خليل الحية :إسماعيل هنية بذل حياته لدينه ووطنه وقضيته

أربعاء, 07/31/2024 - 15:24

مقتطفات من ابرز ماء جاء في المؤتمر الصحفي لنائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة الدكتور خليل الحية تعقيبًا على اغتيال القائد المجاهد الشهيد إسماعيل هنية*

 الحية: القائد إسماعيل هنية بذل حياته من أجل دينه ومن أجل قضيته ووطنه، فعاش مجاهدًا، وسياسيًا بارعًا، وعاش نقابيًا مفعمًا بالحيوية والنشاط، واعتقل في سجون الاحتلال، وذهب هنا وهناك، كل هذه الحياة لم تثنيه لحظة أن يواصل الطريق خدمة لوطنه وقضيته وأمته. 

إننا اليوم وإذ نفخر بأخينا القائد إسماعيل هنية، إننا نغبطه على هذه الشهادة، فلقد قضى نحبه على خير العمل، في ظروف استثنائية، لكننا نحن وشعبنا وأمتنا افتقناده، هو فاز بالشهادة والجنة. 

 حركة حماس وشعبنا الفلسطيني الذي يمتطي صهوة المقاومة منذ 76 عامًا في الدفاع عن قضيته ووطنه لن يوقف مسيرة المقاومة لا استشهاد قائد أو عشرة ولا غير ذلك، فمسيرة الإجرام الصهيوني التي طالت قيادات كثيرة من شعبنا الفلسطيني، ما زادت مقاومة شعبنا إلا إصرار وغزة، ولقد كانت حركة حماس على ذات الطريق، حيث قضى نحبه عشرات من قيادات الحركة الأولى، على رأسهم الشيخ أحمد ياسين مؤسس الحركة، وأخرهم ولن يكون أخيرهم الشهيد القائد إسماعيل هنية. 

إن هذا الحدث بقدر ما هو أليم لكننا نقول بكل اعتزاز ونحن نودع قائدنا اليوم ورئيس حركتنا، نطمئن شعبنا وأمتنا والمحبين، أن هذا الحدث الأليم الجليل لم يكن حدثًا استخباريًا أو شيئًا كبيرًا يمكن أن يتباهى به العدو الصهيوني الذي نفذ جريمته.

الأخ المجاهد إسماعيل هنية هو رئيس المكتب السياسي، وكان يتواصل ويلتقي قبل استشهاده بلحظات مع وفود من الزوار، وهو في مكان عام في بيت ضيافة في الجمهورية الإسلامية، فلم يرقد في مكان سري، ولم يكن بعيدًا عن الأضواء، إنما كان في زيارة وضيافة رسمية، توجت بالعشاء الذي كان بالأمس مع جميع من شاركوا في تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.

 إن حالة توجيه أن هذا إنجازًا للاحتلال هذا عارٍ عن الصحة، لكن لماذا أقدم العدو على ذلك…؟، أولًا فالعدو من أول طوفان الأقصى حاول أن يعزل المقاومة وأن يصفها بأوصاف كثيرة لتكون بعزلة في العالم، لكنه تفاجئ أن القائد إسماعيل هنية يتنقل في عواصم عالمية وعربية وإسلامية كثيرة، من روسيا إلى ماليزيا إلى إيران إلى قطر إلى مصر إلى تركيا إلى لبنان إلى الجزائر إلى موريتانيا إلى المغرب، وإذا بهذه الحركة المقاومة وغيرها من الحركات التي حاول العدو الصهيوني أن يوصفها بأوصاف متعددة تتحرك في العواصم ويستقبلها الساسة هنا وهناك، فغاظ ذلك الاحتلال ومما غاظه كثيرًا، هذه التظاهرة السياسية التي شهدها القائد إسماعيل هنية بالأمس. 

 القائد إسماعيل هنية كان وسط تظاهرة سياسية في تنصيب الرئيس الإيراني، بين عشرات من الساسة الدوليين والعرب والمسلمين، وكان هنية يتوسطهم والكل في حالة ترحاب واحتضان وأخذ الصور معه هنا وهناك، لذلك هذه الصورة أبطلت على الاحتلال أن المقاومة معزولة، وباعتقادنا هذا الغيظ الذي كمده الاحتلال أراد أن يفرغه بشكل مفاجئ. 

 السبب الثاني هو أن هذا الاحتلال الإجرامي البغيض القاتل الذي لم يفلح إلا في التدمير والقتل، هو يتحدى العالم اليوم، الكيان الصهيوني اليوم مسعر حرب يريد أن يحرق المنطقة بالكامل، لذلك أراد أن يضرب في لبنان وفي إيران، وهو يعلم أن لبنان وإيران والمقاومة لن يمرروا له هذا الإجرام إطلاقًا، ولن تمرره مقاومتنا وكتائب القسام إطلاقًا. 

فعل العدو اليوم هو لإشعال المنطقة بالكامل، فالعدو يريد أن يشعل المنطقة ليهرب إلى الأمام لأنه فشل في تحقيق أهدافه، لذلك قلنا مرارًا أنه يراوغ، فلا يريد اتفاقًا ولا يريد صفقة، بل يريد أن يبقى العدوان هنا وهناك رغم فشله، فيهرب إلى الأمام بالقتل والتدمير وغير ذلك.  هذه مسؤولية العالم اليوم، العالم الذي يري أن يحافظ على الأمن والسلم الدوليين، أين العالم اليوم الذي يكيل بمئة مكيال، ليكبح جماح هذا الكيان المارق؟

 الاحتلال يعلم أن الجمهورية الإسلامية وفصائل المقاومة وجبهات المقاومة لن تمرر له هذا الاغتيال، وقد استمعنا لكل المقولات من سماحة القائد وغيره، وهم يتوعدون بالرد على هذا العدوان الذي حدث على أرض الجمهورية الإسلامية. 

 إن الكيان الصهيوني جدير بأن يعزل، وجدير بأن يطرد، وجدير بأن يدفع ثمنًا غاليًا على جرائمه البشعة التي يواصلها. 

 نطمئن أمتنا وأهلنا وشعبنا، فبقدر الألم على فراق الأخ القائد إسماعيل هنية الذي صحبناه على مدار عشرات السنين، وتعرض لمحاولات الاغتيال أكثر من مرة، إلا أننا نقول لكم أيها الإخوة ويا أمتنا: اطمئنوا على خيارنا، فحماس والمقاومة ماضية على استراتيجة واضحة، وضعت في مؤسساتها المتعددة، لا تنحذف لا باستشهاد ولا موت قائد ولا عشرة من القادة.

 من سيحمل الراية بعد القائد إسماعيل هنية سيمشي على الدرب نفسه، ونحن نعاهد أمتنا ونعاهد كل الأحرار، أن نمضي على طريق المقاومة بأهدافنا الوطنية لكنس الاحتلال، وإنهائه عن أرضنا، وإعادة شعبنا اللاجئ من المنافي والشتات، وإقامة دولتنا الفلسطينية الحرة، وتقرير مصير شعبنا، هذه قضايانا العادلة وأهدافنا التي نسعى لها ونقاتل من أجلها، وندفع الأثمان الغالية عليها. 

نقول للأمة، اطمئنوا.. عهدنا معكم أن تبقى فلسطين قبلتنا السياسية، وأن يبقى المسجد الأقصى قبلتنا، لنقاتل نحن وكل الأحرار حتى نصل إلى أهدافنا، وإننا ورغم هذا الزهو والعربدة الصهيونية، فإن ذلك لا يخيفنا، وماضون على خطى الأحرار والقادة والشهداء حتى التحرير بإذن الله.