سأفتقد شخصياً، كما هو شأن جاليتنا جميعاً في دولة الإمارات، مَن كان أخاً وصديقاً مقرباً للكل، وفي الوقت ذاته كان مسؤولا عمومياً يقدِّر جسامةَ مهامه ويقوم بها على أكمل وجه وأفضله، بكل أريحية واحترام للقانون وحرصٍ على الصالح العام. إنه العزيز حمَّه ولد السييدي رئيس مركز «الوكالة الوطنية لسجل السكان والوثائق المؤمنة» في سفارتنا بأبوظبي، والذي شملته تنقلاتٌ أجرتها الوكالةُ مؤخراً لرؤساء مراكزها في الداخل والخارج.
ولطالما كان حمَّه يواجه ضغوطَ العمل وازدحام المراجعين بابتسامة أخوية صادقة تخفف عن الجميع عناءَ السفر وساعات الانتظار جراء الأعطال المتكررة في شبكة اتصالات الوكالة. كما لم يتخلف يوماً عن عادته في الإصرار على البقاء بمكتبه حتى إنهاء آخر معاملة وخروج آخر مُراجع ولو تطلّب منه الأمرُ مواصلةَ العمل حتى الليل.
يجدر بالوكالة أن تبوئ رجلا خدم خلال أربع سنوات بكل إخلاص وأعطى جميع طاقته، مثل حمه ولد السييدي، منصباً يناسب كفاءتَه وتفانيه وإخلاصه.. وإننا حقاً لنغبط إدارةً سيتولاها رجلٌ بأريحية حمّه وصدقِه ونقاء سريرته! فله مني شخصياً خالصُ الود وصادق المحبة.