يعد الكتاب المدرسي أداة رئيسة في عملية التعلم والتعليم،إذ يستخدمه المدرس في تخطيط عمله التدريسي قبل الشروع بتنفيذه، وفي أثناء عملية التعليم ،فهوعماد المنهج التعليمي حيث يربط مواده الأدبية والعلمية بمصادرالمعرفة وفق معاييرجودة صناعة الكتاب المدرسي: كفاءة المؤلف، جودة مادة الكتاب ومحتواه، صحة لغة الكتاب وأسلوب عرضه، شكل الكتاب وإخراجه .ذلك أن الكتاب المدرسي يرتبط ـ بحكم تنوع مواده ـ بتخصصات كثيرة كالفقه والدراسات الإسلامية ، (في مجال التربية الإسلامية) ليجد نفسة مضطرا للتعاون في التدقيق والتصحيح مع منتسبي وزارة التوجيه الإسلامي، أو اتحاد العلماء...والأئمة والفقهاء، أو المجلس العلمي لقناة المحظرة.... كما يجد نفسه مضطرا أو مختارا للتعاون مع مؤسسات وزارة الصحة في مجال مادة العلوم الطبيعية ، أومع منتسبي كلية العلوم والتقنيات بجامعة نواكشوط في مجال الرياضيات ... أو مع الجمعيات العلمية غير الحكومية، أو أن يتعاون الكتاب المدرسي ـ اضرارا أو اختيارا مع مجلس اللسان العربي في مجال التدقيق اللغوي، وهكذا دواليك. وغير خاف على مؤلفي الكتاب المدرسي أن الكتاب المدرسي الصادر عن المعهد التربوي الوطني يحتوي على بعض الأخطاء ـ شأنه في ذلك شأن العمل البشري ـ وتقوم إدارة المعهد التربوي الوطني كل سنة بمراجعة الكتاب المدرسي وتدقيقه قبل إعادة طباعته، ولكنها لا تسحب الكتب القديمة (التي تشتمل على الأخطاء) من المدارس والأشكاك ، وهي معذورة في ذلك لاستحالة سحبها، فنتج عن ذلك أمران:
أحدهما أن أخطاء الكتاب المدرسي لا تموت، بل تبقى حية في البيوت والمواقع الألكترونية والمكتبات، فكل قارئ ظفر بخطإ في كتاب مدرسي قديم فإنه سينسبه إلى كتب المعهد التربوي الوطني دون العودة إلى تاريخ الطبعة، أو مدى اعتماده لدى المفتشية العامة للتعليم.
أما الأمر الثاني فهو تشبع الذاكرة الجمعية للقارئ بكثرة الأخطاء في الكتاب المدرسي صدقا أوتحاملا.
والخطأ(اللغوي) يحترق المعرفة على نار هائة في أذهان النائشة فلطفا بأكبادنا.
إن الكتاب المدرسي أكثر أهمية من أن يُترك وحده لمنتسبي المعهد التربوي الوطني على جلالة ما يقومون به من جهد حميد يجسده كتاب مدرسي يتأبّطه كل مدرس داخل الفصل وخارجه. ولا غرو أن يتعاون المعهد التربوي الوطني مع مجلس اللسان العربي في تدقيق الكتاب المدرسي وتصحيحه لغويا، فهو خيرعلى خير،
يدقق الكتاب المدرسي مرتين: مرة في بيته، ومرة على أنغام المجلس: وخيرجليس في الزمان كتاب....