عرفت أيام الأسبوع المنصرم مواجهات يومية بين الشرطة والطلاب الجامعيين، حيث حافظ الطلاب على تنظيم مسيرة يومية باتجاه وزارة التعليم العالي، كانت الشرطة تتدخل كل مرة لمنعها، فيما يحمل الطلاب مطالب يصفونها بالمشروعة، ويدعون لتلبيتها بشكل فوري، وتطورت هذه الاحتجاجات إلى شلل دراسي شبه تام في مؤسسات التعليم العالي.
وتتوزع المطالب التي دفعت بالطلاب إلى الشارع إلى مطالب أكاديمية وتربوية، وأخرى خدمية، فيما أصيب العديد من الطلبة خلال الاحتجاجات إصابات متفاوتة، وأوقفت الشرطة عددا منهم، قبل أن تفرج عنهم لاحقا.
ومن أبرز هذه المطالب التي رفعها الطلاب خلال احتجاجاهم ضرورة التفعيل الفوري للمساعدة الاجتماعية، وهي مبلغ 15 ألف أوقية قديمة، يدفع سنويا للطلاب غير الممنوحين، ويقول الطلاب إن اللوائح الناظمة لمركز الخدمات الجامعية تنص عليها، كما يطالبون بتخصيص بند وغلاف مالي خاص بهذه المساعدات في جميع ميزانيات المؤسسات التعليمية الجامعية، وصرفها مركزيا لدى المركز الوطني للخدمات أو على مستوى كل مؤسسة.
ويطالب الطلاب بالمراجعة الفورية لمعايير المنح، وذلك عبر إلغاء المعايير المعتمدة حاليا في السنة الثانية من الليصانص وتعميمها، وإلغاء معيار السن كشرط لاستئناف منحة التجاوز من سلك إلى سلك في كلية الطب.
وينبه الطلاب إلى أن من المعايير المعتمدة الآن، وغير المنصفة اعتبار الحصول على الباكلوريا من الداخل وحده سببا للحصول على المنحة، حيث إنه يجعل بإمكان أبناء الوزراء ورجال الأعمال الحصول على منحة لمجرد حصولهم على الباكلوريا من الداخل، يتم حرمان الآلاف من أبناء الفقراء في نواكشوط لمجرد أنهم أجروا هذا الامتحان في العاصمة.
"بلا مكتبة ولا أفق"
كما يحتج الطلاب على وضعية المكتبات في مؤسسات التعليم العالي في البلاد، وكذا محدودية أسلاك الماستر، ويطالبون بتوفير الكتب بالمكتبة الجامعية أو الشروع الفوري في تجهيز فضاء بها للمراجعة والمطالعة والبحث ريثما تكون جاهزة.
ويشدد الطلاب على ضرورة فتح ماستر في جميع المؤسسات، وزيادة مقاعدها بما يتناسب مع أعداد الطلبة الخريجين في كل مؤسسة، وخصوصا كلية العلوم القانونية والاقتصادية، ابتداء من العام الجاري.
ويؤكد الطلاب في احتجاجاتهم المستمرة منذ أسبوع ضرورة مراجعة المناهج التربوية وتحديثها بما يتناسب مع التطورات العلمية، وكذا حاجيات سوق العمل في البلاد.
تراجع في الشفافية
ويتحدث الطلاب ضمن مبررات خروجهم إلى الشارع، واستمرارهم في الاحتجاج عن تراجع في شفافية المنح، مؤكدين ضرورة الإعلان الفوري عن بقية مقاعد المنحة المغربية لهذا العام أمام مستحقيها، وإعلان الوزارة التزامها الشفافية في توزيع مقاعد الحصص الرسمية، ومراجعة معايير الإسناد.
كما يشدد الطلاب على ضرورة إعادة تمثيل الطلاب في اللجنة الوطنية للمنح، وإعفاء الطلبة المسجلين في المقاعد المعوضة لهذا العام (50 طالبا) بالمدرسة الوطنية العليا لعلوم الصحة في ظل توجيه عشرات الطلبة لها من طرف الوزارة بعد ذلك دون أي مقابل مادي
ويطالب الطلاب بزيادة الغلاف المالي المخصص لمنح الطلاب الموريتانيين في الخارج، وبصرف هذه بشكل شهري، وكذا إعادة منح طلاب الطب المكملين في مرحلة التخصص.
ويرفع الطلاب ضمن مطالبهم التي يصفونها بالمستعجلة ضرورة تنظيم انتخابات تمثيل الطلاب في عدة مؤسسات للتعليم العالي كالمعهد العالي للمحاسبة وادارة المؤسسات، وجامعة العلوم الإسلامية بالعيون، والمعهد العالي للدراسات والبحوث الإسلامية، والمعهد العالي للتعليم التكنولوجي بروصو، والالتزام بآجالها القانونية في جامعة نواكشوط.
مشاكل النقل والمطعم
كما تتضمن المطالب التي دفعت الطلاب إلى الاحتجاجات محاور تتعلق بمشاكل النقل والمطعم، حيث يدعو الطلاب للمراجعة الفورية لاتفاقية النقل بما يضمن زيادة المحطات والمسارات والباصات، منبهين إلى أن أكثر الأحياء فقرا كأحياء الترحيل من دون أي محطات لباصات النقل.
ويطالب الطلاب بتوسعة المطعم الجامعي بما يتناسب مع أعداد طلاب الكليات، وبناء مطعم لطلاب المعاهد، وفتح سكن جامعي لطلاب مؤسسات العاصمة، وفتح السكن الحالي بكامل طاقته الاستيعابية.
وتتضمن مطالب الطلاب توفير تأمين صحي مجاني وشامل لجميع الطلاب، وتوفير وراقات مجانية في جميع المؤسسات، وتعميم تعويض رسائل التخرج لتشمل الطلبة غير الممنوحين وزيادة مبلغها.
مطالب غير واقعية
وزير التعليم العالي والبحث العلمي انيانغ مامادو وصف مطالب المحجين بأنها "غير واقعية وتخرج في معظمها عن الإطار الطلابي"، وذلك خلال مؤتمر صحفي مساء الأربعاء الماضي.
وأكد الوزير أن الخدمات الجامعية شهدت تحسنا كبيرا في الآونة الأخيرة، كزيادة أعداد المستفيدين من المنحة، ومضاعفة خدمات النقل الجامعي والسكن والمطعم، إلى جانب فتح المساعدة الاجتماعية التي كانت متوقفة منذ 2019.
وشدد الوزير على عزم قطاعه مواصلة تحسين هذه الخوجدد الوزير الدعوة التي قال إن الوزارة قدمتها للنقابات الطلابية خلال الأيام التشاورية بمدينة تكند، من أجل تقديم مقترحات عملية وواقعية للمشاكل الطلابية.
نقلا عن وكالة
الاخبار بتصرف