لا يمكن وصف سياسة النظام الموريتاني الحالي، تجاه الإعلام المستقل، إلا بالانتقائية والغرابة التامة، بل يمكن القول إن ما تحقق خلال ثلاثين سنة من حراك النقابات وعملها الجاد، قد تراجع كثيرا إلى الخلف، وحلت محله علاقات وقيم جديدة، قوامها الانتقاء، والزبونية، وإعلاء قيمة الغث على حس
لا يمكن للمتتبع للشأن الموريتاني أن يخمن أنه يفصلنا فقط ثلاثة أشهر عن الانتخابات الرئاسية. إنه أمر مدهش في الحقيقة في دولة تعددية ظل الطابع العام للانتخابات فيها هو الصخب .
كثير من مشاكلنا اليوم و التحديات التي نواجهها كان من الممكن أن تكون أقل حدة أو لا تكون لو أن -وما تجدي لو أن-كوادر الدولة استشرفوا حدوثها قبل خمسين أو ستين سنة خلت.
بفضل المؤسسية التي رسخها فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني منذ توليه للرئاسة، لم يعد في وجدان الشعب الموريتاني إيمان حتمي بالقائد الضرورة الذي يدور حول نفسه، ويحاول تسخير إمكانيات البلد لدوران الشعب حوله، لكن المجتمعات الحية تدرك بوعيها الجمعي أهمية القادة الذين يعبرون بالب
أولئك الذين يتخفون في أعماق السلطة، على وجه الخصوص، يدعمون بيرام الداه ولد اعبيدي لتحويل شعبنا عن النضال الموحد والديمقراطي، هم أنفسهم الذين لفقوا منه شخصية سياسية لمدة عشر سنوات على الأقل.