بسم الله الرحمن الرحيم 

والصلاة والسلام على رسول الله خير الأولين والآخرين

 

لقد شكل رحيل العالم والشيخ العارف بالله عبد الله ولد أحمدفال الحسني صاحب الإجازة في علوم الشرع واللغة العربية خريج أعرق محاظر الجنوب (محظرة تنجغماجك محظرة بلغربان )

شكل رحيله فاجعة مؤلمة عم صداها كل القرى والحواضر والمدن الموريتانية بدءا من حاضرته أبير أولاد عيسى حاضنته الاجتماعية وأختها في النسب والود والقربى قرية أندومرى العريقة مرورا بالشمال وخصوصا ولاية آدرار حيث كان لهذا الطود الشامخ مقام وقرار فرضتهما صلات العمل والمصاهرة

لقد عاش هذا العالم نيفا وسبعين عاما أفنى منها أربعين عاما في تحصيل المعارف متنقلا بين محاظر الجنوب يعب ويعل من معين العلوم الشرعية واللغوية حيث لازم كلا من الشيخين والعالمين الجليلين شيخ محظرة بلغربان بلا ولد أحويبل رحمه الله وشيخ محظرة تنجغماجك أحمدو ولد محمذفال عليه من ربه وافر الرحمات 

وقد أجازه هذان الشيخان وأثنيا على حدة ذكائه وفطنته ورساخة قدمه في ما أخذ عنهما من علوم الشرع واللغة العربية والسيرة والبيان 

كان رحمه الله شاعرا متمكنا من ناصية الشعر بارعا في قرضه من دون اسهاب حيث اقتصر في انشائه على مديحيات لأشياخه وابتهالات وتوسولات بالإضافة إلي بعض الوديات بينه وخلائصه من أخوة وأصدقاء  

التحق عبد الله أحمدفال بالتعليم النظامي كمدرس للغة العربية فحول إلي ولاية آدرار عين أهل الطايع ثم العاصمة أطار ليستقر به المقام هناك قرابة ثلاثة عقود من العمل الوظيفي فكان محل تقدير وتبجيل من زملائه في والعمل ورؤسائه لما اكتشفوا فيه من غزارة علم ورجاحة عقل ورحابة صدر ورفعة قدر وحسن أخلاق 

غرس النخيل وبث العلم وأكرم الضيف وأعان المحتاج وأعطى السائل وآوى الغريب 

كان منزله في كنوال محط رحال كل الزائرين والقادمين إلي الولاية من مختلف الجهات 

يقول فيه أحد الشعراء 

يا طالبا دار إكرام وإحسان 

ودار علم وآداب وقرآن

لا تعد عيناك عن عبد الإله بن أح

مدفال فهي لزوار وضيفان

 

عرف رحمه الله بالأريحية والمفاكهة فلا تخلو داره من سمر أدبي ومعرفي تنثر فيه الطرائف والفوائد ونفائس وأوابد اللغة 

 

ترك الفقيد مكتبة عظيمة زاخرة بالمخطوطات النفيسة خط يده والكتب النادرة 

 

نعزي فيه أهل وده من مشايخ وأصدقاءه وزملاء ونشكر جزيل الشكر كل من عزانا فيه وواسانا فيه سواء من أتى إلينا ومن اكتفى بالاتصال واعتذر عن الحضور 

ونسأل الله له الرحمة والمغفرة والفردوس الأعلى من الجنة

 

عن أسرة المرحوم :

المفتش المختار احمدفال