لحراطين سواء كانت تحريفا ل " الحراثين" كما ذكر ولد عدود رحمه الله، أو "ايحراضن" الصنهاجية بمعنى الشخص الأسمر، هم مجتمع خصص نفسه في البنية التقليدية للإنتاج الزراعي والتنمية، ليس كما يروج البعض قهرا بل عن اقتناع، أسلاف هؤ لاء القوم هم سكان الواحات قبل قدوم بني حسان، لكنهم انصهروا في الثقافة الحسانية مثل صنهاجة بسبب التقارب بين الجميع ، يحمل لحراطين أسماء متنوعة منها النوبي والصنهاجي والإفريقي والعربي، لم تأل الدولة الموريتانية جهدا في دعمهم، وأعتقد أنهم يستحقون ذلك فكثير منهم من سكان الريف وقد أدى انهيار النظام التقليدي لتفاقم معاناتهم، أنا من جيل محظوظ قضيت كثيرا من طفولتي مع شوابين لحراطين في الحقول وقد استفدت كثيرا من صحبتهم خصوصا قيم القناعة والصبر.
وانطلاقا من وجود هؤلاء في شمامه وانشغالهم بالزراعة؛تعوظوا البذل والعطاء فقد كانوا وجهة لسكان الذراع الذين ياتون طلبا للزرع ومكه واشركاش وآدلكان حينها كانت هذه اغلب معاش سكان هذا المنكب.
مقابل هذا كان سكان الذراع يعلمون الأطفال ويحددون الزكاة ويرغبون في الإنفاق فتولدت علاقة تكاملية بشكل او بآخر
وفي العقود الثلاثة الأخيرة ظهرت حركات تحررية عملت على توتر العلاقة بين المكونات مما دعا الدولة للقيام بجهود تميزية لصالح هذه المجموعات التي فاتتها فرص التعلم ولا تملك وسائل كافية للإيتفادة من الاراضي الزراعية في مناطق الضفة.
لكن استحواذ المتنفذين على جل الأراضي الزراعية التي كانت لحوزة هذه المجموعات زاد مسافة الخلاف بين هؤلاء واولئك مما فتح المجال امام دعاة الغرقة تلذين يسعون لتحقيق مصالح شخصية.
يتواصل