خلال رحلة إنتاج لإذاعة صوت المواطنة التي كانت تجربة رائدة قادني البحث والإنتاج لزيارة رجل علم وزهد وأخلاق في منزله الذي يبعد نحو 500 متر من جامع ابنينعجي الذي كان إمامه وأول خطيب جمعة فبه حيث اهله وابناء عمومته؛فوجدنا رجلا تحيط به الكتب النادرة وليس معه سوى حليلته الفاضلة مريم منت عبدي فأكرم وفادتنا وكان لنا معه حديث شيق وخاص؛فالرجل منقطع للعبادة والتعلم ولا يريد من الدنيا سوى حاجة الوقت وقد قطع على نفسه التزاما طوعيا بأن لا يخوض في أمور الدنيا وكان وقتها قد تخلص من كل ممتلكاته سوى مكتبته ومنزله المتواضع.
وحدثنا عن معاصريه من العلماء ومن عرف منهم والطريقة التي اقتنى بها مكتبته الغنية والتي قال إنها وقف لطلاب العلم وليست تركة توزع لأنه أراد لها ان تكون علما يبث في قلوب طلاب العلم
أمو ولد اشدو رفض أن يعطينا روتين يومه لكنه قال بأن الإنشغال بتلاوة القرآن والذكر والإستغفار وكفء الاذى عن الناس ورعاية حق الجار امور نافعة وان التعلم من المهد إلى اللحد وبين ان كل منا لابد له من ورد يومي من القرآن وانه ليس في القرآن قليل فهو كثير ونافع كله.
لقاؤنا مع هذا الشيخ الذي هو مكتبة ناطقة كان عصارة من تجربة رجل نادر ؛لا يهمه سوى الآخرة فقد آلى على نفسه ان لا تبيت معه اوقية فما فوق بل يتصدق بكل ما يصله من مال.
وبعد ذلك عرفت إخوته الكرام على تفاوت في الزمن محمد محمود المنفق والمجتبى وعبد الرحمن وكلهم فتية كرام لهم حظ وافر من العلم.
وكذلك ابناؤهم الذي باتوا سند قويا وحيا للدعوة الى الله منهم امير الدعوة إشدو ولد محمد محمود وإخوته.
وكذلك علي ولد امو ولد إشدو.
فهم شجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء.
أحسبهم كذلك ولا أزكي على الله أحدا.
من هذه الجماعة رجال علماء وصلحاء وقادة كثر منهم العالم والصالح محمدن ولد ابي وغيره وسنخصص له ولغيره تناولا لاحقا وقديما قيل إن مالا يدرك كله لا يترك جله.