من خلال عزم زين العابدين ولد الشيخ احمد كبير وقائد اهل الطشة على تنظيم معرض لاي صناعات موريتانية نتامل السرد التالي;
مؤشر التصنيع مقياس أساسي لترتيب الدول على مدرج التقدم والتخلف. والبلدان النامية عامةً تعاني تخلفاً في المجال الصناعي، لاسيما مجال الصناعات الدقيقة ذات التكنولوجيا العالية. وقد أفادني أحد الأصدقاء عائد من السنغال قبل بضعة أشهر من الآن أن حوالي نصف السلع المعروضة في الدكاكين هناك منتجاتٌ محليةُ المنشأ. وأخبرتُه بدوري أن معروضات الدكاكين في بلد نامٍ آخر هو مصر، سواء أكانت أغذية أم ملبوسات أم مواد تنظيف أم أفرشة وتجهيزات.. كلها محلية المنشأ. وكذلك الأمر بالنسبة لمواد الصيدلة، إذ تنتج مصرُ جميعَ احتياجاتها من الدواء. وأعتقد أن الأمر ينطبق بدرجة كبيرة على دول نامية أخرى في فضائنا الإقليمي مثل المغرب وتونس والجزائر.
أما نحن، فحتى في مجال الصناعات الغذائية لا نكاد نصنع أكثرَ مِن أربع سلع، أو بالأحرى نعلبها فحسب. ولا يبدو أننا نسير باتجاه التوسع في التصنيع، بسبب غلاء أسعار صناعاتنا على نحو مفرط، كما هو حال الإسمنت مثلا، رغم توفر اليد العاملة الرخيصة، وبدليل أن السنوات والعقود الماضية شهدت إغلاقات متتالية لعدد من المصانع، في مؤشر واضح على تراجع طموحاتنا في هذا المجال وضمورها!