﺮ . ﻓﻠﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺪﺭﺱ ..
ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺨﺼﺎً ﺁﺧﺮ ﺩﺭﺱ .. ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﺗﺬﻫﺐ ..
ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺷﺨﺼﺎً ﺁﺧﺮ ﺫﻫﺐ .. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﺗﺤﺐ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ .. ﻫﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻧﺎﺳﺎً ﻳﺤﺒﻮﻥ ﻧﻔﺲ
ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ..
ﺇﻥ ﺃﻱ ﺳﺆﺍﻝ ﻣﻄﺮﻭﺡ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻨﻄﻘﻴﺎً ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺨﻀﻊ
ﻟﻠﻤﻘﺎﺭﻧﺔ .. ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻏﻴﺮ
ﻣﻨﻄﻘﻲ .. ﻣﺜﻼً ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻴﺖ ﻻ ﻳﺄﻛﻞ؟؟ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺧﻄﺄ
ﻣﻨﻄﻘﻴﺎً، ﻷﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻴﺖ ﻳﺄﻛﻞ !!
ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺸﺮّ؟ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻲ، ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ
ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺇﻟﻪ ﺁﺧﺮ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺣﺘﻰ ﻧﻘﻮﻝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ
ﺍﻟﺸﺮّ؟ ﺇﺫﺍً ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻷﻧﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ
ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻪ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﻧﻪ ﻣﻌﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻟﻴﺲ
ﻫﻨﺎﻙ ﺁﻟﻬﺔ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺣﺘﻰ ﻗﺎﺭﻥ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ...
ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻓﻴﺠﻮﺯ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻷﻥ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ
ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﻮﻡ ﺑﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻟﻠﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﻛﻞ
ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﺗُﺴﺄﻝ ﻋﻤﺎ ﺗﻔﻌﻞ .. ﻭﻫﺬﺍ ﺃﻣﺮ
ﻣﻨﻄﻘﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎً . ﻓﻠﻮ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﺷﺨﺼﺎً ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﻣﻨﻌﺰﻟﺔ ﻋﻦ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ ﻭﺣﻴﺪﺍً ﻟﻤﺪﺓ ﻳﻮﻡ ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻊ ﺃﻱ
ﺷﺨﺺ ﺁﺧﺮ .. ﻭﻗﻤﻨﺎ ﺑﻄﺮﺡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻻ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﺃﺣﺪ؟ ﻫﺬﺍ ﺳﺆﺍﻝ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻷﻧﻪ ﻻ
ﻳﻮﺟﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﺣﺪ ﻟﻴﺘﻜﻠﻢ ﻣﻌﻪ .. ﺃﻱ ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ
ﻣﻨﻄﻘﻴﺎً ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻠﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺷﻲﺀ ﺁﺧﺮ .. ﻓﺎﻟﺤﻮﺍﺭ
ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﺸﺨﺺ ﻭﺍﺣﺪ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﺛﻨﻴﻦ
ﻓﺄﻛﺜﺮ ..
ﺇﺫﺍً ﻫﻨﺎﻙ ﺧﺎﻟﻖ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻭﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ، ﻭﻫﻮ ﻣﻄﻠﻖ
ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ .... ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ
ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻭﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﺍﻟﺬﻛﺎﺀ ﻭﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﺍﻟﻘﻮﺓ ... ﻓﻼ
ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻘﺎﺭﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺑﺎﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﻄﺮﺡ
ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ، ﺃﻥ ﻧﻄﺮﺣﻬﺎ
ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ .. ﻫﺬﺍ ﺧﻄﺄ ﻣﻨﻄﻘﻲ ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳُﺴﺄﻝ ﺃﺑﺪﺍً ..
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﻛﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺃﻥ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺭﺩﺕ
ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺗﻀﻤﻨﺖ ﺃﻛﺒﺮ ﻋﺪﺩ ﻟﺘﻜﺮﺍﺭ ﻛﻠﻤﺔ (ﺁﻟﻬﺔ ) ﻋﻠﻰ
ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺣﻴﺚ ﻭﺭﺩﺕ 9 ﻣﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ . ﺃﻱ
ﺃﻥ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺳﻮﺭﺓ ﻧﺎﻗﺸﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ
ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻭﻣﺎ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻓﺴﺎﺩ ﻭﻛﻮﺍﺭﺙ ﻭﻓﻮﺿﻰ،
ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻧﺠﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ( ﻟَﺎ
ﻳُﺴْﺄَﻝُ ﻋَﻤَّﺎ ﻳَﻔْﻌَﻞُ ) .
ﻭﺇﺫﺍ ﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﺍﻟﻨﺺ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﺳﻮﻑ ﻧﺠﺪ
ﺷﻴﺌﺎً ﻏﺮﻳﺒﺎً، ﻟﻨﺘﺄﻣﻞ ...
ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : (ﺃَﻡِ ﺍﺗَّﺨَﺬُﻭﺍ ﺁﻟِﻬَﺔً ﻣِﻦَ ﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻫُﻢْ ﻳُﻨْﺸِﺮُﻭﻥَ * ﻟَﻮْ
ﻛَﺎﻥَ ﻓِﻴﻬِﻤَﺎ ﺁﻟِﻬَﺔٌ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻟَﻔَﺴَﺪَﺗَﺎ ﻓَﺴُﺒْﺤَﺎﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺭَﺏِّ ﺍﻟْﻌَﺮْﺵِ
ﻋَﻤَّﺎ ﻳَﺼِﻔُﻮﻥَ * ﻟَﺎ ﻳُﺴْﺄَﻝُ ﻋَﻤَّﺎ ﻳَﻔْﻌَﻞُ ﻭَ ﻫُﻢْ ﻳُﺴْﺄَﻟُﻮﻥَ * ﺃَﻡِ
ﺍﺗَّﺨَﺬُﻭﺍ ﻣِﻦْ ﺩُﻭﻧِﻪِ ﺁﻟِﻬَﺔً ﻗُﻞْ ﻫَﺎﺗُﻮﺍ ﺑُﺮْﻫَﺎﻧَﻜُﻢْ ﻫَﺬَﺍ ﺫِﻛْﺮُ ﻣَﻦْ ﻣَﻌِﻲَ
ﻭَ ﺫِﻛْﺮُ ﻣَﻦْ ﻗَﺒْﻠِﻲ ﺑَﻞْ ﺃَﻛْﺜَﺮُﻫُﻢْ ﻟَﺎ ﻳَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ ﺍﻟْﺤَﻖَّ ﻓَﻬُﻢْ ﻣُﻌْﺮِﺿُﻮﻥَ )
[ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ : 24-21 ] . ﺗﺄﻣﻠﻮﺍ ﻣﻌﻲ ﻛﻴﻒ ﻭﺭﺩﺕ ﺁﻳﺔ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ
( ﻟَﺎ ﻳُﺴْﺄَﻝُ ﻋَﻤَّﺎ ﻳَﻔْﻌَﻞُ ﻭَ ﻫُﻢْ ﻳُﺴْﺄَﻟُﻮﻥَ ) ﺑﻴﻦ ﺁﻳﺘﻴﻦ ﺫﻛﺮﺕ ﻓﻴﻬﻤﺎ
ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ .. ﻓﻘﺒﻞ ﺍﻵﻳﺔ ﺫﻛﺮﺕ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻵﻳﺔ
ﺫﻛﺮﺕ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﻭﻛﻠﺘﺎ ﺍﻵﻳﺘﻴﻦ ﺑﺼﻴﻐﺔ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻟﻠﻤﺸﺮﻛﻴﻦ .
ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺁﻟﻬﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳُﺴﺄﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ .. ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻵﻟﻬﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ
ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺑﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺇﻻ ﺇﻟﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻓﻠﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ
ﺃﻱ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﺁﻟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻓﻲ
ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻭﻏﻴﺮ ﻣﻨﻄﻘﻲ .
ﻗﺎﻝ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺃﺣﺪﻫﻢ : ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺘﺐ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﺄﻧﺎ ﻻ
ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺧﺎﻟﻒ ﻣﺎ ﻛﺘﺐ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﻣﻌﺼﻴﺘﻲ ﻟﻠﻪ
ﻫﻲ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺃﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻭﺃﺧﺎﻟﻒ ﺃﻣﺮ
ﺍﻟﻠﻪ !! ﻭﻗﻠﺖُ ﻟﻪ : ﺇﺫﺍ ﻛﻨﺖَ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﻧﺖ ﻣﺆﻣﻦ
ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻣﻄﻠﻘﺎً ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻷﻧﻚ ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ
ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺑﺄﻣﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ! ﻭﺍﺳﺘﻐﺮﺏ ﻭﻗﺎﻝ ﻛﻴﻒ
ﺫﻟﻚ؟ ﻭﻛﻴﻒ ﺃﻋﺼﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﻧﺎ ﻣﺆﻣﻦ ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻣﻄﻠﻘﺎً؟
ﻭﻗﻠﺖُ ﻟﻪ ﺇﺫﺍً ﺃﻧﺖ ﻟﺴﺖَ ﻣﺆﻣﻨﺎً ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻣﻄﻠﻘﺎً .. ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ
ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻗﺪﺭﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻭﺃﻧﻪ ﻛﺘﺐ ﻛﻞ
ﺷﻲﺀ ﻭﻗﺪﺭ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ... ﻭﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻳﻘﺬﻑ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ؟
ﻓﺄﻧﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻌﺼﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺄﻧﺖ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﻋﺬﺍﺏ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻧﺤﻦ ﻛﺒﺸﺮ ﻧﻜﺮﻩ ﺫﻟﻚ .. ﻓﻤﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﻳﻘﺘﻨﻊ
ﺑﺄﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺮﻛﺎﻥ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﺛﻢ ﻳﺬﻫﺐ ﻟﻴﻠﻘﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻴﻪ !!
ﺇﺫﺍً ﺃﻧﺖ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻲّ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﻓﺈﻧﻚ
ﺗﺨﺬﻉ ﻧﻔﺴﻚ ﻭﻻ ﺗﻘﻮﻝ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ؟ ﻷﻧﻚ ﻟﻮ ﺃﺩﺭﻛﺖ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺃﻥ
ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺘﺐ ﻋﻠﻴﻚ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ .. ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﻘﺪﻡ ﻋﻠﻰ
ﻣﻌﺼﻴﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺳﺘﻘﻮﺩﻙ ﺇﻟﻰ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ .. ﺇﺫﺍً
ﺃﻧﺖ ﻟﺴﺖ ﻣﺆﻗﻨﺎً ﺑﻨﺎﺭ ﺟﻬﻨﻢ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﺴﺖ ﻣﻮﻗﻨﺎً ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ
ﻛﺘﺐ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ !
ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﺳَﻴَﻘُﻮﻝُ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺃَﺷْﺮَﻛُﻮﺍ ﻟَﻮْ ﺷَﺎﺀَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣَﺎ
ﺃَﺷْﺮَﻛْﻨَﺎ ﻭَ ﻟَﺎ ﺁﺑَﺎﺅُﻧَﺎ ﻭَ ﻟَﺎ ﺣَﺮَّﻣْﻨَﺎ ﻣِﻦْ ﺷَﻲْﺀٍ ﻛَﺬَﻟِﻚَ ﻛَﺬَّﺏَ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ
ﻣِﻦْ ﻗَﺒْﻠِﻬِﻢْ ﺣَﺘَّﻰ ﺫَﺍﻗُﻮﺍ ﺑَﺄْﺳَﻨَﺎ ﻗُﻞْ ﻫَﻞْ ﻋِﻨْﺪَﻛُﻢْ ﻣِﻦْ ﻋِﻠْﻢٍ
ﻓَﺘُﺨْﺮِﺟُﻮﻩُ ﻟَﻨَﺎ ﺇِﻥْ ﺗَﺘَّﺒِﻌُﻮﻥَ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟﻈَّﻦَّ ﻭَ ﺇِﻥْ ﺃَﻧْﺘُﻢْ ﺇِﻟَّﺎ ﺗَﺨْﺮُﺻُﻮﻥَ )
[ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ : 148 ] .
ﻧﺘﺎﺋﺞ
-1 ﺇﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺁﻳﺔ ﺗﺨﺒﺮﻧﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻻ ﻳُﺴﺄﻝ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﻌﻞ،
ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻭﺗﻜﺮﺍﺭ ﻛﻠﻤﺔ (ﺁﻟﻬﺔ ) ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺴﻮﺭﺓ 9
ﻣﺮﺍﺕ ﻭﻫﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺳﻮﺭﺓ ﻭﺭﺩﺕ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ
ﺇﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺿﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻵﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﺓ
ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺟﺪﺍً ﻭﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ
ﻭﻫﻢ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻵﻟﻬﺔ .. ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻤﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻲ ﺃﻥ ﻧﺴﺄﻝ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻤﺎ ﻳﻔﻌﻠﻪ ﻷﻧﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﻣﺜﻴﻞ ﻟﻪ ... ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺠﻮﺯ
ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻗﺎﺕ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻭﻟﻬﺎ
ﻣﺜﻴﻞ .
-2 ﻟﻮ ﻓﺮﺿﻨﺎ ﺟﺪﻻً ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺇﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻟﻔﺴﺪ
ﺍﻟﻜﻮﻥ، ﻭﻟﺪﺍﺭﺕ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﺑﻴﻦ ﺍﻵﻟﻬﺔ ( ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ
ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ) ، ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( ﻣَﺎ ﺍﺗَّﺨَﺬَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻣِﻦْ ﻭَﻟَﺪٍ ﻭَ ﻣَﺎ ﻛَﺎﻥَ ﻣَﻌَﻪُ
ﻣِﻦْ ﺇِﻟَﻪٍ ﺇِﺫًﺍ ﻟَﺬَﻫَﺐَ ﻛُﻞُّ ﺇِﻟَﻪٍ ﺑِﻤَﺎ ﺧَﻠَﻖَ ﻭَ ﻟَﻌَﻠَﺎ ﺑَﻌْﻀُﻬُﻢْ ﻋَﻠَﻰ
ﺑَﻌْﺾٍ ﺳُﺒْﺤَﺎﻥَ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﻋَﻤَّﺎ ﻳَﺼِﻔُﻮﻥَ ) [ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ : 91 ] ... ﺃﻱ ﺃﻥ
ﻭﺟﻮﺩ ﺇﻟﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ، ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺁﻟﻬﺔ
ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ .. ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ
ﻧﻈﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻧﻔﺲ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺗﺤﻜﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻜﻮﻥ .. ﻓﻬﺬﺍ ﻳﻌﻨﻲ
ﻭﺟﻮﺩ ﺇﻟﻪ ﻭﺍﺣﺪ ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ .
-3 ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ : ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻻ ﻳُﺴﺄﻝ، ﻓﺈﻥ ﺟﻮﺍﺏ
ﺃﻱ ﺳﺆﺍﻝ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻔﻖ
ﻣﻊ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺃﺳﻤﺎﺋﻪ ﺍﻟﺤﺴﻨﻰ . ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺧﺎﻟﻖ ﺍﻟﻜﺎﻓﺮ
ﻭﻳﻌﺬﺑﻪ .. ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻌﺪﻝ .. ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﻭﻳﻜﺮﻣﻪ
ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﻣﻨﺘﻬﻰ ﺍﻟﻌﺪﻝ ... ﻭﺧﻠﻖ ﺍﻟﻨﺎﺭ ﻭﺍﻟﺠﻨﺔ ﻭﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
ﻭﺍﻷﺭﺽ ... ﻭﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﺧﻠﻘﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺎﻟﺤﻖ ..
-4 ﺇﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻧﺮﺍﻩ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻣﻦ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺟﺴﻴﻤﺔ ﺗﻌﺼﻒ ﺑﻌﺎﻟﻤﻨﺎ
ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻫﻮ ﺑﻼﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺧﺘﺒﺎﺭ ﻭﺍﻣﺘﺤﺎﻥ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ،
ﻭﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻧﺴﺄﻝ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﺴﻤﺢ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻬﺬﻩ
ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻤﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻭﺗﺪﻣﻴﺮ، ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ ﻳﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻳﻤﻨﻊ ﻗﺘﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻣﺜﻼً ... ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﺪﻳﻪ ﺣﻜﻤﺔ
ﻋﻈﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻻ ﺗﺪﺭﻛﻬﺎ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩﺓ .. ﻭﺍﻟﻠﻪ
ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻔﻌﻞ : ( ﻭَ ﻋَﺴَﻰ ﺃَﻥْ ﺗَﻜْﺮَﻫُﻮﺍ ﺷَﻴْﺌًﺎ ﻭَ ﻫُﻮَ ﺧَﻴْﺮٌ ﻟَﻜُﻢْ ﻭَ
ﻋَﺴَﻰ ﺃَﻥْ ﺗُﺤِﺒُّﻮﺍ ﺷَﻴْﺌًﺎ ﻭَ ﻫُﻮَ ﺷَﺮٌّ ﻟَﻜُﻢْ ﻭَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻳَﻌْﻠَﻢُ ﻭَ ﺃَﻧْﺘُﻢْ ﻟَﺎ
ﺗَﻌْﻠَﻤُﻮﻥَ ) [ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 216 ] .
-5 ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺩﻭﻥ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ ﻋﻠﻰ
ﺣﻜﻤﺔ ﺍﻟﻠﻪ ( ﻭَ ﺍﻟﺮَّﺍﺳِﺨُﻮﻥَ ﻓِﻲ ﺍﻟْﻌِﻠْﻢِ ﻳَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﺁﻣَﻨَّﺎ ﺑِﻪِ ﻛُﻞٌّ ﻣِﻦْ
ﻋِﻨْﺪِ ﺭَﺑِّﻨَﺎ ﻭَ ﻣَﺎ ﻳَﺬَّﻛَّﺮُ ﺇِﻟَّﺎ ﺃُﻭﻟُﻮ ﺍﻟْﺄَﻟْﺒَﺎﺏِ ) [ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ : 7 ] ...
ﻓﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﻌﻘﻞ ﻭﺗﻔﻜﻴﺮ ﻭﺗﺬﻛﺮ .. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻟﻤﻠﺤﺪ
ﻳﻌﺘﺮﺽ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ( ﻭَ ﺃَﻣَّﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻛَﻔَﺮُﻭﺍ ﻓَﻴَﻘُﻮﻟُﻮﻥَ ﻣَﺎﺫَﺍ
ﺃَﺭَﺍﺩَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﺑِﻬَﺬَﺍ ﻣَﺜَﻠًﺎ ﻳُﻀِﻞُّ ﺑِﻪِ ﻛَﺜِﻴﺮًﺍ ﻭَ ﻳَﻬْﺪِﻱ ﺑِﻪِ ﻛَﺜِﻴﺮًﺍ ﻭَ ﻣَﺎ
ﻳُﻀِﻞُّ ﺑِﻪِ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟْﻔَﺎﺳِﻘِﻴﻦَ ) [ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 26 ] .
ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ ( ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺎﺕ ﻣﺜﻼً )
ﻳﻄﺮﺣﻮﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻭﻳﻌﻄﻮﻧﻚ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺃﺟﻮﺑﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﺣﺪ
ﺻﺤﻴﺢ ﻭﺛﻼﺛﺔ ﺧﻄﺄ .. ﻭﻻ ﻳﺪﻟﻚ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ، ﺑﻞ ﻳﺘﺮﻛﻚ ﻟﻴﺨﺘﺒﺮ ﻣﺪﻯ ﺩﺭﺍﺳﺘﻚ ﻭﺗﻤﻜﻨﻚ ﻣﻦ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ . ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻣﺘﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺑﻞ ﺃﺳﻬﻞ
ﺑﻜﺜﻴﺮ .
ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ : ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻖ
ﺍﻟﺨﻄﺄ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻟﻚ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺩﻱ
ﺑﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ ﻭﺍﻟﺠﻨﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺍﻟﺬﻱ
ﻳﺆﺩﻱ ﺑﻚ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺨﺴﺮﺍﻥ ﻭﺍﻟﻨﺎﺭ ... ﺑﻞ ﻭﻳﺄﻣﺮﻙ ﺃﻥ ﺗﺘﺒﻊ
ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ... ﻭﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ، ﻣﻌﻈﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻳﺘﺒﻌﻮﻥ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺨﻄﺄ ﺑﻞ ﻭﻳﺠﺤﺪﻭﻥ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ... ﺛﻢ
ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻳﻌﺬﺑﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ !
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺭﺩ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻠﺤﺪ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ
ﻳﻄﺮﺡ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ : ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻓﻌﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﻛﺬﺍ ﻭﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﻛﺬﺍ ...
ﻷﻥ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺗﻘﻊ ﺧﺎﺭﺝ ﺣﺪﻭﺩ ﻋﻘﻮﻟﻨﺎ
ﻭﻣﻨﻄﻘﻨﺎ .. ﻭﻟﻦ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻓﻬﻢ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻷﻧﻨﺎ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺕ
ﻣﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺍﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ...
-6 ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﻴﺔ ﺗﻘﻮﺩﻧﺎ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺳﺮّ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻭﺍﻟﻘﺪﺭ
ﻭﺃﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺴﻴّﺮ ﺃﻡ ﻣﺨﻴّﺮ .. ﻓﺎﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ
ﻳﻘﻊ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻨﻄﻘﻨﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ، ﻷﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﻠﻖ
ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻭﺿﻎ ﻧﻈﺎﻣﺎً ﻣﺤﺪﺩﺍً ﻫﻮ ﺍﻷﻓﻀﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ .. ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺃﻗﻠﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻜﻔﺎﺭ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ...
( ﻭَ ﻗَﻠِﻴﻞٌ ﻣِﻦْ ﻋِﺒَﺎﺩِﻱَ ﺍﻟﺸَّﻜُﻮﺭُ ) [ﺳﺒﺄ : 13 ] ..
ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺨﻴﺮ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻓﻴﻤﺎ ﻟﻮ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ
ﺑﻤﻨﻄﻘﻨﺎ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﺍﻟﻌﻘﻠﻲ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ .. ﻭﻟﻜﻦ ﺇﺫﺍ ﻧﻈﺮﻧﺎ ﻣﻦ
ﺧﺎﺭﺝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻄﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻧﺪﺭﻛﻪ ﺃﻭ ﻧﻔﻬﻤﻪ ﻟﺮﺃﻳﻨﺎ
ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﺤﻜﻮﻡ ﺑﻜﻞ ﺷﻲﺀ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻳﻀﻞّ
ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻭﻳﻬﺪﻱ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ، ﻭﻟﻮ ﺷﺎﺀ ﻟﻬﺪﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺟﻤﻴﻌﺎً ..
ﻭﻟﻮ ﺷﺎﺀ ﻟﻢ ﻳﻜﻔﺮ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻭﺍﺣﺪ، ﻭﻟﻮ ﺷﺎﺀ ﻟﻢ ﻳﻌﺼﻪ ﺃﺣﺪ ...
ﺇﺫﺍً ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ
ﺇﻳﻤﺎﻧﺎً ﻣﻄﻠﻘﺎً ... ( ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳُﺆْﻣِﻨُﻮﻥَ ﺑِﺎﻟْﻐَﻴْﺐِ ) [ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ : 3 ] ... ﻷﻥ
ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ ..
ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻌﺼﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺃﻭ
ﺍﻟﻜﻔﺮ ... ﻭﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻬﺪِ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻨﺎﺱ .. ﺃﻭ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ
ﻭﻗﻮﻉ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ... ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﻮﻝ ﺫﻟﻚ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﻫﻮ
ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺬﻭﻕ ﺣﻼﻭﺓ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ..
ﻧﺴﺄﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻋﻈﻤﺘﻪ
ﻭﺟﻼﻟﻪ ... ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻋﻠﻮﺍً ﻛﺒﻴﺮﺍً .. ﻭﺍﻟﺤﻤﺪ
ﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ .
ــــــــــــ
ﺑﻘﻠﻢ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﺍﻟﻜﺤﻴﻞ