أين ومتى يعلن الرئيس غزواني ترشحه

ثلاثاء, 03/26/2024 - 15:42

يُعتبر ترشح رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لمأمورية رئاسية ثانية بحكم تحصيل حاصل،بالنظر لعاملَين اثنين، الأول حقه الدستوري الذي لا غبار عليه في الترشح، فضلا عن تطبيق العرف السياسي القاضي بأن أي رئيس للجمهورية في مأموريته الأولى يعتبر مرشحا تلقائيا للمأمورية الثانية،ليس هذا في موريتانيا فحسب،بل في العديد من الدول، ما لم تحدث ظروف قاهرة تمنع ذلك،أو يُعبر الرئيس نفسه عن عدم رغبته في الترشح وقل أن يقع ذلك..!.

العامل الثاني الذي يعزز فرضية ترشح رئيس الجمهورية لعهدة ثانية هو الدعم الكبير الذي وصل حد الإجماع على مطالبته بالترشح من قبل معظم الأحزاب السياسية،والكتل الوازنة، والشخصيات المرجعية في المجتمع،أو ما يطلق عليهم"الناخبون الكبار"، لكن رغم كل ذلك فإن قرار الترشح من عدمه هو في النهاية قرار شخصي بحت، يحسم فيه رئيس الجمهورية بنفسه، فالانتخاب بيد الشعب، لكن الترشح بيد المرشح، فمتى،وأين، وكيف سيعلن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الترشح لمأمورية رئاسية ثانية؟؟.

أسئلة تدور اليوم في خلد كل مواطن موريتاني، وللإجابة عن سؤال الزمان،يمكن الرجوع لمعطيات وتواريخ دستورية غير قابلة للتغيير على الأقل لمعرفة آخر أجل لإعلان الرئيس الترشح، فاللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات حددت يوم السبت 29 يونيو 2024 موعدا للتصويت في الشوط الأول من الرئاسيات،والدستور ينص على أن انتخاب رئيس الجمهورية يتم قبل ثلاثين يوما على الأقل،أو 45 يوما على الأكثر من انتهاء مأمورية الرئيس الحالي، والتي تنتهي يوم 29 يوليو 2024، وتعني هذه المعطيات أن مرسوم استدعاء الهيئة الناخبة سيتم بحلول نهاية شهر ابريل،أي 60 يوما قبل الاقتراع، وتبدأ فترة استقبال ملفات المترشحين مباشرة من تاريخ استدعاء الناخبين وتستمر أسبوعين، وبقراءة هذه التواريخ مجتمعة يمكن التوصل إلى استنتاج أن رئيس الجمهورية سيعلن رسميا ترشحه منتصف ابريل أو بحلول نهايته.

أما السؤالان: أين، وكيف؟ فهناك ثلاثة احتمالات،أو سيناريوهات لذلك:

السيناريو الأول: أن يعلن الرئيس المرشح،أو المرشح الرئيس ترشحه لمأمورية ثانية عبر فعالية سياسية جماهيرية يتم تنظيمها لهذا الغرض في العاصمة، أو في إحدى المدن الداخلية،ويُدعى لها رؤساء الأحزاب، والمنتخبون الداعمون للرئيس،ورجال المال،والإعلام، والوجهاء وأعيان المجتمع، ويحضرها الرئيس بالطبع ليعن رسميا ترشحه لعهدة ثانية.

السيناريو الثاني: أن يعلن الرئيس ترشحه عبر تصريح صحفي على هامش نشاط رسمي،وعبر تصريح يجيب فيه على سؤال من صحفي يتم ترتيب ذلك معه مسبقا،أو يعلن الترشح عبر مقابلة صحفية.

 

السيناريو الثالث أن يخطب الرئيس ود شعبه معلنا الترشح عبر تغريدة على تويتر،وإن كان هذا الاحتمال مستبعدا، لكنه يبقى مطروحا نظريا على الأقل.

 

وحتى يقرر رئيس الجمهورية بشأن الموضوع،تبقى حالة عدم اليقين السياسي تتسيد المشهد السياسي،وسط فتور غير معهود قبل 100 يوم فقط من يوم الاقتراع تقريبا،وتبقى الساحة مهيأة لأحداث أخرى ليست حتمية الوقوع، لكنها واردة ومحتملة بشكل كبير،من قَبيل التعديل الوزاري، وإجراء تغييرات مهمة في هيكل الجهاز الحكومي بما يناسب ويتناسب مع المرحلة التي يطبعها الهاجس الانتخابي قبل أي اعتبار آخر.